الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من إسطورة نوح الى المسيح المنتظر / الى سوبرمان العصر القادم ..؟

سيمون خوري

2010 / 5 / 29
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات




في عدد الحوار بتاريخ25/ 5/ 2010 نشر زميلي وصديقي شامل عبد العزيز مقالاً عنوانه " المهدي المنتظر عند المسلمين والشيوعيين " ورغم أن الموضوع تضمن ربطاً بين دور الفرد " المهدي " وبين غاية " الشيوعية " كهدف نهائي . وهو ربط أعتقد فيه نوع من المبالغة وتحتاج الى تأني أكثر. ربما تقديري هذا خاطئاً ، لكن على كل حال ، زميلي العزيز وأنا نسير على درب واحد . أحدنا يغني ، والثاني يدمدم .
ما أود قوله هنا ليس نقداً لمقالة زميلي العزيز ، وهي مقالات تساهم بالضرورة في فتح آفاق حوار ديمقراطي متحضر ، بل محاولة لتقديم صورة إضافية لأصل فكرة " المهدي المنتظر " في الديانات عامة ، ولدى الفكر الإنساني والعلمي الذي إخترع شخصية السوبرمان في أفلام الخيال العلمي . كصورة مستقبلية لهذا " المهدي " دون تسميته بذات الوصف . كلاهما " المهدي وسوبرمان " موطنهم السماء إستناداً لما هو رائج وشائع . وكلاهما " المهدي المنتظر وسوبرمان " شخصيتان مختلقتان من نتاج الخيال العقلي . المهدي المنتظر أو المسيح المنتظر نتاج لأسطورة دينية وسوبرمان نتاج لفكرة إنهاء الفوضى في تناسل الجنس البشري التي نمت في حضن النازية كتعبير عن تفوق العرق " الآري " وكرد فعل على وصول منظومة العلاقات الإجتماعية الإقتصادية وأدوات حكمها الى إعلان حالة الإفلاس في إدارة شؤون البلاد أمام طغيان " فكرة الشر " وفقدان القدرة الجمعية على إصلاح المجتمع ومقاومة الطغيان والظلم . وهي أيضاً جزء من روافد تغذية الفكر الإرهابي – الأصولي في مواجهة الأخر المختلف بحجة مقاومة " الشر" حيث يجري شحن " الأرهابي " بجملة من الأفكار التي تجعلة مقتنعاً ذاتياً أولاً على أنه حالة مختلفة عن بقية الناس ، وأنه رائد من رواد إصلاح العالم . وبالتالي فإن فعل " القتل " هنا يرتدي ثوباً فضائلياً ، بدل أن يكون عملاً إجرامياً . وتصبح " الجنة الوهمية " هي الجائزة الكبرى أو المكافأة التي ينتظرها . كما إرتدت أفكار " القتل الرحيم " في النازية طابعاً " أخلاقياً " ينسجم وتصور النازية للعرق البشري السامي ،وأدت الى مصرع ملايين من البشر . وهزمت أيديولوجية النازية لأنها تقوم على فكرة قومية ضيقة تحاول فرض إرادتها على كافة الأمم . فقد هزمت أيديولوجياً قبل أن تهزم عسكرياً . هنا نحن في مواجهة حالة مشابة لدى مناقشة فكرة " المنتظر " أياً كانت شخصيتة ، وهي أن أصحاب هذه الفكرة ليس بإمكانهم فرض رؤيتهم على العالم المعاصر ، بإعتبارها لا تشكل أيديولوجية ، ولا هي فلسفة متناسقة ، بل حركة سياسية إجتماعية . فإذا جرى إعتبار فكرة " المنتظر " جزء أو فلسفة دينية .. فهي تضمن تناقضاً فاضحاً في بنيتها الداخلية ، لأنها تقوم على أساس فكرة فردية وضيقة وساذجة بكل معنى الكلمة . فمن ينتظر تحقيق الحلم السماوي هذا أشبه بمن ينتظر أن يلفظ الحوت يونساً أخر يهئ له يقطينة جديدة عصرية تقيه حر الشمس .
وبتقديري أن أصل الفكرة المتمحورة حول الخلاص من الشر ، تعود الى أسطورة " نوح " والتي هي أساساً قصة فنتازية تعود أصولها الى الحضارة السومرية التي أجهضت شعلتها غزوات أقوام وافدة . بغض النظر عن تفاصيل الأسطورة التي وردت في كتاب العهد القديم ، ومنه إنتقلت عبر النسخ وتوارث الأساطير الى تراث بعض تيارات العقيدة المسيحية . أما في العقيدة الإسلامية فهي ركناً محورياً ترتكز عليها جملة من المفاهيم حول الثواب والعقاب السماوي . بيد أن هذه الفكرة التي تمحورت حول فكرة " خلاص البشرية من الأثام " عبر دمار الأقوام الأخرى بواسطة الفيضان ، رغم فظاعة الفعل الذي نسب الى هذا " الإله " ، ونظراً لأنه لم يعد من الممكن إختراع إسطورة أخرى مشابهة لقصة الطوفان والفيضان ، وبسبب حاجة عقيدة التوارة الى أسطورة أخرى يلتف حولها جموع مؤيديها ، وتغذي خيالهم الجمعي فقد جرى تخليق أسطورة مستقبلية إنتظارية وليست كفعل مضى ، بل كنوع من الإنذار " الإلهي " . حيث جرى التركيز على فكرة " المسيا " الذي لا أحد يملك القدرة على تحديد موعد قدومة . بمعنى أخر جرى تعليق الموضوع على شماعة " القدر " وإحالة فعل إصلاح العالم الى فعل قادم مجهول التاريخ يتولاه فرد واحد معزز بعناية " سماوية " قبل نهاية العالم . وبالتالي ما قيمة حضورة على رأي زميلي " الحكيم البابلي " إذا كان العالم على حافة النهاية ..؟ طبعاً الأيديولوجيات الدينية لم تعر هذه النقطة المنطقية إهتماماً لأن الأسطورة في الأصل هي أسطورة . وكافة الأساطير أسطرت الإنسان القديم وجعلت منه حالة متلقية أو وعاء يملئ بشتى الأساطير المطلوب ترسيخها في الذهنية الثقافية للفرد العادي . عبر مصادرة قدرته على الفعل الذاتي . وهو ما نعانيه اليوم من سيادة الأسطورة على أعداد هائلة من أتباع العقائد الدينية .
نظرية " نوح " في الخلاص من أثام " الشر " عملياً هي الوجه الأخر لنظرية التعقيم الجنسي النازية . بيد أن نظرية نوح كانت وحسب الأسطورة بأمر سماوي .. العهد القديم كان بحاجة لهذه النظرية لوضع الجدار الفاصل ما بين إنجازات البشرية القديمة عبر إفنائهم الجنسي ، وحاجة العهد الجديد الى تاريخ جديد لأقوام " سامية وحامية " جديدة لا ترتبط بحضارت الماضي . كان نوع من القطع الثقافي ومحاولة لتغطية حجم " السرقة " الثقافية من الحضارات الأخرى في مجرى تأسيس دولة " سماوية " مؤيدة بحكم قضائي عقاري حسب وصف الزميل " نادر قريط " وهو وصف صحيح . بيد أن أحداً لم يطرح السؤال أن هذه النظرية مخالفة لمبدأ الجغرافية المقبولة في ذلك العصر وكذا للثقافة الإغريقية – الرومانية التي كان يمثلها الإحتلال الروماني لفلسطين أنذاك . بالضبط مثلما أن أحداً من أتباع الكنيسة لم يجرؤ على القول أن ما حققته إكتشافات " كريستوف كولومبس " لأمريكا كان مخالفاً لنظرية الكنيسة حول الكرة الأرضية .
لم تعترض الكنيسة على " كولومبس " كما لم يعترض أحداً على " سام وحام " طالما أن الدولة لم تمس ، لأنها جهاز يقوم عن طريق الفعل الألهي أو الأرادة الألهية بفعل السيطرة والسيادة الأرضية . بمعنى أخر فقد لعبت الأسطورة دورها في تأسيس مشاعر قومية خفية . فالدولة قوة تفرضها السماء . لدى أصحاب عقيدة التوارة ، ترى هل هي الوجه المقابل لنظرية " الحاكمية الإلهية " عند أصحاب العقيدة الإسلامية ..؟ بعد محاولة إلغاء دور " عيسى المسيح " من قبل أصحاب التوارة ، ومصادرة دوره " المستقبلي " من قبل أصحاب المشروع الإسلامي . من الناحية الفلسفية جرى عملية إفراغ لفكرة " المسيح في العدالة الإجتماعية بعد ثورته على رمزية توحد المال والسلطة في الهيكل . ومن جهة أخرى جرى تأجيل تحقيق " العدالة والمساواة الإجتماعية " الى موعد أخر تقرره السماء لتحقيق فعلها . وحتى ذاك التاريخ فإن على الناس والشعوب إنتظار الحدث الألهي على رصيف الزمن الى أن يشاء ولا تشاؤون . هنا يمكن إعتبار أن فعل التمرد على سلطة الكهنوت الإقتصادي من قبل " السيد المسيح " تعبير عن موقف فلسفي مغاير لأفكار عصره . لأن هكذا دولة ليست من صنع الله أو الشيطان ، بل من صنع البشر . ولذا فمن الواجب أن تكون خاضعة كغيرها من الأمور الى إعادة نظر في جوهر علاقاتها . وآبان ثورته على سلطة الكهنوت الإقتصادية ، جرى رفض الإعتراف به والضغط على السلطة السياسية لإعدامة .لكونه شكل خطراً على مصالحهم الدنيوية . صعد ثم نزل ثم صعد ، إنتهت هنا قصة النزول " المخلص " لكنها إستمرت في العقيدة التوراتية كما الإسلامية وإتخذت أشكال متقاربة بين الديانتين . سواء إعتبرنا ذلك تنازلاً من قبل " النبي محمد " في محاولة إستقطاب القبائل اليهودية العربية ، أو محاولة نسج إسطورة أو نقلها مع تحويرها كمحاولة أخرى لإستقطاب القبائل المسيحية العربية في مشروعه الذي عبر عنه جدة بإقامة أمة جديدة من القبائل العربية . وهو في كلا الحالات مشروعاً يتصف بدرجة ذكاء عالية ونادرة في عصرة . تمكن من إلتقاط جوهر الصراع توحد العامل الإقتصادي مع الأسطورة في خلق عقيدة جديدة . ذات " قداسة " خاصة .
ما بين المسيح المنتظر الى المهدي المنتظر كما هو الحال الى سوبر مان محطات إنتقالية . إرتكن فيها العقل في خانة الإنتظار . وبما أن الزمن الأرضي الفاصل يطول أو يقصر جرى التوصل الى صيغ وسط أو محطات تهئ النزول العظيم . أصبح دور " المهدي المنتظر " تهيئة الأجواء لقدوم المسيح المنتظر ، إلا إذاكانت شخصية المهدي هي ذات شخصية المسيح ..؟ وهنا ندخل في أشكالية فلسفية معرفية جديدة قد تتطيح بجوهر إحدى العقائد الدينية ومبرر وجودها .
وقد يعترض البعض على هذا الرأي ومن حقه ، فلكل وجهة نظرة ، بيد أن الدين كدين لا يمكن أن يكون علماً متكاملاً أو خاصاً بنفس المحتوى الذي ينطوي عليه علم الفيزياء مثلاً . لأن الأخير يقوم على تجارب وقياسات ..الخ بينما الدين يقوم على مبدأ القبول بما هو معروض دون نقاش أو حوار عقلاني . هنا حالة تعطيل العقل وإحالتة الى موقع إنتظار " المهدي المنتظر أو المسيح أو أي من الأسماء الأخرى " بمعنى الحيلولة دون فعل جماعي . وهذا الأمر له علاقة بالعقلية والثقافة التي أنتجتها المنطقة . ثقافة الفردانية والواحدانية عندما إنتقلت ثقافة المنطقة من فكرة تعددية الألهة السومرية والإغريقية الى فكرة الواحد المطلق الفرد القائد المسير لشؤون العالم والكون الغامض . عبر توحيد " الألهه " في " ياهو " واحد . شخصياً أعتبر ذلك من الأخطاء الفكرية – الإدراكية القاتلة للتطور ، فيما قد يعتبره البعض على أنه فعل " سماوي " . لأن " إله " السماء واحد مطلق. لذا فعلى البشرية إنتظار القائد المرسل لإعادة إصلاح دولة " السماء " على الأرض .
إذا إستعرضنا الأفكار السياسية للشعوب القديمة أمثال السومريين والبابليين والأشوريين والفينيقيين والفراعنة والصينيين والهنود والأغريق في بداية عهدهم نجد أن أفكارهم السياسية المتعلقة بالحرب والسلام والعدالة ونظام الحكم ، ممتزجة بالأساطير تبدو أحياناً واضحة في بنائها الروائي ، وأحياناً مستترة خلف فكرة جانبية من الأسطورة . لكن في كافة الحالات لم تجري عملية رهن الإصلاح الى قوى خفية أو بإنتظار مصلح طارئ من السماء . كان الإصلاح يتم على الأرض وبأدوات بشرية . وتدعم الواح سومر هذه الفكرة كما تؤيدها محاورة " بلاتونس " حول المدينة الفاضلة . وتشريعات " حور محب " و " بتاح حوتب ونفر روهو " حول السلطة وأصول الحكم والعدل الأرضي . وقمتها كانت نصوص حمورابي ، وشريعة " مانو " .
وفي التاريخ القديم كانت هناك محطتان هامتان جرى مصادرتهم وتأجيل عملية الإصلاح لصالح فكرة " المهدي أو المسيا .. الخ " وتتعلق بحقوق الأنسان . فمن المعروف أن أول وثيقة حقوقية مدونة كانت وثيقة حمورابي ، والثانية أن هذه النظرية برزت في عهد إنحطاط دول المدن الإغريقية . وكان المفكرون الأغريق قد توصلوا الى النتيجة القائلة بأن عالم الطبيعة كون هيولي يضم عالماً من القوانين التي يكتشفها العقل البشري . ومنها تعبير الرواقيين على أن البشرية مواطنون في مدينة فاضلة عالمية . ما حصل صودر نظام العدالة الأرضية لصالح نظام غيبي . يأتمر بقرار فردي من " نبي " ثم من رجل الدين عامة . وفق منظومة من الشعائر والعبادات التطهيرية . التي تحافظ على دولة السماء . أي إدامة وأستمرار صيغة الحكم كما هي عليه .الى أن يأتي " المهدي المنتظر " هذه هي أصول فكرة الحكم الشمولي . وهو أنه نظام حكم غيبي يقوم بالنيابة عن " السماء " بحكم البشر. هذا الزحف السماوي على حقوق الإنسان لم يكن ممكناً لبشر من تحقيقة دون نص غامض قابل للتأويل والتأجيل وحمال لمختلف أوجه التفسيرات . فتحول النص الى سوبر ماركت تجد فيه ما تشتهي . لكن لا تملك سلطة مقاومة حالة الإستغلال التي يمارسها أصحاب السوبر ماركت . هنا أصبح أنصار فكرة " المهدي المنتظر " أو المسيح المنتظر أو " المسيا " هم جميع أولئك المستفيدين من النظام القديم ويتمتعون بحماية القانون ، بينما المجددون المستقلون عن النظام القديم أصبحوا خطراً على النظام . ولو كان موسى وكوروش وثيزيوس ورومولوس ومحمد غير مسلحين ، لما إستطاعوا إرغام الناس على إحترام شرائعهم زمناً طويلاً . وخلال تلك الفترة من تاريخ البشرية حصل الإنقلاب التاريخي على وثيقة حقوق الإنسان الأولى البابلية ، لصالح إنتهاك حقوقة وتأجيل تحصيلها الى موعد قدوم " المنتظر " .
على كل حال وتلافياً للإطالة التي قد تعيق القراءة ، أعتقد أن هناك الأن في عالمنا موقفان في حالة تعارض تام . الأول منطق العلم والثاني موقف الدين . على صعيد العلم ، سوبرمان العصر القادم مخلص البشرية من عيوبها الخلقية وليس الأخلاقية . لم يعد هو سوبرمان النازي ، بل هو العلم القادم في عصور لاحقة . والعالم على أبواب إعادة تصنيع بشري جديد على ضوء مختلف الفتوحات العلمية المتسارعة . شيفرة " دافنشي القديمة " أصبحت في مهب الريح أمام شفيرات العلم الجديد . سوبر مان الذي شاهدناه في أفلام الخيال العلمي ، لا شئ يمنع أن يكون هو عنوان الحضارة القادمة ، إذا لم يفنى العالم من مخزونة النووي . وهو يحمل ذات الفكرة " دور الفرد " ليس في الماضي والتاريخ ، بل في المستقبل . عندما يجري إعادة تنظيم التناسل الحيوي على ضوء الحاجة السياسية لغزو الفضاء الكوني .
وموقف ديني ، يشاهد بعينه إنهيار نظرية " القضاء والقدر" فيما لم يحضر بعد " المسيح المنتظر أو المهدي المنتظر " الذين لا زالوا يؤمنون بأن الأحداث الدنيوية يسيطر عليها القضاء والقدر ، أصبحوا بنظر العلم خارج القاطرة . لأنه ليس في وسعنا مهما بلغ بنا حد الإيمان تجاهل التطورات العلمية . وبالتالي إما أن تركب السفينة ، أو عليك إنتظار وهم مجئ سفينة " نوح " اخرى بقبطان واحد . ولا سفينة أخرى لا في عرض البحر ولا في المرفأ ولا قارة مفقودة بإنتظار أحد . شخصية المنتظر هو العلم والمعرفة وليس شخصية إختراعية تخليقية أخرى . ما كان يصلح للأمس لا يصلح لليوم ، وما يصلح اليوم لن يصلح عنواناً للمستقبل .
هنا أود أن أختم المقال بالإشارة الى التالي ، أن كافة العمليات التي يطلق عليها " الإستشهادية " ..الخ من التسميات هي عملياً تنتمي الى خانة الفعل الفردي الإنتظاري فهي تنال إعجاب الجماهير لكنها لا تؤدي الى دفع الجماهير للمشاركة بالنضال ضد الظلم . أساس الفكرة الأيديولوجي هي فكرة إنتظار " المخلص " الفردي الذي ينوب عن الفعل الجماعي بفعل " بطولي " فردي . هذه إحدى نتائج العقلية الإنتظارية للمسيح المنتظر وللمهدي المنتظر ..الخ أما سوبرمان العصر القادم فهو حاضر بيننا وفي متناول يدنا ونتعايش معة يومياً ، ما نحن بحاجة اليه ، هو مزيد من الشعور بقيمة الإنسان ، والسمو الى مرتبة الإنسان ، وثقافة أكثر تحضراً وتسامحاً وعدالة إجتماعية ومساواة بين البشر ومحبة تطهر العقول من أفات الدم والثآر والعصبية والطائفية . هذه هي الضمانات الأخلاقية التي تحمي العلم من التحول الى وحش فيروسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
عهد صوفان ( 2010 / 5 / 29 - 18:40 )
تحية لك عزيزي سيمون على الموضوع الشيق والدسم بقيمته ومحتواه.الأسطورة هي جزء من مكونات العقل الضعيف الباحث عن أمنه والخائف من المجهول الذي يحيط به. وخلال مراحل تطور الأسطورة وصلت لتكون أداة العقل في السيطرة وامتلاك القوة.منابع الأسطورة فضاءات الخيال المنفلت من حالة الوعي والإدراك. ومنذ نشأتها كانت تعبيرا عن الهاجس الإنساني الذي نظر الى السماء التي اوحت له بأساطير الخلق والتكوين والتي صارت الأب الروحي للأديان. ولذلك ليس غريبا او عجيبا ان نرى هذا الكم من الأساطير تستوطن متون الكتب المقدسة وبأسلوب يمنعنا من السؤال لتبقى محمية من الاختراق والانهيار. هي الوجه المقابل للعلم ولن تصمد حتى النهاية امامه. العلم اليوم بدأ يهزّ عرش الاساطير بإعلامه واكتشافاته المذهلة.. شكرا لك يا صديقي


2 - شاكر لك فضلك
شامل عبد العزيز ( 2010 / 5 / 29 - 19:29 )
الأستاذ الفاضل تحياتي وتقديري يُسعدني جداً أنك تناولت موضوع من مواضيعي وهذه ليست هي المرة الأولى وبدون مجاملة هو شرف ليَ .. من خلال قراءتي المتواضعة عن المهدي وبعض الأفكار المبعثرة هنا وهناك والتي التقطها دائماً كان يراودني أن هناك تشابه بين فكرة المهدي والشيوعية .. لم يتحقق ظني إلا بعد أن وجدتُ ما يحقق هذا الظن من وجهة نظر شخصية لدى عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي في كتابه - خريدة العجائب - عند ذلك أصبح الشك يقين .. وصف الحالة الاجتماعية عند ظهور المهدي تُشابه وأيضاً من وجهة نظر شخصية الحالة الاجتماعية في مرحلة الشيوعية .. خلاصة الكلام .. التمايز والظلم وعدم تحقق متطلبات الإنسان واضطراب الأحوال دائماً نجد من يربط الخلاص بفكرة المهدي أو المخلص وعندما يتحقق أفضل مستوى معاشي لأي مجتمع تختفي تلك الفكرة أما السوبر مان فمن المؤكد هو افنسان القادم والعلم هو الحكم وهو النتيجة .. وهكذا البشرية أراها تسير .. مع عميق شكري وتقديري


3 - تصحيح
شامل عبد العزيز ( 2010 / 5 / 29 - 20:23 )
سيدي الفاضل أرجو معذرتي - ينقل علي الوردي عن كتاب خريدة العجائب - في كتابه لمحات اجتماعية 5 / 2 ص 306 وصف الحالة الاجتماعية لذا وجب التنبيه مع شكري واعتذاري


4 - رد الى الأحبة
سيمون خوري ( 2010 / 5 / 30 - 09:06 )
أخي عهد تحية لك وشكراً على مرورك الكريم ومداخلتك القيمة
أخي شامل الورد تحية لك ولإخلاقك العالية نحن في نفس الطريق كما أننا نحاول معاً تلمس الأفضل لمجتمعاتنا مع التحية لك


5 - ملاحظة
عبد القادر أنيس ( 2010 / 5 / 30 - 17:47 )
وجه التشابه بين فكرة المهدي المنتظر وفكرة الشيوعية هو حسب رأيي في مسحة الخلاص الطافحة فيهما وكلاهما موجهة لإنسان مقهور وكلاهما تعده بالخلاص دون أن يفهم أو يشارك. في الأولى دور المهدي وفي الثانية دور الحزب وعلى رأسه القائد الملهم الذي صادر عقول الناس.
الغائب الأكير في الفكرتين أو بالأحرى المغيَّب الأكبر هو الفرد البسيط . لهذا فشلت المحاولات لأن المستفيد من هبة الناس غير الواعية وراء المهدي أو القائد أو الحزب الأوحد انتهت دائما بتحريف المسار لصالح الشطار. ومع ذلك لا يتوقف الطلب على الفكرة.
بالنسبة لسوبرمان: رأيي أن السبب الذي لاقته الفكرة جماهيريا وفي السينما مثلا يعود أساسا إلى نزوع الناس المقهورين إلى انتظار حلول ولو وهمية يقوم بها من ينوب عنهم. السينما الأمريكية تدفع الناس نحو الاغتراب للتعتيم على جبروت القوى الاجتماعية والمالية الطاغية. بالإضافة إلى الترويج للفردية كقيمة اجتاعية وكحل فردي للخلاص. هذه الفردية حققت إنجازات لا تنكر لكن لا مفر من رفع مستوى ثقة الناس في النضال الجماعي خاصة مع توفر إمكانيات الاتصال والتعليم وانتصار اللبرالية الديمقراطية.
تحياتي على معالجتك


6 - الى الصديق عبد القادر
سيمون خوري ( 2010 / 5 / 30 - 19:11 )
تحية أخي عبد القادر هكذا نحن دائماً المواطن في مقاعد المتفرجين بإنتظار الفرج سواء على يد المهدي أم الحزب القائد أم أي شئ اخر . المشكلة في ثقافة النصوص التي أحالت الإنسان الى حالة متلقية إنتظارية لا يملك زمام المبادرة للقيام بفعل . أخي عبد القادر شكراً لك على مداخلاتك الإيجابية الدائمة والغنية .


7 - أنا أشفق
فؤاد النمري ( 2010 / 5 / 30 - 19:25 )
أنا أشفق على الذين لا يفهمون علوم الفيزياء الكونية فيغطون عجزهم بالإيمان بأن الله هو من خلق العالم
وأشفق أيضاً على الذين لا يفهمون علوم الماركسية فيعتقدون تغطية لعجزهم بأن الشيوعية إنما هي يوتوبيا


8 - مع كل الإحترام
العقل زينة ( 2010 / 5 / 30 - 21:54 )
الأستاذ الكبير فؤاد.. لا تشفق علي الكفرة بالكهنوت العقيدي ولا بالأدلجة الشيوعية لأن الكهنوت والأدلجة بنفس السلة .. والإبداع أي إبداع أو منجز حضاري لا دين أو أدلجة ترشده بل هو إنجاز فردي والمايكروسوفت مثلا


9 - من باب الاحترام
ياسمين ( 2010 / 5 / 30 - 22:26 )
السيد الغقل زيمه المحنرم
اعتقد انه من باب الاحترام ان يرد السيد صاحب المقاله , اما التطوع والرد من طرفكم قد لا يثري الموضوع خصوصا اذا كان للكاتب راي اخر
مع تحياتي
ياسمين


10 - رد الى الأحبة
سيمون خوري ( 2010 / 5 / 31 - 03:13 )
الأخ المحترم فؤاد النمري ، تحية شكراً لك لمرورك ولتعليقك اللطيف ومرحباً بك
ألأخ المحترم العقل زينة شكراً لتواجدك بعد طول غياب ، وسررت بوجودك من حق أياً كان التعبير عن وجهة نظره فهذا حقه الطبيعي كما هو حقك . أخي العقل زينة شكراً لك
السيدة الفاضلة الأخت ياسمين عنوان تعليقك يعبر عن مستوى تفكيرك الحضاري . وكما نطالب دع مائة زهرة تتفتح أختي ياسمين شكراً لك


11 - الأرض تدور ، ولا زلنا في عشرها المهجور
الحكيم البابلي ( 2010 / 5 / 31 - 05:37 )
الأخ العزيزالكبير سيمون خوري
بعض الناس لا يفهمون أن علينا أن نتجدد مع كل جديد ، وهذه ليست إنتهازية أو تقلب ، فكل شيئ خاضع للتجديد ، فالأرض لا زالت تدور ، وكما قال أحدهم .. الحية التي لا تجدد جلدها تهلك
لذا كثير من الناس لا يريدون تصديق الجديد أو الإيمان به ، رغم أنه يحمل معه أوراق ولادته ومصداقية وجوده
لذا يبقى البعض على دياناتهم وأيدلوجياتهم وأفكارهم ناسين أو متناسين أن لا ثوابت في هذه الحياة غير آخر ما توصل له العقل والعلم ، وحتى ما نؤمن به اليوم قد تمسحه نظرية أو إكتشاف أو معلومة حفرية أو علم جديد غداً
ولهذا أيضاً يرفض البعض أن يقتنع بأن أساس القصص المشاغبة إنطلق من أساطير وخرافات ، وتطور إلى عقائد يرفض أصحابها أن ينظروا لكل الإثباتات العلمية التي تقول لهم بثقة أن ما في رؤوسهم مجرد أوهام
قريباً جداً سيقول لهم العقل والعلم بأن الآلهة التي يعبدونها نزلت من السماء ، لكنها كانت كائنات من كواكب بعيدة ومتقدمة علينا حضارياً بآلاف السنين ، و ربما لها فضل صنعنا !!، لكنها ليست الله الذي نعبد وله نسجد ونمجد
المضحك إنهم لن يصدقوا حتى وإن رأوا
تحياتي


12 - الى صديقي الحكيم
سيمون خوري ( 2010 / 5 / 31 - 07:23 )
تحية لك هذا الصباح وهو مساء الخير في بلدكم أسعدني حضورك وتعليقك . حيث تابعت بألم ماكتب ، لكني فضلت الصمت وعدم الخوض والإنجرار الى مناقشات مخجلة لا تليق بنا ولا بمبادئنا . نعم كل شئ خاضع للتجديد وهذه هي سمة الحياة وقانونها الأبدي ما كان يصلح بالأمس لن يصلح اليوم وما يصلح اليوم لن يصلح للمستقبل شئنا أم أبينا الطبيعة تطور ذاتها ، وعلى الإنسان التفاعل مع هذا التطور . أخي الحكيم شكراً لك ولجارك الصديق فارس الذي يبدو أن فضل الصمت مثلي كتعبير عن عدم رضاه لما وصلت بنا الحال . مع التحية

اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً