الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل المقصود بالنكاح: الزواج؟

رياض الحبيّب

2010 / 6 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يردّد بعض السادة المدافعين عن الإسلام أنّ للنكاح والزواج المعنى عينه.
فأوّلاً: توجد في مصحف عثمان سورتان إحداهما تحت اسم التكاثر والأخرى تحت اٌسم الطلاق، بينما لا توجد سورة باٌسم الزواج. والسبب في تقديري هو أنّ شريعة الزوجة الواحدة لا تكفي متطلبات الدعوة المحمّدية التي اقتضت تسريع التكاثر- كيفما اٌتفق- ذلك لتأليف جيوش الغزو الإسلامي وتأسيس الممالك العربية الاسلامية، حتى قال صاحب الدعوة في سورة التكاثر: ١ (ألْهَاكُمُ التكاثُرُ) فإن قال قائل بأنّ تعدد الأزواج- الزوجات- تقاليد موجودة أساساً عند عرب الجاهلية، قلت: إنّ على الرسول لو كان مُصْـلِحاً في الأقلّ أن يصحّح الغلط في المجتمع، لا أن يضع له تشريعاً بهدف كسب مودّة ذلك المجتمع وتالياً دعم الدعوة ومؤازرتها.

ثانياً: لو كان مقصد صاحب القرآن بالنكاح على أنه الزواج لما قال في سورة الأحزاب: ٣٧ «فلمَّا قضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زوَّجْناكها» إنما لقال{أنكحْناكها} ولا أظنّ أنّ زينب بنت جحش كانت ترضى بهذا التعبير لأنّ الإله المحمّدي، سواءٌ في تصوّر محمّد أو في تصوّرها، يُزوِّج ولا يُنكِح! أمّا النبيّ فمصطلح الزواج خاصّ به ويحقّ له أن “يتزوّج” من يشاء ويستنكِح من يشاء وما عليه حرج لا من إلهه ولا من أتباعه. فاٌنظر قوله في الأحزاب: ٥٠ «... وامْرَأَة مُؤْمِنَة إنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا للنَّبيّ إنْ أرَاد النَّبي أنْ {يستنكِحَها} خالِصَة لَكَ مِن دُونِ المُؤمِنِين...» كما قال في النساء: ٣ «وإنْ خِفْتُمْ ألَّا تُقْسِطُوا فِي اليتامى {فانْكِحُوا} ما طابَ لكُمْ مِن النِسَاءِ مَثنى وثُلَاثَ وَرُبَاعَ فإنْ خِفْتُمْ ألَّا تعْدِلُوا فواحِدَة أوْ ما مَلكتْ أيْمَانُكُمْ...» والجدير ذكره هنا هو أنّ ما تقدّم لا يرقى إلى أيّة ثقافة معروفة؛ إذ صوّر لنا مؤلّف القرآن المرأة مملوكاً شأنها شأن قطعة من أثاث وهذا التصوير خاصّ بالسوق المحمّدي ذي العبيد والإماء لا يضاهيه أيّ سوق من جهة الإبتذال والازدراء، كما قرأنا من مآسٍ في حقوق الأقوام المحتلّة أو الشعوب بأسرها ممّا ورد في التاريخ الإسلامي وتمّ تصويره فتحاً مُبيناً.

ثالثاً: أمّا تصوّري لحلّ هذه الإشكالية فهو أنّ جميع النساء في الخيال المحمّدي مخلوقات للنكاح والاستمتاع ما طاب له من عدد النساء- فإنهنّ من الطيّبات عنده كما طاب له الطِّيْب والطعام وركوب الخيل- وما طاب لسائر الصعاليك من أتباعه، إلّا اللواتي اصطفاهنّ أزواجاً (زوجات محصنات) فعبّر عن ارتباطه بهنّ تعبير "الزواج" كالسيّدات خديجة ثُمّ سودة ثم عائشة ثم أمّ سلمة ثم حفصة ثم زينب بنت جحش ثم جويريّة ثم أمّ حبيبة ثم صفيّة ثم ميمونة ثم فاطمة بنت شـُرَيح ثم زينب بنت خزيمة ثم هند بنت يزيد... إلخ وخصّهنّ بصفة أمّهات المؤمنين، أمّا القسم الأكبر من النساء في حياته فأيّة تسمية تصلح لهنّ؟ سواءٌ اللائي استمتع بهنّ من سبايا الغزو أم ممّن وهبن أنفسهنّ... إلخ، فهُنّ مُستَنكَحَات منه- إمّا دخل بهنّ- ولَسْنَ بمتزوّجات ولا تصلح لهنّ تسمية سوى ملكات اليمين- كما عبّر هو في أزيد من مناسبة.

رابعاً: حتى لو كان "أربع زوجات" تشريعاً إسلاميّاً فليقرأ الإخوة المسلمون- والأخوات المسلمات- كتب التراث ليجدوا أنّ المُشرّع نفسه قد مات تاركاً تسع زوجات- كما ورد في كتب التراث- ليس هذا فحسب بل حَرّمَ الزواج منهنّ على كلّ رجل ولو كان من الصحابة ومن الموعودين بالجنّة المحمّديّة! علماً أنّه في النهاية قُتِل بالسمّ على يَدَي اٌمرأة! بَيْدَ أنّ موضوع الإبقاء على أربع زوجات كحدّ أقصى يدعو إلى الاستهجان أيضاً؛ لأنّ الحسن بن عليّ بن أبي طالب- مثالاً لا حصراً- كان مِنكاحاً ومِطلاقاً "تزوّج" عشرات وطلّق عشرات مُبقيَاً على أربع {قلّما فارقه أربعُ حرائر فكان صاحبَ ضرائر} حتى قتلته إحداهنّ {جعدة بنت الأشعث} بالسّمّ- راجع "البداية والنهاية" لاٌبن كثير.

* تنويه: إمّا اعترضت على كلمة “صعاليك” فأطلب إليك أن تتابع الحلقتين 151 و 152 في موقع [سؤال جريء] المكتوب رابطه أدنى حول بدايات الدعوة المحمّدية ففيهما أدلّة قاطعة على أنّ محمّداً قد اصطفى الصعاليك أتباعاً- أبو ذرّ الغفاري الذي يُعَدّ من كبار الصحابة مثالاً.
http://www.islamexplained.com/Programs/DaringQuestion/tabid/139/Default.aspx








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرحبا بعودتك
ابن خلدون ( 2010 / 6 / 7 - 20:46 )
أستاذنا الكبير لا أدري سبب احتجاب مقالاتك على صفحات الحوار...فهل كان ذلك بسبب المنع كما منع الكثيرون من كبار الكتاب؟
عموما مرحبا بك ثانية تنشر الفكر الراقي وتكشف كل زيف


2 - سؤال بريء
ابن خلدون ( 2010 / 6 / 7 - 20:58 )
إن كان النكاح معناه الزواج كما يدعي المتدينون، فأين هي اليوم المسلمة المثقفة أو الجاهلة، المحترمة أو حتى غير المحترمة، التي تقبل أن تلقب ب (المنكوحة) ؟

كلامي ليس فيه كلمة واحدة تمنع نشر التعليق


3 - سؤال بريء ؟
الأمازيغي ( 2010 / 6 / 7 - 21:47 )
وردت في لقرآن الاية الآتية :((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ،ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ ، فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا) (الاحزاب :49)
قد يفهم أن النكاح هنا دلالته تعني ( العقد الشرعي).


4 - الاستاذ ابن خلدون: تحية وشكراً
رياض الحبيّب ( 2010 / 6 / 7 - 22:08 )
أطيب تحية وشكراً لك على مرورك الذي أسعدني كثيراً؛ أمّا الفترة الماضية فإني كنت مُقِلّاً جدّاً في الكتابة والنشر بسبب انشغالي. ولم يحجب لي الحوار طوال سنتين سوى بضع مقالات مشكوراً لأنها أمانة وصدقاً كانت دون مستوى الخط العام لمقالاتي فمنها ما قمت بمراجعتها وتنقيحها فنُشِرت ومنها ما أهمِلتْ من جهتي، بل اني ممتن لهيئة تحرير الحوار المتمدن على رحابة الصدر.
مع فائق التقدير والاحترام


5 - نتمنى عليك أيها الحوار المتمدن
زين العابدين ( 2010 / 6 / 7 - 22:34 )
ألا تسمح لجاهل بالكتابة على منبرك
أن تفتح فصولا لمحو أمية من أعمتهم كراهيتهم للإسلام عن الحق
أن تبتدع طريقة لتركيب مرشحات للسفالة ونتن سوء الأدب
أن تجد طريقة ما تطفئ بها نيران الحقد فى صدور الكارهين للإسلام


6 - ابن خلدون
زين العابدين ( 2010 / 6 / 7 - 22:50 )
ريحتك دى


7 - قنبلة نكاحيـــــــــــــة
كنعان شماس ايرميا ( 2010 / 6 / 7 - 23:16 )
تحية للاستاذ رياض الحبيب على هذه القنبلة النكاحيــــة . انها المصلحة البشرية انظر مات تاثير قنبلة رضـــاعة الكبير المخزية ومثلها تفخيـــد الرضيعــــة الشنيع . شريعة حقوق الانسان اشرف واكمل من هذه الطرهــــــات المهينة للاخلاق البشرية . . بالمناسبة للنكاح خمسة معاني في العربية . اظن تونس رسميا رفعت كلمة نكاح المهينة من عقود الزواج وسيتبعها كثيرون . تحية للاستاذ رياض الحبيب والمقالة القنبلـــة


8 - تحية للمبدع
عراقي ( 2010 / 6 / 8 - 03:03 )
استاذي العزيز , اشتقنا لمقالاتك . اذا كان النكاح هو الزواج , فكيف يكون نكاح اليد زواجا ؟ وكذلك نكاح البطيخة ؟ وارجو ان اسمع الجواب من اخ مسلم .احترامي


9 - النكاح وآلوطئ كلمات سوقيه
مصلح المعمار ( 2010 / 6 / 8 - 06:18 )
تحيه للأستاذ رياض الحبيب على اثارته لهذا الموضوع ، ولا يمكن اعتبار معنى النكاح هو فقط الزواج بل يعني الجماع ايضا ، فالآحاديث النبوية الكثيرة تشهد بذلك كحديث نكاح الميتة ونكاح اليد ونكاح البهيمة ونكاح ملكات اليمين فهل هذا النوع من النكاح يعني الزواج ؟ قطعا لا ، مع الشكر


10 - اهلا بك
سناء ( 2010 / 6 / 8 - 06:41 )
كم أتقزّز من هذه الكلمة القبيحة- النّكاح-،والغريب انّ الشيوخ والدّعاة يردّدون دائما أن الزّواج سمّاه الشّرع عقدة النّكاح.اما بخصوص زوجات محمد ،فانا لم أقرا انّ فاطمة بنت شريح وهند بنت زيد كانتا من ازواجه .تحيّاتي وعودة مباركة للحوار


11 - تعليق 9
سركيس كميل ( 2010 / 6 / 8 - 09:22 )
لانك مشاغب يا سيد خوري


12 - في اية جملة خالفت القواعد
خيري يوسف ( 2010 / 6 / 8 - 11:26 )
لماذا لم ينشر تعليقي فما قلته هو جواب لعنوان المقالة (هل المقصود بالنكاح: الزواج؟).
فقلت ان النكاح لايعني الزواج, فالزواج عقد شراكة بين رجل وامراة, وتستمر هذه الشراكة غالبا لطول العمر حتى عندما يبلغان من العمر عتيا ولا يستطيعا القيام بالنكاح, ولذلك فيكون النكاح ضمن الزواج اذا كانا قادرين على فعل ذلك والدليل الاخر بان الزواج لا يعني النكاح هو انه هنالك من يعقدوا زواجا وهم على حافة القبر ولا يستطيعوا حتى الحركة كما ان هنالك من يعقدوا واحدهم مشلول تماما فاين موقع النكاح في هذه الحالات؟
اما كلمة النكاح الواردة في ايات القران فلا تعني الزواج, وانما الفعل الجنسي, والا فهل كانت المراة التي وهبت نفسها للنبي ان اراد ان يستنكحها معناها ان النبي سيتزوجها حتى وان لم يكن قادرا على ان يقوم بذلك الفعل معها.
هذا الموضوع كان عنوان موضوع لي في حلقة احد النشاطات في السويد وكان الحضور من مختلف الاتجاهات دينية وغير مؤمنة,نساءا ورجالا ولم يعترض احد من الموجودين وقال بان قولك هذا منافي للاداب او مخدش للحياه.
هل انا على خطا وشكرا


13 - هلا بعودتك أستاذ رياض
J Hayek ( 2010 / 6 / 8 - 12:02 )
موضوعك هل الزواج هو النكاح في الإسلام
لقد بقي المسلمون لعهد غير بعيد أبدا ، أثنا عقد النكاح ( الزواج )يقول الأب للعريس
--أنكحتك إبنتي--
يا للعار كلمة مهينة تهين الأب قبل أن تهين الإبنة العروس
الواقع إن الإهانات التي لحقت المرأة المسلمة من محمد
خلق( جعل ) منها إنسان محطٌمة لا قيمة لها كإنسانة عاقلة التي
خلقها الله الحقيقي على صورته
مهما علا شأنها فهي مملوكة ووسيلة لجلب الطيبات للرجل مخلوقة للنكاح والإستمتاع
سيدتي المسلمة قلبي معاك ودائما أتساءل
كيف تستطيعن أن تكوني إمرأة مسلمة وأنت( ميتة حية )بنفس الوقت
ترزخين تحت هذا الضغط الكبير من الإهانات المعنوية والجسدية
لا شريعة إلهية تحميك (بل هي ضدك كعدوة لك ) ولا أباك أو أخاك أو إبنك أو زوجك
هم معاك ويحموك
لأنهم يناصرون الإله الظالم
الذي يأمر بمذلتك وإهانتك
أسأل أصحاب الضمائر
أصحيح لا يوجد حل لفك الظلم عن المرأة المسلمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


14 - بدون زعل
Amir Baky ( 2010 / 6 / 8 - 13:17 )
نكاح ملكات اليمين هل هو زواج. وهل يحل للمسلم أن ينكح أكثر من أربعة نساء؟


15 - لغه راقيه
احمد العراقي ( 2010 / 6 / 8 - 19:40 )
كلمه نكاح مزيج من كلمتين هما نيك اح واللبيب تكفيه الاشاره


16 - تعريفات
أسامه البيومي ( 2010 / 6 / 8 - 19:51 )
من ثراء اللغة العربية وجود أكثر من مرادف لبعض الكلمات تعطي تفصيلا أكثر للمعاني,فمثلا كلمة زواج كلمة عامة تصلح لبني آدم ولغيرهم من الكائنات وهي تعني الاشتراك في النوع مع الاختلاف في الجنس وكما ذكر القرآن..-حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ - وكذلك... - وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) ..بينما النكاح هو العلاقة الزوجية الشرعية بين الرجل والمرأة والتي تكون بعقد النكاح -وكذلك الاحصان وهي علاقة دائمة بين الذكر والأنثى متحصنة بعقد نكاح شرعي,وقد ذكر القرآن بعض العلاقات الغير شرعية وحذر من الوقوع فيها مثل السفاح وهو علاقة دائمة بين ذكر وانثى بدون عقد نكاح أو الزنا وهي علاقة عابرة بين ذكر وانثى بدون عقد نكاح وآخرها المخادنه وهي بمثابة الصداقة في عصرنا الحديث بين أنثى وذكر بدون عقد أو علاقة شرعية بين الاثنين ,هذه هي بعض التعريفات القرآنية فلماذا نرفض كلمة دون أخرى كأن نرفض كلمة نكاح ولانرفض كلمة سفاح مثلا ,فمن الأولى أن نحاول أن نعرف المعنى الدقيق لمدلولات كل كلمه بدلا من الرفض أو السخريه


17 - أسامه البيومي
النكاح ( 2010 / 6 / 9 - 09:22 )
كتبت:
( النكاح هو العلاقة الزوجية الشرعية بين الرجل والمرأة والتي تكون بعقد النكاح)

كلامك يناقضه نكاح ملكات اليمين المذكور أيضا في القرآن...فهل ممارسة الجنس مع الجواري والمسبيات والمحظيات المباح شرعا يعتبر أيضا زواجا على سنة الله ورسوله؟
فما عدد الزوجات المصرح بهن للرجل المسلم إذن ؟ أربع أم أكثر؟

النكاح هو الفعل الجنسي وليس الزواج ..والزواج يشتمل على الفعل الجنسي
والوطئ مرادف للنكاح
ففي الدين الاسلامي مسموح بنكاح ( وطئ) عدد غير محدود من النساء فالمسلم بحسب الشرع ينكح مثى وثلاث ورباع وما وملكت ايمانه وبقدر ما كان غنيا ميسور الحال بقدر ما ازداد عدد منكوحاته ولا عزاء للفقراء

اخر الافلام

.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا


.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال




.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن


.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال




.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل