الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن التصفيق ؟

زيد ميشو

2010 / 5 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقال بأن التصفيق بدأ مع اليونانيين ، وقد كان للتعبير عن حب الناس وإعجابهم في العرض المسرحي الذي يشاهدونه ، وهناك من يقول أيضاً عن اليونان بأنها أول دولة وجد فيها مهنة التصفيق ، وهم مجموعة من المأجورين الذين يمتهنون التصفيق في العروض المسرحية والمسابقات الفنية والعروض الرياضية الأخرى ، كيما يوجهوا أنظار الجمهور والحكام لتلك الفعالية .
والفرق واضح بين التصفيق الصادق للأبداعات والمغشوش مقابل أجر .
والمُصَفِّقْ والمُصفَّق له أنواع ، فهناك من يستحق ، وأعزّي ذلك لسبب إبداعي وغالباً مايكون إبداع فنّي مميز لايمكن إلا للندرة القليلة التميُّز به ، وهناك من يرغم الحضور على التصفيق سواء بالعصا أو بالإيحاءات ، وعن ذلك حديثنا .
يوجد نكتة قالتها الشعوب العربية عن حكامها بتغيير إسم الحاكم لكل دولة ، وهي عن رأس الدولة الذي تنكر وذهب إلى السينما ، وقبل بدء الفلم كانت السياسة تستغل هذه الفرصة لتعرض فلم مصوّر عن إنجازات القائد ، ويبدأ الكل بالتصفيق إلا القائد المتنكّر ، ليلتفت له الذي بجانبه ويقول ( صفق ترى يودّون جلدك للدباغ ) . سردّت هذه النكتة مستعيضاً عن الشتيمة ذات العيار الثقيل بجلدك للدباغ ، وقلت في نفسي قد يوجد شخصاً لايعرف تلك النكتة وهذا من المستحيلات . فكم من مرة إحمَّرَّت الكفوف من شدة التصفيق وذلك أفضل من إحمرار المؤخرات بـ ( صوندات ) الأمن .
وهناك من يصفَّق له إحتراماً لمكانته أو لحكم روتيني تقليدي أو مجاملةً أو تملّق ، وذلك مايحدث في الصالات التي تحتوي على منصّات يتعلّق بها ويعلّق الحضور لفترة من الوقت لإلقاء خطبة سياسية أو دينية ، أو إمتداح شخصاً له جاه أو لإحياء ذكرى فقيد له منجَزٍ ما .
الخطب السياسية أثبتت عدم جدواها ، وما التصفيق لها إلا نوع من إلإذلال والإنصياع لشخص سيسعى أو يسعى جاهداً لسحق من هم بمعيته .
والتصفيق للخطاب الديني لاتقل سيئاته عن ذلك السياسي اللعين بل العن ، فرجل الدين الذي يجب ان يتصّف بالتواضع ، نراه أحياناً يتصنع في نبرة صوته لينهي مقطع من كلامه أو كله بنبرة صوت ثورية تتحرك لها الأيادي دون وعي .
وهذا النوع من رجال الدين كنظيرهم السياسين ، يبغون مجداً بالسيطرة على العقول من خلال التصفيق المبتذل من قبل شعب مارس تلك الثقافة بعد أن أصبحت جزءً من كيانه ، ليخلقوا لهم بذلك زعيم يستخدمهم إرضاءً لغروره .
حالياً نشاهد رجال دين ثوريين في خطاباتهم حتى في النكبات ، فقط لأجل التصفيق ، وماأكثر الخطب التي تسبّبها الكوارث والتي يزداد بها عدد الأرامل والأمهات الثكلى ، لينتهي الخطاب الحماسي ( نحن لهم والله معنا وسف نَنعَل أبو إللي ... ) ويهب الماجورين للتصفيق ويشاركهم وكأنهم تحت تأثير الهيروين المحزونين الذي لعب الخطيب بعواطفهم وسحبهم لطاعته .
وهناك من يخاطب الناس إيمانياً مستعيناً بآيات يقول عنها بأنها أقوال إلهية ويستخدمها بطريقة تحفيزية تساعد من يسمعه وتثيره على التصفيق ، وبهذا سيكون قد أزاح الهه من مكانه ليضع نفسه ، أو كما أصف دائماً أحد الأشخاص بأنه يتصرف ويتكلّم بمنطق الروحانيات وإن أتقن التمثيل الروحاني إلا إنه بعيد كل البعد عن تلك السَما ، فهذا الشخص المؤمن والتقي والورع ، بدل أن يمجّد الله ، نراه يستعمل ألله نفسه ليمتجّد هو . لذا أوجه نقدي لمروجّي التصفيق من رجال الدين وأدعوهم لعدم سحب الشعب في دور الصلاة لإذعانهم بالتصفيق وإلا تحولت تلك الدور إلى مسرحاً للدمى ، ويكفي ماوصل له البعض منهم من تعالي وتعجرف لايطاق .
فمتى سيكون التصيق في محلّه ؟ وهل كما قال زميلي الذي أحترمه بأن التصفيق من الصفاقة ؟
أعجبني هذا التعريف ولاأعرف من أين وصلني ، وهو ينطبق على الكثيرين ، " التصفيق هو مغسلة من مغاسل غسل دماغ الشعب وهي مغسلة اليد لتلويث العقل ، وهي مغسلة تخترع مصطلحات جديدة في الكذب والغش " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليتها تقف عند حدود التصفيق
أمجد المصرى ( 2010 / 5 / 27 - 08:52 )
يا عزيزى ليتها تقف عند حدود التصفيق لكان ذلك هينا ، هناك خطباء لا يبرحون منابرهم أيام الجمعة إلا بعد التأكد من اشتعال حناجر و عقول المتلقين ، فينطلقوا لحرق منازل أو دور عبادة أو تدمير ممتلكات ، مع صيحات اللللــله أكبر ، راجع صفحات الحوادث لتتأكد بنفسك من تلك الظاهرة


2 - إلى دوسر والمصري
زيد ميشو ( 2010 / 5 / 27 - 21:18 )
العزيز دوسر
قرأت تعليقك ولم أفهم سبب حذفه
أعتقد بأن نظام الشكاوي الجديد على الردود في الحوار غير منطقي بعض الشيء
لأن أي كان لايعجبه ردّك يرسل شكوى ويحذف التعليق
بكل الأحوال مشكورة مساهمتك متمنياً رفع الحضر على الأراء
الأخ أمجد المصري
جعلتني أغيّر رأيي يارجل
إذا كان التصفيق يضايقي فما بالك رأيي بشلة عابثين ومجرمين يقودهم ويوجههم إله دموي
لنقبل بالتصفيق على الأقل خطورته تكمن بإستحمار الشعوب أفضل من الإجرام
تقبل محبتي


3 - بوركت يااخي
يونس حنون ( 2010 / 5 / 27 - 23:31 )
اخي العزيز زيد
ليست مشكلة ان اصفق .....المشكلة هي ان اصدق تصفيقي
ياما صفقنا اتقاءا للشر ونحن نقول في عقولنا بئس هذه اللغوة
ولكن ان نصفق ونحن نتوهم ان الهذاءات التي نسمعها سماوية....تلك هي المسالة
ما اكثر التصفيق لرجل دين يصرخ ويكاد يمزق ملابسه من الانفعال المقدس وهو يحرض ويندد ويستنكر ويكفر بدلا من ان يهديء الروع ويطمأن ويحث على المحبة والتسامح
ولاسبيل لايقاف النوع الاول عن جنونه الا بفضح اكاذيبه وتسفيه ادعاءاته


4 - لمن يُصفق الناس ؟
الحكيم البابلي ( 2010 / 5 / 27 - 23:43 )
العزيز زيد ميشو
التصفيق أنواع ، تصفيق بالنيابة عن المحبة والإعجاب والتثمين ، وتصفيق يعبر عن الخوف والمجاملة والتملق والوصولية ، وتستطيع أن تجد النوعين في كل مكان ، وفي كل المجتمعات وفي كل ما يخص البشر ، وحتى في الحوار المتمدن
ولهذا أحياناً يضيع التقييم الحقيقي ، عندما يصفق الجاهل للجهل ، والمؤمن للخرافة والرخيص للسُلَمْ
ولكن رغم كل الغبار ، يبقى الحمارَ حمارٌ حتى وإن ركب عليه عنتر
تحياتي


5 - التصفيق
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 5 / 28 - 01:08 )
الصديق العزيز زيد
احتج على صديقك الذي شبه التصفيق بالصفاقة ، التصفيق تعبير عن مشاعر الشخص المصفق ، مهما كانت اسباب التصفيق ، لذلك وإحتجاجا لن اصفق لك
تحياتي


6 - نقبل ونرفض
مرثا ( 2010 / 5 / 28 - 01:18 )
الفاضل زيد ميشو : أرى انواع كثيرة من التصفيق وكما قال الفاضل د. يونس ليست المشكلة ان نصفق ولكن ان نصدق تصفيقنا ، وان نقرر لأنفسنا متى نصفق ومتى نرفض التصفيق ،حينئذ فقط نستطيع ان نكون صادقين فنصفق لعازف موهوب أو لمخترع نابغ ونرفض التصفيق للنفاق والكذب والإرهاب ،ولكل أفكار او دعاة هدفها اثارة الحماس وإشعال الحروب
تقديري واحترامي


7 - أسعدتني ردودكم ياورود
زيد ميشو ( 2010 / 5 / 28 - 02:02 )
العزيز يونس حنون
بدأت الكتابة في مطلع عام 2006 ومن ذلك اليوم وإلى أبد الآبدين ( كول آمين ) وأنا أسفه وأفضح وأكشف كل العورات وأنت تفعل نفس الشيء ، إلا إن عدد المصفقين في إزدياد ، ورجل الدين ماعندة شغل غير يركب المساكين ، زين وين اولي ، أكتل نفسي .. الروح عزيزة
وقد أشار الحكيم البابلي
بمثل الحمار حمار لو ركب عليه عنترة ، وأكمل معك بمثل كنا نقوله عن الجهل المتقع المتغلغل في شريحة حمورية وكل منهم ينطبق عليه وصف ( جحش ومربوط من إذنة ) بالرغم من مكانة الجحش المرموقة عند المسيحيين بعد أن ركبه المسيح وبهذا فأسمح لي أن أبتدع مثلاً مقارباً لمثلك ( الجحش جحشاً حتى الذي ركبه المسيح ) ومع ذلك نلاحظ
إعتراض العزيز فارس أردوان ميشو
على صديقي الذي أجلّه وأحترمه وهو صاحب قلم لايعرف المجاملة ، ولن أزعل منك ياأبو الفوارس حتى لو لم تصفّق لي بل سأزعل من نفسي متى فعلتها ، وكللي ثقة بأن يداك لن تتلوث بتصفيق في غير محله وكذلك
العزيزة مرثا وقد عرفناها من خلال مداخلاتها الجميلة بأنها صاحبة فكر ومبدأ ، وتصفيقها في الحوار عبر كلماتها الرائعة يتم فقط لكل فكرة تراها صائبة وتستحق التشجيع
ومحبتي لجميعكم


8 - للجميع تحياتي
ابومودة ( 2010 / 5 / 28 - 11:53 )

الاخ زيد
يرتبط التصفيق بمشاعر الفرح الإنسانى
والتصفيق وسيلة إظهار استحسان الجمهور وإعجابهم بالعروض الموسيقية أو الغنائية او مباراة رياضية التى يشاهدونها
وهناك جمهور مأجور اي يصفق مقابل ثمن و اليونانيين كاننوا اقدم من عرف مهنة المصفِّق المأجور اذ كان المؤلفين المسرحيين الذين يعرضون مسرحياتهم على مسرح ديونيسيوس يؤجرون مجموعات من الجماهير تقوم بالتصفيق الحار لمسرحياتهم أمام لجان تحكيم المسابقات
ويقال أن نيرون طاغية روما أسس مدرسة خاصة لتعليم أصول التصفيق وأنه كان يأمر ما يقرب من خمسة آلاف فارس وجندى من أفراد الجيش بحضور الحفلات الموسيقية التى كان يغنى فيها وهو يعزف على القيثارة؛ ليصفقوا له بعد أن ينتهى من الغناء والعزف

و اعتاد المسيحيون التصفيق للوعاظ الشعبيين،استحسانا لأدائهم وكان يحدث التصفيق فى الكنائس بطريقتين الاولى التصفيق الإيقاعى أثناء أناشيد الزواج و حفلات التعميد والثانيه فى مواقف التقدير للمكرمين
والتصفيق إثر قول حسن أثناء الوعظ.وهو ما يعنى أن التصفيق فى الكنائس القديمة كان يقوم بمهمتين؛ الأولى ضبط الإيقاع كالفراعنة والثانية إظهار الاستحسان كاليونانيين
مع مودتي


9 - تحياتي
ناهد ( 2010 / 5 / 28 - 21:53 )
نصفق خوفا او امتنانا او تملقا وبكل الاحوال يجد الانسان مبرر يقنع ذاته به لتصفيقه هذا
تحياتي لك
سلام


10 - أسعدتني ردودكم ياورود - 2
زيد ميشو ( 2010 / 5 / 29 - 06:09 )
العزيز أبو مودة
شكراً على المعلومة وقد وصلتني عبر البريد الألكتروني ووضعت منها المقدمة لهذا بدأت الموضوع بـــ ...... يقــــال .... لعدم معرفتي بكاتبها وهي من ضمن آلاف المعلومات الأخرى التي تصل لي وللجميع
مع كل الحب
العزيزة ناهد
مصيبة أن يجد المرء مبرراً على الدوام ويشرّعه إن كان الفعل الذي وجد له مبرراً مبتذل
شخصياً فأنا مع التصفيق الحار للإبداع والتصفيق في الأفراح
وتقبّلي التحية

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب