الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في النقد الموضوعي للديانات السماوية

بشار السبيعي

2010 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في سياق الحديث الجاري اليوم في هذا الموقع عن جدوى أو منفعة النقد اللاذع الذي يتناول قدسية رسول الإسلام والقرآن، رأيت أن أعيد نشر هذه المقالة مرة أخرى (بعد بعض التعديلات البسيطة)، التي كنت قد نشرتها منذ بداياتي في الكتابة في الحوار المتمدن ، وذلك في محاولة جدية لنقل الجدل المطروح اليوم من زاويته الضيقة التي تتناول مساوئ أو محاسن الديانة الإسلامية بالتحديد ألى نطاق أوسع وأشمل ليتناول جميع الأديان الإبراهيمية ، و ليبقى الجدل في إطاره الطبيعي بين المخيم الديني واللاديني.
فنحن اليوم بأمس الحاجة ألى تعريف "علم" جديد في الأخلاق والفضيلة الإنسانية التي تسمو ألى أحترام قدسية الروح الإنسانية وتسعى ألى بناء مجتمع يخلو من العنف والكراهية وينشر التسامح والمحبة بين شعوب العالم أجمع...

الموضوعية في نقد الديانات الإبراهيمية

الموضوعية في النقد لأي ديانة سماوية تبني جسوراً بين الأديان وتخفف من حدة الأصولية المأخوذة من صلب و جوهر تلك الأديان. و لكن للأسف الشديد أن معظم من يدّعوا الموضوعية اليوم في إنتقادهم لديانة ما، يلبسوا ثياب الإعتدال والحيادية في كتاباتهم و أرائهم و لكنهم في الحقيقة يُشعلوا نار التعصب الديني والكراهية والبغض في صدور المؤمنيين في تلك الأديان.

في سياق الجدل المعاصر عن أسباب التخلف في جميع مجالات الحياة في العالم العربي، يظهر دور الدين الإسلامي ليتصدر المرتبة الأولى من تلك الأسباب المتعددة، على الرغم الإنكار الشديد والطبيعي من قبل علماء الإسلام والمجتمع المتدين في البلاد العربية ، والدفاع عن هذا الدين بالحجة المعتاد سماعها على لسان كل مسلم "هذا ليس هو الإسلام". والطريف هنا أن أصحاب الملل والنحل مع كثرة و وفرة أعدادها ، كل على مذهبه يدعي أنهم يرفعون راية "الإسلام الصحيح".

من الأمور الغريبة أن العالم العربي الإسلامي من خلال علماء الدين و فقهائه مازال ألى اليوم يبحث عن ضالته في تعريف الإسلام الحق للمؤمنيين بعد أكثر من 1400 عام من رسالة رسوله، و لكن ليومنا هذا ماتزال الخلافات قائمة بين فقهاء الإسلام على تعريف جوهر هذا الدين و الرد على كل ناقد يجرؤ على تسليط الضوء بما جاء به الإسلام من ضرر للإنسانية في أمور دنيوية معينة، بعقاب تعسفي يُفْصِلُ صاحب القلم رأسه عن جسده أو يَرميه في سجن من سجون إحدى الحكومات الإسلامية لسنوات طويلة.

في هذا الوضع المستبد إنسانياً والمتشتت فكرياً و فقهياً و المتشبث عقائدياً والمنشغل في هذه الخلافات الداخلية بين علماء وفقهاء المسلمين في العالم الإسلامي، أخذ العالم الغربي والشرقي يدرس ماجاء به الإسلام من قواعد وأسس منهجية بطريقة موضوعية كاملة تخلو من العواطف الهائجة والساذجة ليبني موسوعة نقدية كاملة عن هذا الدين. هذه الموسوعة أخذ طابعها العقلانية والعلمانية المجردة، لذلك نجد اليوم أن الإسلام يواجه أشد النقد لقواعده الشرعية والإجتماعية من خارج العالم الإسلامي و يقل عدد الأقلام الواعظة في البلاد العربية. هذا النقد الخارجي اللاذع للدين الإسلامي أحياناً يأخذ طابعاً متطرفاً مطلقاً متجاهلاً ماقدمت لنا الأديان الإبراهمية الأخرى، اليهودية والمسيحية من مساوئ عبر تاريخ الإنسانية.


لست من المدافعين عن الدين الإسلامي أو أي دين منظم يدَّعي أنه جاء بالحقيقة المطلقة من عند خالق واحد كامل متكامل يعلم أمور كل إنسان على وجه هذه الأرض و ينتظر منه العبادة له ليكافئه بجنة خالدة أو نار لاذعة.
ماأريده هنا أن الفت نظر القارىء إلى أن الإسلام ليس هو الدين الوحيد الذي حرض على العنف، ووَعَدَ الكفار بعذاب أليم و أذل المرأة. فالأديان الإبراهمية الأخرى، اليهودية والمسيحية فيها ماكثر من ذلك لأنهم جميعهم يستندون إلى نصوص تاريخية يعتبرونها مقدسة، تعالج زمن مضى و تبعد اليوم كل البعد عن المدنية والإنسانية والعقلانية.


من العادة أن أقرأ إحدى أيات القرأن المشهورة التي تحض على ضرب المرأة في نقد الإسلام و وضع المرأة المتدني في هذا الدين اليوم، و قد سمعتها من عدة مصادر ناقدة في الغرب و الشرق، و مع أن الأية أصبحت مصدر عقبة لفقهاء المسلمين في شرحها لمعاملة المرأة في الإسلام لكنني لم أسمع واحد منهم اليوم يبررها في أنها خليقة زمن قد مضى و ولى، لإنهم إن فعلوا ذلك خافوا أن يقعوا في فخ قد بنوه أنفسهم وهو الحجة الشهيرة أن الإسلام "لكل زمان ومكان". هذه الأية واضحة في تعاليمها:

"الرجال قوامون على النساء بما فضَّل الله بعضَهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظاتٌ للغيب بما حفِظ الله واللاتي تخافون نشوزهنَّ فعظوهنَّ واهجروهنَّ في المضاجع واضربوهنَّ فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنَّ سبيلاً إنَّ الله كان علياً كبيراً." (آية 34 سورة 4 النساء).

لكن إذا نظرنا إلى هذه الكتب السماوية بطريقة جديدة، بعيدة عن التفسير الحرفي و موضوعة في زمانها و مكانها نجد أننا نستطيع فهم ماجاءت به من مغذى و معنى ببساطة و من دون إشكال منطقي، فنحن اليوم لانستطيع أن نقيس مجتمع صحراوي كان قائماً في القرن السابع الميلادي بمعايير ومقاييس اليوم الأخلاقية.
فهذة المعايير والمقاييس الأخلاقية تتغيرمع الزمن فما كان البارحة من الشائع و المسموح به أخلاقياً إنما اليوم من غير الممكن أن يكون طبيعياً، ومن أكبر الأمثلة على ذلك هو تجارة الرق و العبودية.
بالرغم من ذلك نسمع أكثر الإتهامات ضد الرسول محمد المترددة عالمياً أنه تزوج طفلة (عائشة) عمرها لا يناهض العاشرة ولكن قلما نسمع أولئك النقاد يذكرون تاريخ تلك الزواج في نفس الجملة!

فاليوم إن قصصت عليكم قصة من أحد كتب الإنجيل من العهد القديم، فلابد من كل إنسان عاقل أن يشمئز لما فيها من جرائم و فظائع ضد المرأة خاصة والإنسانية عامة. و لنأخذ هذه القصة من كتاب القضاة التي ترنو في مقولتها ألى تشجيع الإنسان على حماية الضيف مهما كلف الأمر، و لكن مايحدث للإمرأة المرافقة له لايمكن أن يقاس بأي من المعايير الأخلاقية في يومنا هذا:

" فَقَالَ الرَّجُلُ الشَّيْخُ السَّلاَمُ لَكَ. إِنَّمَا كُلُّ احْتِيَاجِكَ عَلَيَّ وَلَكِنْ لاَ تَبِتْ فِي السَّاحَةِ.
وَجَاءَ بِهِ إِلَى بَيْتِهِ وَعَلَفَ حَمِيرَهُمْ فَغَسَلُوا أَرْجُلَهُمْ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا. وَفِيمَا هُمْ يُطَيِّبُونَ قُلُوبَهُمْ إِذَا بِرِجَالِ الْمَدِينَةِ رِجَالَ بَلِيَّعَال أَحَاطُوا بِالْبَيْتِ قَارِعِينَ الْبَابَ وَكَلَّمُوا الرَّجُلَ صَاحِبَ الْبَيْتِ الشَيْخَ قَائِلِينَ أَخْرِجِ الرَّجُلَ الَّذِي دَخَلَ بَيْتَكَ فًَنَعْرِفُهُ.
فَخَرَجَ إِلَيْهِمِ الرَّجُلُ صَاحِبُ الْبِيْتِ وَقَالَ لَهُمْ لاَ يَا إِخْوَتِي لاَ تَفْعَلُوا شَرّاً. بَعْدَمَا دَخَلَ هذَا الرَّجُلُ بَيْتِي لاَ تَفْعَلُوا هذِهِ الْقَبَاحَةَ. هُوَذَا ابْنَتِي الْعَذْرَاءُ وَسُرِّيَّتُهُ دَعُونِي أُخْرِجْهُمَا فَأَذِلُّوهُمَا وَافْعَلُوا بِهِمَا مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمْ وَأَمَّا هذَا الرَّجُلُ فَلاَ تَعْمَلُوا بِهِ هذَا الأَمْرَ الْقَبِيحَ. فَلَمْ يُرِدِ الرِّجَالُ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ. فَأَمْسَكَ الرَّجُلُ سُرِّيَّتَهُ وَأَخْرَجَهَا إِلَيْهِمْ خَارِجاً فَعَرَفُوهَا وَتَعَلَّلُوا بِهَا الْلَّيْلَ كُلَّهُ إِلَى الصَّبَاحِ وَعِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ أَطْلَقُوهَا.
فَجَاءَتْ الْمَرْأَةُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصَّبَاحِ وَسَقَطَتْ عِنْدَ بَابِ بَيْتِ الرَّجُلِ حَيْثُ سَيِّدُهَا هُنَاكَ إِلَى الْضَوْءِ.
فَقَامَ سَيِّدُهَا فِي الصَّبَاحِ وَفَتَحَ أَبْوَابَ الْبَيْتِ وَخَرَجَ لِلذَّهَابِ فِي طَرِيقِهِ وَإِذَا بِالْمَرْأَةِ سُرِّيَّتَهُ سَاقِطَةٌ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ وَيَدَاهَا عَلَى الْعَتَبَةِ. فَقَالَ لَهَا قُومِي نَذْهَبْ. فَلَمْ يَكُنْ مُجِيبٌ. فَأَخَذَهَا عَلَى الْحِمَارِ وَقَامَ الرَّجُلُ وَذَهَبَ إِلَى مَكَانِهِ.
وَدَخَلَ بَيْتَهُ وَأَخَذَ الْسِكَِينَ وَأَمْسَكَ سُرِّيَّتَهُ وَقَطَّعَهَا مَعَ عِظَامِهَا إِلَى اثْنَتَيْ عَشَْرَةَ قِطْعَةً وَأَرْسَلَهَا إِلَى جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ.
وَكُلُّ مَنْ رَأَى قَالَ لَمْ يُرَ مِثْلُ هذَا مِنْ يَوْمِ صُعُودِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. تَبَصَّرُوا فِيهِ وَتَشَاوَرُوا وَتَكَلَّمُوا. الأَصحَاحُ الْعِشْرُونَ " القضاة 19 (20-30)

ياسلام! هذه هي أخلاقيات العهد القديم. لينقذ نفسه أعطى الضيف جاريته لقوم المدينة ليفتعلوا بها طوال الليل وهو نائم بمنزل الشيخ، وعندما قام في الصباح وجدها ميتة على عتبة الباب، فأخذها لبيته و قطعها بالسكين لإثنا عشر قطعة و فرق قطع جسدها بأنحاء إسرائيل. هل من عاقل اليوم يأخذ أولاده كل يوم أحد إلى الكنيسة ليسمعوا من أمثال هذه القصة؟
من الشيء الجدير بالذكر هنا أن هذه القصة تشابه قصة النبي لوط و لكنها جاءت في غير كتاب و غير زمان مما يدعو القارئ للتأمل بتلك المصادر لمثل هذه الكتب التي تدعى بالكتب السماوية!
نعم إذا كنت ماتزال تفكر بتفاصيل هذه القصة فما عليك إلا بقراءة كتاب القضاة بأكمله فهو كتاب درامي من الدرجة الأولى.

هناك قول معروف بالإنكليزية يقول " أنك تستطيع أن تلتقط اكثر كمية من الذباب بعصاة مغموسة بالعسل". أعود إلى النقطة المذكورة في بداية هذا المقال أن البعض من النقاد يدّعون الموضوعية و هم بعيدين كل البعد عن معنى تلك الكلمة. فمن السهل على أي كاتب أن يتخذ موقف معادي ضد فكرة أو أيديولجية معينة و يستعين بدلائل من تلك الأيديولجية ليثبت ما يقوله. فهذا لاشك من ماتعلمه كليات الصحافة في أي جامعة من جامعات العالم. و لكن من الصعوبة القسوى التمسك بالموضوعية في أي جدل أو نقاش وهذا مايدل على مهارة الكاتب أو فقدانه لتلك المهارة. أما عندما يكون الموضوع يمس ديانة سماوية معينة من أتباعها ماتعدى المليار نسمة فمن الواجب على أي ناقد كان أن يقرب من الموضوعية بقدرالإستطاع ليوصل ما يبغى أليه من هدف. أنا لست من المنادين بإعطاء الديانات السماوية مرتبة خاصة وحساسية مرهفة في النقد، فالموضوع المطروح نفسه يناهض العقل وليس بحاجة إلى مساعدة من الناقد لأُسُسه الخيالية والخالية من الدلائل العلمية أوالعقلانية أصلاً، ولكن أختيار الألقاب الملائمة قد يتطلب من الكاتب أكثر حذراً و حكمة في قلمه.

بعد أحداث الحادي عشر من أيلول الإرهابية المروعة، تابعنا بكثرة في الصحف الغربية والعالمية والإعلام العالمي ماكتب عن الديانة الإسلامية وجذورها الممتدة من عنف الصحراء العربية. أشد أنواع هذا النقد جاءت من تكتلات اليمين المسيحي المتطرف في أمريكا بقيادة المبشرين و أصحاب النفوذ مثل Pat Robertson and Jerry Falwell .
من المستغرب أن النقد اللاذع كان متوجها بشكل خاص لشخصية الرسول محمد نبي الإسلام من شخصيات دينية أسماها الإسلام بأصحاب الكتاب. ماأثار عندي العجب والإستغراب أن هؤلاء النقاد يؤمنون بنفس الأنبياء من سلالة النبي إبراهيم و بكتب تدعى سماوية تدعي للعنف كغيرها من كتب الديانات الإبراهيمية. فهل من العدل و الإنصاف أن نلقي الضوء على ديانة واحدة و نترك ماسلف من هذه الديانات، المسيحية و اليهودية من دون وضعهم أيضاً تحت المجهر العقلاني و العلمي؟ فهم جميعهم من دون إستثناء شكلّوا مصادر متعددة للعنف في حقبة تاريخية أوأخرى وأذلّوا المرأة و وعدوا من لم يؤمن بعقائدهم و قوانينهم أشد العذاب في الأخرة و نار الجحيم.
فاليوم إذا قارنا بعض التعليمات المنزلة في مايدعى بالعهد القديم من الإنجيل مع نظيرتها في القرأن، لانستطيع أن نفرق بينهم . فعندما يأمر الله المسلمين بقتال الناس الذين لايؤمنون به أو برسوله أو باليوم الأخر في القرآن فيقول فيه:

"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون." (التوبة 9 : 29)

كأننا نقرأ ذلك في كتاب التثنية في العهد القديم المعروف بأحكام موسى:

"حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. هَكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ المُدُنِ البَعِيدَةِ مِنْكَ جِدّاً التِي ليْسَتْ مِنْ مُدُنِ هَؤُلاءِ الأُمَمِ هُنَا."تثنية20(11-15)

أما من ناحية عذاب الأخرة فهناك الكثيرمن الأمثلة الموجودة في القرأن والإنجيل عن مايتوعد الله به من لايؤمن به أو برسالته الأحادية، فالترهيب في هذه الكتب كان من إحدى الصفات المشتركة التي نرى أنها إرتقت في الوصف والخيال في جميعهم. حتى في العهد الجديد من الإنجيل نرى أن المسيح نفسه، حامل رسالة الحب والتسامح، لايتوارى عن التركيز على إحترام وإطاعة الوصايا
وقوانين العهد القديم السابقة له والتي كانت قد وضعت من قبله في الديانة اليهودية فيقول:


"فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَات". متى 5(18-19)


مازال قسم كبير من سكان هذه الأرض مساجين هذا الفكر العقائدي وهذه الأديان السماوية، و لابد في يوم من الأيام في المستقبل البعيد أن يتخطى الإنسان عقدة الإله الإبراهيمي و يذهب بها كما ذهبت من قبله ألهة متعددة كالسومرية "إنانا" و البابلية "عشتار" و الكنعانية "عنات" و المصرية "أيسيس" و ملك الألهة اليوناني "زوس" . لكن إلى أن يأتي ذلك اليوم فعلينا ان نرتقي في النقد لهذه الأديان الإبراهيمية، ونبعد عن التركيز على ديانة واحدة على حساب الأخرى، فهذا لايجدي و لاينفع بل على العكس تماماً، فهو يشعل نار الكراهية و العداوة بين المؤمنين بهذه الأديان ويزرع بذور التطرف والأصولية التي تنبت الإرهاب الديني الذي يعاني اليوم العالم بأكمله منه. لذا فإن الموضوعية والحيادية في النقد لهذه الأديان الإبراهيمية مجتمعة لابد لها من أن تخفف التعصب الديني لتصبح رادع لكل من وجد نفسه أنه آمن بخالق لهذا الكون روحانياً ومن ثم أحكم العقل والعلم والإنسانية في أمور الدنيا.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحن نكتب كحالة دفاع عن النفس
عهد صوفان ( 2010 / 6 / 1 - 15:05 )
تحية لك أخي بشار على موضوعك القيم وعرضك الشيق وانا اوافقك الرأي بضرورة النقد الموضوعي لكل الأديان وبدون استثناء ولكن لنكن منصفين ايضا فالأديان ليست متماثلة وليست واحدة فالدين الذي لايفرض علي اي شيء يختلف عن الدين الذي يفرض كل شيء. الدين الذي يرفع السلاح في وجهي ويمنعني من ان اختار ديني او حزبي اولباسي او طعامي او عاداتي او او .. علي ان اواجهه لأنه اعتدى على حريتي وعلى ثقافتي.. وهذا يفسر ما حصل للإسلام الذي جره ابناؤه الى مواجهة مع العالم كله. هم يريدون فرض الدين على الجميع يفرضون النقاب والحجاب والصلاة والصوم والطعام والكلام ويؤسسون الخلايا المسلحة التي تفجر الأبراج والحافلات والأنفاق ويهددون بالويل والثبور و عظائم الأمور.. نحن يا سيدي ندافع عن انفسنا واعراضنا واولادنا نحن لا نهاجم بل ندافع.. صحيح ان في اليهوديه فظائع كما ذكرت لكنهم لا يفرضون علي دينهم وعاداتهم ولا موبقاتهم ليعبدوا ما شاؤوا ما دام ذلك لا يشكل خطرا علينا اشكرك


2 - لا أختلف معك
ابن النور ( 2010 / 6 / 1 - 15:26 )
أوافقك على المعنى العام للموضوع ...أؤكد على هذه النقطة الهامة قبل أي نقاش

لكن دعني أوضح بضعة نقاط:

1) الانجيل هو العهد الجديد فما تصفه ب(العهد القديم في الانجيل) هو العهد القديم أو التوراة

2) تصرف الرجل المذكور في التوراة ليس المقصود به مثالا يحتذى...فالتوراة كتبت أيضا عن القتلة والسفاحين فهل كل من ذكر يتبع ؟ و لا عصمة لأي انسان في التوراة فللأنبياء أنفسهم أخطاء فظيعة...لا عصمة إلا لله وحده
3) يؤمن المسيحيون أن المسيح ربطهم ب (عهد جديد) مع الله أي أنه جاءهم بمفاهيم تسموعما كان في القديم فلا يصح أبدا الالتزام بما حدث أيام الهمجية حينما جاء موسى بقانون العين بالعين وهم يمجون شريعة اليهود فلا يصح محاسبتهم عليها....فالمسيح غير تلك الشريعة والوصايا لتبلغ ال(كمال) أي أنه (أكمل الناموس) ويفهمون شريعة الاسلام كنكسة تعود بالانسان إلى ما قبل حضور المسيح
4) لا يجوز أن نتعلل بما نراه جرائم ترتكب باسم المسيح و هو منها براء فهي مضادة تماما لكل ما علمه ودعا إليه..كذلك ما يحدث من مسلمين فلا يتخذ ضد الاسلام إلا عند وجود الآيات التي تدعو إلى العنف والقتال والجهاد وتحقير المرأة...


3 - للسيد عهد
بشار السبيعي ( 2010 / 6 / 1 - 18:43 )
السيد عهد : شكراً لك على تعليقك القيم على هذا المقال، وأنا أوافقك أيضاً بأن الأديان ليست كلها متماثلة ، ولكن يجب علينا أن لاننسى تاريخ هذه الأديان الثلاثة ، اليهودية ، والمسيحية و الإسلام، فجميعها في حقبة تاريخة محددة رفعت السلاح ضد الأديان الأخرى في بقع مختلفة من الأرض، فالمنصف في النقد يجب عليه أن يذكر أن تاريخ هذه الأديان مجتمعة يمتلئ فيه سفك دماء الأخرين بأسم الله، فمنذ تاريخ البشرية ألى يومنا هذا لم تخلى حقبة معينة من تاريخ الإنسانية من حروب الشعوب مع بعضها البعض بسبب العقيدة الدينية. ولاداعي هنا لأن أذكر تلك المآسي والمعارك الدموية والأحكام الإستبدادية التي كان سببها الأول والأخير العقيدة الدينية الممتدة من هذه الأديان الثلاثة.

ولاأتفق معك في أن المسلمون جميعهم يريدون فرض أحكامهم الشرعية على باقي دول العالم ففي هذا القول إجحاف للحقيقة، والأغلبية العظمى من العالم الإسلامي تعيش بسلام مع الأديان الأخرى ولنا في شرق آسيا أكبر مثال على ذلك. ولكن التطرف في أي دين لابد له من أن يخلق ردة فعل سلبية على أسس ذلك الدين بأجمعها وهذا مايعاني منه العالم الإسلامي اليوم.

مع الشكر


4 - لماذا الصقت هذة التهم
سفير ( 2010 / 6 / 2 - 14:38 )
الكاتب
تحياتي
اقتباس ياسلام! هذه هي أخلاقيات العهد القديم. لينقذ نفسه أعطى الضيف جاريته لقوم المدينة ليفتعلوا بها طوال الليل وهو نائم بمنزل الشيخ، وعندما قام في الصباح وجدها ميتة على عتبة الباب، فأخذها لبيته و قطعها بالسكين لإثنا عشر قطعة و فرق قطع جسدها بأنحاء إسرائيل. هل من عاقل اليوم يأخذ أولاده كل يوم أحد إلى الكنيسة ليسمعوا من أمثال هذه القصة؟ انتهى

اهي سذاجة لا قدر الله ام لصق التهم وتوزيعها دون تمحيص؟

هل دافع العهد القديم عن هذا التصرف؟

ام يذكر كل الاخطاء لمن كان؟ ويقول عنها قباحة؟

بليعال في الكتاب المقدس هو الشيطان

الكتاب المقدس يفهم الكل ان لا احد معصوم من الخطأ حتى لو كان نبيا

الا يحدث هذا في كل الدنيا وكل البلاد ما هو افظع واقبح؟

وهل اذا ذكرت انت قصة ماساوية بها اخطاء دليل عليك وعلى انك تؤيد ما فيها؟

ما هكذا يكون الحكم العادل

ولا الانصاف بل الصاق التهم

فان كنت تعرف هذا فالمصيبة كبيرة جدا وان كنت لا تعرف فالمصيبة اعظم لانك تدعي العلم

مبرئ المذنب ومذنب البرئ كلاهما مكرهه للرب
مع تقديري


5 - عذاب الاخره ولماذا؟
سفير ( 2010 / 6 / 2 - 14:52 )
سيدي الكاتب
تحياتي
موضوع عذاب الاخرة في الانجيل تحماه انت فوق معانيه ما لا يحمل
فتخيير الطالب بين المذاكرة والنجاح وبين التهاون والرسوب امر ضروري جدا
حتى يكون الطالب على علم بمصيره حسب اختياره ليس اكثر
هذا هو الحاصل
وعدم ذكر الرسوب للطالب المتهاون هو عدم امانة في التعامل معه حتى لو كان متهاونا
فتهاون الطالب لا تلغي امانة المعلم ووجوبية اخطار الطالب بنتيجة اختياره
هكذا الحال مع الانجيل
ليس هناك لا تهديد ولا وعيد
كمثل وضعت (بسكون الضاد) امامك طريق الحياة وطريق الموت فاختر الحياة كي تحيا
الدليل مطلوب
الفهم السليم مطلوب
البحث من كل الزوايا مطلوب
اعطاء الغير الحق في الدفاع عن وجهه نظره مطلوب
تقبل مودتي

اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah