الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة حول منهجية التّعليم

سهيلة بورزق

2010 / 5 / 30
التربية والتعليم والبحث العلمي



قبل أن ندخل في نقاش مشكلة الغش في امتحانات الباكالوريا، علينا أولا دراسة المنهجية الدراسية التي يقوم عليها التعليم في جميع مراحله والأسئلة التي يجب طرحها هي:

هل سمحنا لتلامذتنا بالتعبير الحرّ عن ذواتهم ومخيالهم الطفولي في السنوات الأولى في المدرسة؟

هل ناقشنا أفكارهم على أنّها يقين طفولي باٍمكانه أن يتطور ويختلف ويستمر؟

هل سمحنا لهم بنقاش سؤال أو مسألة ما داخل مجموعة؟

هل علمناهم أنّ الاختلاف في الرأي جزء من استمرارية أفكارنا؟

هل تدخلنا في مشاكلهم النفسية وبالتالي ناقشناها معهم على أنّ لها حلول؟

هل تداركنا الأخطاء فيهم بشكل عقلاني مدروس؟

لماذا نأتي اليوم ونحاول أن نبني جدارا عاليا بينهم وبين أخطائنا فيهم؟

كلّ غش مدرسي هو بالضرورة استمرارية لفشل طرق التّدريس لدينا، وبالتالي نحن بحاجة اٍلى اعادة النّظر في منظومتنا التعليمية في جميع مراحلها لكي نستطيع تأسيس أرضية ملائمة لبناء اٍنسان خال من عيب عدم الثقة بالذات.

اٍنّ الشرط الأساسي لتحقيق ذلك هو القسوة في التنفيذ واحترام انسانية الطفل المقبل على مراحل متطورة في حياته الدراسية، ومنحه فرصة التعبير عن مواهبه وهواياته والاهتمام بها ورعايتها ومنحها الثقة والفرص وتقديرها حتى نحصد ثمارها، اٍنّ التدريس ليس وسيلة لقمع الذات في حفظ أفكار الغير، اٍنّ التدريس هو اكتشاف الذات وتقويمها حسب ما تقتضيه الشروط التعليمية وعليه ستكون النتيجة مواتية للحفاظ على مستوى عال داخل صفوف الطلاب وبالتالي لن نكون بحاجة اٍلى أي نوع من أنواع مكافحة الغش في الامتحانات المصيرية.

نحن في بلداننا المغاربية بحاجة اٍلى تكثيف جهودنا للنظر في تحسيس طلابنا باٍهتمامنا بهم، وتوفيرر الاٍمكانات الخاصة والعامة لكي يتمكنوا من تحقيق أهدافهم.

نحن اليوم أمام ضائقة تعليمية كبيرة بل ومخيفة أيضا عندما يعتمد طلابنا على الغش في الامتحانات كخيار وحيد للاستمرار في الدراسة والتّخرج من الجامعة بشهادة مختومة بالتفوّق، في حين هم غير قادرين على تحليل مسألة فكرية أو رياضية بسيطة بشكل صحيح، والطّامة الكبرى هي أنّ اليعض منهم يتوجهون اٍلى العمل في المنظومات التربوية والتعليمية، وهكذا تبقى مسيرتنا داخل دائرة تدور بنا لسنوات طويلة داخل نقطة واحدة ولا نستطيع الخروج منها بسبب عدم انتباهنا اٍلى جذور المشكلة أو عدم رغبتنا في العمل والاجتهاد والتّحرر من كسلنا ونفورنا من فكرة التجديد والاستمرار وفق طرق حديثة تنتهجها دول العالم المتطور بشكل بسيط أمام مغريات المستقبل.

أنا أخالف كلّ من يقول اٍنّ التعليم بعنف يصنع عقولا قوية، بل اٍنّ التّعليم بحب و تشجيع المواهب ومنحها الثقة ودفعها اٍلى الابداع والاهتمام بها وتوفير المناخ المناسب والظروف والأدوات والاستماع اٍلى أفكارها ونقاشها وتطويرها وتتبع خطواتها عبر السنوات، هذا كلّه سيخلق لنا عقلا نافعا فعالا قويا قادرا على استكمال مسيرة الحياة من دون عقد ومن دون غش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معك الحق كله
أمازيغ ( 2010 / 5 / 30 - 01:26 )
طالما فكرت في الكتابة على هدا الموضوع و بالطريقة التي ناقشته بها ولكن أشفيت غليلي في الدين مازالوا يحنون الى الطرق البالية القديمة في التعامل مع الطفل التلميد الانسان بوحشية وبتكبر واستعلاء واستبلاده غافلين ان الزمن تغير وان للتلميد كامل الحق في ابداء رأيه وان بعض التلاميد افضل من بعض الاساتدة الدين تجاوزهم زمن النترنيت . متى يستفيق هؤلاء من غفوتهم ياسهيلة -وريه وريه ولاعمى سير وخليه- كما يقول المثل بالعامية المغربية. شكرا على تطرقك لهدا الموضوع.


2 - المنهج التعليمي
samiha kadri ( 2010 / 5 / 30 - 06:27 )
وأسفاه، طريقة تعليم متعفنة تسودها الديكتاتورية ونغمة لاتزال ترتل في أذني -أسكت أنتَ ، أسكت أنتِ- وقم للمعلم وفه التبجيلا...كاد المعلم أن يكون رسولا، وطلب الأستاذ من الطالب أن يرجع له بضاعته لا أكثر ولا أقل وتحول الطالب إلى متلقي ليس من حقه مناقشة رسوله، وعليه أن يقول حاضر يا سيدي ثم حاضر يا أستاذ لأنه ترقى إلى المرحلة الثانوية. الموضوع دغدغ قلبي وقلمي لأكتب فيه لما له من أثار عميقة على التركيبة النفسية لطالب العلم، وأصبحت شهادة البكالوريا خنجر مسموم يترصد بمستقبل الطالب. وأثرت الكاتبة سهيلة الموضوع. والتعليم في الجزائر بين مسطرة الأستاذ وسموم لسانه في تدمير شخصية الطالب


3 - خذوهم صغاراً لا زالت تُطبق
الحكيم البابلي ( 2010 / 5 / 30 - 08:45 )
السيدة سهيلة بورزق
يرفض البعض أن يُصدق بأن جذر مشاكل أوطاننا الشرقية هي في الدين والتعليم
في زمن ما في العراق كان هناك شعار جميل يقول : خذوهم صغاراً
وهنا في الغرب يهتمون جداً بالمدارس الإبتدائية والمتوسطة وأكثر بكثير من غيرها
دخلتُ مرات مختلفة لتفقد مدارس بناتي - مدارس حكومية - وتعجبت لكل الغرائب والعجائب الموجودة داخل هذه المدارس ، صدقيني لزمتني العبرة عندما إحتوتني سيارتي
كنتُ أقارن بين بلدي المسكين البائس والغرب ، في الصف الخامس الإبتدائي ، وهو الصف الذي يبدأ فيه تدريس اللغة الإنكليزية في العراق ، مرت ستة أشهر ونحن بلا مدرس للغة الإنكليزية ، بعدها أرسلوا معلم الرياضة الغبي للقيام بالمهمة .. وتخيلي بقية القصة
واليوم يتم العمل بشعار ( خذوهم صغاراً ) في العراق ، ويعملون جاهدين على تحقيق هذا الشعار ، ولكن في كتاتيب الطائفية الدينية البغيضة
قرأتُ مرة للكاتب الجزائري ( واسيني الأعرج ) مقالاً عن كيف تغلغل السلفيين لمناهج التعليم في الجزائر ، وبعدها جاء الخراب
واليوم يُعاد نفس السيناريو في العراق للأسف
في زمننا كُنا نشتم التعليم المتخلف في العراق ، واليوم نترحم عليه
تحياتي


4 - طبيعة المنهاج
ليليا كريم ( 2010 / 5 / 30 - 17:22 )
أهلا بالجميع
لا أرى يا سميحة أن المعلم الحق - مسموم اللسان - ، و مشكلة التعليم أساسا في الجزائر لا ذنب فعلي للمعلم أو المدرس أو الأستاذ فيها ، منذ سنوات و الناس تطالب بإعادة النظر في هذه المنظومة - التغبوية - التي جردت الطفل الجزائري من قيم عديدة ، و غرست فيه بالمقابل جملة من السلبيات من شأنها أن تدمر جيلا بأكمله ...- و الحديث ذو شجون لا تتسع له هذه المداخلة -، و إذا بالبرامج الجديدة تحشو ذهن التلميذ حشواااا متواصلا ...ناهيك عن - الحمولة - اليومية للحقيبة المدرسية و عن الحجم الساعي المكثف في كلّ الأطوار
، فإذا كان تلاميذ المستوى الثانوي - يتألمون - فما بالنا بأطفال المرحلة الابتدائية ؟؟...
يُفترض في كل منظومة تحترم نفسها أن تكرّس الثوابت الأساسية من هوية و وطنية و انتماء بهدف البناء..و إذا بمنظومتنا المسكينة تعاني التشوه الخلقي منذ الوهلة الأولى ، و من هنا : فاقد الشيء لا يعطيه...
ما لم تُؤخذ مسائل الانتماء و الهوية كثوابت أساسية تهيء أرضية الغرس و الفلاحة ...لن يُرجى خير إلا ممن رحم ربي


5 - العملية ليست سهلة
كوريا ( 2010 / 5 / 31 - 04:27 )
المنطقة العربية بحاجة الى جهود كبيرة لتحسين طرق التعليم والتدريس وكذلك في المناهج الدراسية والحد من تدريس المواد الدينية في المدارس الحكومية قدر المستطاع وزرع طرق التحليل والاستنتاج والتقويم بدلا من الطرق التلقينية البالية التي تجعل الطالب نسخة من مدرسه على الاغلب.0


6 - مقال في الصميم
زهرة قوديح ( 2014 / 1 / 4 - 05:58 )
لا بد من اعادة النظر في طرائق التدريس في منظومتنا التربوية مع الاخذ بعين الاعتبار ايضا لبرنامج سديد يعنى بتكوين المعلمين يكون قائما على معايير الجودة الشاملة
الطفل مشروع مجتمع لا بد من دراسته بكل ابعاده النفسية و البيئية الاجتماعية


7 - مقال في الصميم
زهرة قوديح ( 2014 / 1 / 4 - 05:59 )
لا بد من اعادة النظر في طرائق التدريس في منظومتنا التربوية مع الاخذ بعين الاعتبار ايضا لبرنامج سديد يعنى بتكوين المعلمين يكون قائما على معايير الجودة الشاملة
الطفل مشروع مجتمع لا بد من دراسته بكل ابعاده النفسية و البيئية الاجتماعية


8 - مقال في الصميم
زهرة قوديح ( 2014 / 1 / 4 - 06:00 )
لا بد من اعادة النظر في طرائق التدريس في منظومتنا التربوية مع الاخذ بعين الاعتبار ايضا لبرنامج سديد يعنى بتكوين المعلمين يكون قائما على معايير الجودة الشاملة
الطفل مشروع مجتمع لا بد من دراسته بكل ابعاده النفسية و البيئية الاجتماعية

اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة