الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة عراقية واقعية 2

وميض خليل القصاب

2010 / 6 / 8
المجتمع المدني


يحكي لي صديقي أبن بغداد عن شاب عراقي ألتقى به في احدى الدول الأوربية ,الشاب خريج 2004 من كلية العلوم ,كان من مؤسسي الحركات الطلابية المدنية بعد الحرب و التي تهدف لأعمار الكلية وأدخال مفاهيم العراق الجديد والحرية للجامعة ,هو أبن عائلة عراقية محافظة تطغى عليها عادات أهل بغداد القدامى , نشىء على حب العراق قبل الطائفة والقومية وخصوصا ان والديه من طائفتين مختلفاتين مما جعله يتشرب من نهري دجلة والفرات ويخرج نشىء أصيل عاشق للوطن
الطبع العسكري للوالد ترك أثاره في الولد وجعله صاحب صفات قيادية وميال للألتزام وتحمل المسؤولية وصاحب حس عالي بألايثار ومساعدة الاخرين وحمايتهم
سرعان ماتخرج الشاب ليجد نفسه عضو فعالا في مجال المجتمع المدني العراقي وموظف في احدى كبريات المؤسسات الصحية العراقية ,وتحول من طالب مجد وناشط طلابي الى ناشط أنساني فعال وجاد في مجال الصحة في العراق
وبدأء الشاب يستقر عائليا من خلال خطبه زميلة دراسة وشريكة قصة حب جامعية عاشها رغم ظروف الحرب والدمار , ولكن سرعان مابدأت الغيوم تحاصر الشاب وهو يواجه كم من الضغوط في محيط عمله من شخوص طارئين يحاولون التغلغل لفرض أنفسهم على فريق عمله الجاد لتحقيق طموحات مادية وشخصيه وخدمة شخوص ورموز على حساب خدمة المواطن
وزاد من مرارة الأمر ان الوالد تعرض لمحاولات أغتيال لكونه احد رموز الحرب العراقية الأيرانية المعروفين ,ورغم سيرته الحسنة بين الناس واهل المنطقة وتاريخيه الحافل بتضحايته من أجل الوطن على حساب المصالح الشخصيه ومحاولته أن ينوء بنفسه عن ان يكون اداة تظلم المواطن من خلال عمله قدر الامكان ,الأ ان كل تاريخه لم يشفع له لدى من أرتى ان يستهدفه واجبر الرجل المتقاعد وزوجته ان يحملوا اثاثهم القليله ويرتحلوا في أرض العراق لعجزهم المادي والصحي عن الهروب خارج العراق وبقى الاب يعيش حياته بأسم جديدي وهويه جديده ومن دخل بسيط لايكفي لمعاشه الخاص بالأدويه
وسرعان ماوجد الشاب ان التهديد بدأء يتحول من تصفيه الاب الى تصفيه العائله بأكملها وتحولت ضغوط العمل الى تهديدات لها نبره وحس مملوء بالغل والكره والحقد
واجبر الشاب تحت ضغوط الخوف من ترك والديه برعايه اخوته الصغار وخطيبته والترحال في الارض ,وبعد عامين من الانتظار بدون طائل امام مكاتب الامم المتحده في احد دول الجوار ,رحل بفيزا دراسية لاحد الدول الشيوعيه سابقا وعضو في الاتحاد الاوربي حالياو بقى فيها مدة يعمل بوظائف حقيرة لغرض تسديد ديون الرحلة ,وخرج منها يروم الامان وبعد رحلة طويلة وشاقة كاد ان يتعرض فيها للحبس من شرطة حدود ألالمان تمكن من الوصول لأحد ملتجئات العراقيين في اوربا, جاء ليجد ان الحكومة العراقية قد وقعت اتفاقيه مع الدولة لأعادة العراقيين اللاجئين للوطن ,وبقى الشاب يعيش في منطقه جبليه وعرة الجغرافيا بعيد عن سبل الحضارة ويعمل في اي وظيفة في انتظار الحلم بألاقامة وسحب الوالد والام والزوجة لبر الامان
خلا فتره تواجده أحس بظروف اللاجئين العراقيين الصعبه وخصوصا وهم يجهلون اللغة والتعامل ويعيشون في مخيم في منطقة بعيده عن المدن الكبرى ,فتحول الى طالب مجد للغة وعامل متطوع مجانا مع أدارة المخيم لمساعدة اللاجئين ,وخلال فتره عمله ساعد عدد كبير من العراقيين وخصوصا ممن خرجوا بهدف الهجرة والعمل والهروب من سوء الخدمات ,فيساعدهم على الاستعداد لجلسات التحقيق وفي صياغة قصصهم ويدربهم ليكونوا مقبولين لدى جهات التحقيق ,ومع مرور الوقت لاحظ تأخر في اجابته في وقت كان كثير ممن أتى بعده وبحالات أقل خطرا منه يحصلون على اجابه ,وبعد الاستفسار جاء الجواب بوجود اخطاء من قبل الجهات التحقيقة معه وبعد مداولات روتينيه ممله جائه رد برفض طلب لجوئه بسبب نجاح خطه فرض القانون في العراق وامكانيه ان يعيش في المناطق الامنه من بغداد
ليدخل في حلقة قانونيه ممله وطويله انتهت برفض ثان لنفس الاسباب ,ورغم ان والده تعرض لمحاوله اغتيال جديده وتعرض خال له عضو في احد القوائم الانتخابيه الناجحه لمحاولات أسائه داخل العراق لم تشفع المعلومات الجديده في اعادة النظر بقظيته وتم اجابته بان العراق بلد امن حسب اخر التقارير الدولية وان اللجوء للعراقين متوقف الا لمن اثبت تعرضه لخطر واضح على الحياة مدعوم بأدلة كصور لمحاولات اغتياله أو بلاغات قانونيه تحمل اسماء الجهات المسؤوله عن تهديده
وتم طرد الشاب من البلد وطرده من الكامب وطرده من عمله التطوعي وألقاء القبض عليه من قبل الشرطه واقتياده مكبلا في عربات الشرطه ليرمى في سجن المطار في أنتظار الترحيل للعراق
خرج من البلد وهو يصيح بالشطره كيف يمنحون الاقامه لمن كان يقتل العراقين ولمن يتاجر بالممنوع ويتركون كل مجرمي البلد ويلحقوا شخص اندمج في المجتمع وكان عضو ناجحا في خدمت ابناء جاليته بغض النظر عن خلفيتهم
كيف يكون مصير الناشط في حقوق الانسان والعالم في مجال الطب والصحة ان يتم تكبيل يديه كالمجرمين ؟اين دولته وأين كرامته ومن يجيره لو ظلمه الاغراب ؟ ومن سيؤمن له انه لو عاد لوطنه ان لن يتم تهديده وتصفيته ؟
سكت صديقي أبن بغداد وشرب شيء من الماء وعلق :هل تعرف ان نفس الدوله منحت اقامه لعراقين ممن عملوا في الحكومة الحالية وهربوا خلال أيفادات حكومية ؟ولعراقين مقيمين في دول عربية ودوله مجاورة جلبوا هوايات مزورة لعملهم في الشرطة ومع الامريكان وبعد حصولهم على الاقامه طلبوا العودة للعراق ليقبضوا مكافأءة العودة للعراق ,بل ان عدد من قبلوا لتقيدمهم مستندات مزورة بأنهم من عرب كركوك والموصل اكثر بثلاث مرات من عدد اهل تلك المحافظتين من العرب الاصلين المقبولين,بل ان بعض الدول الاوربية منحت جزائرين وسورين انتحلوا صفه عراقي لجوء !!
واكمل :ان الخلل في الانظمة ممكن وكون النظام الاوربي فعال فهو لايجعله فوق الخطء ولكن مشكله صاحبنا ليس في سوء الحظ مع الدوله الاوربيه بقدر سوء ظروفه كعراقي,وماقدمته الحكومة العراقية على مستوى الامن لايجعل خطوة اعادة العراقين النازحين ممكنه بسب التقارير التي تدل على عدم نجاح اعاده الكثيرين ولعد استقرار الوضع كليا حسب مانسمع من تقارير عن كون حتى الشرطة مخترقه,وتوقسع اتفاقيات العودة خطوة الاولى بهم ان كانوا يقوموا بها بعد انجاح المصالحه الوطنيه وانتهاء سياسة التصفيه والاجتثاث والاقصاء
كيف سنحمي مثل عائله الشاب لو طلبوا الحمايه ونحن لانزال بحاجة لحمايه اصحاب الرتب الامنيه من الاغتيال والتصفيه ؟
الشاب قصته قصة 5 مليون عراقي .. اكثر او اقل لااعرف بالضبط كم... ولكن قصه كثيرين ممن يتشردون في اوربا بعيدا عن العراق مطاردين ومختبئين ويعملون في وظائف حقيرة , يريدون ان يعودوا ولكن المشهد الامني والسياسي لايرفع الروح المعنويه ,بل ان عدد ابناء الاماكن الامنه والمحافظات والاقاليم الامنه في معسكرات اللجوء اكبر من عدد ابناء المناطق والأقليات المهدده
قل لي لم يلتجيء هؤلاء لولا وجود سبب ؟
نظرت له وأكتفيت بالسكوت.......
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا


.. تقارير: الجنائية الدولية تدرس إصدار أوامر اعتقال بحق قادة من




.. ترحيل اللاجئين.. هل بدأت بريطانيا بتفعيل خطة رواندا؟ | #ملف_


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. التونسيون يتظاهرون لفلسطين في عيد العمال