الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أساتذة الجامعة والمرتبات

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2010 / 6 / 11
التربية والتعليم والبحث العلمي


تولدت لدى قناعة أن الإنسان لا بد أن يرضى بما قسمه الله ولا يعطى الفرصة لشيطان الطمع أن يهيمن على أفكاره وينغص عليه حياته. وفى رأئى فإن هذه النعم التى أنعمنا الله بها علينا تغنينا عن النظر إلى ما فى أيدى الآخرين. وإذا تبين أن القناعة والرضا لا يغنيان ولا يسمنان من جوع وأن السبيل الوحيد لتحمل أعباء الحياة هو المطالبة بزيادة الأجور والرواتب فإن ذلك يجب أن يحدث من دون صخب أو ضوضاء أو ارتكاب أعمال من شأنها أن تضر بحقوق الآخرين، أليس كذلك؟ هذه التساؤلات وغيرها تتصارع فى ذهنى كلما قرأت مقالا لكاتب أو أستاذ جامعى يطالب فيه بزيادة الأجور والمرتبات.

لقد طالعت مقالا لأستاذ جامعى منشورا فى إحدى الصحف تحت عنوان "رواتب أساتذة الجامعات" حيث يطالب فيه بتحسين أوضاع أساتذة الجامعات وذلك لأن المرتبات الحالية لا تغطى متطلبات الحياة اليومية. كما أن الأستاذ الجامعى فى حاجة مستمرة لتحديث معلوماته من خلال اقتناء أحدث الكتب والمراجع فى مجال تخصصه. الغريب أن كاتب المقال إياه يعبر عن عدم رضاه بما يتقاضاه من مرتب من خلال المقارنة التى عقدها بالمرتبات التى يتقاضاها نظراؤه فى دول أخرى. ففى الكويت يتقاضى الأستاذ المساعد مرتبا يعادل 41719 جنيها مصريا ويتقاضى الأستاذ مرتبا يعادل 53 ألف جنيه. وفى الإمارات العربية يبلغ مرتب الأستاذ المساعد حوالى 26800 جنيه والأستاذ يزيد مرتبه ليبلغ 30800 جنيه وفى قطر يبلغ مرتب الأستاذ المساعد 34 ألف جنيه والأستاذ أكثر من 37 ألف جنيه. لعل أحد الجهابذة يبادر بوضع مرتب الأستاذ المصرى ضمن هذه القائمة أى مباشرة بعد مرتب الأستاذ فى الكويت على اعتبار أن الأستاذ فى مصر يتقاضى سنويا حوالى 48 ألف جنيه غير أن التصحيح واجب فى هذه الحالة لأن المرتبات الخليجية التى أشرنا إليها هى فى الواقع مرتبات شهرية وليست سنوية.

لعل القراء يختلفون حول تحديد هوية كاتب ذلك المقال ومصدر نشره. فقد يعتقد قارئ أن المقال منشور فى صحيفة مصرية وكاتبه ليس سوى أستاذ فى جامعة مصرية لا يتقاضى سوى ثلاثة أو أربعة آلاف لحلوح شهريا أى حوالى36 ألفا أو 48 ألف جنيه سنويا. وقد يعتقد قارئ آخر أن كاتب المقال أستاذ أردنى يعبر عن شكوى أساتذة الجامعات الحكومية الأردنية من تدنى رواتبهم التى تتراوح بين 7800 و15 ألفا (بالجنيه المصرى) شهريا. يا ليت الأمر كان كذلك لأننا فى هذه الحالة سوف نجد ردا مناسبا مفاده أن الظروف الاقتصادية للدول هى التى تحدد تلك الأرقام التى يسيل لها اللعاب والتى أشرنا إليها فى الفقرة السابقة حيث أنه من اللافت للنظر أن كل الدول الواردة فى القائمة تعتمد على تصدير البترول ولديها ميزانيات ضخمة تساهم فى ارتفاع مستوى المعيشة. وفى الحقيقة أن المقال إياه منشور فى 4 نوفمبر 2004م فى صحيفة الرياض السعودية وكاتبه أستاذ سعودى يعمل بجامعة سعودية حيث يبلغ المرتب الشهرى للأستاذ المساعد ما يوازى 14300 جنيه مصرى والأستاذ 20600 جنيه. بعد هذا المقال وليس بسببه فقد صدر أمر ملكى فى 16 يوليو 2005م بزيادة مرتبات أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية حيث بلغت الزيادة 15% أى بزيادة تعادل ألفى جنيه شهريا للأستاذ المساعد وثلاثة آلاف جنيه للأستاذ.

ومما سبق نقول إن المطالبة بزيادة الراتب أو الأجر يجب أن تتم فى هدوء ومن دون اللجوء لوقفات احتجاجية أو اعتصامات كالتى نشاهدها اليوم على الساحة المصرية. لعل الحكومة تتولى إعادة النظر ودراسة ليس مرتبات أساتذة الجامعة فحسب بل مرتبات كافة فئات المجتمع التى تكتوى بنار الغلاء وتعانى من قلة الدخل ومحدوديته.







































التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من