الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو تشكل هوية جديدة في كوردستان

ئارام باله ته ي

2010 / 6 / 11
المجتمع المدني


نحو تشكل هوية جديدة في كوردستان

عبرت في مقالي السابق ( هذا ما أخشاه في كوردستان ) عن القلق من وجود تشتت قومي في كوردستان ، وما له من اثار سلبية . ووعدت القراء ، بطرح ما اعتقده الحل لهذه المعضلة ، ولا أدعي العصمة مسبقاً . وانما أعبر عن وجهة نظر ليس الا ...
كانت الحضارات القائمة في السابق على أساس ديني ، ولم تعرف القومية بمعناها الحديث الا نهاية القرن الثامن عشر، لتنشأ الدول في القرن التاسع عشر على هذا الأساس .
لا أريد التركزعلى النظريات القومية المتطرفة المبنية على أساس ( العرق ) ، حيث ثبت فشلها ، في حين لا أحد من علماء الأجناس يدعي اليوم بوجود عرق نقي ، أنما اختلطت الأعراق وأستمزجت . وعلى هذا الاساس أود الاشارة الى ما يمكن الاستفادة منه ، وأخذ العبر من التجرية القومية الامريكية الرائدة في هذا المجال .
كما هو معروف . أن امريكا بعد اكتشافها من قبل كريستوف كولومبس عام 1492. م أصبحت قبلة للمهاجرين من مختلف الأجناس والأعراق ، الى يومناهذا . و على الرغم من ذلك كون الأمريكيون قومية خاصة بهم تكون سبباً في توحيدهم ، و قد عبر عن ذلك الرئيس الامريكي (تيودور روزفلت) بالقول (البوتقة التي تنصهر فيها كل الأنماط الجديدة لتتحول الى نمط واحد تشكلت من عام 1776 الى 1789 ، وقد ترسخت قوميتنا نهائياً بكل ركائزها في عهد رجال عاصروا (جورج واشنطن) ] . هكذا بدأت أمريكا بالظهور على الساحة العالمية ، بهذه الوحدة القومية ، التي تسميها أستاذ التاريخ الأمريكي (جيري موللر) ، بالقومية الليبرالية التي أساسها العيش في حدود واحدة بغض النظر عن الجذور الأثنية والعرقية و الدينية . و كان الفيلسوف الفرنسي (ارنست رينان) اول من دعا الى نظرية القومية على أساس الارادة ( مشيئة العيش المشترك) ، في عام 1882 . هل يملك الكوردستانيون ارادة حقة صادقة على العيش المشترك كأمة واحدة لها مصالح مشتركة ؟ . ومادمنا في خضم عرض النظريات . فان النظرية الماركسية بدورها قد تكون مفيدة ، التي تطرح القومية على أساس وحدة الحياة الأقتصادية ، وترى أن المصالح الاقتصادية والتماسك الأقتصادي أقوى الأسس في وحدة الامة . و يرى صموئيل هنتغتون من جانبه (المصالح الاقتصادية) سبباً رئيسيا من أسباب تكوين الهوية الأمريكية .
بناءا على ماسبق . اني أدعوا سكان كوردستان الى تشكيل قومية قائمة على أساس الجغرافيا نسميها (القومية الكوردستانية) . في الوقت الذي لا يفتقد فيه سكان المنطقة الى تاريخ مشترك ايضاً ، حيث كانت امبراطورية اشور ذات يوم تحكمهم ، ثم عاشوا في ظل امبراطورية ميديا . وهم يعيشون مع بعضهم جنباً الى جنب منذ زمن طويل . هذا يجعل اندماجهم في هوية واحدة ليس بالأمر المستحيل . حيث يذهب (ساطع الحصري) الى ان أختلاف الأديان والمذاهب لايعتبرعاملاً مفقداً الأمة كيانها .
اننا فقط بحاجة الى ارادة وعزم لنحول من تشتتنا ، الذي يستغل كنقطة ضعف ، الى وحدة وتماسك ، يستفيد منه سكان المنطقة ، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً . اننا بحاجة الى حب صادق وترك للضغائن ، لنكون قادرين على بناء هذه الخيمة التي تجمعنا ، فما الأمم الا ( وحدات روحية ) على حد قول العالم الألماني (أوزولد شبنقلر) . ان قدرنا هو العيش على أرض مشتركة ، لكن الخيار بيدنا أن نعيش متحدين ، ونجمع طاقات كل السكان ، بغية ازدهار هذا الأرض وتطورأهله ، أو نعيش مشتتين تتقاذفنا الدول الاقليمية وتبعثرنا الأجندة الدولية ، و نبقى في حالة صراع دائم ، سواء كان صراعاً نفسياً أو يتطور.
مرة أخرى أؤكد الدعوة الى تشكيل هوية جديدة في كوردستان ، على أساس الجغرافيا والمواطنة الكاملة ، حيث لافضل لأحد على اخر ، وفضل الوطن على الجميع . فهل من مستجيب ؟ .

ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عوه شوفينيه كريهة لتمزيق العراق
اكاديمي مخضرم ( 2010 / 6 / 11 - 17:14 )
وماذا ياسيد ارام عن العراق وطنا وشعبا
هل كان نفاقا ما جئت به في مقدمتك عن الولايات المتحده التيتتكون وتكونت من مئات الاعراق والديانات والمذاهب وتكونت منها امه في 13 سنه كما تشير انت
ونحن في العراق نتعايش منذ عشرات الاف السنين تريد ان تجعلنا شعوبا وقبائل
ان الاقطاع العراقي الكردي قد ورث اسوء مافي العنصريه العربجيه البعثيه
الفاشيه اي الشوفينيه العنصريه هذه الولايات المتحده بملايين الكلمترات
في مساحتها وبمئات الملايين من سكانها بمئات اعراقها تصير امه ونحن
العراقيين شعب صغير ببلد صغير وبتداخل عائلي وجغرافي ومنذ الاف السنين لانستطيع ان نكون امة واحده يجب ان يكون الانسان ليس فقط اعمى العينين بل ان يكون اعمى قلب كما يقول العراقيون لكي يدعو كل منا الى هوية مستقله
ويظهر ان البعض منذ الان يهئ لحرب عرقيه لاتبقي ولا تذر منذ ان اخترعوا
مفاهيم ما انزل الله بها من سلطان كالمناطق المتنازع عليها وينبري لهم من زاغور كريه اخر اعمى قلب اخر ليقول الاكراد موطنهم جبال زكروس لتبداء
التصفيات العرقيه على الطريقة اليوغسلافيه واتعس سيما وان كاتبنا المحترم
جعل الاشوريين اكرادا وميديا


2 - الهوية الكوردستانية
بغدادية ( 2010 / 6 / 11 - 18:56 )
إن إنكار وجود الآخرين مع مرور الزمن يفضي إلى توليد الشعور المناهض لديهم وإتخاذ التدابير اللازمة من جانبهم للحماية في مواجهة الآخر المنكر. نجد هذه العملية في جميع الحركات القومية، لكنني لا أعتقد أنّ عملية إنكار وجود الآخرين قد حدثت ضمن مسيرة الحركات القومية الكوردية. نجد عند الكورد بروز واضح لشعور -العالمية- ولأفكار -الأخوة- أكثر من غيرها. إنّ هذه الأفكار لا نجدها في حركات الشعوب الأخرى. وأيضاً، نعلم بأن الكورد يناضلون من أجل لغتهم، والعيش بثقافتهم وهم يناضلون من أجل المساواة مع الأمم الأخرى. إن إنكار وجود الهوية الكوردية يشكل وجها هاماجدا من الثقافة السياسية من دول المنطقة لكن اصرار ابناء المنطقة كوردستان ستجعلهم يحصلون على الهوية بالتكيد وسلمت يداك يا رائع


3 - دائما مبدع
صحفية ( 2010 / 6 / 11 - 22:22 )
كل مااقرا جديدك تكبر في نظري اكثر واكثر بافكارك الجريئة تدغدغ العقول والقلوب ودائما تفاجئنا بطرح مواضيع جذورها متحجرة في عقولنا وانت تاتي بكسر هذا الحاجز المتين انك فعلا رائع ومبدع احييك

اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع