الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبارتكوس

كامل علي

2010 / 6 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عرفَتْ ألبشرية ألعبودية وتجارة ألرقيق منذ فجر ألتاريخ.
أكبر عمليات أستعباد ألإنسان لأخيه ألأنسان كانت نتيجة للحروب، فألمنتصِر كان يستعبد أسرى ألمهزوم ويستخدم معظم ألرجال في انجاز ألأعمال ألشاقة ويُعاملهم معاملة ألحيوانات، أمّا النساء فكنَّ يُستغَلنَ لأشباع ألغرائز ألجنسية لأفراد ألجيش ألمُنتصِر وقادته.
في مجتمع ألجزيرة ألعربية قبل ظهور ألإسلام كان نظام ألعبيد ساري ألمفعول وكذلك في معظم ألمجتمعات ألأخرى في تلك ألحقبة.
ألدعوة ألأسلامية في بدايته في مكّة أستقطبت ألفقراء وألعبيد لأنّهم وجدوا في تعاليمها طوق ألنجاة ألّذي سينقذهم من مستنقع ألعبودية. ألدين ألإسلامي حقق خطوة إلى ألأمام بتشريعاته في تحرير ألعبيد حيث دعى إلى فك ألرقبة من أغلال ألعبودية ككفّارة من بعض ألذنوب كما أنّّ تعاليمه في بداية ألدعوة دعت إلى ألمساواة بين ألمؤمنين ( ألمؤمنون سواسية كأسنان ألمشط.... حديث نبوي ) و ( لا فرق بين عربي وأعجمي إلّا بألتقوى....حديث نبوي ) و (كلّكم من آدم وآدم من تراب...حديث نبوي ).
ولكنَّ ألدين ألإسلامي لَمْ يستطع مِن تجفيف مستنقع ألعبودية تماما لأنَّ ألآيات ألّتي جاءت في ألعهد ألمدني ( في يثرب ) ناقضت ألتشريعات ألسامية حول ألعبودية ورسّخت نظام ألعبودية في ألمجتمع ألإسلامي، فألسماح بممارسة ألجنس مع ما ملكت أيمانكم حسب ألآيات ألقرآنية وآيات ألقصاص (الحُرُّ بألحُر وألعبد بألعبد ) ماهي إلّا إقرار صريح بنظام ألعبودية.
وما زاد ألطين بلّةً ألسماح بتملّّك ألعبيد والسبايا مِن ألنساء بعد حروب ألفتح ألإسلامي، فمحمّد بعد أنْ قويت شوكته أغار على قبائل أليهود في يثرب وقتل رجالهم وسبى نسائهم، حتى أنّه دخل بصفيّة أليهودية بعد أنْ قتل زوجها وعائلتها وجعلها من ضمن مَلك يمينه في نفس ليلة أنتهاء ألمعركة.
ألخلفاء ألراشدون وألخلفاء ألأمويون وألعباسيون وسلاطين آل عثمان مرورا بكلّ بكلّ أمراء وحكّام ألدول وألأمبراطوريات ألإسلامية أختطّوا نفس ألنهج ورسّخوا نظام ألعبودية وألجواري في ألمجتمع.
إنَّ أوّل محك جابه محمّد حول موضوع ألأسرى هو أسرى معركة بدر ألّتي أنتصرَ فيها ألمسلمون على مُشركي قريش وبمساعدة ألملائكة ألمسوَّمين وكما مذكور في ألقرآن.
أسّر ألمسلمون في تلك ألمعركة سبعين من ألمقاتلين. لأقرار مصير هؤلاء ألأسرى أستشار محمّد صحابته فأقترح أبوبكر ألصدّيق إطلاق سراحهم مقابل فدية ( تفكير ألتاجر )، أمّا عمر بن ألخطّاب فقد أقترح قتلهم جميعا وبرر ذلك بقتل هؤلاء عددا من ألمسلمين في ألمعركة ( تفكير مُحارِب ) ولكنّ محمّدا أخذ بإقتراح أبوبكر ألصدّيق ( السبب حاجة ألمسلمين إلى ألمال وإنقاذ عمّه عباس بن عبدألمطّلب )، فأطلق سراح ألّذين دفعوا ألفدية وطلب من ألّذين لَمْ يتمكّنوا من دفع الفدية تعليم عشرة من المسلمين ألقراءة والكتابة مقابل حريتهم وكما ورد في كتب ألسيرة ألنبوية وكتاب أسباب ألنزول للشيخ والمُفسِّر جلال ألدين ألسيوطي، وكان من بين ألّذين أُطلِق سراحهم مقابل ألفدية عم محمّد عبّاس بن عبدألمطّلب، وألجدير بألذكر وكما ورد في كتاب ألشخصيّة ألمحمّدية للشاعر ألعراقي معروف ألرصافي وأستنتاجا مِن ألسيرة ألنبوية أنَّ عم محمّد عبّاس بن عبدالمطّلب كان قد اسلم في مكّة ولكنّ محمّدا طلب منه كتم إسلامه ليتمكن من تزويده بنوايا وخطط قادة قريش ضد الدعوة الاسلامية والدليل نجاته من مكيدة قتله في مكّة قبل الهجرة الى يثرب.
بعد فترة ندِم محمّد على ألقرار ألّذي أتّخذه بأخذ ألفدية وألّف آية عتاب على لسان ألله ( ما كان لنبي أنْ يكون له أسرى...ألآية ألقرآنية ) وهذه ألآية ضربت عصفورين بحجر، ألعصفور ألأوّل تطييب خاطر عمر بن ألخطّاب وألعصفور ألثاني ألايحاء إلى ألمسلمين بأنَّ ألقرآن ليس مِن تأليفه وإنّما هو وحي مِن ألله بدليل أنَّ ألله عاتبه على خطأ قراره حول مصير ألأسرى.
ما حدث بعد ذلك وفي جميع ألحروب ألأسلامية حتى آخر تلك ألحروب في عهد سلاطين آل عثمان أنّ ألتطبيق للتشريعات ألأسلامية أدّى إلى تكريس ألعبودية والسبي للنساء وأستخدامهن كجواري لأشباع ألنزوات ألجنسية للمسلمين ونشطت أسواق ألنخاسة نشاطا لا مثيل له.
إنَّ ألعبودية ترسخت في لاوعي ألبشرية منذ طفولة ألعقل ألبشري، فإذا تمعنّا في ألعلاقة بين ألإنسان وألله في معظم ألأديان نراه كعلاقة ألسيّد بألعبد ففي سورة ألذاريات ألآيات 55 و 56 و57 نقرأ (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ* وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ* )) ولكن هل يحتاج ألله إلى عبادتنا أو عبوديتنا له؟ ألجواب طبعا لا، فحسب المنطق فإنَّ الله لو كان محتاجا الى شيء حتّى لو كان هذا ألشيء عبوديتنا له فسيفقد خاصيّة الغنى ( الله غني عن العالمين.....حسب القرآن ).
إنَّ ألعبودية ألّتي ترسّخت في لاشعورنا بسبب ألأديان جعلت منّا خرافا في قطيع يسوقه ألحاكم وبألأخص ألحاكم ألديكتاتوري أينما يشاء وكيفما يشاء ( أطيعوا ألله والرسول وأُولي ألأمر منكم....ألآية ألقرآنية).
فالشعب ألعراقي ساقه صدّام حسين وقيادة حزب ألبعث لفترة خمس وثلاثون عاما إلى حتفه بمغامراته ألطائشة.
وأليوم ومنذ سبع سنوات يسوق ألمحتلّون ألأمريكان وصنائعهم من قادة ألأحزاب ألطائفية ألشيعية وألسنية وألأحزاب ألقومية ألعنصرية هذا ألشعب ألمُبتلى ألى ألهاوية ويسرقون خيراته في وضح النهار والفساد أستشرى في ألبلد حتّى أصبحنا في رأس قائمة الدول الفاسدة في ألعالم.
ألتساؤل ألّذي يلحّ على عقل ألإنسان لِمَ لا يثور ألشعب ألعراقي على مستعبديهم؟ ولِمَ يتحمّلون هذه ألنوائب وألفساد وسرقة ثرواتهم أمام أعينهم؟
حسب أعتقادي ألسبب ألرئيسي هو فقدان ألشعب للروحية وألعزم ألّذي كان يتحلّى به ألعبد سبارتكوس وزملائه عندما ثاروا على ديكتاتورية ألأمبراطورية ألرومانية، وبسبب ترسُّخ ألعبودية في لاشعور ألإنسان ألمَتدَيِّن منذ أبتكار ألأديان مِن قبل ألسياسيين وألأنبياء ألسياسيين.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مذهل
ع. د ( 2010 / 6 / 3 - 04:39 )
تحليل مذهل في واقعيته مثلما فيه تحدّ ٍ للقارئ لأن إسم سبارتاكوس لا يرد هنا إلاّ في الفقرة الختامية، كما أنه جرئ في النظرة الواقعية للدين ولمحاولات الإصلاح الإجتماعي ذات الطابع الديني؛
والآن قبل أن نقرأ بقية مواضيع هذا الكاتب الجيد لنحاول أن نفكر بما جاء في فقرته الأخيرة


2 - توضيح بسيط
عاطف ( 2013 / 12 / 16 - 08:35 )
عرفَتْ ألبشرية ألعبودية وتجارة ألرقيق منذ فجر ألتاريخ يعنى ليس بدعا من الإسلام والمسلمين هذه واحدة ، وتحرير العبيد أو عتقهم هذا هو الجديد لم يأت فى دين آخر وتلك هي الأخرى

ويستخدم معظم ألرجال في انجاز ألأعمال ألشاقة ويُعاملهم معاملة ألحيوانات، هذا لم يحدث فى الإسلام فى كل زمان ومكان، فأسرى الحروب كانوا يعاملون أفضل معاملة بل كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤثرون الأسرى على أنفسهم فى المأكل والمشرب
اما بالنسبة للنساء فكالعادة لا بد للمرأة من يعولها من الرجال والإسلام لم يبح الزواج إلا من أربعة وبالتالى كان هناك ملك اليمين حتى يتسنى للمسلم الواحد أن يعول أكثر من أربعة (بدلا من أن يتركوا عالة على المجتمع ينشرون الرذيلة والفحشاء ويصبحون سلعة للتجارة)اوك
تصحيح: ألدين ألإسلامي حقق خطوة إلى ألأمام بتشريعاته في تحرير ألعبيد حيث دعى إلى فك ألرقاب من أغلال ألعبودية ككفّارة لمعظم ألذنوب كما أنّّ تعاليمه دعت إلى ألمساواة بين ألمؤمنين ( ألمؤمنون سواسية كأسنان ألمشط) احرار وعبيد يشتركون جميعا فى عبوديتهم لله الواحد القهار
أغار محمد على اليهود لنقضهم العهود فهذا ديدنهم وتلك سجيتهم


3 - تابع
عاطف ( 2013 / 12 / 16 - 08:58 )
ثم تزوج(ص) من أم المؤمنين صفية بنت حيي بعد إسلامها رضى الله عنها وأرضاها
وبلاش تدليس على القراء لآن جميع الأسرى فى غزوة بدر قرشيون من أعمام النبي وأبناء عمومته كذلك الحال بالنسبة لأبى بكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم رضي الله عن الجميع، وأخذ الفداء منهم كان بالتشاور مع أصحابه ولم يكن من تلقاء نفسه قال الله تعالى : -وشاورهم فى الأمر-...-وأمرهم شورى بينهم
أما بالنسبة للعبودية فالله تعالى هو السيد وهو الخالق لكل شيء وكل ما فى الكون يجرى بمراده ومشيئته وأعطى الإنسان ارادة وحرية واختيار ولم يجبره على الدين أو التدين ، ولكن لا يحظى بالقرب من سيده ومولاه إلا من أخلص العبودية لله ، فلا يعبد الله تعالى إلا من اختاره الله تعالى ليكون عبدا له وكلما زادت عبودية المرء لله زاد قربا من الله تعالى لذلك كان محمد صلى الله عليه وسلم أفضل خلق الله لأنه حقق مقام العبودية لله على اكمل وجه وامتدحه الله تعالى على ذلك
قال تعالى: -سبحان الذي أسرى بعبده....لما قام عبدالله يدعوه.....بل عباد مكرمون...وعباد الرحمن...الخ
أما أن الله تعالى (محتاج) فهذا كلام لا يقوله مسلم على الإطلاق فضلا عن مؤمن فالله تعالى هو الغنى

اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل