الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلامافيا

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2010 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس غريباً على كل ذي عقل مدقق في شؤون الدين ، أن يبزغ في طيات تفكيره مصطلح مافيا الدين النابع من جوهر الدين نفسه ، مثله في ذلك كمثل مصطلح مافيا السياسة .
وما يرتبط في السياسة من نظريات ووسائل وأساليب عملية وأهداف تكتيكية وأخرى إستراتيجية ، يرتبط بالدين نفسه ، خصوصاً إذا ما كنا أمام الإسلام كأحد أدوات السياسة ومرشدها الأمين كما يعتقد الكثير من المسلمين .
فالإسلام لطالما كان الوجه الآخر للسياسة ، أو أن الأخيرة هي إحدى الحلقات التابعة له ، فإن ما يصيب السياسة من عطل وأضرار دنيوية ، يصيب الإسلام بالقدر نفسه ، وإلا كان الإسلام خارج منظومة السياسة ، وهو ما لا يقره المتأسلمون بأي حال من الأحوال ، من قبيل أن يسلموا بحقيقة الفصل بين الدين والسياسة .
وبما أن الإسلام في جوهره العام سياسة ، وأن السياسة هي ديدن الإسلام ، فإن السياسة بهذا المعنى تمثل الوجه الآخر للإسلام ، أو ما يصطلح عليه بالإسلام السياسي ، وهذا ما يعترف فيه بعض الإسلاميين من باب التأكيد على كمالية الإسلام ، وما لا يعترف فيه الآخرون من ذوي النزعات السياسوية المتمسحة بمسوح
الإسلام .
فليس القول إن الإسلام يمثل الوجه الآخر للمافيا ، باعتبار أن المافيا تمثل الوجه الأبرز للسياسة ، مجرد استنتاج عابر ، فما بين السياسة والإسلام من تداخل ، يستحيل على أي دولة احتماله ، بدليل المطالبة المستمرة بجعل الشريعة الإسلامية مصدراً أساسياً لتشريع القوانين والدساتير يتقدم على كل المصادر الأخرى ، فإذا ما طبقت تلك الشرائع بحرفيتها للوحظ افتراقها البعيد عن لغة العصر وأدواته ، وإذا لم تطبق ثارت ثائرة المنافحين بضرورة تطبيقها ، وهو صراع يظهر بصورة التناطح بين مفهومي التشريع السياسي والسياسة الشرعية ، وفي المفهوم الأخير تأكيد على تلازم العلاقة بين الإسلام والسياسة .
ما معنى السياسة في الإسلام ؟ هل هي تمكين الحاكم في الأرض التي يقيم عليها ؟ إذا كانت الحال كذلك ، فالحكام المسلمون قديماً وحديثاً ، هم الأكثر تشبثاً بالأرض وما فيها من بشر وحجر ، أم أنها تثبيت سلطان الحاكم باعتباره ظل الله على الأرض أو خليفته عليها ، فإن أحداً لا يملك أن يفكر للحظة واحدة بزعزعة سلطانه المستمد من السلطان الأعلى .
بهذا المعنى تغدو السياسة الباحثة عن تأبيد السلطة واكتناز ما تجود به الأرض وما عليها أكثر اقتراباً في أساليبها وتكتيكها من أساليب المافيا الباحثة بدورها على السطو والاكتناز والاحتكار والاستغلال ، فبماذا يختلف مثلا سطو المافيا على مدخرات الأفراد والجماعات عن سطو الحاكم على الحقوق المدنية باسم الدين .
لا يختلف الأمر في جوهره ، طالما كان السطو واحد ، وما ينسحب على السطو من مثال مشترك ينسحب على الأفعال الإرهابية ، فليس ما يبرر إرهاب الناس سوى النيل منهم بغرض نشر الرعب في قلوبهم لتحقيق غاية أو هدف تعذر تحقيقه بالعقل ، فما كان من سبيل لبلوغه بغير العنف .
قد يسأل البعض أليس ثمة مافيا تغزو المجتمعات الغربية وأديانها مثلما تغزو الإسلام ؟.
إن الفصل الحقيقي بين الدين والسياسة ، أدى إلى انحسار المد المافيوي عن الدين المسيحي بعد أن كان خاضعاً لنزوات ورغبات رجال الدين في ممارسة الاحتكار والتسلط ، وتركزه اليوم على السياسة ، فالسياسة الغربية في واقع الأمر لا تخلو بدورها من الأداء المافيوي على مستوى علاقتها بالداخل أو بالخارج ، ولو أن أداءها تحت أنظار القانون ورقابته الصارمة .
أخيراً ، أن ارتباط الإسلام بالسياسة يعني استمرار ارتباطه الوثيق بالمافيا الخارجة عن كل الضوابط والقيود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - افضل ما قرأت لك
T. Khoury ( 2010 / 6 / 1 - 19:29 )
الاخ العزيز ثائر

هذا افضل ما قرأت لك !!هل ستتابع على هذا المنوال ؟؟؟ هل هذا ثائر جديد ؟؟؟ اذا جوابك نعم فمرحبا بك

تحياتي


2 - ما فعله المسلم كان من الدين
سركون البابلي ( 2010 / 6 / 1 - 19:40 )
لاادري لماذا لما يكتشف المسلم فضاعة الاسلام يحاول ان يخدع نفسه ويهتجم على المسيحية ويحاول ان يداري خيبة الامل التي تصيبه من هذا الدين الذي خدع به عمر طويل ,يحاول بان يسقط كل ما في الاسلام على المسيحية وينسى المسلم بان ما فعله رجال الدين المسيحيين لم يكن من الكتاب المقدس بل عصيانا على تعاليم الكتاب المقدس في حين ما يفعله المسلمين هو من التعاليم الاساسية في القران كن موضوعيا مع نفسك ياصديقي


3 - مبروك ستنال الرضا
أبو أحمد ( 2010 / 6 / 2 - 09:38 )
مبروك عليك ستنال الرضا والترحيب إذا بقيت على هذا النوال كما يريد صاحب التعليق الأول أي بقيت على هذا المنوال الموحل في التهجم على كل ما هو مسلم بغض النظر عن علمية الموضوع المهم الطائفية والحقد على الآخر لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن ماذا عن موقفك وموقف كل من يدعي الديمقراطية والتحرر وإلى كل ما هنالك من هذه الشعارات الفارغة من قتل دعاة السلام وكسر الحصار عن شعب أعزل مستضعف ألا يوجد لديكم موقف إنساني أبدا فقط رص سطور للترفيه والمنفعة !!! .


4 - جيد جدا-
john ( 2010 / 6 / 2 - 11:47 )
بلشت تمشي عالسكة المزبوطة اما (صلى ﷲعليه وسلم واخواتها وماشابه)فهي تسيءلكم اكثر ما ان تكون(حسنات في ميزانكم)مع تحياتي


5 - الى ابو احمد
سارة ( 2010 / 6 / 2 - 14:46 )
المحنة التي يعيشها اخواننا في غزة سببها حماس يعني الاخوان يعني الاسلام السياسي
هل تعاني كوادر حماس مثلما يعني الغزاوي البسيط؟
طبعا لا
اذا اين هو الاسلام الذي يطبقه الاخوان
عندما يتضور الغزاوي جوعا ويتالم من المرض يجب ان نجد هنية ايضا يربط حجرا على بطنه
من شدة الجوع ---
هذا هو العدل الذي ينادون بطبيقه
انهم كاذبون فعندما تقصف اسرائيل الناس يدخلون الجحور لينجون من الموت
لهم الله اهلنا في غزة -الله لا يوفقكم يا جماعة حماس ومعهم الاخوان في مصر
الله لا يوفقهم كل مكان حلوا به خرب


6 - تعليق بسيط
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 6 / 2 - 15:18 )
بداية.. بداية من السيد ثائر الناشف.. بداية تجليس.. بداية تصحيح.. وخاصة بداية البحث عن الحقيقة الحقيقية والتكلم عنها وبلغتها الواقعية. لذلك لا يمكنني سوى التأييد والتهنئة..مع تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة.


7 - إلى سارة رقم 5
أبو أحمد ( 2010 / 6 / 3 - 11:17 )
هل حقا تصدقين أن محنة غزة سببها حماس !!!!!!!!!!!!!!!!!
طيب يمكن الصهاينة بيسعدوا أهل غزة المستضعفين في السر !!!!!!!!!!!!!!!!!!
حتى موقفكم مغلوطة ومبرراتكم عبثية هنيئا لكم بالصهاينة .

اخر الافلام

.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع


.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح




.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran