الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة الجنون والهستيريا

علي السعيد

2010 / 6 / 7
المجتمع المدني


تتكرر مأساة المواطن في كل صيف , بل تزداد معاناته وتتعقد , كلما مرت الايام والاشهر والسنين .الكهرباء ...لا من يسمع صراخه ومامن اجراء ,حتى ولو بالحلم , يساعد المواطن في معاناته حتى ولو بالصبر والانتظار , لاشيْ غير الاوهام والكذب والصرف المالي الخيالي في مشاريع لا تغني ولا تذر .الكهرباء مشكلة تتعاظم وتتراكم تداعياتها كل صيف .حتى توزيع الكهرباء لايتم الا عن طريق الحسبة والوزن والشهرة , بأم عيني اشاهد مناطق لا تخدم المواطن غير مراكز لالقاء الوعظ والنصائح الدينية والطائفية , تتمتع ليل نهار بالكهرباء , واستهلاكها يكون بإسراف , من استعمال البروجكترات والمبردات الهوائية والمائية ..الخ .وافتتاح مراكز خدمية ثانوية لها الاسبقية في الكهرباء .سأعطي صورة بسيطة لمعاناة المواطن في مدينة البصرة ...توزع مادة (الديزل) لمحطات بيع المحروقات بمعدل صهريج واحد لمحطة واحدة كل اربعة أيام , ديزل ملوث بالنفط الاسود ذو كفاءة متدنية جدا ,البانزين تكون ندرته احيانا بشكل مفاجيء , وتكون الازمة و طوابير الانتظار .الاستهلاك اليومي لتلك المحروقات يكون من قبل اصحاب المركبات الخاصة والعامة والتجارية ومولدات المواطن الكهربائية ومولدات القطاع الخاص ( المنتشرة في كل حي وزقاق ) اضافة لزوارق النقل والبواخر التجارية واللنجات وزوارق الصيد , هذا اذا استثنينا التهريب من هنا او هناك .
معدل ايصال الكهرباء للمواطن لاتزيد عن أربع ساعات يوميا , وقد لاتصل في اليوم الواحد حتى ولو بثانية كلما اشتد الحر وازدياد الرطوبة في الجو ( رياح الشرجي) مما يعقد معاناة المواطن وتكون عملية البحث للمواطن المسكين للحصول على المحروقات من محطة لاخرى , ومن منطقة لاخرى .تتكرر يوميا على محطات الوقود طوابير وسائط النقل الصغيرة والكبيرة , والجميع مجبر على ذلك بدواعي الرزق وخدمة عوائلهم .
تلوث البيئة مستمرا في كل كيلومتر مربع من المدينة ,المولدات المنزلية ,مولدات القطاع الخاص في الازقة والاحياء , تبعث سمومها وادخنتها ..وما من أحد يبالي بذلك ولا من مغيث .اضافة لطرح كميات كبيرة من الزيوت المستهلكة لتلك المحركات , يتم طرحها في شبكات المجاري ( إن وجدت) والشوارع والطرقات وتصل الى الأنهر الفرعية والرئيسية ( إن كان لها طريق الى ذلك ) .
المواطن ,ذات الدخل المتوسط , يملك مولدتين صغيرتين , إضافة لاشتراكه في مولدات القطاع الخاص , ويكون العمل على تلك المولدات بالتناوب, اي كلما تتوقف مولدات القطاع الخاص يتم صاحب العائلة قد تناوب العمل على مولدته أو مولدتين بالتناوب , لايوجد اعتماد أو إنتظار لخط الشبكة الوطنية , لانها حلم بعيد عن المنال .
مما تقدم في أعلاه تشتد أزمة وارتفاع أسعار الخدمات الاخرى للمواطن , ارتفاع أسعار الثلج ,ارتفاع أسعار خدمات النقل ,ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تحتاج للتبريد أو للتجميد , بعض المحلات التجارية الصغيرة تركت التعامل ببعض المواد التي تحتاج الى ذلك ,والبعض منها رفع أسعار منتجاته .
وسط هذه الهموم والمعاناة اليومية كيف تكون الحياة ؟ انها الجحيم بعينه , والى متى يبقى البعير على التل ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق