الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاناة طلبة الثانوية العامة فى فلسطين

عزام يونس الحملاوى

2010 / 6 / 1
التربية والتعليم والبحث العلمي



بعد أيام معدودة سيتوجه أبناؤنا من طلاب وطالبات الثانوية العامة في جميع محافظات الوطن لتأدية امتحانات الثانوية العامة في مختلف التخصصات, وفى ظل ظروف صعبة وقاسية تشوبها حالة من القلق, والخوف والترقب والاضطراب النفسي والعصبي, نتيجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب التي يعيشه الطلاب, وتعقيدات المنهاج وصعوبته وخوفهم من الامتحان, وكذلك لمعاناتهم من الاحتلال والاجتياحات والحواجز, والقصف والحصار الظالم والإغلاق لغزة والضفة, والتي تنعكس بدورها أيضا على المعلم وأدائه 0ان هذا الوضع السيئ الذي يعيشه طلابنا بشكل دائم, وازداد سوءا بانقطاع الكهرباء, وحالات الإزعاج نتيجة المولدات الكهربائية والأفراح وميكروفانات الباعة, والتي أصبحت من المعيقات الأساسية للطالب في تحصيله العلمي, فالطالب بحاجة إلى الصبر والهدوء والراحة النفسية, حتى يستطيع أن يستوعب وينتج ويحقق أهدافه وأحلامه, لان الثانوية العامة تعتبر المفصل الاساسى والمهم في حياة الطالب لأنها تحدد مصيره ومستقبله0 أما من ناحية المنهاج وعملية التعليم والامتحانات, فمازالت شبحا يلاحق طلاب الثانوية العامة في فلسطين, لأنها مازالت بطريقتها التقليدية القديمة التي تعتمد على التلقين, والتي لاتساعد على تخريج طلاب قادرين على عملية الفهم والابتكار والخلق والإبداع, وبذلك تحرم المجتمع من العلماء والباحثين والخبراء, والذين من المفترض أن وجودهم ضروري وهام يعمل على تقدم المجتمع وتطوره, ورغم كل هذا مازلنا متمسكين بهذا النظام المدمر, ومصرين على أن يعيش طلابنا المأساة كل عام, وان يعيش أولياء الأمور المعاناة والويلات وحالة الطوارئ ومنع التجول في البيت, فلماذا كل هذا الإصرار؟؟؟ إن الأوضاع القاسية السالفة الذكر التي يعيشها الطالب الفلسطيني, بالإضافة إلى إضراب المعلمين في غزة, حيث مازال الجزء الأكبر مضربا عن العمل مع عدم وجود البديل الكفء, أثرت وبشكل مباشر على الطلاب, وأدت إلى بروز العديد من المشاكل مثل ضعف التحصيل العلمي ,وتوجه عدد لاباس به للعمل نتيجة الوضع الاقتصادي السيئ, وتسرب جزء آخر من المدارس أما لبعدها عن سكناهم أو لنقلهم نتيجة لتدمير مدارسهم في الحرب, أو نتيجة حالة الإحباط واليأس للوضع السياسي والانقسام 0 إن مشاكل المعلمين والوضع الاقتصادي والاجتماعي يمكن التغلب عليها أو تجاوزها كما عودنا طلابنا البواسل وعائلاتهم, ولكن المشكلة التي تؤرق الطالب والمجتمع في التوجيهي هي المنهاج, الذي أصبح عبئا عليه وحوله من طالب علم وثقافة إلى طالب أسئلة وامتحان ينتهي العلم بمجرد انتهاء الامتحان, وهدا ما يزيد القلق لدينا ويؤكد على أن هناك مشكلة في العملية التعليمية, وهذا يجب أن يدفعنا إلى إعادة النظر بشكل شمولي لها 0لقد آن الأوان لان نتخلى عن هذا النظام القديم الذي تخلى عنه العالم المتقدم, وان نتجه نحو النظم الحديثة للتعليم التي تساعدنا على تطوير أبنائنا وتقدمهم, وإخراجهم من حالة الرعب الدائم هم وعائلاتهم إلى حالة التفكيرالعلمى والخلق والإبداع, وحتى يزداد عدد العلماء والباحثين في شتى المجالات ليكونوا قادرين على تطوير المجتمع, وليضعونا في مصاف العالم المتقدم 0 إن هذا النظام العقيم الذي اثبت فشله حتى في حالات نجاح طلابنا, والتحاقهم بالجامعات في مختلف التخصصات سواء كانت علمية أو أدبية, وذلك لعدم قدرة الجامعات على تخريج أجيال متعلمة ومثقفة خلاقة تخدم السوق والمجتمع, بل أدى إلى تكديس هذا الكم الهائل من الخريجين بدون عمل, والذي أرخى بظلاله السيئة على الوضع الاقتصادي والثقافي والاجتماعي في المجتمع0 لقد بات من الضروري أن يتم إعادة النظر في العملية التعليمية, وبالتعاون بين الخبراء الفلسطينيين والوزارة والمؤسسات المختلفة المهتمة بهذا المجال, ويجب ألا يظل هذا الإصرار على المضي قدما في هذا الاتجاه التعليمي الفاشل, الذي لم ولن يحقق شيئا يعود بالنفع والفائدة لا على الطلاب ولا على المجتمع,ويجب أن نعمل على الاستفادة من الدول التي تسبقنا بآلاف الأميال,والمتفوقة في مجال العلم والأبحاث وشتى المجالات0 لهذا يجب على الوزارة إن تراعى جميع الظروف الموضوعية التي يعيشها الطالب الفلسطيني والحياة الغير مستقرة, وان تأخذ ذلك بعين الاعتبار سواء بالنسبة لأسئلة الامتحانات, أو عملية التصحيح, وتوفير الهدوء التام داخل قاعات الامتحانات 0التحية والتقدير للمعلم الفلسطيني الذي يعمل رغم كل المعوقات الصعبة التي تواجهه لبناء الشخصية الفلسطينية والوطن, والحب والاحترام لكل العاملين في المؤسسات التعليمية, والى كل من قدم يد العون والمساعدة لهم0 وكل الحب لأبنائنا الطلبة, حماة هذا الوطن بعلمهم وعقولهم وأجسادهم, والذين يصرون على تكملة رسالتهم العلمية للحصول على شهاداتهم لبناء وطنهم رغم كل الصعاب التي تواجههم وعائلاتهم , مع دعواتنا لهم بكل المحبة والخير والنجاح والتوفيق وتحقيق احلامهم0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-