الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعي الصحفي.....الصحفي المثابر

ئاشتي

2010 / 5 / 30
سيرة ذاتية


الشيوعي الصحفي.... الصحفي المثابر*
إلى الرفيق
عبد الرزاق الصافي
في عيد ميلاده الثمانين*

ئاشتي
يستقبل نهر دجلة الزوارق ،مثلما صباحات بغداد تستقبل أشعة شمس خجلة تعلو رويدا ،قبل أن تتعالى أصوات أنفجارات القتل المجاني،حيث يبدأ دوران أسطوانة هواجس الاحتمالات،فأحياء (الكرادة داخل) متداخلة،وبين(الجادرية) و(ارخَيته) ليس أكثر من أغماضة عاشق في ليلة صيف،وإذ يـُقرع ُباب الغرفة بأصابع غارقة بين الرغبة والحرص، الرغبة في أن تكون قد صحوت،والحرص على أن لا تسبب لك بعض الإزعاج،و(في التعود تتلاشى نظرية الاحتمالات) وقبل أن تجيب على صدى الطرقات يفتح باب الغرفة بمواربة،ليلقي عليك تحية الصباح،وهو يحمل عدد اليوم من جريدة ( طريق الشعب)،ولا تدري كيف تسنى له خلال هذا الوقت القصير من تسجيل ملاحظاته وتحديد الأخطاء الإملائية والنحوية،تتساءل مع نفسك هل هي الدربة،أم المقدرة ؟؟ ربما الاثنين معا.
وقبل أن تعد له قدح الشاي، تتمنى عليه أن يقرأ ما كتبت ليلة البارحة،وبين انشغالك في إعداد الشاي تنظر إليه جانبا،تراه منسجما بكل حواسه مع الموضوع،وهو يسجل ملاحظاته وإذ ينتهي من القراءة، يطرح عليك أسئلته التي يبدو فيها تلميذ لم يكمل تعليمه الابتدائي،وكأنه يريد أن يتعلم منك سر الكتابة، تلك الحرفة التي عرف هو كل مجساتها وتنوعها وتلاوينها،تضحك في سرك، وربما تلجأ بشكل مكشوف إلى انتمائك للمدينة التي يكثر عنها حديث الخبث، فتحاول أن تستفزه في أمر الاختلاف ،(أنت واثق من صحة رأيه) ولكن عبثا،لأنه يترك لك حرية الاختيار،فتذهب كل محاولاتك في إثارته مع مياه دجلة وهو يستقبل الزوارق في صباحاته
يستقبل نهر دجلة الزوارق،وعند انحسار النهر وكآبته،تقف ملايين الحسرات بصدر (أبو مخلص) هو من بين القليلين الذين يعرفون ماذا يشكل لهم هذا النهرالجميل وهذا الشاطئ،ربما يتمنى أن يرجع به إلى خمسينات القرن الماضي،أحسست بذلك ونحن نسير معا،وحين حاولت سبر أغوار روحه،ضحك وقال دفعت هنا في ليلة من ليالي الصيف مئة وخمسون فلسا كي استمع إلى مقطع(حكتلك عن سبب نوحي) في اغنية (يا ظالمني)لأم كلثوم.
صباحات بغداد تستقبل أشعة شمس خجلة تعلو رويدا،و (أبو مخلص) يستقبل في عام ميلاده الثمانين،حب رفاقه الذين تعلموا منه الكثير، فقد تعلموا منه كيف يجعلون موضوعهم يمر بسهولة من بين يدي الرقيب،وتعلموا منه حب التعلم،وتعلموا منه التواضع في امتلاك المعرفة لأنه بحق الشيوعي الصحفي....والصحفي المثابر
أجمل الورود له في عيد ميلاده الثمانين
ــــــــــــــــــــــــ
* نشرت في جريدة(طريق الشعب)يوم الاثنين 31 أيار2010
*تحل في الاول من حزيران2010ذكرى بلوغ الرفيق الصافي عامه الثمانين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح