الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدوانية وعنصرية قادة اسرائيل سيزيلها من الخارطة

نوري جاسم المياحي

2010 / 6 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من يقرأ التاريخ يخرج بقناعات تتفاوت بين انسان واخر حسب امكانياته العقلية والفكرية وتجربته الحياتية .. وبالتأكيد ليس من المفروض أن كل قناعاته هي صائبة مئة بالمئة وليس بالضرورة خاطئة مئة بالمئة .. وتعتمد بالتأكيد على درجة الحيادية والموضوعية في رؤية الاحداث التاريخية على فرض أن من دون هذه الاحداث صادق وليس منتفع ومنحاز وليس واعظ من وعاظ السلاطين وليس لغايات واهداف الحكام الاقوياء .. هذا اذا كان الموضوع متعلق بالتاريخ واحداثه .. او النظريات الفلسفية والعقائدية وتطبيقاتها العملية ولاسيما وقد ثبت ان التاريخ يكتبه الاقوياء واتباعهم من الاقلام المأجورة وهذه الحقائق اثبتتها احداث التاريخ المدون الحديث .. وما يهمني ما عاناه الشعب العراقي علي يد الغزاة والمحتليين ..حيث يلاحظ القاري والمتتبع ان شعب العراق لم تسنح له فرصة حكم نفسه بنفسه منذ ان اندثرت الحضارات البابلية والاشورية والاكدية والسومرية ..وكلنا درس ان الفتح الاسلامي للعراق كان على انقاض الحكم الفارسي لما كان يسمى بارض الرافدين ..
من هنا لايمكن للمرأ ان يحكم على ما يدور في عالم اليوم من الاحداث بعيدا عن الثلاثة الاف سنة الماضية التي ظهرت فيها الاديان السماوية على الارض والمقصود بها الدين اليهودي والمسيحي والاسلامي ..
انا اليوم لست في موقع لاناقش الاديان وتفاصيل دعواتها واهدافها وايهم الافضل .. حيث ليس الهدف هو مناقشة جوهر الدين .. لانني اترك هذا الموضوع لقناعات القاريء الذاتية فهو الحكم الافضل مني ولكنني اقول وحسب قناعاتي المتواضعة ..أن الله عز وجل لايضمر شرا بالبشر وانما يدعوا للخير من خلال الاديان والانبياء والمصلحين الذين ارسلهم لهداية الناس وتدعوا الى نشر العدل والمساواة بين كافة الطبقات لما نسميه اليوم بالمجتمع ..ويلاحظ أن جميع هذه الاديان تدعوا الى أنصاف المظلوم من الظالم ووضع القواعد لنصرته كما تركز على تقليص الفوارق الطبقية بين البشر.. وذلك بتقليص الفروقات الطبقية بين الفقراء والاغنياء وهذه الدعوات نجدها واضحة في الكتب السماوية واكثر وضوحا في القران .. فلهذا نجد ان جوهر الاديان تدعوا الى الخير والمحبة بين الناس ولا تدعوا الى العنف والقتل وذبح الاخرين لا لسبب الا لكونهم يختلفون في الدين او المذهب او العقيدة كما يذكر ويسطر التاريخ وكما يحدث في ايامنا هذه والحوادث والاحداث لاتعد ولا تحصى فالمجازر التي حلت بالشعوب اثناء الحروب من قتل وتدمير ونهب وتهجير تقشعر لها الابدان والدوافع وراءها هو التعصب اما ديني او اثني او مذهبي ..او لاسباب اقتصادية للسيطرة على ثروات الشعوب الاخرى مثلما حدث في القرون الاخيرة .. اما ما يدعونه كتبشيرلنشر الاديان فهي ذريعة وافتراء ووسيلة لتبرير الغزو والاغتصاب .. ولو عدنا لملاحظة كيفية ظهور الاديان والحركات الاصلاحية نجد ان جميعها تلاقي القبول والانتشار من قبل الطبقات الفقيرة لانها تطبق القواعد بحذافيرها والتي ياتي بها الانبياء والمصلحين .. ولكننا نجد وبعد مرورفترة زمنية قد لاتتجاوز عشرات السنين ولاسيما بعد وفاة الانبياء وتعاقب ظهور قيادات دينية جديدة نجدهم ولاسباب ربما شخصية وذاتية في شخص هذا القائد الجديد او رجل الدين الي يخلف النبي يبدأ بالخروج تدريجيا عن الجوهر الذي ظهر به الدين او دعى له الكتاب السماوي من خلال التفسير على المزاج وبما يخدم اهداف هذا الحاكم ومطامحه الشخصية ولهذا نجد بعد فترة ان تعاليم الخير التي وردت في الدعوة الاصلية قد حرفت الى دعوات شريرة تدعوا الى العنف والقتل والتصفية للخصوم .. وهنا اتساءل .. هل هناك مبرر من قيام حاخامات اليهود بصلب وحرق السيد المسيح .؟؟؟. انا لا أعتقد ان ربهم او النبي موسى دعاهم او برر لهم ذلك ..
واتساءل هل السيد المسيح الذي هو رسول المحبة والسلام يقبل بالمذابح التي ارتكبت بين الطوائف المسيحية نفسها او بالحروب الصليبية التي شنت ضد المسلمين ؟؟؟ .. والتي دعى وروج لها قساوسة ورهبان وملوك مسيحيون .. هذا كاثوليكي وهذا ارثوذوكسي وذاك بروتستانتي ؟؟؟
هل الدين المسيحي او السيد المسيح يرضى و يسمح لهتلر بحرق اطفال ونساء وشباب اليهود في الحرب العالمية الثانية لا لسبب الا لكونهم يؤمنون بالديانة اليهودية ؟؟؟ كما حدث في الهولوكست ؟؟؟
كما لا أعتقد ان النبي محمد قد دعى الى قتل الناس وسبي النساء لنشر الدين الاسلامي .. ومن يعيد النظر وبتمعن بطريقة نشر الدين الاسلامي في بداية الدعوة لوجدنا انها بعيدة كل البعد عن العنف والقسوة والاجبار الذي صاحب نشر الدعوة الاسلامية فيما بعد حيث تحولت الفتوحات الاسلامية من فتحوات لنشر الاسلام الى فتوحات غزو لارضاء طموحات القادة والخلفاء بالقوة والاعتزاز الشخصي والكسب المادي والمعنوي وهذا لاينطبق على القادة والخلفاء المسلمين فحسب وانما ينطبق على كل الملوك و القادة السياسين والعسكرين من اليهود والمسيحين والاسلام وعبر حقب التاريخ وكل اهداف الحروب التي شنت والتي ستشن في المستقبل ليست حقيقية بالاهداف التي تعلن و كما يروج لها تجار الحروب ..وكما فسرها الدكتور علي الوردي عندما برر نجاح العرب في الفتوحات الاسلامية لان القبائل العربية التي كانت تعتاش على الغزو ونهب الاموال وسبي النساء وجدت في الفتوحات الاسلامية الذريعة المشروعة لغزو الاخرين ونهب اموالهم وسبي نسائهم للتعويض عما كان يجري من غزو في الجاهلية وقبل الاسلام.. ويذكر العديد من الامثلة في كتبه للدلالة على صحة تحليله ووجهة نظره ..
ونعود للتعصب الديني البغيض في القرن العشرين وحتى يومنا هذا والذي تدعوا له وتطبقه الصهيونية العالمية على الارض يوميا والذي أطلقوا عليه صراع الحضارات !!!!... فهل تشريد شعب مسكين من وطنه عاش فيه الاف السنين كما حدث مع الشعب الفلسطيني عملية انسانية ومشروعة دينيا ؟؟ المتطرفون والمتعصبون من حاخامات اليهود زرعوا ولا زالوا يزرعون الحقد والكراهية والبغضاء ضد شعب اعزل مظلوم بحجة العودة الى ارض الميعاد .. وانهم شعب الله المختار... اختاره الله من بين شعوب كل العالم ليصطفيه بالجنة والخيرات وحكم البشرية ؟؟؟ .. هذا الحقد العنصري الذي يغذيه اناس مرضى وحاقدين على البشرية ولا أعتقد ان دين موسى يدعوا لذلك .. وانما العقد النفسية عند بعض رجال الدين اليهود تدفعهم لتاجيج الحقد الذي لاينسجم مع ابسط قواعد حقوق الانسان في الحرية والعقيدة الدينية .. فالجريمة التي ارتكبتها القوة الطاغية العسكرية الاسرائيلية ضد رسل السلام والحرية من العزل والمسالمين من كل شعوب العالم وفي عرض البحر وفي المياه الدولية .. لاكبر برهان ان بعض رجال الدين المتعصبين في اسرائيل هم دعاة حرب وجريمة وعدوان وليس دعاة حرية وسلام وديمقراطية كما يدعون ويروجون ...وهذا الكلام لاينطبق على المتعصبين من اليهود فقط وانما ينطبق على رجال الكنيسة المسيحية من المتعصبين الحاقدين على البشرية من الذين دعوا ويدعون لقتل المسلمين وفي كافة انحاء العالم ويوميا بحجة الحرب المعلنة على الارهاب .. كما يحدث في الولايات المتحدة واوربا منذ عدة سنوات ..وما مذابح سربنستا في البوسنة والشيشان ونايجيريا وفي العراق وافغانستان وباكستان وغيرها من دول اسيا وافريقيا الا دليل واضح وبرهان قاطع على الحرب الصليبية التي يشنها الغرب المسيحي على الشرق المسلم .. اما ما يعلن في الاعلام العالمي فهومجرد افتراء وتشويه لحقائق الامور .. الم يصرح المجرم بوش الابن في بداية غزو العراق ..بان الحرب التي يشنها على شعب العراق هي حرب صليبية ؟؟؟ ولكن مع الاسف ان بلائنا في حكامنا من الملوك والرؤساء الذين استمرؤا الخيانة والعبودية والمذلة والمهانة لا لشيء .. سوى لمناصب وجاه وثروة دنيوية زائلة .. ونسوا دينهم (الحقيقي وجوهره ) وتمسكوا بذيول السلطة .. والمصيبة الامر والادهى هي ليست بالحكام والملوك والرؤساء وانما في رجال الدين ووعاظ السلاطين وبعض المفكرين الذين ابتليت بهم شعوبهم الاسلامية والمبتلية بالجهل والامية.. والذين يمكن تقسيمهم الى فئتين .. فئة لابديل عندها غير الحرب والجهاد ضد الكفر والكافرين ..ويمثلها بن لادن ورجال الدين السعوديين والخليجين الذين يكفرون الاخرين ويصدرون الفتاوي لتحليل قتلهم .. وأمثال هؤلاء يستغلهم كبار قادة العالم الرأسمالي والصهاينة احسن استغلال لترويج الة الحرب التي ينتجونها ..والفئة الثانية من الحكام والقادة اؤلاءك .. الذين يؤمنون ان خدمة المحتل والاجنبي وتحقيق كل طلباته ورغباته هو الحل الاسلم والافضل للحفاظ على مصالحهم .. ومن هذه الامثلة اليوم ..جميع الحكام العرب بلا استثناء .. وهذا الكلام ينطبق على الكثير من قادة العالم الاسلامي والثالث ..
ان غرور القوة الطاغية عند المتعصبين اليهود واستغلال أسرائيل سيطرتها على رأس المال العالمي ..ولاسيما في الولايات المتحدة واوربا سيقودانها حتما الى الزوال ليس لان العرب والمسلمين يريدان ذلك او يخططون له كما تدعي اسرائيل .. لانهما اضعف من التاثير على هذا الكيان او القضاء عليه ولكن طبيعة التغيرات في الراي العام العالمي واليهودي بالذات ولاسيما في الغرب هو من سيفتت دولة اسرائيل واجرامها بحق شعوب العالم سيقضي عليها .. كما اعتقد وأظن .. وهنا لابد لي ان انوه لحقيقة مؤلمة وهي ان الشعب المنكوب واقصد به الشعب الفلسطيني وبالرغم من مأسيه لم يدرك ان قوته في وحدته .. ووحدة قيادته واخلاصها لعدالة قضيته ..اما ما نراه اليوم فالفرقة والتمزق هي السائدة كل يغني على ليلاه فتح منجانب وحماس من جانب والشعب المسكين يدفع الثمن وكما يحدث في العراق هذه الايام.. انا لاأفهم حتى هذه اللحظة ضحالة وعفونة العقلية التي تسمي نفسها المقاومة الفلسطينية .. ففي الساعات التي هاجمت فيها القوات الاسرائلية قافلة الحرية وسط البحر وتعاطف كل قوى الخيرفي العالم معهم ..ويدينون هذه الجريمة النكراء .. اذا بالاعلام ينقل خبر ان المقاومة الفلسطينية اطلقت صاروخ ليسقط في ارض خالية ودون ان يؤثر على احد سوى خدمة دعائية لاسرائيل كانها تقوم بكل العمليات الاجرامية دفاعا عن النفس .. هذه الاعمال للاسف الشديد تخدم اسرائيل ونواياها العدوانية وتضر بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .. وهذا النموذج ينطبق على عمليات القاعدة السخيفة والتافهة بقيادة بن لادن في العالم التي اضرت بالمسلمين جميعا ولم تخدم قضاياهم العادلة ..
ان اوان الفرز من قبل القادة والمفكرين لتحديد الاهداف والاعداء والاساليب وكشف وتعرية من يتلاعب بحقوق الانسان لخدمة اهداف ضيقة تخدم تجار الحروب وتحتكر الرأسمال العالمي بيد حفنة من اشرار العالم وعلى حساب الجماهير الكادحة والمسحوقة ..وتحت ذرائع وشعارات دينية تخدم الملوك والحكام والانظمة الحالية وتضر بالشعوب الفقيرة ..
اللهم احفظ العراق وأهله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446