الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تصلح اللا دينية كمنهج في الدفاع عن المسيحية؟

إبراهيم عرفات

2010 / 5 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو طلب إليك اليوم أن تدافع عن إيمانك في مواجهة التحديات الكثيرة، ماذا يكون دفاعك؟ مع انتشار التيار اللا ديني العربي وبريقه المخاطب للعقل برغم ما في العقل من محدوديات وعجز، هل ستزعم أنك فارس العقل المغوار وبالعقل تجيب على كل التساؤلات أم ستسلك سبيل ضيف مقالنا "أرستيدس" في دفاعها الشهير عن المسيحية؟

مع انصرام القرن المسيحي الأول ووسط اضطهادات دامية عصفت بالكنيسة الأولى اضطهادات دامية لا تقل حدتها عما أصاب أقباط مصر في زماننا الحاضر، ظهرت في القرنين الثاني والثالث مجموعة من الكتاب المفكرين المسيحيين أُطْلِقَ عليهم اسم "المدافعين"Apologists ، الذين دافعوا دفاعًا عقلانيًا وإيمانيًا عن إيمانهم المسيحي في مواجهة التلفيقات والتخرصات التي حاكها ضدهم الوثنيون المحاربون للمسيحية في ذلك الوقت. وهؤلاء "المدافعون" لم يتعالوا على بيئتهم وثقافتها الوثنية بل استخدموا مفردات وثقافة المجتمع السائدة وقتئذ لشرح الأسباب التي دعتهم في عقلانيتهم الفلسفية لاتباع المسيح، مبينين بذلك أن الإيمان والعقل لا يتصادمان بل وكثيرًا ما يلتقيان. فيلسوفنا- أرستيدس- هنا ليس من رجال الإكليروس الديني بل كان رجلاً علمانيّاً عاديّاً يعيش مع عوام البشر في احتكاك طبيعي؛ وعليه فهو يوجه دفاعه للامبراطور هادريان مباشرة (سنة 125) ولعله بذلك يشفع أمامه للمسيحيين مما قد أصابهم من الاضطهاد والتنكيل.

فيلسوفنا هنا، أرستيدس، لن يزعم أنه أفلاطون آخر أو سارتر زمانه أو أنه فارس العقل المغوار بل نراه يقدم –وبعيدًا عن أي تصنع أو تكلف عقلاني- الدفاع المسيحي الحق بحق حقيقة المسيحية مرتكنًا على شخصية المسيح نفسه، ومبينًا التطابق الجميل بين سلوكيات المسيحيين وشخصية المسيح نفسه التي قد التقوها في الإنجيل المقدس.

كيف نستخدم الخطاب اللاديني ونطالب المسلم بإعمال العقل ونحن ما عندنا من إيمانيات مسيحية يتجاوز كل عقل؟! أرستيدس يخبر المسيحيين اليوم في القرن الواحد والعشرين أن الدفاع المسيحي الحق عن حقيقة المسيحية يكون بالتواضع والوداعة والسكينة وبالاحتماء بشخص المسيح دون أي حاجة مطلقًا لتجريح معتقدات وشخوص الآخرين. كل كبرياء عقلي يتقدم به المسيحي للدفاع المغرور عن المسيحية سوف يفضح جهله، ولا يمت للمسيح وإنجيله بأية صلة لأن المسيحية مؤسسة في جوهرها على المسيح نفسه لا على البراهين والأدلة. من يتبع المسيح سواء فسدت الأدلة أو صحت أمامه فلا يهتز إيمانه لأنه ببساطة يقدر أن يقول ما قاله بولس قبلاً "لأني عالم بمن آمنت" إذ إيمانه يرتكز جوهريًا على الإله الذي يتكلم كلاماً مباشر في شخص الكلمة يسوع المسيح (الكلمة قد صار بشرًا). إما أن تنعم بصحبة المسيح أو تُعرض عنه، وفي هذا تكون أو لا تكون المسيحية؛ فإذا نعمت بصحبة المسيح فهذا لا يعطيك الحق للخيلاء والتوهم أنك أفضل من المسلم أو الملحد لأنك لست أفضل (ربما هم بالفعل أفضل منك!) بل هي نعمة المسيح التي تطوّقك.

كانت السلطات الرومانية تخشى المسيحيين الأوائل فلجأت إلى محاربتهم بشتى الاتهامات إذ رأت فيهم خطراً على الدولة الرومانية، واليوم الأمر نفسه يحدث وما أشبه الليلة بالبارحة. تحدثهم عن السمو والرقيّ المسيحي فيحدثونك عن العصور الوسطى وصكوك الغفران ويجدون مليون سبب وسبب لرفض مسيح المسيحية وكأنه الملوم الأول عن فساد بعض أبناء الكنيسة. وأرستيدس هنا لا يتورع عن تسمية الأشياء بأسمائها فيتعرض لسخافة الديانة الوثنية كنظام ديني قائم فيه يستخدم الإنسان الآلهة لإسقاط نوازعه الشريرة عليها من طمع وحسد وعنف ونزق وغيرها. آلهتهم مصنوعة على صورتهم، وأما الإله الحيّ الذي نعرفه في الانجيل فلا مثيل له، إذ ليس عنده تغيير أو ظل دوران (رسالة يعقوب 1: 17)؛ ونحن نريد أن نكون على صورته هو، لا العكس. وسط هذا الخضم الوثنيّ، يحضّ أرستيدس جناب الامبراطور هادريان على الأخذ بعين الاعتبار بما تقوله به التعاليم المسيحية وأن يعطيها فرصة لا أن يسمع لكلام من يحاربونها ويريدون إسكاتها بشتى الطرق.

من أطروحة فيلسوفنا الأثيني أرستيدس نخلص إلى حقيقة جوهرية وهي أن خير دفاع عن المسيحية هو المسيحية ذاتها في تكوينها وجوهرها، أي في قوامها الرئيسي وهو شخصية المسيح الوديع المتواضع القلب. لماذا نريد دفاعاً عن المسيحية من خارج المسيحية؟ لا يكون الدفاع عن المسيحية بأن نقارنها بالإسلام لأن المسيح من الأساس ليس محل مقارنة بأحد. ولا يكون الدفاع بهجوم وتقبيح عقائد الآخرين بل بالتركيز على المسيحية ذاتها وإبرازها هي بإنجيلها الساطع النابض بالفرح. إنَّ المسيح يشهد عن المسيحية في رسالته، وشهادتنا عن المسيح تكون من واقع خبرتنا وعشرتنا الشخصية معه حتى لا يكون الكلام نظريًا بل من وحي الإنجيل الدافق بالحياة القوية. نشهد عن من خبرناه وعاشرناه لا من قرأنا عنه في الكتب.

أرستيدس يراقب المسيحيين ثم يكتب تقريرًا يرفعه لجلالة الملك. وعلى إثر مراقبة أرستيدس للمسيحيين فهو يكون صورة عامة عنهم ينقلها للملك. في البداية، يتعرض لأجناس البشر وعباداتهم الذين قد قام بتصنيفهم إلى ثلاثة فئات من كلدانيين ويونانيين ومصريين. يعرج في حديثه بعد ذلك على اليهود ثم يستقر به المطاف ليصف للملك من هم المسيحيون، فيعرفهم بأنهم "يتحدَّرون من الرب يسوع المسيح. نعترف به في الروح القدس أنه ابن الله العليّ." لعل القاريء يسألني: من أنت؟ أجيب: أنا إبراهيم عرفات، مسلم بالأساس، أتحدَّر الآن مباشرة من المسيح. هو نسبي وحسبي. وضعت يدي في يده؛ وإنتمائي الأول والأخير له، وكل شيء في حياتي يبدأ به ويختتم كذلك به لأنه الألف والياء في حياتي أنا. تلك هي هُوَّية المسيحيين كما عاينهم أرستيدس، وكذلك هُوَّيتي أنا كمسيحي في القرن الواحد والعشرين. يقول أرستيدس إن المسيح قد نزل من السماء لأجل خلاص البشر. خلاصٌ من ماذا؟ خلاص النفس من قيود الأنانية فيصبح الإنسان إنسانًا بحق كما أراد له الله في الأساس. ليس الخلاص جملة من الأفكار الدينية وكأننا نتحدث عن "عقيدة" جافة بل هو حياة تدب في أوصال الإنسان وما هي إلا حياة الله نفسه. الخلاص ليس أفكاراً دينية وإنما هو حياة إلهية تتفجر في أحشاء من يؤمن بالمسيح ويحيا له. خلاص الإنسان ليس تعويذة دينية أو مانترا هندية وإنما هو يعني انطلاقه حرًا ليحيا حياته بحرية حقيقية في ضوء الناموس الإلهي؛ ولا يعني الخلاص خلق إنسان معقد دينيًا يتشبث بحذافير جملة من التعاليم الدينية. فيا لهفي على الإنسان وهو لا يهدأ باله حتى يجلد ذاته والله أراد له أن تطمئن نفسه مستريحة فيه باليقين والحرية!

ينطلق أرستيدس من الحديث عن الهُوَّية إلى الحديث عن الصفات؛ فيصف المسيحيين بأنهم "يتمسكون بوصايا الرب يسوع المحفورة في قلوبهم ويتقيدون بها." التعاليم المسيحية، هنا، ليست جملة من القناعات الدينية الذهنية البرّاقة وكأننا في "حصة دين" بالمدرسة ونكرر كالببغاوات ما يردده المعلم، وإنما هي وصايا حيّة صادرة عن إله حيّ؛ وقد عبرت هذه الوصايا من الذهن إلى القلب فانحفرت فيه. وصايا تنحفر في القلب فيتمثلها كيان الإنسان كله لأنها قد عبرت من الذهن إلى القلب، فلم تعد مجرد "أفكار" بل الآن هي تسري في بدن الإنسان كله. هذا هو الإيمان الحيّ الذي يشفع للمسيحيين لدى جلالة الامبراطور هادريان عام 125 وفي القرن الواحد والعشرين الذي نحيا فيه الآن. وحدها وصايا المسيح المحفورة في القلب- لا التشدق بالعقل والمنطق- هي حجة المسيحية الأولى والأخيرة، ولا سبيل آخر سواها. يذكر أرستيدس للملك هادريان أن هذه الوصايا تقع ضمن طيات الإنجيل المقدس، ويحض الملك على قراءته حتى يتيقن من صحة كلامه. لم يلجأ أرستيدس لكتب أرسطو مثلا لتبيان حجته وإنما الإنجيل المقدس هو شهادته الدامغة هنا ولا توجد شهادة سوى الإنجيل:

يمكنك، أيها الملك، إذا ما رغبت، أن تتعرّف على مجد مجيئه، من خلال ما يسمونه الإنجيل المقدس، إذا ما قرأته.

أرستيدس هنا ليس بحاجة لاستخدام تكنيك التخويف وأسلوب التهديد والوعيد وإنما في ذوقٍ رفيعٍ يقول "إذا رغبت". هذا بالإضافة إلى أنه يرتكز على الإنجيل المقدس كحجته التي يتقدم بها عند الكلام عن المسيح.

ثم يواصل الفيلسوف الأثيني وصفه عن المسيحيين كشاهد عيان لما رآه عن قرب فيهم كجماعة صغيرة تعيش تحت الاضطهاد، فيقول: لا يحتقرون الأرملة ولا يرهقون اليتيم. الغني بينهم يعطي المعوز من دون تقتير. إذا ما رأوا غريبًا يستضيفونه في منزلهم ويفرحون بحضوره وكأنه أخ حقيقي، فهم لا يُسمّون إخوة بحسب الجسد، بل بحسب الروح." يلاحظ أرستيدس أن الأُخوة لدى هؤلاء المسيحيين ليست مشروطة بالاشتراك في الاعتقاد أو الاشتراك في الانتماء للعائلة أو الجماعة البشرية ولكنها "أُخوّة بحسب الروح" والذي يتسامى على جميع هذه الاعتبارات. إذا أساء أحد لهؤلاء المسيحيين فإنهم "يشدّدون الذين يُسيئون إليهم، ويجعلون منهم أصدقاء، يجتهدون في خدمة أعدائهم. إنهم ودعاء حلماء.....لا يصنعون بالآخر ما لا يريدون أن يُصنع لهم."

يصف جهادهم في الفقرة (6- 7): "هم على استعداد ليضحوا بحياتهم حبَّا بالمسيح وهم يراعون وصاياه بصدق." لعلّ المحرك الأول والأخير في حياتهم هو الحبّ لأنهم يدينون بـ "دين الحب". لا يبذلون أرواح الآخرين ويزهقونها لتحقيق مطامع سياسية وإنما يبذلون أرواحهم أنفسهم لأجل هذا الـ "آخر" من حولهم. يختتم أرستيدس كلامه عن المسيحيين في الفصل السادس عشر من دفاعه الشهير قائلاً: "ولكي تعلم، أيها الملك، أنني لا أختلق هذه الأشياء من نفسي، فإذا قرأت كتب المسيحيين المقدسة ستكتشف أنني لا أقول شيئًا خارجًا عن الحقيقة. . . إنّ كلمات المسيحيين وأفعالهم عظيمة وباهرة. إنهم لا يتكلمون لغة البشر، بل لغة الله."

نسأل أرستيدس: من أين لهؤلاء النصارى أن يتكلموا لغة الله شخصيًا لا البشر؟
ربما كان الجواب: إنها كتب المسيحيين المقدسة ووصاياها التي انحفرت في قلوبهم بسبب التصاقهم بالمسيح إذ أضحوا لحمًا من لحمه وعظمًا من عظامه. وكما يتجسد الله في المسيح، فالمسيح بدوره يتجسد في المسيحيين ويتمثّل في كل كيانهم. متى نصل إلى هذا المستوى فيقال إننا لا نتكلم لغة البشر بل لغة الله شخصيًا! إذا ذاع صيتك في المدينة هل يمكن أن يقال عنك أنك فعلا تتكلم لغة الله لا لغة البشر؟ لعل الدفاع المسيحي القوي عن المسيحية يكون اليوم بالتكلم بلغة الله وأسلوب الله الكليّ الحبّ والكليّ التواضع لا بلغة البشر وأساليبهم المتعجرفة الملتوية. الإنسان، نعم الإنسان ذاته/ ذاتها، هو هدف الله (وبالتالي هدفنا نحن كذلك) كما أن الله كذلك هو هدف الإنسان ومشتهاه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
عماد ( 2010 / 5 / 29 - 21:44 )
هكذا يكون الانسان المؤمن .مقال رائع .شكرآ


2 - سلام لك أخي
مرثا ( 2010 / 5 / 29 - 23:47 )
لخلاص ليس أفكاراً دينية وإنما هو حياة إلهية تتفجر في أحشاء من يؤمن بالمسيح ويحيا له. خلاص الإنسان ليس تعويذة دينية أو مانترا هندية وإنما هو يعني انطلاقه حرًا ليحيا
حياته بحرية حقيقية في ضوء الناموس الإلهي
هذا هو الفرق بين الحياة مع المسيح واتباع أي دين آخر ، وهذا هو السبب في رفضي لإطلاق كلمة دين على المسيحية ، هي حياة وعلاقة شخصية مع شخص المسيح ، ليست نواميس وأوامر ونواهي ولكنها حياة.
تقديري واحترامي العميق لك


3 - قصص الفداء والخطيه لا ترقى الى تفكير الانسان
AL ( 2010 / 5 / 30 - 02:09 )
الاخ العزيز هل اطلعت على مؤلفات جون شلبي سبونج الذي له وجه نظر عصريه للديانه المسيحيه. ان الدعوه الى المسيحيه تنتهي الى ثلاثة نتائج القبول بها وترك الاسلام او رفضها والبقاء بالاسلام او رفضها ورفض الاسلام. لان قصص الفداء والخطيه لا ترقى الى تفكير انسان هذا العصر. اضافه الى ان الديانه المسيحيه تحتكر الحياه الابديه لمن يؤمن بالمسيح كما يحتكر المسلمين الجنه لمن يؤمن بمحمد. ان رجال الدين المسلمون والمسيون يحتاجون الى تعرف جديد للاديان ونظره جديده تبتعد عن الاساطي,ر هذه بعض الروابط

http://www.youtube.com/watch?v=9XL8LvaJ9Rc

http://www.youtube.com/watch?v=SF6I5VSZVqc&feature=related

http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:YhjLktVFwFsJ:www.johnshelbyspong.com/about.aspx+bishop+john+shelby+sponge&cd=2&hl=ar&ct=clnk&gl=bh



4 - شكرًا لكما
إبراهيم عرفات ( 2010 / 5 / 30 - 03:11 )
أشكر لك تفاعلك معي أخي الحبيب عماد. لنبذر بذار الحب. أمام الحب يعجز اللسان عن التعبير..ليتني أقدر أقول وأعبر عن مصدر هذا الحب وأنشد نشيد حبيبي.

أشكرك جدًا يا مرثا على تفاعلك كذلك. الحقيقة ولا أخفيك سرًا أن كلمة متدين لا توافقني بالمرة ولا انسجام لي مع طائفة المتدينين وأراها كلمة خانقة. نريد الحياة التي تفيض وتتفجر ينابيع ماء حي. ممنون لك جدًا.


5 - أخي العزيز AL
إبراهيم عرفات ( 2010 / 5 / 30 - 03:32 )

أخي العزيز آل :
الحب هو الحب في قديمه وحديثه، ومهما قمنا بعصرنته فالحب يبذل نفسه ولا يستنكف عن أن يفعل ذلك طواعية. الله قديمًا بذل ذاته بالحب لأجل الإنسانية واليوم هو يبذل ذاته ولا يقف جامد كالصنم بل هو إله الديناميكية وتلك هي حركية الحب. حتى قوة الجذب بين الإلكترونات والبروتونات هي حركية الحب. سقوط حبة الحنطة في التربة هي فداء أيضًا. الفداء ستجده نمط يتكرر في كل صور الحياة وتلك الأبدية التي تنحفر في قلوب البشر من جميع الملل والأديان. الناس يتاففون من الفداء لأنهم تربوا على أفكار مجترة وقد سئموها من كثرة التكرار ولكن الفداء يبدو لي في صميم الحياة بل هو عندي في صميم الزمن ذاته وجوديا.
المجد للفادي الذي وهبنا الحياة التي تفجرت من أحشاءه بفدائه ففاضت على كل البرايا.


6 - الوضع مختلف (1)
صالح الصويلح ( 2010 / 5 / 30 - 05:08 )
أخي الحبيب،
ما تقوله مقنع وفعال في حالة ارستيدس والوثنيين ولا يكفي لحالة المسيحيين مع المسلمين. كان الوثنيوم يعتمدون على قوة المنطق والفلسفة بالإضافة إلى العنف والاضطهاد. فلو فلسف أرستيدس المسيحية لأصبح مثل اوريجانوس واستحق استنكار الكنيسة وعامة الشعب، فحسنا تمسك بسلاح الاختبار الشخصي ومدى فعاليته في تغيير الشخص. في حالتنا الحالة مختلفة فالمسلم يمتلك مساحة من الغيبيات وكذلك المسيحي، أحيانا تتلاقى في بعضها مثل الحياة الأخرى وجهنم والملائكة وخلق العالم.. الخ. لكن تكمن المشكلة في إيمان كل منهما في إنه يملك الحق المطلق والآخر يملك الكفر المطلق.


7 - الوضع مختلف (2)
صالح الصويلح ( 2010 / 5 / 30 - 05:09 )
مشكلة المسيحية مع الإسلام من وجهة نظري أن القرآن يتبنى الدفاع عن الأبيونية ـ عقيدة ورقة بن نوفل ـ ويحارب ما عداها من بدع. في يقين المسلم أن المسيحي يعبد ثلاثة آلهة وأن المسيح لم يصلب وإنما شيه لهم، وأنه نبي، وأن المسيحي يؤمن بألوهة مريم. ونتج عن هذا التضارب بين القر’ن والإنجيل أن نادوا بتحريف الكتاب المقدس. ماذا نفعل في حياتنا اليومية، في المدرسة يريدون ابنتي أن تتحجب، ممنوع الأكل أو الشرب في نهار رمضان. تسمع الدعاء عليك وعلى أهلك خمس مرات في اليوم. في العمل يسألونك أسئلة إجاباتها تضعك تحت طائلة القانون. فلا مجال أمام المسيحي إلا تبيان العوار في الدين الآخر. قيود الحياة اليونية هذه لم يعشها أرستيدس لأن الوثنيين لم يكن لهم كتاب مثل القرآن.
تحياتي لك


8 - المسيح ويهوا
المترصد ( 2010 / 5 / 30 - 06:49 )
هل اله التوراة يهوا هو نفسه المسيح هل هو متقلب بين السلم والحرب كيف يؤمن المسيحيين بيهوا الشرير وتعاليمه الهمجيه هل اراد المسيح تغيير صورته البشعه التي ظهر فيها بين اليهود هل تصارع المسيح مع يعقوب ما هذا التناقض هل المسيح رجل يهودي اراد اصلاح قومه فقتلوه هل تعدى المنطق باعتبار نفسه اله متجسد جاء ليخلص البشر من خطيئه لا ناقة لهم فيها ولا بعير هل هذا الاله متزن في تصرفاته لتتم الامور بهذه الدمويه لماذا يعشق هذا الاله الدم لماذا جعل الحيوانات تفترس وتمزق بعضها البعض بوحشيه الم تخطر على باله طريقه اخرى تضمن لكل حيوان غذائه دون دمويه لماذا لم يتجسد المسيح ويخلص الشعوب الاخرى ما هذه الانانيه والفكر المنحرف هل هو ثلاثي الابعاد يمكن حساب حجمه ومساحته ما هذه التخاريف استغرب من كل عاقل يقبل بهذه الافكار الصبيانيه المنافية للعقل الاديان كلها اختراعات بشريه بل مشاريع سياسيه تم استغلالها للتحكم بعامة الشعب ثم ان كل دين يحتكر الجنه لاتباعه يوم القيامه


9 - المسيحية هي حياة
جورج فارس ( 2010 / 5 / 30 - 08:21 )
أستاذنا الرائع ابراهيم عرفات
لن أنسى يوماً أنك أول من شجعني على الكتابة هنا وهذا كلام من قلب يحبك ويحترمك

نعم المسيحية ليست دين ومجموعة من الطقوس والوصايا لكنها حياة نزداد فيها شبهاً بالمسيح يوماً بعد يوم، فهو القائل جئت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل
ومن المؤكد أننا سنحتاج للكلمات والأفكار لتوضيح إيماننا والدفاع عنه ولكن وكما قلت أنت إن أفضل دفاع عن إيماننا هو حياتنا وانسانيتنا والحب الذي نعيش فيه ونقابل به الآخرين، هذا الحب الذي تعلمناه من السيد المسيح
قد لا يوافق معنا الكثيرون على رؤية ما فعله المسيح باعتباره حب فهم يرونه هواناً وذلاً وضعفاً، لكنه بالنسبة لي حب ألمسه كل يوم

لك تحيتي ومحبتي وتقديري على مقالك الرائع

يرون أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السموات


10 - ام آن؟
احمد ( 2010 / 5 / 30 - 08:59 )
ام آن للمسيح من اب ؟
فعلا تقيدوا ايها المسيحين بما ورد ودعوا عنكم الاسلام
وانتم ايها المسلمين تقيدوا بما ورد عندكم ودعوا عنكم التدخل فيما لايعنيكم
وكذلك اللادينيين اهتموا بافكاركم وحياتكم
فالعمر قصير وقصير جدا
وكذلك انت يا صويلح دع عنك ورقة بن نوفل !!!!!وشانه
ولنجتمع على كلمة واحدة وهدف واحد وهو محاربة الظلم السياسى الواقع على رقابنا بدون استتناء من قبل الرموز الفرعونية الحاكمة بمصيرنا ومصير ابنائنا
والتى لم تراعى فينا لادين ولاملة
هذه فعلا قضيتنا وغيرها مجرد كلام فى كلام


11 - تعليق
أحمد فرماوي ( 2010 / 5 / 30 - 12:55 )
دس السم في العسل


12 - !!!كتب المسيحيين المقدسة
احمد ( 2010 / 5 / 30 - 13:05 )
انا لن اتكلم في كونك مسيحي المولد ام لا فهذا لا يعنيني (وان كنت اشك في انك كنت مسلما فلا يوجد مسلم ذاق حلاوة التوحيد ويتركه لعبادة ثلاثة الهة احدهما الاب الذي لم يغفر لادم ذنبه الا بصلب ابنه الذي علق علي الصليب ولعن من اجل إرضاء غرور والده والابن الذي عاش في بطن السيده مريم تسعة اشهر وختن علي شريعة موسي وكان يرضع من ثدي امه فايماني يخبرني ان الاله لا يحتاج الي بشر فما بالك بمن يحتاج الي صدر امه)

ما يعنيني هو قولك ان كتب المسحيين التي تجعلهم يتحدثون لغة الله

فهل من هذه الكتب نشيد الانشاد الملئ بالايحاءات الجنسية
والعهد القديم الملئ باوامر قتل الامم عن بكرة ابيهم بما فيها الاطفال والنساء

أم ان الهك تبرأ من هذه الكتب بعد صلب ابنه

*لي سؤال لماذا انجب الهك ابنا ولم ينجب بنتا اليس في هذا تحيز للرجال


13 - الى احمد
الكاشف ( 2010 / 5 / 30 - 17:02 )
كيف لك ان تفهم تعاليم المسيحية وانت تؤمن بمن يقول ان بول البعير دواء لكل داء كيف لك تفهم مايعتقده المسيحين وانت تؤمن ان لهك ماكر ومهين ومذل وضعيف يطلب منك ان تنصره وتدافع عنه لانه غير قادركيف ان تفهم ما تصلوا اليه التعاليم المسيحية وانت تؤمن ان من يتعدى على الله فالله غفور ولكن من هجا محمد يجب ان يقتل كيف لك ان تفهم ان الاله في المسيحية هو واحد في ثلاثة وانت تؤمن ان اله القران يصلي على رسولك اي ان رسولك اعظم من خالقه ليترضع اليه الله بالصلاة وتحوال اللف والدواران وتحوير معاني الكلمات لان الاجرام لا يعني البراءة . لاتظن يوما انك تستطيع الني من المسيحية ولكني اقول اقرا كتبك ولاتخص السيرة قبل اة تكتب حرف اخر.


14 - أخي جورج فارس
إبراهيم عرفات ( 2010 / 5 / 31 - 00:54 )
أشكرك بشدة أيها الأخ والصديق الحبيب على كلامك الجميل وتشجيعك إياي.أنا تلميذ في دروب الحب وباب الحب أطرق.

وأشكر بصدق جميع الذين تفاعلوا بالمشاركة وإن كانت بعض المشاركات جاءت حادة ولكني لا أتقن سلاح الجدل الديني ولا أريد أن أتقنه. الجدل يكون في أمور تستحق الجدل وليس الدين واحدًا منها. ودمتم لصداقة إنسانية باقية وبعيدًا عن الجدل الديني.


15 - أستاذ إبراهيم ما أجمل أن أقرأ لك
ج حايك ( 2010 / 5 / 31 - 04:11 )
مقالة رائعة جدا لا تقل روعة عما كتبته من روائعك السابقة
أنت مسيحي بالإيمان مستوعبا المسحية المتجلية في شخصية المسيح بالذات أكثر منا نحن المسيحيين بالوراثة فأنت معلمنا بل قدوتنا
هنيئا لك وفخرنا كبير بك
أستاذ إبراهيم ردك كان عظيما على السيد
A L
بقولك :-المجد للفادي الذي وهبنا الحياة التي تفجرت من أحشائه بفدائه ففاضت على كل البرايا -ه


16 - بل أنت الرائعة يا جانيت
إبراهيم عرفات ( 2010 / 5 / 31 - 18:01 )
الرائعة جانيت: أنت بركة كبيرة وتشجيعك يدفعني للأمام وأستفيد كثيرًا من ملاحظاتك. لنا الشرف والابتهاج أن نقبل الحياة من المسيح مباشرة يا جانيت. نحن الذين ننال المكسب الكبير كله بذلك. نحن من نغنم. الأمر لا يتطلب مجادلات و لا يحزنون. أمام المسيح ماذا نفعل يا جانيت؟ لا أجمل من أن نجثو قدامه.


17 - تعليق
عبد العزيز كمال ( 2012 / 6 / 26 - 23:18 )
إسمح لي الأستاذ إباهيم عرفات أن أقول لك أن أسلوبك يعتمد على النفاق.تقول: لا يكون الدفاع عن المسيحية بأن نقارنها بالإسلام لأن المسيح من الأساس ليس محل مقارنة بأحد. ولا يكون الدفاع بهجوم وتقبيح عقائد الآخرين بل بالتركيز على المسيحية ذاتها وإبرازها هي بإنجيلها الساطع النابض بالفرح.
كل مقالاتك لا تخلو من إتهام الإسلام والتحققيربه ومحمد صلى وبالمسلمين الذين تصفهم بالمغيبين.أليس هذا نفاقا.
قلت في آخر مقالك:إنها كتب المسيحيين المقدسة ووصاياها التي انحفرت في قلوبهم بسبب التصاقهم بالمسيح إذ أضحوا لحمًا من لحمه وعظمًا من عظامه. وكما يتجسد الله في المسيح، فالمسيح بدوره يتجسد في المسيحيين ويتمثّل في كل كيانهم.) فكيف تبرر إغتصاب القساوسة ورجال الكنيسة الشادين للأطفال،أين ذهب الروح القدس أين ذهب سر المعمودية؟

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي