الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أستاذي العزيز د.طارق حجي : أرجوك لا تفهمنا غلط ..

ياسمين يحيى

2010 / 6 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


‏ترددت كثيرا في كتابة رأيي في مقالة الدكتور والمفكر الكبير د.طارق حجي ولكنني رأيت من الضروري أن أعبر عن وجهة نظري في ما جاء بمقاله من ظلم من المؤكد أنه لا يقصده، وأن أوصل له مشاعرنا وأحساسينا التي تدفعنا للأنتقاد الحاد والقاسي أحيانا .
عندما قرأت مقال الدكتور طارق لم أغضب ولكنني تضايقت كثيرا بعكس ماشعرت به قبل مدة عندما أمتدح مقالتي ( أنا وأعدائي الوهابيين) في مقال مخصص لها . وشعرت ببعض الأحباط بعد التشجيع والحماس ، فأنا عندما أنتقدت الوهابيين لم أفرق بينهم وبين الأسلام بل على العكس انا أعتبرهم أصل وأساس الأسلام ومن أصدق المطبقين له كيف لأ وهم أبنائه الحقيقيين وورثته الشرعيين وهم أعرف وأدرى المسلمين به لأنهم منه وفيه وليسوا من الدول العربية الأخرى التي غزاها وأختلط بثقافاتها وأصبح أسلام مهجن فيها وليس أصيلا كما هو عند الوهابيين وفي أرضه التي نشأ فيها ، وكما قال أستاذي صلاح الدين محسن : الوهابية هي الأسلام الصحيح والصريح .

وأنت يا أستاذي القدير د. طارق لقد شجعتني على أنتقادهم وطالبت باقي الكتاب بعمل ذات الشيء .

ونحن جميعنا _ أي اللادينيين _ نعتبر الوهابية هي أساس الأسلام ، فكيف ننتقد الوهابيين ونتحاشى أساس فكرهم ومنبعه الأصلي وهم في أعتقادنا أفضل المطبقين له ؟
هذا بالنسبة لوجهة نظري لما جاء في مقالك .

والآن أريد أن أوصل لك بعض مانشعر ونتجرع من ظلم وقمع وكبت وحجر وسحق لأنسانيتنا يدفعنا للأنتحار كردة فعل بسيطة، ولكن لأننا عقلانيين ونقدر الحياة ونحبها لا نفعل هذا الفعل، ونكتفي بالثورة في الكتابة والنقد وكشف الحقائق وفضح الشر وتعرية القبيح لكل باحثة وباحث عن الحق ، فهل هذا كثير علينا ؟ وهل هذا دليل على أننا مرضى عقليين ؟ رغم أننا نقدس العقل .

يا أستاذي الذي أحبه وأحترمه جدا وسأظل هكذا مهما كتبت عنا : أننا نشعر بالألم والحزن من الواقع المزري الذي نعيشه ، فنحن كعقلانيين وأنسانيين لا نستطيع السكوت عن مانراه من ظلم وقهر وعدم مساواة وقمع للحريات في مجتمعاتنا خاصة عندما نكون من ضمن ضحياه ، فأنا مثلا كأمرأة أعي جيدا أن حقوقي مسلوبة وأنسانيتي مهانة وكرامتي مهدورة وليس كغيري من النساء اللواتي يعتبرن أن هذه الأمور هي قدر إلهي عليهن وأنها عزة وكرامة لهن ، فهل تريدني بعد هذا أن أصمت أم أن أصرخ بأعلى صوتي : هذا ظلم وهذا أمتهان وهذا أعتداء على حقوقي ، حتى وأن قسونا في كتاباتنا فهي ردة فعل طبيعية لما نعايشه من قسوة في مجتمعاتنا الأسلامية وتعاليم الأسلام الظالمة .

فمثلا دائما أقرأ للدكتور صلاح يوسف هذا المطلب في مقالاته وتعليقاته وهو : ألغاء مادة التربية الدينية من التعليم الألزامي وجعلها أمرا أختياريا . فهو لا يريد لأبنائه أن يجبروا على اقناعهم بشيء هو يعتبره دجل وخرافة ويريد أن يختاروا هم بأنفسهم ماتدلهم عليه عقولهم عندما يكبروا وينضجوا وليس أن يقتنعوا بدين عن طريق التلقين وألغاء العقل وهم أطفال ، وهذا من أبسط حقوقه كأنسان . لذالك أنا لا ألومه مهما كتب رغم أنه لم يكتب ألا الصدق والحق .

مشكلتنا الوحيدة ياأستاذي العزيز أننا نحس ونعقل ولا نقبل بالتبعية والرضا بالموجود على حساب أختيارتنا .
فاختيار الأنسان لنمط حياته وتطبيقه لقناعاته وأعتقاداته هو جوهر أنسانيته وهذا ليس متوفر في مجتمعاتنا لا للمرأة ولا حتى للرجل ، فماذا نفعل حيال هذا السحق الأنساني أبسط من المحاربة بسلاح ناعم لا يدمي ولا يزهق الأرواح مهما كان حادا وقاسيا وهو القلم .

أن قلم دكتورتنا العزيرة وفاء سلطان حاد وقاسي في بعض كتاباتها ولكن حدته وقسوته لم تأتي من فراغ بل من قسوة ما تكتب عنه ، فمن يكتب عن اغتصاب طفلة لا يمكن أن يعبر عن هذه الجريمة بطريقة رومانسية . وهو دليل على صدق أحساسها ونقاوة سريرتها .

أما قلم حبيب الكل الدكتور كامل النجار فهو قلم صادم بما يقدمه من حقائق لا يعلم بها معظم المسلمين لذالك لا يصدقوه ويرموه بالتهم ويتهموه بالتزوير بدلا من مراجعة دينهم وما يحتويه .
فهل تريد منه أن يكتم هذه الحقائق عن الناس ويخفيها عنهم كي يظلوا سائرين في طريق الظلام الى أبد الآبدين ؟
هذا واجبه الأنساني كأنسان تجاه إخوانه في الأنسانية .

أستاذي العزيز د.طارق حجي: أرجوك لا تفهمنا غلط نحن نحارب من إجل الحق والحرية والعدالة والكرامة لا من أجل المال والغنائم. وحتى لو كانت حربنا بلا جدوى فيكفي أننا نقاوم الشر ونحاول أنتشال الآخرين من الظلام بتعرية دينهم لا بتحقير مقدساتهم،
فأذا كانت تعرية دينهم تعني تحقيره فماذا نفعل بهذه الحقيقة المره!!

أما بالنسبة للشامتين أمثال الكاتبة داليا علي التي كتبت مقالة بأسلوب ضعيف بحق الدكتور كامل النجار وهي اليوم من الشامتين بفضل مقالة الدكتور طارق حجي
فأقول لها : تعلمي أولا أنت أسلوب الحوار والنقد البناء ثم بعد ذالك تفضلي علينا بشرحهم لنا فأنت آخر من يتحدث عن هذه الأمور . فما كتبتيه بحق أستاذنا لا يدل الا على أسلوب حوار شوارعي يذكرني بما يقال على المقاهي في الأفلام العربية ..

وختاما أشكر أستاذي الكبير دكتور طارق حجي على سعة صدره وتقبله هذه المقالة التي هي مجرد توضيح أسباب ثورتنا ضد الظلام والأستبداد لكي لا يفهمنا غلط ويبقى يساندنا ويشجعنا لا أن يحبطنا ويصدمنا لأنه أكبر من أن يظلمنا .

ولك مني باقة ورد مع أجمل تحية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الي ياسمينة الحوار المتمدن
elias ( 2010 / 6 / 6 - 00:15 )
سيدتي العزيزة
عظيمة كالعادة ......تحياتي


2 - في ذكرى شهداء الحرية
Yousef Rofa ( 2010 / 6 / 6 - 00:19 )

Theo van Gogh
Prof. Farag Foda
في زمن محمد انتقدت الشاعرة عصماء بنت مرون همجية وبشاعة وعدوانية محمد واتباعه في نفس الليلة ارسل محمد جلاوزته وصعاليكه المسلمين لاغتيال عصماء,
قتلها مجرم مسلم عدي بن عمير الخطمي في بيتها وهي نائمة
واستمرارا لنهج الارهاب والتهديد والخوف والاغتيالات الذي سار عليه محمد
و حسب تعاليم محمد الحرفية بقتل كل منتقديه
اغتال المسلمون فرج وثيو بنفس الخسة والحقارة
خضوع Submission اغتال المجرمون من اتباع محمد ثيو لاخراجه فلمه الجرئ
واغتالو فرج لمواقفه الجريئة والتصدي لتحجر الاسلام وبالذات لكتابه الرائع-
الحقيقة الغائبة
سيدتي ياسمين: حامل السيف الوهابي خائف من اقلام التنوير!اذاً الى الامام يا قبطان الحرية






3 - تحية لك ولفكرك المستنير
ابو عصام كردستان سوريا ( 2010 / 6 / 6 - 00:40 )
كم انت عظيمة بفكرك وروحك الانساني ......
كم تمنيت بان تكوني قريبة لي اي يربطنا رابط الدم او صداقة او حتى جوار...لانك بالفعل انسانة عظيمة جداااااااااااااااااااااااااا
تحياتي لك ولكل امراة ترفض الذل والهوان وتدافع عن حقها...فسيري وواثق الخطى يمشي ملكا........................
مع الحب والاحترام
ابو عصام م م م م م


4 - مشكلة الدكتور طارق ومشكلتنا جميعا
عمرو اسماعيل ( 2010 / 6 / 6 - 00:43 )
الخوف من فقدان احب الناس الينا خاصة من يكتب باسمه الحقيقي


5 - مقالة المقالات
مصلح المعمار ( 2010 / 6 / 6 - 00:48 )
مقالتك هذه يا اخت ياسمينا جاءت تتويجا لسلسلة المقالات التي احتجت على مقالة الدكتور طارق حجي ، وتعبيرك الرائع الذي تدرجت به بتسلسل ذكي قد هز مشاعر القراء ، هنيئا لك ولنا ان نقرأ هذا الأبداع المنطقي السليم الذي تفوقت به الكتاب المخضرمين بآلحجة وآلبراهان ، وكان كلامك الهادئ حقا مليئ بآلثقة في آلنفس دفاعا عن الحقيقه التي تؤمنين بها ، ومقالتك هذه خير خاتمة لأنتصار كلام الحق ، تحياتي لك وللجميع


6 - شكرا يا ياسمين
قارئ ( 2010 / 6 / 6 - 06:34 )
مقال مختصر مفيد و ممتاز يا ياسمين وأتفق تماما مع تعليق رقم 6 بأن مشكله من يكتب بإسمه الحقيقى ويصرح بأنه علمانى ويعارض الفكر الظلامى الإسلامى - يخاطر بنفسه وبعلاقاته الأسريه والإجتماعيه والعائليه إلخ وهذا هو سبب الكتابه بإسم مستعار وبالتوفيق


7 - الوهّبية هي الإسلام
سناء ( 2010 / 6 / 6 - 07:22 )
نعم الوهّابيّة تمثّل الإسلام الحقيقي ومن يقول عكس ذلك يجانب الصّواب ويناور ويتهرّب من حقيقة الإسلام الواضحة.تحيّة لك ولكامل النّجار وعبدالقادر انيس ووفاء سلطان وصلاح يوسف وكلّ من يحاول نقد الإسلام وتبيان حقيقته كنظام لا يصلح لعصرنا الحالي


8 - فعلا عظيمة عزيزتي ياسمينة
Nana Ameen ( 2010 / 6 / 6 - 07:40 )
عزيزتي ياسمينة ، أني احي فيك المرأة المطالبة لحقوقها ، الرافضة للظلم الذي يقع علينا نحن النسا بسبب هذا الدين ، ولا اعرف كيف علينا ان نجمل الدين عند انتقاده ، تحياتي وشكرا


9 - تحية
نارت اسماعيل ( 2010 / 6 / 6 - 07:53 )
لن يستطيع أحد أن يوقف كرة الثلج المتدحرجة والتي تكتسب حجمآ وسرعة مع مرور الوقت، نقد الإسلام سوف يستمر ويكبر مثل كرة الثلج والوعي حول حقيقة الإسلام يزداد يومآ بعد يوم وخاصة في أوساط الشباب بفضل الانترنت
الأستاذ طارق حجي يطالب بحصر نقد الإسلام بالأكاديميين المتخصصين ولكن الأمر خرج عن السيطرة، سوف يتم نقد الإسلام على كافة المستويات ولن يستطيع أحد منع مظلوم منتهكة كرامته من التعبير بعد الآن
تحياتي للسيدة ياسمين يحيى، صوتك مدوي لأنه صوت إمرأة مظلومة


10 - أحييكِ ياسمين
مرثا ( 2010 / 6 / 6 - 08:41 )
صريحة وواثقة وتعرف من هي ،وماهي حقوقها وتستطيع ان تصل بكلماتها للقلب
تقديري واحترامي سيدتي


11 - الرجاء ضبط النفس و ترك الإهانة
حمادي بلخشين ( 2010 / 6 / 6 - 13:45 )

- -ردا على من اتهمنى بالتخازل [ التخاذل ] لعدم تناول الاديان بالنقد كما فعلت من قبل، أؤكد أننى اقتنعت أن تناول عقائد الناس يضر ولا يفيد ، وتأكد لى بالتجربة ان الانسان ابن بيئته ، والشرق مهبط الاديان ، وعلينا الدعوة الى الفصل بين الدين والدولة مع احترام المقدسات والمؤمنين بها ، شرط عدم اقحام مقدساتهم فى حياتنا ، يمكن لى كعلماني نقد تسييس الدين وليس الدين ذاته ، تلك هى قناعاتى

سيدة ياسمين
هاته الكلمات ليست من عندياتي بل وردت كشهادة اضافية لرأي د طارق حجي ور ايي المتواضع في مقال نشر الآن بقلم الدكتور ابراهيم الجندي
فهل من مدّكر
مع تمنياتي بالتعقل و التحلى بالحوار المتمدن !!


12 - اختلاف الرأي وارد
خالد الشمري ( 2010 / 6 / 6 - 21:48 )
اختلاف الرأي لايفسد للود قضيه

وينبغي الاجماع العلماني على تجريم تحقير الأديان (طموح شخصي

نقد الأديان جميل وواقع لابد منه لكن التحقير يأتي بردود عكسيه سلبيه علاوة على أنه اسلوب غير أخلاقي
يجب التضحيه قليلا من أجل المبدأ العلماني النبيل على أساليب التحقير والتجريح لمقدسات المسلمين حتى ولو أوجدت شعورا بالتنفيس بسبب الكبت الديني

والاسلام وهابي ام معتزلي ام صوفي لايهم بقدر مايهم مراجعة الاهداف المنشوده للكتابه
المشكله سياسيه بالدرجه الأولى
أتمنى من السيده ياسمين تقبل رأيي

واوافق رأي السيدين حمادي بلخشين والطارق حجي


13 - وهذه شهادة اخرى من أحد كبار الكتاب
حمادي بلخشين ( 2010 / 6 / 7 - 14:21 )
إن اعتبار الوهابية تمثل حقيقة الإسلام ينم عن جهل بالدين وجهل بالتاريخ كذلك؛ فمرجعية الوهابية وشتى صنوف الفكر السلفي هو ابن تيمية . ولذلك فهي سلفية وليست أصولية. وقبل أيام ابن تيمية ازدهرت الفلسفة العربية وحضارة العقل التجريبي في القرن الثالث الهجري حتى الخامس الهجري، ثم خبت بفعل عوامل اجتماعية ، حيث توقف دولاب حركة الاقتصاد والتجارة فانكفأ العقل، وانتعاش السلفية الأشعرية، المرتبطة بأبي الحسن الأشعري من و رثة أحمد بن حنبل، على أنقاض فكر المعتزلة. ويشارك الدكتور حجي في تقييمه الأستاذ رجب البنا الكاتب بصحيفة الأهرام. في مقال بعنوان -فقه السياسة- يقيم سلبا -هذا النموذج للحكم الفردي الذي يدعي البعض الآن أنه كان مثاليا في الصلاح وتطبيق الشريعة‏,‏ نجده هو الأصل وليس الاستثناء‏..‏ فهو في الدولة الأموية‏,‏ والدولة العباسية‏,‏ كما نجده بصورة أكبر وأشد في عصر النفوذ العثماني‏,‏ وفي العصر البويهي‏,‏ والعصر السلجوقي‏,‏ وكلها صور مستنسخة من النموذج الإمبراطوري الفارسي الذي ورث العرب حضارته ولم يستبعدوا منه شيئا غير الشرك بالله‏.-

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال