الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول ألاستفتاء . من أجل الحرية والاستقلال لكردستان

محمود محمد عثمان

2004 / 8 / 9
القضية الكردية


هذه الكلمات تعني ان *( من يبدأ بحرق الكتب ينتهي الى حرق البشر) يقول الشاعر ألألماني هاينريش هاينه الكتابة واللون والصوت والحركة هي من وسائل التعبير وأنعكاس لجوانب الحالة الأجتماعية لوجود الأنسان.فالغائها او وضع الرقيب عليها او محاولة تشويهها سوف تؤدي رويدا رويدا الى نهاية صاحب النتاج وتمهد الطريق لتطبيق (قانون المخالفة الذي يقضي بعقوبة التصفية الفورية ذلك المنهج الأوحد والنغمة الواحدة المتكررة التي قتلت فينا العقل وملكة النقد طوال التاريخ تراكمت فيه أبشع الوان اضطهاد الأنسان وحريته وفكره )* * . وفي نفس الوقت دلالة واضحة على خوف السلطة من التقدم المستمر في مجال المعرفة وفي مجال تحليل تاريخ المجتمعات وأشكال السلطة .
ان أي كاتب او مثقف يسعى لتحليل امراض المجتمع والعلاقات الأجتماعية ويبين توجهات السلطة ( التي هي انعكاس لنظام اقتصادي اجتماعي محدد ) وأشكالها ويكشف المصالح الطبقية الغامضة ويستند في تحليلاته ونقده على الأسس العلمية في سبيل تحقيق مطالب الناس. سوف يكون جريئأ وفي نفس الوقت يواجه صعوبة قاسية . لأن من لم يكن لديه خلفية ثقافية ولايأخذ بعين الاعتبار العوامل الاقتصادية والتاريخية والاجتماعية
لايستطيع أن يعبر بحرية عن افكاره و ماممكن ان تكون نتاجاته تساهم لمعرفة انواع الاضطهاد بالمعنى الحضاري ولايستطيع ان يواجه السلطات التي تقف وراء حرمان الانسان للممارسة الحرية بشكلها الواسع.
ان الكتاب الذين يحاولون تنوير درب المسيرة الانسانية وتوعية اتباع السلطة سوف يواجهون القوة والقمع
وتشوه نتاجاتهم والبحث وراء خصوصياتهم الشخصية . وتقوم السلطة بتحريض الاقلام المرتجفة لبناء حائط
هش من الثقافة لاعطاء صورة مزيفة لديمومة الثقافة السلطوية من خلال كتابة الانشاء والوصف بدلا من التحليل العلمي ومساندة حقوق البشر في المسيرة الانسانية.هذه من الصفات المستمرة والملحة لكل الحكومات المستبدة على مر التاريخ والحكومة البعثية كانت طليعة هذا التيار.
هل الحرية موجودة في كردستان؟ هل ان كردستان حرة من حيث الخطاب السياسي وهل حرية التعبير والنقد للحضارة ولتاريخ الأديان والحركات الأجتماعية التي أثرت على كردستان وانعكست تأثيراتها على العلاقات الأجتماعية والثقافية تسلك الطريق الصحيح؟ خاصة اذا كان هذا النقد يستند الى مفاهيم طبقية وتاريخية. وهل ان الحرية هي فقط السماح للتعبير من اجل تقوية السلطة أو السماح لبعض المسائل الشكلية من أجل تجميل وجه السلطة.
ليست الحرية فقط اختلاف في الاراء . الحرية هي نقد مباشر لجوانب الحياة ونقد لنواقص وسلبيات السلطة .
يجب النظر الى الحرية من خلال الممارسة الاجتماعية اليومية للانسان ومن خلال مطاليب الناس ومحاولاتهم لتحقيق طموحاتهم الانسانية. كردستان ككل او كيف تنظر اليها او اية تسمية تسميها
(جهاز. مكان في الجغرافية العالمية . حجم . كدولة) غيرمستقلة سياسيا واقتصاديا واضف اليها الناحية والحرب . الاعلامية والمعرفية. وليسوا احرارا في معالجة المشاكل المستعصية كاالمشكلة القومية والسلم

ينظرون الى هذه المشاكل من وجهة النظر السلطة ومصلحتها. لايرجعون الى صوت أهالي كردستان وأصواتهم فقط غير مسموعة ومكبوتة في حل هذه المعضلات,
في حين نرى ان اصوات الشعوب هي اساس ومرجع لتشكيل الدولة وانهاء الظلم القومي
لو تعمقنا اكثر ولوانتقلنا من العام الى الخاص او من الاعلى الى الاسفل نجد هذه اللاأستقلالية انعكست
تأثيراتها السلبية على كل جوانب الحياة للمجتمع الكردستاني وخلقت ازمة بحيث لانرى اسناد قوي في الاقتصاد والثقافة و تخطيط حضاري في مجالات التربية .
لو تحدثنا عن السلام نرى ان اكثر المسائل بقيت بدون معالجة جذرية و شاملة . والسلام بدون الاعتراف الرسمي بالمعنى الواسع للحرية و بدون الرجوع الى قرار الشعب و بدون تحقيق الحاحات الضرورية للانسان من ( المسكن و المأكل و الملبس ) . هي بشكل غير مباشر حرب ضد الطموحات الانسانية.

والحرب يجعل المجتمع قبيحأ ولاتستطيع اتخاذ قرا صائب و في نفس الوقت تفقد طريق العودة الى العقل . .
لنشاهد هذه المعادلة: الطرف الاول امريكا و الدول الرأسمالية و الدول الاقليمية و الدول العربية. والطرف الثاني اهالي كردستان . الطرف الاول يريد السلام بدون الحرية . بدون الحل الجذري للمشكلة القومية وحدة الاراضي العراقية ربط مصير كردستان بسياسة غامضة و غير معروفة بوجود صدام او بعد صدام .
بقاء كردستان الى زمان مجهول. جعل كردستان مجتمعات سكنية بشكل رسمي . والطرف الاخر يناشد السلام بشرط الحياة المدنية و معالجة المسألة القومبة بانفصال كردستان . انفصال السلطة عن المجالات المدنية . التصدي للقوات التركية و الايرانية و العراقية . الحرية الاعلامية . استقلالية الخطاب السياسي . استئصال الاضطهاد القومي . الرفاهية و حاجات الامن و الاستقرار للوصول الى حياة عصرية . و مئات من المطاليب التي كانت السبب الرئيسي للانتفاضة الباسلة لشعب كردستان ضد النظام الشوفيني البرجوازي البعثي .
ايهما ينهي الاضطهاد القومي و يقف ضد تكرار الانفال و ضد استعمال الاسلحة الكيميائية . ايهما يخطوا
لبناء مجتمع مدني و ايهما ينهي حياة التشرد و اللجوء في خارج كردستان و داخل المدن الكردية اليس
السلام و سياسات الامريكية و الدول الاخرى التي تنتهجها تجاه كردستان حربأ بشكل اخر . ومعلوم للجميع بأن المعارضة العراقية و الكتاب الذين يكتبون بشكل غامض حول القضية الكردية و السلطة الكردية
كلهم يقفون بجانب الطرف الاول و يساندون السياسات التي تستجيب لمصلحتهم . ان عدم استجابة اية سلطة او اية قوة لمسألة حيوية وواقعية وهي محور المناقشات اليومية هي خرق واضح لحقوق الناس و للاسس الحرية و اثبات لابتعاد السلطة عن الجماهير .
لو اخذنا بنظر الاعتبار التغيرات العالمية. و من هذا المنطاق ننظر الى اوضاع كردستان لو لمحنا قليلا الى
نضال الشعوب الذين يكافحون من اجل الحرية و انهاء الظلم القومي و يحصدون ثمار صمودهم و نضالهم .
ولو نقوم بتحليل الازمات الداخلية المستعصية و المستمرة في العراق و ايران و تركيا اخيرأ اذا ادركنا
وساندنا امنيات اهالي كردستان و نضالهم المستمر في سبيل الحرية و الاستقلال .
واضف اليها تضامن الكتاب و المثققين الثوريين كسند قوي لهذه التضحيات. يجب ان ترجع السطة و اصحاب القرار الى اتخاذ قرار حضاري اي الرجوع الى صوت الشعب من اجل استفتاء عام من اجل الحرية و الاستقلال .
اليس من حق اي شعب في هذا الكون ان يطالب بحقوقه المشروعة وان يختار الطريقة التي تناسبه في الحياة او ان يحدد نوع السطلة التي تتلائم مع امنياتهم ؟ .الم يقدم الشعب الكردي التضحيات اللامحدودة في سبيل الحرية و الاسقلال و تحديد نوع السطة ؟ اليست القضية الكردية هي القضية الوحيدة التي لم تجد مكانأ
ما في اروقة الامم المتحدة ؟ هل هذه التضحيات غير كافية ام يريدون المزيد ؟


وأنا على يقين ليست هناك عواطف و شعور بين الحكومات و الشعوب المضطهدة و انما مصالح . مصلحة السلطة قبل الحرية و الحياة الكريمة . اليس الاستفتاء هو حق وواقع و شريان الرئيسي للحرية و ترسيخ للاسس الحرية في كل مجالات الحياة ؟
ان القضية الكردية هي قضية اكثر من 30 مليون انسان مقسمة بين اربعة دولة . وهناك اختلاف من حيث
نظرة الحكومات الاربعة و اختلاف من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية و اختلاف ايضأ من حيث المطاليب ونوع الاستبداد و الحرية . وفي بعض الدول تنحصر المطاليب ضمن حرية الثقافة و الاعتراف بوجود الانساني للشعوب الاخرى . وفي بعض الدول لاتتحق ادنى مطاليب البدائية كحق المواطنة و استعمال اللغة الكردية و حق التعبير و حرية الاعلام . و الغريب ان هذه المطاليب تتحقق في الدول الاوربية من خلال لوحة فنان او دبكة شعبية او من خلال جمع تواقيع اكثر من 100 انسان . الاستفتاء هو الحل الحضاري للمشكلة الشعوب المضطهدة ومن ضمنها الشعب الكردي . كثيرأ من الالسن تكلموا عن القضية الكردية و كثيرأ من الكتاب و الاقلام المعروفة على الساحة السياسية و الثفافية كتبوا عن القضية ذاتها .
سواء كانت كتابتهم يغطي عليها الغموض او كانت وراء قناع ثخين . و قلة من الذين كتبوا بصراحة بان الشعب الكردي له حرية الاستفتاءمن اجل اختيار بما فيها انفصال عن العراق وتشكيل دولة
ومن مغالطات بعض السياسين بان مصير كردستان يجب ان يحدد من قبل الشعب العراقي بكامله . مطلب غريب و نظرة تسلطية لابقاء الشعب الكردي في المرتبة الثانية . الامثلة في العالم كثيرة حول الاستفتاء كلها تؤكد فقط الشعب المضطهد له حق في ادلاء اصواتهم في الاستقلال .
لماذا هذا الخوف من الاستفتاء او المصطلح الشائع ( انقسام العراق ) و لماذا هذا التعنت و الكلام في كل المناسبات باننا نريد عراقأ قويأ و هل ان قوة الدول و استقرارها و العيش في حياة كريمة مبنية على المساحة و النفوس ؟ وهل ان اعطاء صفة الدرجة الثانية لشعب الكردي و الحاقة بدون ارادته هي العامل الاساسي لقوة الدولة ؟ و اصبحت في الاونة الاخيرة وحدة الاراضي العراقية جواز سفر لكل الاقطاب و حتى من ربطت اسمائهم بالحركات التحررية الكردية .
الاستفتاء هو ألأسلوب الحضاري و الواقعي للمسالة الكردية ومن الحقوق الاساسية لتقوية الارادة الانسانية و لوضع حد للاضطهاد القومي و التخلص من هذه الحالة الشاذة (كردستان لا هي جزء من العراق ولا هي مستقلة وفي نفس الوقت جزء من العراق و مستقلة ايضأ ) . معادلة غريبة و لكنها واقع ملموس و عامل اساسي للتشرد و عدم الثقة بالنفس و الخوف من مستقبل مجهول . لا المعارضة العراقية تستطيع ان تقدم البديل المناسب ولا السياسة الامريكية اعطت و سوف لاتعطي الجواب الحقيقي للقضية الكردية .
ألأستفتاء من أجل الحرية و ألأستقلال ومن أجل حكومة حضاربة و تقدمية . لادبنبة و لاقومية . ومن أجل المساواة بين الرجل والمرأة .


كتبت هذه المقالة باللغة الكردية و نشرت في صحيفة به يام قبل 9 / 4 / 2003 مع بعض ألاضافات .

* دكتور صادق جلال العظم / ذهنية التحريم ص 191 الطبعة الثالثة 97 .
** سيد محمود القمني / الحزب الهاشمي و تأسيس الدولة الاسلامية المقدمة ص 7 الطبعة الرابعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني


.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»




.. Students in the USA are protesting in support of Palestinia


.. إسرائيليون يتظاهرون قرب منزل بيني غانتس لعقد صفقة تبادل أسرى




.. برنامج الغذاء العالمي يحذر من المجاعة في شمال قطاع غزة... فك