الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل للأصنام مسؤولية جنائية؟

رأفت عبد الحميد فهمي

2010 / 6 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل للأصنام مسؤولية جنائية ؟
سؤال يتسم بالبراءة والخبث معاً آلا هو من خلق الأصنام و أوجدها ؟هل الله بصفته خالق كل شيئ أم أن الإنسان هو الذي صنعها ؟ هل آتي بها المشرك الكافر من تهويمات خياله عندما استوحى فكرتها من الطواطم المقدسة لدى القبائل البدائية أم أن فكره المتخلف قد هداه إلى ايجادها ومن ثم تصنيعها ونحتها من جلمود صخر توسم فيه القداسة ثم عنّ له فكره المتخلف أن يطلب منها الشفاعة التي تنقذه من الواقع المرير الذي لا يفهم جدليته ؟ أم أن الله كونه المتفرد الأوحد بعمليات الخلق وإحداث كافة المخلوقات في السماوات والأرض كونه مسؤولاً عن الوجود وكل ما فيه ؟هذا السؤال قد وجدنا الآيات البينات التي تؤكد بقطعيتها الدلالية أن الله هو الذي خلقها و في ذلك ما يثير إشكالية الحكمة والمقصد والغاية من خلقها وإليك الأدلة من الآيات ومن كتب التفسير .
انظر إلى قوله تعالى : " ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل ؛ قالوا سبحانك ما كان لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا (17- 18 سورة الفرقان ) قال المفسرون : الضمير في يحشرهم عائد إلى المشركين و( ما يعبدون من دون الله ) الأصنام كأختيار الضحاك و عكرمة لكن مجاهد وابن جريج اختاروا الملائكة والجن والمسيح وعزير والأستفهام من " أأنتم أضللتم عبادي" استفهام توبيخ للكفار وإن كنا لا نوافقه لأن الخطاب موجه للأصنام وليس للكفار و( قالوا سبحانك ) أي قال المعبودون من دون الله : سبحانك أي تنزيهاً لك ( ما كان لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ) هنا يفهم من السياق أن الأصنام محشورون يوم القيامة مثلها مثل البشر فإن قيل : فإن كانت الأصنام التي تعبد تحشر فكيف تنطق وهي جماد ؟ قيل له : ينطقها الله يوم القيامة [ تفسير القرطبي 7 / 4726 لسورة الفرقان ] فإذا كانت الأصنام لا تستطيع صرفاً ولا نصراً وأنها لا تنفع ولا تضر فهل الله يخاطب الأصنام وترد عليه كما نفهم من سياق الآية ؟ أم لنا أن نعتبر ذلك من باب المجاز أو المتشابه من الآيات التي لا تؤخذ على ظاهرها لأنه سوف يتجلى المأزق حين يخاطبها الله وهي أصلاً مستهجنه ومحرمة واتخاذها وسيطاً يعتبر شركاً منهي عنه .إذن كيف نفهم أن الله يخاطبها ويسأ لها وهو عليم بكل شيئ ؟ ثم اعتبرها الله من جملة العباد وهو ما يعقد الأمور وتلتبس أشد الإلتباس من كونها عباد أمثالنا وذلك على افتراض أن لها عقول تعي بها وأنها مكلفة بالتمييز بين النجدين وبين الإيمان والكفر انظر ما جاء في سورة الأعراف حين قال تعالى : " إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ؛ ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون( 194 - 195 الأعراف ) وقد سميت الأوثان والأصنام عباداً لأنها مملوكة لله مسخّرة . وقال الحسن : المعنى أن الأصنام مخلوقة أمثالكم ولما أعتقد المشركون أن الأصنام تضر وتنفع أجراها مجرى الناس.
ثم وبخهم الله وسفه عقولهم وبين جهلهم بقوله : ألهم أرجل وأيد وأعين وآذان فكيف تدعون من دون الله عباداً أمثالكم أي من حجارو وخشب [ القرطبي 4 / 2778 لسورة الأعراف ] نعود إلى سؤالنا الذي طرحناه في البداية هل الأصنام خلقها الله أم صنعها الإنسان ؟ ما يدل على أن الإنسان هو صانعها ما جاء في سورة سبأ قوله تعالى : " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور" ( سبأ -13 ) وما جاء في قوله تعالى :" إذ قال لإبيه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون " ( الأنبياء -52 ) هنا تتبدى المفارقة ويظهر التناقض فالأصنام والأوثان والتماثيل أوجدها الإنسان وصنعها سواء من حجارة أو نحت صخر أو نجر خشب ودليل النحت قوله : " قال أتعبدون ما تنحتون " ( الصافات – 95 ) لذا تتفاقم الإشكالية لقوم يتدبرون ويتسألون هل الأصنام عباد من عباد الرحمن وعباد أمثالنا كما تؤكد الآيات أم هي من تخاريف الإنسان البدائي الباحث عن الطوطم المقدس في أوهامه التعيسة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليه لا
سليمان ( 2010 / 6 / 10 - 08:00 )
عزيزى الكاتب اذا كنا نسافر الاف الكيلومترات لتقبيل حجر اسود وقد جعله اله محمد احد فروضنا الخمس فلماذا لا نحاسب الاصنام فمسواهم نار جهنم وهم لا يتمتعون بحجرات اناث حور عين او بحجيرا مخلدون فى منكحة اله محمد

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah