الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تكتب امرأة!..................

مكارم ابراهيم

2010 / 5 / 28
المجتمع المدني


في تاريخ 21 ايار مايو 2010 كتبت مقالة بعنوان" الشخصية العراقية بين علي الوردي ومكارم ابراهيم" وكانت ردود افعال بعض العراقيين عنيفة جدا ومبالغ فيها بمجرد ان قرؤا عنوان المقالة فانهالوا علي بالتنكيل والغضب الشديد ومنهم من اتهمني بانه لاعلاقة لي بالبحث العلمي ونصحني بالتوقف عن الكتابة والعمل في دكاكين بيع الخضر ومنهم من اتهمني بخطائي الفادح في التعميم على كل العراقيين رغم انني في الجزء الثالث من مقالتي ذكرت اني وبغرض الحفاظ على موضوعية البحث لن اعمم البحث على كل العراقيين في حين ان الدكتور علي الوردي في كتابه "دراسة في طبيعة المجتمع العراقي" المؤلف من 388 صفحة لاحظ انه يذكر طوال الوقت كلمة الشعب العراقي ولم يقول بعض افراد الشعب العراقي.

يقول علي الوردي "ان الشعب العراقي واقع بين نظامين مختلفين من القيم الاجتماعية قيم البداوة الاتية اليه من الصحراء المجاورة وقيم الحضارةالمنبعثة من تراثه الحضاري القديم" ص14
و يقول علي الوردي ص 385" ان الشعب العراقي منشق على نفسه وفيه من الصراع القبلي والطائفي والقومي اكثر مما في اي شعب عربي اخر"

كما ان بعض العراقييون اتهموني بانني رغم حصولي على البكالوريوس في التمريض وبالكيمياء الحيوية والمختبرات الكيميائية الا ان هذا لايعني انني افهم بالبحوث العلمية وتحليل النصوص التي كتبها الباحثين امثال الدكتور علي الوردي لذلك ساحاول هنا ان اوضح وباختصار شديد مقدار معرفتي في البحث العلمي وكيفية تحليل نص البحث العلمي كالنص الذي تناوله الدكتور علي الوردي والذي استخدمته انا كمرجع في مقالتي.

تقسم الدراسات والبحوث الى نوعين, بحث نوعي وبحث كمي. ويختلف البحث النوعي عن البحث الكمي في المراجع والبيانات التي تستخدم. فالبحث النوعي يستخدم عادة البيانات على شكل نص وتكون العلاقة بين الباحث والافراد المشاركون علاقة قريبة.اماالبحث الكمي يستخدم البيانات بشكل أرقام وتكون العلاقة بين الباحث والافراد المشاركون علاقة ضعيفة جدا او معدومة . واختيار نوع البيانات يعتمد على المشكلة المطروحة للدراسة التي يتعين توضيحها للقراء.

وترتبط الدراسة النوعية تقليديا بأبحاث العلوم الإنسانية ، ويركز البحث على فهم وتفسير المفاهيم البشرية والخبرات الفردية ، والآراء حول العالم والحياة الخ.
واهم طرق البحث النوعي في هذه الدراسات تعتمد على جمع البيانات من خلال مايلي ,اما اجراء مقابلات مع الناس ,او تسجيل فيديو ,او استخدام التسجيلات الصوتية ,او من خلال المراقبة لتصرفاتهم عن قرب وتسجيل الملاحظات كما فعلت انا في مقالتي للمقارنة مع ما توصل له الدكتور الوردي..

ويجوز للباحث بعد ان جمع هذه البيانات ان يقوم بتفسير البيانات المادية مستعينا بمصادر مرجعية على سبيل المثال مصادر كتب اكاديمية, اونظريات, اوالأفكار والمفاهيم النظرية كما فعلت انا حيث استخدمت الفرضية او نعتبرها ربما نظريةالوردي في الشخصية العراقية . وبغض النظر عن طريقة البحث العلمي المستخدمة فان وجهة نظر الباحث او تاويله للامور ستكون واضحة بشكل كبير للقارئ.وذلك باعتبار ان الباحث كان اداة فعالة في هذا البحث العلمي.وتحليلات الباحث تعتبر هنا تحليلات فردية لانه يتدخل فيها تصوراته المسبقة بدون ادنى شك. لذلك فمن الضروري في مثل هذه البحوث النوعية أن لا يتم تقييم النتائج وفقا لنفس معايير البحث الكمي.

ويرتبط تفسيرو مصداقية تحليل النص بصحة الطريقة التي اعتمد فيها الباحث في الحصول على البيانات ومعالجتها وتحويلها من آراء الاشخاص الى نتائج نهائية. يقول البروفيسور في علم النفس والتربية النرويجي شتاينر كفالة بان تفسيرات الباحث يجب ان تكون منطقية ومرتبطة بالحجج المقنعة اي تعتمد على منطقية النظرية فلايمكن قياس النتائج بارقام لان البحث هنا يعتمد على تجارب الفرد وعلاقته بالمجتمع والافراد وهي امور لا يمكن قياسها بالارقام .

اما النوع الثاني من الدراسات فهي الدراسات الكمية وهي ترتبط تقليديا بالعلوم الطبيعية وليست الانسانية وبالتالي يمكن قياس نتائجها على شكل ارقام.ونتائجها محايدة وموضوعية وهي تسعى للبحث عن الحقيقة الموضوعية للانسان وحل مشكلاته باستخدام طرق منهجية معينة و تعتمد على نماذج وتصاميم معينة تعتمد على اختيار النظرية التي يراد البحث فيها للوصول الى نتائج علمية جديدة. وتكون تحت شروط تجريبية مختبرية سريرية اي يتم اختيار مجموعتين مجموعة عادية عشوائية ومجموعة المراقبة للمقارنة والنتائج تحول الى ارقام وعدد احصائي ويمكن تعميم النتائج اذا كان عدد المشاركين في الاختبار كبير بعد الغاء الاخطاء وللوثوق بمصداقية النتائج يتم اذا حصلنا على نفس النتائج في حال تكرار التجارب المختبرية عدة مرات على المشاركين.

وبناءا على ماتقدم نلاحظ انني في الواقع استخدمت البحث النوعي وليس الكمي في مقالتي لانني تناولت جزء من العلوم الانسانية لانني تناولت دراسة الاخلاق والمفاهيم لدى الافراد العراقيين في البيئة الدنماركية مقارنة مع النتائج التي توصل لها عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي .واعتمدث في بحثي على المراقبة في تصرفات العراقيين وهي طريقة البحث النوعي وليس الكمي اما المرجع الذي استخدمته كان النتائج التي توصل لها عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي في كتابه " دراسة في طبيعة المجتمع العراقي".
وعندما يكتب الكاتب مقالة فلايستطيع ان يرضي جميع الناس فلابد من وجود فئة غاضبة تحاول ايجاد الثغرات بهدف تثبيط معنويات الكاتب لكن بالمقابل وجود فئة اخرى متقبلة للفكرة التي طرحها الكاتب وتنتقد الكاتب بشكل عقلاني وبناء.
رحم الله الدكتور علي الوردي فقد قال في كتابه ص371
"يريدون من كل باحث ان يجاريهم في تطرفهم وان ينظر في الحقيقة كما ينظرون اذا ايدهم الباحث في ذلك اعتبروه "منصفا" واحترموه اما اذا خالفهم فانهم يغضبون منه ويشتموه وربما اعتدوا عليه"

مكارم ابراهيم
28 /ايار مايو /2010

بعض المصادر التي قراتها اثناء الدراسة تخص دراسة البحوث العلمية.

" دراسة في طبيعة المجتمع العراقي".للدكتور علي الوردي 388 صفحة
Birkler, Jakob: Videnskabsteori - En Grundbog, 2005, 1. udgave, Munksgaard Danmark.
Brodtkorp: Sociologi og socialantropologi - Mellem Mennesker Og Samfund, 2006, 1. udgave, Munksgaard Danmark.
Abraham H. Maslow (1943). "A Theory of human motivation." In.: Jay M. Shafritz & J. Steven Ott (eds.): Classiccs of Organisation Theory. Fifth Edition. Olando: Harcourt Publ. 2001. Pg. 167-178.

Donald A. Schön: "Udvikling af ekspertise gennem refleksion-i-handling". I: Knud Illeris (Red.): Tekster om læring. Roskilde Universitetsforlag 2000. 254-269.

Gadamer, Hans-Georg; Sandhed og metode 2. Udgave, 521 sider, Academica 2007, Omslag: Dansk Medie Design, Oversat af: Arne Jørgensen


Sigmund Freud (1932): "Den psykiske personligheds bestanddele." I:Psykoanalyse. Nye
forelæsninger. Hans Reitzels Forlag 1973. 50-67.

Rienecker, Jørgensen, Stray: Den gode opgave - Arbejdsprocesser Og Kvalitetskriterier I Opgaver På Humaniora, 2005, 3. Udgave








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المهم ان تطرحي ما تؤمنين
عماد علي ( 2010 / 5 / 28 - 19:01 )
ان تاكدتي من نتاجاتك و بحوثك فلا تهتمي بما تنتقدي عليه بل حاولي الاستفادة منه لتقليل من اخطائك مستقبلا هذا جوهر المهمة التي تقع على عاتق الباحث مع تقديري


2 - لاتكثري الالتفات
قاسم السيد ( 2010 / 5 / 28 - 19:35 )
بالرغم انني اكملت الذي كتبتيه الا انني لاأرى فيه دفاعا امام منتقديك لانني متأكد من أنهم لن يقرأو ماكتبتي لانهم مولوعون بالاستعراضات ولايقفون الا امام الموضوعات السهلة الاسلوب والتناول ورغم غنى موضوعك هذا الا انه خرج بك عما بدأتيه وبالتالي افلح المشوشون من ان يحولون بينك وما بدأتيه وانك قد صرفتي جهدا واضحا لكي تعدي لائحة دفاعك ولكي لاابدو بملابس الواعظ فأنني ارى في طرحك في موضوعك السابق والذي قبله انك صاحبة رؤية رصينة وتستندين الى موضوعيه في الطرح رغم بساطة موضوعاتك وهنا تكمن روعة الكاتب في ان يكون صاحب اسلوب السهل الممتنع اي بساطة في التناول مع غنى في المضمون وأرجو ان لاتكثري الالتفات الى الاصوات التي تخرج من هنا وهناك فأن هناك غيرها كثير في انتظارك ان كنتي تريدين ان تواصلي


3 - حقا هكذا يكون البحث
جمال احمد الركابي ( 2010 / 5 / 28 - 20:21 )
في البدء أغبطك أيتها السيدة على ما تقدمين من بحوث وموضوعات تستحق القراءة والتوقف عنده مليا،لأنها حقا تقدم كل ما هو جديد ومفيد وتختصر الكثير من التجارب التي مرت على البشر في جمل مشحونة بالتصور الواقعي لكل ما يساعد المرء في الفهم والمعرفة المتكاملتين،مبروك لشعبنا العراقي بولادة باحثة سوف تحمل راية التحليل العلمي لطبيعة مجتمعنا،وتحمل في فكرها مشعل التنوير الذي سوف يحررنا من كل تبعات الظلام الذي نغرق فيه يوما بعد يوم
أغبطك من جديد وأشد على يدك ايتها الباحث الجسورة والمقدامة في مجالات الفكر والبحث ولك احلى الورد


4 - مشكلتنا
فاطمة العراقية ( 2010 / 5 / 28 - 21:09 )
اعلمي ايتها الاخت مكارم لست وحدك من تحارب او تهاجم
هل تتصورين ان هناك من يمقت الشعر ويكره ان تكتب المراة في الشعر
وهناك رسائل تاتي مزعجة لحد القرف ..وان هناك من يسخر من الشعر وكيف نكتبه ونحن في العراق تعتقدين هذا ..الخلاصة عزيزتي لست وحدك المشكلة ان المراة حين تكتب . ؟!!يعني لازلنا في مسيرة طويلة كي بتقبل الاخر التطور وحتى مسالة النقد وكيف يكون
.سلام من عراقية خالصة


5 - كلمة بحق الدكتور الوردي
أوروك ( 2010 / 5 / 29 - 10:44 )
تحية طيبة عزيزتي الكاتبة، الدكتور الوردي رحمه الله من النوع الاول الذي ذكرته لذا تعاطف معه الناس والقراء وفهموه بشكل جيد وأذكر انني قرأت كتابه مهزلة العقل البشري وانا ما زلت في الدراسة المتوسطة ولم الق اي صعوبة تذكر في فهم المقصود لا لأني ذكي و ما الى ذلك بل لأن اسلوبه مبسط ويدخل الى القلب قبل العقل ثم توالت قرآتي له بعد ذلك اثناء المراحل الدراسية الاخرى وطبعا ازددت ادراكا وفهما عن المرة الاولى،خلاصة الكلام انه رجل لا يعرف المخاتلة والألتفاف لذا تعرض الى عدة محاولات قتل فاشلة في الخمسينات من قبل بعض الموتورين لكن الشعب أحبه بصدق وما زالت احكامه تحضى بالاحترام بل ان هناك ما يؤيدها ويدعمها من الاحداث اللاحقة التي حلت بهذا البلد، علما بأن ليس في مقالتك ما يسيء الى هذا العالم الجليل فهو بشر اولا وآخرا وابن هذه البيئة الشعبية المتواضعة ولم يهبط من السماء، تحياتي


6 - استمري في الكتابة
Maghribi ( 2010 / 5 / 29 - 21:21 )


انت امراة جميلة ,ذكية , انسانية , متحضرة, عقلانية . انا من محبيك لانك لست علمانية متطرفة وانما متحضرة تدافع عن العقل ولا تفرقب بين الاديان والشعوب. استمري في الكتابة لعشاقك ومحبيك.


7 - امتناني لكل المتحاورين معي
مكارم ابراهيم ( 2010 / 5 / 29 - 21:37 )
اشكر جميع الاخوة المشاركين وشكرا على تعليقاتكم المساندة لي لقد اردت في هذه المقالة ان اوضح نقاطا معينة للاخوة الذين حاولوا الاستخفاف بمقالتي السابقة واردت ان ابين لبعضهم بان دراستي في المدارس الدنماركية زودتني بعلوم اضافية عديدة ممتعة ومفيدة لم اطلع عليها في دراستي الجامعية في جامعة دمشق حيث درست الكيمياء الحيوية اتمنى ان نتقبل اختلاف ارائنا ونتحاور بكل عقلانية لنرقى بمستوانا الثقافي واكيد استفيد كثيرا من تعليقاتكم لاتجاوز اخطائي في المستقبل واتمنى ان تقرا المقالة جيدا قبل ان يقيموها ويتهمونني باتهامات باطلة
احترامي وتقديري للجميع


8 - عجبا يامكارم
محمد الرديني ( 2010 / 5 / 30 - 11:56 )
كيف يطاوعك قلبك اولا وقلمك ثانيا- اقصد الكيبورد - على تخصيص جزء من وقتك للرد على هؤلاء العمالقة انهم فحولة الرجال التي تكتب في كل شيء وعن اي شيء اما انت فهما بلغت فلن تصلي الى دررهم لانك مع فاطمة ابراهيم نسوان وفي عصر اصحاب اللحى لايجوز للمرأة ان تكتب او تفكر فقط عليها ان تجيد طبخة الباميا وشيخ محشي ومركة الباقلاء وفي منتصف الشهر لابد من اعداد الباجة
اليس كذلك يازميلتي؟؟ ام

اخر الافلام

.. فرنسا.. صعود أقصى اليمين بالجولة الأولى من الانتخابات يثير ق


.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |




.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال


.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ




.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا