الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعتداد في أحكام المعتدات

رأفت عبد الحميد فهمي

2010 / 5 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



يطالعنا الموروث الثقافي الذكوري بالعديد من الأحكام المتباينة بشأن براءة الرحم من شبهة الحمل بغية عدم اختلاط الأنساب والهلع والخوف من إختلاط الماء المني يمنى مع المني يمنى لشخص آخر هذا الهاجس المحوري في الفكر الديني قد لعب برؤوس السادة أصحاب جوقة الحريم والإماء والسبايا لذا حرص القرآن شأنه شأن الواقع الذي أنتجه أن يهتم ويتوسع في إجلاء الغامض منه بالآيات البينات وقد جاءت الآيات إنعكاساً لسقفه المعرفي ولكي يضمن نقاء الأصل والنسب ركّز على مسألة العدة واحصائها وحسابها وعدها و لأن العدة من باب الأمور الطبيعية التي تستوي فيها الخليقة الأنثوية راحت التشريعات السماوية أخذاً بمبدأ الأحتياط مع كونه لا يملك الوسائل الفنية لحسم مسألة براءة الرحم من حمل أو لا لم يكن أمام السماء إلا عدّ وحساب وترقب وتربص عدد مرات نزول الدم والذي حملته المترادفات أمثال الطمث والحيض والقرء ( جمعها قروء ) والطهر .
ونظراً لتنوع الواقع بحالاته المختلفة و المتباينة و المحيرة فقد ظهرت مصطلحات مثل المستحاضة وهي التي ترى الدم على اختلاف المعهود خلال الشهر القمري ( وهو الشهر الذي يميز لساكن البيداء والفيافي الوقت ويضبطه من صور الهلال والبدر والمحاق ) كما ظهرت التنوعات بين مختلف النساء حيث يزخر الواقع بالآيسة من المحيض و العاقر العقيم وصغيرات السن اللاتي لم يحض بعد والمطلقات المدخول بهن أو غير مدخول بهن والأرامل وأولات الأحمال لذا واجه النص ذلك التنوع بمنهج الريبة والإحتياط ما وسعه إلى ذلك سبيلاً فقال : " واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر" ...( الطلاق – 4 ) وقوله " والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء.."...( البقرة – 228 ) وعن الأرامل قال: " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً".......( البقرة – 234 ) وقد تم تحديد الأربعة شهور وعشراً بناء على التصور التخميني والذي يفتقر إلى المعامل والتحاليل الطبية بناء على حسبة زمن النطفة 40 يوماً وزمن العلقة 40 يوماً وزمن المضغة 40 يوماً واضافة العشرة من باب الإحتياط لما ينقص بعض الشهور حيث أن الشهر القمري يراوح بين 29 و 30 يوماً . وقد بحثنا في كتب المفسرين عن الحكمة الكامنة في التفريق بين عدّة المطلقات و عدّة الأرامل وأن الهدف الأساسي من كليهما هو التأكد من براءة الرحم من حمل أو عدمه فما الفارق الجوهري بين ثلاث قروء أي ثلاث حيضات بثلاث شهور تقريباً وبين أربعة أشهر وعشراً والأرحام واحدة والغريب أن الآياتين مترادفتين في سورة واحدة بفاصل 5 آيات .
وبالمزيد من الفحص والتدقيق وجدنا تداخلاً مع آية ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير اخراج .....( البقرة – 240 ) حيث يفهم من سياقها أن الأرملة كانت تظل محتدة ( أي حزينة على الزوج المتوفي فلا تمس طيباً ولا تتجمل للخطّاب إذ أرادت زوج جديد ) إذن فالحول المقصود به هنا كان هدفه إظهار الوفاء للزوج المتوفي فجاءت الآية 234 كي تنسخها بأربعة أشهر وعشراً بدلاً من الحول الكامل تخفيفاً عن الصبر والعنت وتحمل مشقة العيش عاماً طويلاً بلا نكاح .لكن يظل سؤلنا ملحاحاً ما الفارق الجوهري بين استبراء رحم المطلقة ورحم الأرملة وكلاهما من طبيعة واحدة.......
أما كارثة الفقهاء المتفيقهين حين شمروا عن ساعد الإفتاء فقد قالوا أن للآمة المتوفي عنها زوجها عدّة هي نصف عدّة الحرة فتصبح شهرين وخمسة أيام أو لو كانت مطلقة فعليها تربص قرئين أي تحصي حيضتين فقط ( تفسير القرطبي 10 / 6643 ) وتفسير ابن كثير ص 330 و 343 ) وهذا القول يزيد الأمر ارباكاً و تخبطاً بشأن ما ذهبنا إليه آلا وهو أن الأرحام كلها من طبيعة وجبلة واحدة فلم جاء التمييز إذن ...........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم لماذا؟
Sir. Galahad ( 2010 / 5 / 29 - 00:40 )
لماذا عدة الامه نصف عدة الحره؟
منطق الإله ام منطق النخاس الذي يخشي أن تبور بضاعته؟
شكرا سيدي الكاتب

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah