الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مسخ العقل العربي؟

سعيد علم الدين

2010 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الملفت للنظر وبوضوح ان مفسري القران القدماء منهم كالطبري والجدد والمستجدون الطارئون على الساحة الدعوية كعمرو خالد وغيره من دعاة الفضائيات، وهم ويا للأسف أصبحوا بالمئات والألوف، كان هدفهم الوحيد وجهدهم الجهيد وما زال:
تبرير الاخطاء، تعليل التناقضات، إخفاء الأغلاط وتمجيد الهفوات من خلال لغة:
التشويق والإثارة، التنميق والاستثارة، استدرار العواطف الدينية بالإشارة من خلال اجادة فن التمثيل والشطارة، العبث بالمعاني الى ابعد الحدود، والمبالغة القصوى في تجليات خيالية وأقاصيص ماورائية غير قابلة للبرهنة والاثبات سوى التصديق دون تحقيق من قبل المؤمنين الطيبين المأخوذين بحلاوة السرد وجمالية الحديث.
ولهذا فلقد زيف هؤلاء وما زالوا الوقائع عن علم، وقلبوا الحقائق عن قصد، ولعبوا بالمنطق كما يحلو لهم، واطلقوا العنان لخيالهم الماورائي على طريقة حلقات الشيخ الشعراوي لتحقيق هدفهم المنشود في تقديس وتجميل القرآن واستغباء وتجهيل الإنسان! لماذا؟
لإقناع الناس وبكل الوسائل الممكنة:
بانه كلام الهي لا يخطئ منزل من السماء عبر جبريل على النبي الأمي محمد، ونص ثابت مقدس لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ.
محاولين من اجل ذلك فعل المستحيل بعينه لسد الثغرات والفجوات التي وقع بها محمد او من جمعوا من بعده الكتابات القرآنية المتفرقة والمبعثرة عشوائيا هنا وهناك على الجلود والعظام والألواح والحجارة ونحوها، فزادوا عليها وأزالوا منها، وكرروا الآيات ووضعوها في غير اماكنها، او عكس سياقها. فجاء القرآن متخبطا كما نراه اليوم، حسب ذوقهم ومفهوميتهم ومدى ادراكهم.
ولهذا فلقد شن المفسرون جميعا لتبرير الأخطاء غارات لاعقلانية ومنذ اكثر من 1400 سنة على العقل العربي في عملية تشويه منظمة ومستمرة ومستعرة وناشطة ومتجددة في ضجيج اعلامي تلفزيوني انترنيتي عصري يومي منقطع النظير لغسل دماغه وبالتالي تعميته وتجهيله ومسخه.
وتحقق لهم ما أرادوا!
حيث انتقلت العقول خلال القرون بمساعدة السيوف وما زالت متنقلة حتى اليوم بمساعدة الضجيج الاعلامي وحركات الإرهاب الإسلامي من الطابق الأرضي الواقعي الحقيقي الى العلوي الغيبي الماورائي او ما بينهما في حالة من الضياع تتخبط بها كل المجتمعات الاسلامية بين حقائق الارض وغيبيات السماء.
وهكذا قامت بعض العقول العربية الأكاديمية المغسولة والممسوخة بغارات لاعقلانية وحشية بربرية على نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر عبرت فيها للعالم اجمع عن عقل اسلامي ممسوخ، رغم مستوى تعليمه العالي، ومشوه حتى الانتحار الأحمق في حقد أعمى على الحضارة الانسانية.
ولهذا ولا عجب ان يقف العقل العربي الممسوخ بدوله العربية العظمى العريقة الضاربة في اعماق التاريخ:
كمصر الفرعونية، والعراق العباسية، والسعودية العربية، وسوريا الاموية، والمغرب الاندلسية، عاجزا عجزا كاملا على مساعدة الفلسطينيين المستضعفين ومواجهة الغطرسة الصهيونية والقرصنة الاسرائيلية.
كيف لا وشتان ثم شتان بين المجتمع الإسرائيلي الفاعل بعقله وابداعه على ارض الواقع والمنطلق بفكره الى الامام على هدى الحقائق العقلانية الديمقراطية وبين المجتمعات العربية المتخبطة بين الطابقين على اوهام الآخرة الغيبية، المغيبة عن حاضرها، المغلوبة على امرها، المسلوبة الإرادة، والمشطوبة من لائحة الشعوب الحرة التي انتفضت في وجه نير الاستبداد الديني والسياسي.
وهل ممكن ان يصلح العطار ما افسده الدهر خلال عشرات القرون؟
فكيف اذا حل علينا دكتور ارض جو كزغلول النجار يعمل بمنتهى الذكاء على تشويه العقل العربي ومسخه، بل ومسحه علميا وعمليا من الوجود ليتحول الى عقل مغيب عن الحاضر، يعيش المعجزة الكلامية القرآنية كنصر وهمي إلهي.
ولا عجب ان يهب مفكرون عرب كثر ومنهم المفكر الهمام محمد عابد الجابري في محاولات جريئة وجبارة لانقاذ ما يمكن انقاذه من خلال نقد تركيبة العقل العربي المشوهة والممسوخة لتحريرها من نكبتها التاريخية. وهو وامثاله مصابيح الشرق المشرقة التي ستعيد للعقل العربي صحته واشراقه من جديد.
ولا بد لليل الطويل ان ينجلي ولا بد لضجيج المشايخ الاعلامي ان يخبو ويختفي!
ان مشكلة العقل العربي مع الدين الاسلامي هو تدخله بمفاصل الحياة اليومية جميعها من كبيرها الى صغير صغيرها، وتأسيسه لمفاهيم وقيم مجتمعية مخلوطة ترسبت عبر قرون بعقلية العربي المسلم لتصيغ عقلاً ممسوخا وفكراً مخلوطاً. حيث اصبح التفكير والسلوك والقول والفعل الخطأ، هو السائد والصحيح.
ولذلك فنحن هنا لسنا في وارد تمرير الأوصاف التي ينعتها القرآن للشيء ونقيضه، كنعته للسائل بالماء وكأنه شيء عادي. وكما يريدنا البعض ان نفعل سياقا مع القول المأثور "كلو عند العرب صابون".
نحن هنا لسنا في وارد تبرير الأخطاء والتناقضات والمغالطات، والتخبط الفكري الذي يتخبط به القرآن في الكثير من آياته، وإنما لكشف ذلك وقول الكلمة الحق، التي ترضي ضمائرنا أمام التاريخ في رفض الهيمنة الدينية الاستبدادية العابثة بالروح العربية والاسلامية قمعا وارهابا فكريا وجسديا، وتساعد اهلنا في حل مشاكلهم بأيديهم، وتخدم اجيالنا القادمة في تبصر الطريق الصحيح!
نحن هنا للنقد والمحاورة والنقاش والتنوير ولسنا للمدح والمجاملة والخنوع والتبرير!
نحن هنا لسنا في وارد القول للأعور: يا جميل العينيين!
وانما لنقول له انت اعور اعور اعور .... ، كي يستحي من عورته ويغطي عوراته، بدل ان يتباهى بها عاريا مفضوحا امام الآخرين ومنهم الساخرين على ثرثرات وفتاوي مشايخ اخر زمان وارضاع الكبير من الثدي الملآن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين العقل النقدي ؟
رأفت عبد الحميد فهمي ( 2010 / 6 / 2 - 19:26 )
لأن العقل العربي قد سلّم زمامه لسطوة النص فمن أين يستطيع أن يتسلح بآليات المناهج النقدية و إعمال المنطق الوضعي واختبار النصوص اختباراً فيزيائياً وليس انبطاحاً وأنتكاساً كما هو سائد الأن على الساحة الإسلامية المرتدة لعقلية القرون الوسطى تحية إلى العقل النقدي الذي تتمتع به وشكراً


2 - الحيد
سامي ( 2010 / 6 / 2 - 19:46 )

عليه من لايقبل بانقد فيقوم بالضاعه


3 - دون كيخوتة
زين العابدين ( 2010 / 6 / 2 - 23:04 )
الأخطاء والتناقضات والمغالطات، والتخبط الفكري الذي يتخبط به القرآن في الكثير من آياته
=======================
عندما يستولى الهوى على المرجعية الفكرية للإنسان ويستند فى قوله على أوهام تتشكل له لاعتماده على علم ذاتى يخصه هو فقط متخليا عن الموضوعية التى هى محور الحقيقة العلمية فإنه لن يشعر بأى غضاضة عندما يطلق أحكاما على الطريقة الدون كيشوتية


4 - انت اعور اعور اعور
زكريا بطرس ( 2010 / 6 / 2 - 23:42 )
اسمح لى ان ادعوك بالاعور الكذاب وهذا ضمن حريه الراى انت ذكرت اسرائيل وانت معجب بها وبعلمها ولم تذكر للقراء ان اسرائيل دوله دينيه متشدده وهى كدوله نموذج واضح وصارخ للدوله الدينيه وانت تتحدث بلهجه توحى ان القران ليس من عند الله ولم تذكر اى دليل على كلامك فمن يخدع الناس انت ام عمرو خالد والدكتور زغلول النجار


5 - مقال جميل
شرق عدن ( 2010 / 6 / 3 - 02:44 )
الاستاذ سعيد ,المقال قوى واتمنى ان تتاثر العقول المخدره والنائمه


6 - الدّعاة
سناء ( 2010 / 6 / 3 - 06:07 )
هدف هؤلاء الدّعاة والشّيوخ هوّ تخدير الشعوب بالمقدّس ،الذي يتدخّل في أدقّ خصوصيّات الانسان.لكن مع الاسف فقد نجحوا في ذلك وسيطروا على العقول بعدما غسلوها حتّى أصبح المسلم يقرا ويسمع-المقدّس- دون تفكير..وكيف له ذلك والكلام لربّ العزّة.نعم لقد مسخ العقل العربي.


7 - التنوير
بهجت ( 2010 / 6 / 3 - 07:23 )
نحن بامس الحاجة الى مشروع نهضوي تنويري ، وفصل الدين عن الدولة ، وابعاد اصحاب العمائم الى ثكناتهم المتعفنة ، انها قمة المشاكل والمصائب عندما يتحكم كتاب صحراوي مليء بالمتناقضات في عقول امة بكاملها ، انظر الى صاحب التعليق رقم 4 ،واستنتج مستواهم الثقافي والاخلاقي


8 - اشكر كل من اغنوا المقال بتعليقاتهم وارد على ب
سعيد علم الدين ( 2010 / 6 / 3 - 07:39 )
وارد على بطرس زكريا قائلا:
-إذا أتتك مذمّتي من جاهل فهي الشهادة بأنيّ عالم
انا لم اتهم احدا بالكذب وليس من اخلاقي ذلك ، انما اتهمت فكرا بالعورة. لانه في نظري اعور ومتخلف ومدمر. يا بني يا زكريا لو بك خير للعرب وللمسلمين لما قلت ما قلته. ولماذا لا تعلن اسلامك على الملأ وتغير اسمك اذا كنت متحمس كل هالقد؟!! -


9 - نهارك سعيد ياسعيد
السيد ( 2010 / 6 / 3 - 09:31 )
تحياتى لك استاذى
انت عظيم بعقلك وفكرك والى المزيد لكى نكشف الحقيقه
والى السيد زكريا المبطرس اقول له ما رأيك فى هدة الأيه الكريمه السجده 13 (ولو شيئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجِنة والناس أجمعين
تقدر تفسر لى هذه الأيه
شكرا


10 - جواب على سؤالك
روبن هود ( 2010 / 6 / 3 - 13:57 )
جواب على سؤالك
استاذي العزيز / جواب على سؤالك من مسخ العقل العربي؟
!الجواب هو: الدين الإسلامي


11 - نوبل انجاز العرب الاوحد!؟-11سبتمبر=مسخ العقل
نور علي ( 2010 / 6 / 3 - 21:25 )
يسعى الغرب-المسيحي جاهدا لإغناء وإعلاء شأن الحضاره البشريه باختراعاته العلميه وابداعاته الآدبيه، والتي يستحُق عليها جوائز نـُوبل السنويه خيرُ استحقاق، ويسعى العرب-المسلمين جاهدين لخراب ودمار هذه الحضاره الرائعه، وما (11 ايلول- وصمه العار مابعده عار وخزي على جبين العرب المسلمين للآبد الآبدين)؟ الأ خـُلاصه هذا المسخ الرهيب المخيف لقرون -للعقل وللفكر وللروح وللقلب وللسلوك وحتى للنـَفـَس لشخص العربي المسلم- الساذج السطحي اصلا، وكيف لايكون ونحن مسجونين ومُكبلين ومُدجَجين ومُحاصرين صبح مساء بين ابواق الساسه التعسفيه والديانه المسلمه الاستبداديه، والتي يستحقون ايضا عليها جائزة نوبل ومن غيرهم ليستحقها!؟ ولكن بقابليتهم الفريده الفظيعه في الأستغلال لاقصدى مدى كل الامكانيات والتقنيات للغرب المسيحي ببث سموم وشذوذ عوق فكرهم وتفكيرهم المشوه في سعيهم الحثيث لمسخ هذا العقل العربي المسلم حتى لو نال اعلى الشهادات من الغرب المسيحي
بـُوركت جهود كل التنويرين الشُجعان الرائعين الخيَره المُخلصه الغيوره على شعبها، برفع كُثبان رمال صحراء التخلف الجاثمة على عقل وفكر وقلب وروح العربي المسلم المغلوب على آمره


12 - مقالة رائعه حقا
مصلح المعمار ( 2010 / 6 / 3 - 22:37 )
مقالة رائعه وتنويريه صادقه بأمتياز ، ورغم اني افهم ان الأخ الكاتب قصد بمثل الأعور (النقص في الشيئ) ولكن كنت اتمنى لو استعمل الأخ الكاتب تشبيه آخر غير مثل الأعور احتراما لأصحاب هذه العاهه ، تحياتي للأستاذ سعيد وللجميع

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah