الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تموز اسود ... ام حقد اتاتوركي اسود

صلاح كرميان

2002 / 7 / 19
القضية الكردية


 

صلاح كرميان/ سيدني

[email protected]

لم يتحفنا السيد جنكيز آوجي في مقاله المنشور في موسوعة النهرين بجديد في استذكاره لاحداث كركوك الدامية سنة 1959 التي راحت ضحيتها عشرات من الابرياء من ابناء كركوك من الاكراد والتركمان جراء صِدام ميليشيات الحزب الشيوعي العراقي" المقاومة الشعبية " ومروجي الافكار القومية الشوفينية للحركة الطورانية التي تغذت من الحقد الشوفيني لكل ما هو غير تركي والتي ارست دعائمها مؤسس تركيا الحديثة " كمال اتاتورك "، فعوضا عن الدعوة الى التآخي ونبذ تلك الافكار التي روجت لاثارة الفتن والكراهية بين ابناء المدينة الواحدة، راح يردد السيد آوجي ما ذهب اليه صلاح الدين الهرمزي في كتابه" دماء بريئة " الملئ بالمغالطات والتزييف عن وقائع تلك الاحداث. ويعيد الى الاذهان جانبا من تلك الوقائع ويصورها وكأنها مظالم و جرائم ابادة للتركمان من قبل الشعب الكردي بأكمله دون ان يشير الى الاسباب الحقيقية التي ادت الى نشوبها والتي لم تكن الاّ صراعات سياسية بين القوميين التركمان وحزب سياسي عراقي تعارض الافكار القومية وكان يضم في صفوفه اعضاء اكراد من سكنة مدينة كركوك وكان داود الجنابي وهو ليس بكردي قائدا للفرقة الثانية في كركوك آنذاك، وتماما كما وقعت في الاحداث التي جرت في مدينة الموصل من نفس السنة ضد القوميين العرب المتمثلة بحركة عبدالوهاب الشواف.                                        ان السيد  آوجي يحاول خلط الاوراق عندما يأتي الى ذكر لينين وستالين بقوله

 ( فيبدو أن أسيادهم لينين وستالين وضعوا لهم نظرية: إشرب قدحاً من الدم التركماني تَحيى إلى الأبد ) جاهلا وجود دولة تركمانستان السوفيتية والجمهوريات الاخرى الناطقة بالتركية ضمن اطار الاتحاد السوفيتي انذاك، فهل يعني ان ابادة التركمان في العراق، كانت ما يدعو اليه لينين الذي كان يساند تقرير مصير الشعوب المقهورة في كل انحاء العالم، هذا ويأتي كاتب المقال الى ذكر تقليد الملا مصطفى البارزاني الذي كان يتزعم الحركة القومية الكردية وساما من الدرجة الاولى عندما كان مقيما في الاتحاد السوفيتي ويحاول افهام القارئ بدوره المباشر في اثارة الاحداث محاولا الصاق التهم بالشعب الكردي ككل. بينما يصف قادة الحركة القوموية للتركمان بالابطال دون ان يتطرق الى نوع البطولات التي بدرت منهم ويتطرق الى عظمة " الشعب التركماني " ويحاول اظهار تعرض كل من كان يكتشف بانه تركماني من خلال لهجته الى القتل والسحل، ولا ياتي الى ذكر ضحايا الاكراد البسطاء من العمال والكسبة الذين كانوا في طريقهم الى كسب لقمة العيش لاطفالهم والذين لم يكن لهم ادنى ذنب سوى ارتداءهم السروال او انتعالهم الكلاش " الكيوة ". تتحرك هذه الايام اقلام السيد آوجي ومن على شاكلته بالتوافق مع الدور الذي تحاول ان تلعبه تركيا الكمالية على الساحة العراقية متزامنا مع حدة التهديدات الامريكية بضرب العراق واسقاط نظام صدام واحلال حكومة بديلة في بغداد. فعندما ياتي الحديث عن كردية مدينة كركوك فانهم ينكرون الوجود الكردي فيها، فيما يتزعمون تعرض التركمان للابادة على ايدي الاكراد في كركوك حيث يعبرون بذلك عن حقدهم العنصري الاسود بذكر كلمات ( حمه وكاكه ومام ) بقصد الاستخفاف.                                                 يجدر القول هنا أن دماء الابرياء من الكرد والتركمان التي راحت ضحية تلك الاحداث المفجعة كانت حصيلة الافكار العنصرية الشوفينية والصراعات الفئوية الضيقة التي كانت ولا تزال تحاول جر الجماهير المقهورة من العرب والاكراد والتركمان والسريان والكلدان الى التخلي عن دورها القيادي على الساحة السياسية. وأن المنطقة باسرها وخاصة العراق على اعتاب مرحلة حرجة للغاية قد تؤدي الى حرب اهلية لايحمد عقباها، اذا ما سمحت لتلك الافكار بالسيطرة على عقول الناس. ويجدر بالمخلصين لقضايا الجماهير الكادحة العريضة ان يحاولو بكل السبل التصدي لرياح العنصرية المقيتة والدعوة الى توعية وتعبئة الطاقات للحيلولة دون سير الاحداث ضد رغبة واماني الجماهير التي عانت الامرين من الحركات القوموية الشوفينية التي لا تخدم الا مصالح فئوية او تحقق نوايا المخططين لها من خارج الحدود.                                                       








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال


.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - اعتقال عشرات المؤيدين لفلسطين في


.. العربية ترصد معاناة النازحين السودانيين في مخيمات أدرى شرق ت




.. أطفال يتظاهرون في جامعة سيدني بأستراليا ويدعون لانتفاضة شعبي