الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدبيات الإسلام وتحقير الآخر

طاهر مرزوق

2010 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أدبيات تحقير الاسلام : الى أين ؟ هذا السؤال طرحه المفكر الدكتور طارق حجى، وأعتقد أن ما يسميه أدبيات تحقير الإسلام هى فى الحقيقة ليست كذلك ، لأنها كتابات تنقل لنا ما يشرعه الإسلام من تحقير لغير المسلمين والمذكور فى كتاب القرآن ومحاولة فهم هذه الأدبيات الإسلامية فى تحقير الآخر .
يحتاج واقعنا المعاصر إلى تفكيك وزعزعة تلك اليقينيات التحقيرية التى قدسها المسلمين مئات السنين ، والتى أقاموا حولها حواجز إرهابية تكفر كل من يتعرض لها بالدراسة أو بالتحليل والتفسير ، وكل المحاولات التى تعمل على قمع الكتابات النقدية للإسلام إنما تعكس مقدار العجز والضعف الموجود فى بنية أدبيات الإسلام التحقيرية للآخر .
هل قرأنا أو سمعنا أحداً ممن ينقدون القرآن ينادى بقتل المخالف له ؟ بالطبع لا وألف لا ، كل من ينقد فهو ينتقد الكلمات التى يحتوى عليها كتاب القرآن الذى ينادى كاتبه بقتل المخالفين له وتعذيبهم وإرهابهم وكراهيتهم وأعتبارهم أعداء ويفرض عليهم الجزية والذى يطلق عليهم صفة الكفار.
هل كلمة كفار تدل على المحبة والسلام ؟
عندما أرفض أن أكون من أتباع الإسلام وأرفض الأديان ، لماذا إذن يحقرنى هذا الدين ويدعونى كافراً ويطاردنى فى كل مكان؟ لماذا لا يحترم الإسلام عقائد الآخرين ؟
كيف يمكن التعايش مع مسلم يقول له قرآنه " ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن " ثم يطلب منه فى الوقت نفسه وفي سورة النساء " فأن تولوا فخذوهم و أقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا و لا نصيرا " ،" قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين " .
هل لى الحق كأنسان فى الدفاع عن نفسه ضد شريعة القتل هذه أم لا ؟ هل لى أن أرفض شريعة قتلى ؟
وسائل الإعلام تم إحتكارها لأصحاب الإعجاز العلمى للقرآن والفتاوى التكفرية وتحقير بقية البشر من غير المسلمين، حتى أختفى من المجتمع شئ أسمه الإعجازى العلمى الحقيقى الذى وصل إليه البشر ، أليس هذا تزييف وتحريف لمنطق الحياة الإنسانية ؟
كيف أقف صامتاً عندما تغزونى فى بيتى وفى مدرستى وفى عملى وفى معبدى ؟ أليس ما يقوم به المسلمين من تحويل التعليم إلى تعليم دينى وأزهرى ، وإقامة مساجد صغيرة أو مصليات داخل المدارس وأماكن العمل ورفع الآذان اليومى وقراءة القرآن بالميكروفونات العالية ، أليس كل هذا غزو دينى يومى ؟ أليس كل هذا هو أكبر إعتداء على حرية الإنسان ؟ أليس هذا معناه فى النهاية تحقير لجميع البشر التى لا تؤمن بالإسلام وعدم إحترامها ؟ لماذا لا أجد رجل مسلم شجاع فى وسائل الإعلام الرسمية يطالب بوقف تلك الغزوات الدينية اليومية التى كان مكانها وزمانها هو تاريخ نشأتها ؟ هل من الأدب والأحترام أن يتطوع البعض لوقف هذا الغزو أم لا ؟
إن صمت الجميع ممن كان الواجب عليهم يحتم أن يتكلموا بأعلى صوتهم ، كانت نتيجته سيطرة هؤلاء الدينيين على مقاليد الحياة اليومية فى المجتمع ، وأصبحوا قادة يقودون المجتمع الخانع نحو أسلمة كل أوجه الحياة ودون أن يقول لهم أحداً إن ما تفعلونه هذا خطأ أو صواب ، بل وجدنا الجميع من سياسيين ومثقفين ومفكرين وجاهلين يلوذون بصمت القبور ، فهل يجب حقاً أن يقف الجميع صامتين أمام أسلمة المجتمع راكعين شاكرين منتظرين المخلص ؟
وهل حقاً يحتقر البعض الإسلام ونبيه ؟ أليسوا يكتبون ما يكتبونه وينقلونه من كتاب القرآن ؟
إن الذين ينشرون البغضاء والتحقير لبنى البشر هم الذين لا يتأخرون عن الدعاء بقولهم " أنصرنا على القوم الكافرين .. اللهم عذب الكفار وإلق فى قلوبهم الرعب .. إهلاك الكفار والنار مصيرهم .. ويتم أطفالهم ورمل نساءهم .."
هل من حق الإسلام أن يكفرنا وينادى بقتلنا ونحن نقف أمامه صامتين ؟ من أجل هذا يتم نقد عقيدة لا يحترم أهلها حرية وحياة الآخرين .
إن دعوة البعض بعدم نقد الإسلام يعنى تطبيق الحديث القائل " أنصر أخاك ظالماً كان أو مظلوماً !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلمت يدك وسلم يراعك
صالح الصويلح ( 2010 / 6 / 2 - 17:28 )
سلمت يدك وسلم يراعك أيها المفكر المحترم. إنهم يدعون ابناء وطنهم المخالفين لهم في الدين والملة إلى الإسلام ولكن هل يستطيع أحد من هؤلاء التبشير ولو بكلمة واحدة؟!! إن طرق الدعوة تبدأ من استغلال الوضع المالي أو المأزق القانوني وتنتهي بأسلمة الفتيات المغتصبات والشهادة الزور والاضطهاد.
تصرفات البشر ليست حجة على الدين ولكن الدين حجة على تابعيه، قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن بسبب الرسوم الكاريكاتيرية. أما القرآن فقد ألصق بأهل الكتاب والمشركين وغير المسلمين كل التهم الباطلة منها والحقيقية، فالمشركون نجس والنصارى يعبدون ثلاثة آلهة وأيضا عبدوا مريم، واليهود قالوا عزير ابن الله. لا أستطيع أن أفهم قول القرآن عن أخل الكتاب أن يعطوا الجزية وهم صاغرون مقابل عدم القتل، واسأل من قال هذا ما الحكمة من إذلال البشر؟
تحياتي للكاتب


2 - صلادة
حمورابي ( 2010 / 6 / 2 - 17:36 )
اخي طاهر....العقيدة الصلدة لا تخشى حتى من الامواج العاتية ,اما الهشة فتراها تخشى من نسيم البحر ,ولذلك ترى المسلمين يخشون من انتقاد الاسلام ولو بخفة ريشة .تحياتي


3 - الصلاح
سامي ( 2010 / 6 / 2 - 19:56 )
السيدالحجي لايقبل بالحق ويتمسك بالتراث عليه فهو =ناقل او اخباري== ===


4 - تحياتي
رومل السوري ( 2010 / 6 / 2 - 20:27 )
سلامي لعقلك الكبير من سوريازززوالى الامام


5 - الاسلام دين عنصري
صباح ابراهيم ( 2010 / 6 / 2 - 20:44 )
الاسلام دين عنصري ،( انكم خير امة اخرجت للناس) الا تقولوا لي اي خير تمتاز به امة ملايين الاميين ، امة الجهل المطبق على ابنائها ، امة يكره فيها السني الشيعي زبالعكس ، والوهابي يكفر كل الملل والطوائف والدرزي مكروه والبهائي كافر والمسلمون الافغان والباكستانيون يتقاتلون مع بعظهم البعض ، الصوماليون يفترس احدهم الاخر تحت مسميات المجاهدون الشباب . الفقر والدعارة متفشية في كل دولة عربية واسلامية ، فكيف تكون خير امة اخرجت للناس وهي من الامم المتأخرة في ركب الحضارة والتقدم . يكفرون الاخر وينتقدوهم ويدعون عليهم بالموت والدمار, ويعتبروهم مغضوب عليهم ومن الضالين واخوة اقردة والخنازير، كل هذا في القرآن . فاي دين سماوي يشرع قتل البشر واذلالهم للدفاع عن الاله . لماذا لايدافع اله الاسلام عن نفسه ضد من خلقهم .ولماذا خلقهم اصلا ثم ينتقم منهم على يد ارذل الناس.


6 - المشى مع التيار
شرق عدن ( 2010 / 6 / 3 - 04:47 )
الاخ طاهر ,مقالتك فى الصميم,مشكلتنا هى انتشار النفاق والجبن فى جميع تيارات المجتمع ,انهم لايريدوا ان يسبحوا ضد التيار والا ستحل عليهم اللعنه من مشايخ الكهنوت والحكام المستبدين,طارق حجى يعلم تماما تضارب الايات والاحاديث والوجه القبيح لااحكام الشريعه الدمويه وقتل المرتد ولكنه يلعب على الحبلين وايثار السلامه وهذا من دواعى الاسف


7 - اسقاط نفسي لا اكثر
كوريا ( 2010 / 6 / 3 - 08:07 )
من يتربى على (العين بالعين والسن بالسن والباديء اظلم وعلى احتقار الاخر منذ نعومة الاظفار) فلا عجب ان يرى الاخر يحتقره، لكن الحقيقة هي ان الاخر لا يحتقر الاسلام، انه اسقاط نفسي بسبب التربية الخاطئة التي تلقاها في حياته لا اكثر. اذا كانت التربية الاسلامية تقوم على محبة الاخر لعرف المسلم كم هو محبوب من قبل الاخر.0

اخر الافلام

.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا


.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين




.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا