الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن التكتيك السماوي والتكتيك الأرضي

رأفت عبد الحميد فهمي

2010 / 6 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التكتيك البطشوي
ليس هناك كبير فرق بين أسلوبي الهجوم علي الأعداء قديما في منتصف القرن السادس الميلادي سواء من الله أو من رسوله فكلاهما مع العزة لله في علياءه يتبع نفس الأسلوب و نفس التكتيك فلنتأمل الآيات قطعية الثبوت وحديث السرايا في كتب التراث الشهيرة حيث نلمح نفس المنهج وهو منهج الترصد و التخفي نهاراً والسير ليلاً ثم الهجوم في عماية الصبح حيث يكون القوم المغدورين نياماً متسربلين مسترخيين يغطون في سباتهم العميق وذلك طبعاً ما لا يخفى على المهاجم الحصيف الأريب الذي يريد ضمان أكبر عدد من القتلى وهم مسلوبون القدرة منزوعون المقاومة مع إحداث أكبر قدر من الهرج والمرج والفوضى والمقتلة العظيمة في صفوف الأعداء . هذا التكتيك إذا التزمه النبي فإن له دواعيه العسكرية التي تأخذ بمبدأ المباغتة حيث الكمون نهاراً والسير ليلاً بهدف تحقيق النصر بدون أي خسائر في قواته المهاجمة أو لتجنب قوة الخصم إذا كانت كثيفة من حيث العدد والعدة أو من حيث قوة الشكيمة وشدة البأس عن لو واجهه علانية لذا يجيئ الهجوم الليلي شكل من أشكال اجهاض مكمن البأس في الخصوم عدا ما يسمح به الهجوم في عماية الصبح بتكسير العظام وهرس أي مقاومة محتملة . لكن ما يثير عقولنا نحن المكلفون بتصديق رسالة السماء هو السؤال كيف يأخذ الله ذو القوة المتين الجبار الذي ليس كمثله شيئ والذي قوته من البطش والشدة والقوة و الإهلاك ما لايضاهيها قوة ولا تنافسها أعتى الترسانات النووية أو ما يتسلح به أي كائن على وجه الأرض ولا في السماء فكيف يلجأ الله إلى نفس التكتيك البشري وهو الهجوم والبطش بالكفار المناؤين ليلاً أو بياتاً وهم نائمون ؟ هذا ما تسرده الآيات البينات في قوله تعالى : " وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتاً أو وهم قائلون " ( الأعراف -4 ) وقوله : " افأمن أهل القرىأن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون " ( الأعراف – 97) و قوله : " أو أمن أهل القرىأن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون " ( الأعراف -98 ) والبأس هو الإستئصال والعذاب الآتي على النفس والمقصود الإهلاك أما القيلولة فهي نوم نصف النهار (القرطبي -4/ 2599 ) وما يؤكد أهمية اللجوء إلى هذا التكتيك ما جاء بعدها من أية حيث قال تعالى : " أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " ( الأعراف – 99 ) . إذن فتكتيك الهجوم والقوم نيام هو مكر من الله خير الماكرين فكيف تأمنوا مكر الله أيها المشركون .
وقد استفسر بعض قادة السرايا الذين أتخذوا المبدأ التكتيكي مبدأ الأخذ في عماية الصبح بالتساؤل كيف ذلك ومن يعمل سيفه من المجاهدين في سبيل الله خلال تلك العماية فأنه لن يقدر أن يميز بين الرجل أو المرأة أو بين الشيخ والطفل بل أنهم في هجومهم الهادر سوف يقتلون بلا أي تمييزيذكر كل من تطاله أسنة الرماح وأنصال السيوف فالهجوم الليلي يختلف عن معارك النهار فأنها ليست حرباً كمعارك بدر وأحـــد وحنين وخيبر حيث المواجهة الشجاعة بين فارس وفارس وبين مقاتل ومقاتل . لكن ما أثروه من سؤال هو ماذا عن الأطفال يا رسول الله فقد روى الشيخان : أن الرسول سئُل عن المشركين يبيتون ليلاً فيصيبون من نسائهم وذراريهم فقال : هم منهم. والإجابة لا تحتاج إلى بيان أو تعليق فالمقصود أن هؤلاء الأطفال مهما تحلوا بلبوس البراءة ولبوس الضعف وعدم التكليف ولا حول لهم و لاقوة كذلك نساء المشركين جميعهم تعملون في أجسادهم السيف البتار فهذا هو جزاؤهم فقط لأنهم ينتمون لأكابر الكفار والمشركين و المناؤين للدعوة .ويظل السؤال ملحاً عن سر اهلاك الله للقوم بياتاًً و هم نائمون سواء ليلاً أو منتصف النهار فهل تتساوى الأعتبارات التكتيكية السماوية مع الأعتبارات التكتيكية الأرضية ؟؟ ولنزيد من عمليات الحفر في طبقات الموروث الثقافي عسى أن نستشف الأسباب رغم أن الله لا يسأل عما يفعل فله أن يبطش بالمشركين ما شاء ت له أرادته العادلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حمى المساكين
زين العابدين ( 2010 / 6 / 7 - 00:49 )
معلهش........معلهش.........معلهش


2 - شكرا
يزن احمد ( 2010 / 6 / 7 - 01:38 )
أي مقاومة محتملة . لكن ما يثير عقولنا نحن المكلفون بتصديق رسالة السماء هو السؤال كيف يأخذ الله ذو القوة المتين الجبار الذي ليس كمثله شيئ والذي قوته من البطش والشدة والقوة و الإهلاك ما لايضاهيها قوة ولا تنافسها أعتى الترسانات النووية أو ما يتسلح به أي كائن على وجه الأرض ولا في السماء فكيف يلجأ الله إلى نفس التكتيك البشري وهو الهجوم والبطش بالكفار المناؤين ليلاً أو بياتاً وهم نائمون
...
لذلك عزيزى لا يمكن ان يكون هناك الة اطلاقا والى لما انزل هكذا حماقات هل يعقل ان يتوازى عقل الألة والأنسان !
وكيف يبطش بمخلوق لا يساوى بعوض جناحه لا هو ولا الكرة الأرضية ! اليس ذلك استخفاف بما خلق الله !


3 - مزيد من الحفر
محمد البدري ( 2010 / 6 / 7 - 04:02 )
لقد صنع صاحب القرآن الله بقدر ما تسمح به ثقافته وبقدر اغراضه من مجتمعه ومن حوله. فما اجمل الحفر في ثقافة هؤلاء الناس لنعرف لماذا وكيف تخلفت المنطقة باسرها. شكرا وتحية والي مقال جديد لنفهم ونعي وندرك خبايا الثقافة الاسلامية.


4 - تعليق خفيف
محمد الخليفه ( 2010 / 6 / 7 - 11:43 )
قد يقصد القرآن بالبأس الموت الطبيعي والكفار على سررهم نائمون وليس بمباغتتهم بالجيوش الاسلامية وهم نائمون هل ياسيدي من توضيح أكثر، وشكرا


5 - توضيح لازم
رأفت عبد الحميد فهمي ( 2010 / 6 / 7 - 16:36 )
البأس هو الإستئصال كقول القرطبي كما أن الأية صريحة-وكم من قرية أهلكناها- والهلاك غير الموت الطبيعي كما في قوله:الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها (الزمر-42) والخطاب عام - قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم (السجدة-11) إذن المقصود بالبأس هو الإهلاك والدليل :أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ( الأعراف-99) وشكراً لإهتمامك

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah