الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العطلة الصيفية

محمد شفيق

2010 / 6 / 5
التربية والتعليم والبحث العلمي


معظم الطلبة في العالم يفرحون بقدوم العطلة الصيفية التي تعد العطلة الاطول زمنا بين جميع العطل في الموسم الدراسي . حيث يستريحون فيها من الجلوس مبكرا للذهاب الى المدرسة ومن مشقة وصعوبة العديد من المواد الدراسية اضافة الى التوتر والقلق الشديدين الذي يعيشه الطالب في مرحلة الامحانات الشهرية والفصلية والنهائية . ثم انتظاره للنتائج على احر من الجمر . حيث يكون اسعد مخلوقات الله تعالى عندما يتجاوز تلك مرحلته . وبالعكس يكون اشد الناس حزنا ونكدا حال فشله في نتيجة الامتحان . اما في حالة ان يكون ( مكملا ) في مادة او اكثر فأنه سيضيف له عبأ اخر ويفقد نكهة العطلة تماما .
اهم تدي يواجه طلبتنا في العراق وخصوصا في مدنه الشعبية , هو البدء بالبحث عن عمل سيد فيه اوقات فراغه الكبيرة ويعيل نفسه واهله . فيجبر الطالب في الكثير من الاحيان على العمل في مجالات قد لاتليق به , كأن يصبح عاملا في مطعم شعبي للمشويات او بيع ( الفلافل ) , او في مقهى يعمر ( النركيلة ) وكم تسبب له هذه الاعمال من مواقف محرجة عند اقرانه وزملائه وبعض اقربائه . احد اصدقائي حاصل على البكاليروس في اللغة الانكليزية يعمل في تنظيف المجاري , حيث يقوم بتغطية وجهه ورأسه ولاتبدو منه سوى عينيه كالمنقبة تماما . فالعطلة هنا لاتعني شيئا بالنسبة للكثير من طلابنا في مختلف المراحل ( الابتدائية والمتوسطة والاعدادية ) . انما العطلة هنا بداية مرحلة شاقة يقوم فيها الطالب بممارسة جميع الاعمال الشاقة والقاسية تحت هجير الصيف واشعة الشمس الحارقة . فما رأيكم بالذي يحمل الاسمنت والطابوق على ظهره في الساعة الواحدة من جهنم بتوقيت العراق ,في هذه الساعة لو وضعت قطعة من العجين تحت الشمس لتحولت بعد ساعات الى رغيف خبز
وهنا مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الاباء والامهات واحيانا الاشقاء بالضغط على اولادهم واشقائهم الصغار للعمل في اي مجال دون اي مراعاة للمشاعر وظروف الطالب التي قد لاستمح بأن يكون عاملا في العديد من المجالات . فالكثير من الاسر العراقية مع شديد الاسف لايهمها نوع العمل المهم هو المال بأي طريقة كانت . اعرف احد الاباء يقول لابنائه ( اريد منكم مساءا كذا دينار اريد ذلك بأي طريقة ووقتكم الى المساء ) . ذات يوم انتقدته عندما حدث اولاده بهذه الطريقة امامي فقال لي مستهزءا من حكمي ونصائحي ( انا اريد افوس ... افلوس ) العراقيين يقولون للمال ( افلوس ) وبالتالي يضطر اولاده ان يأتوه بالمال بأي طريقة كانت . وهذه نجده منتشرا اغلب الاحيان بين العوائل ذات الطابع العشائري المتخلف . احدى العوائل في شرقي العاصمة بغداد لديها طقس تمارسه مع اولادهم حيث لايسمحون لهم بالدخول للمدرسة ويخرجوهم للعمل في سن الخامسة واحيانا دون هذا السن والطامة الكبرى انهم يجبروهم على الزواج في سن الثانية عشر .
انني اطالب البرلمان العراقي القادم بسن فقرة قانونية تسمح بتوزيع رواتب على جميع الطلبة من الابتدائية وحتى الجامعة . ففي هذه الحالة ستحرص جميع العوائل على ارسال اولادها الى المدرسة واكمال جميع المراحل الدراسية . وايضا يعالج الكثير من المشاكل في مجال التربية
اتمنى ان تكون العطلة التي شرعنا بها عطلة ممتعة لجميع ابنائنا واخواننا الطلبة والاستفادة من اوقات الفراغ الكبيرة بتعلم بعض المواد والبرامج المفيدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-