الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنْ تتُوبا إلى اللهِ فقدْ صَغتْ قلوبُكُما...- التحريم: ٤

رياض الحبيّب

2010 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


واضح في قوله «إنْ تتُوبا إلى اللهِ» أنّ المخاطب في جملة الشرط بعد "إنْ" شخصيّتان اتفق المفسّرون- منهم القرطبي وابن كثير- على أنهما السيّدتان عائشة وحفصة. والمزيد حول هذا الموضوع في كتاب الأخ الباحث مالك مسلماني "متاعب في بيت محمد- قراءة في سورة التحريم" والذي يمكن تنزيله من الإنترنت عبر الرابط التالي
http://www.muhammadanism.org/Arabic/muhammad/trouble_muhammad_house.pdf

أمّا اللافت لديّ فقوله في جملة جواب الشرط «فقدْ صَغَتْ قُلُوْبُكُمَا» حيث التاء الساكنة في «صغت» تشير إلى التأنيث على أنّ "القلوب" مؤنّثة في لسان العرب. لكنّ إضافتها إلى “كُما” يصح في حالة واحدة فقط، هو أنْ يكون للإنسان أزيد من قلب واحد! قال شاعر- من بحر الطويل:
ولو كان لي قلبانِ عشتُ بواحِدٍ** وخلّفتُ قلْباً في هواكِ يُعَذّبُ! يُروى أيضاً “وأبقيْتُ قلباً” والمعنى واحد.
أمّا لو ذهبنا إلى أستاذ فصيح من أساتذة اللغة العربية وسألناه: لو أنّ تلميذاً كتب في مادّة الإنشاء- أو في ورقة الإمتحان- متحدثاً عن شخصيتين: “ذهبت عقولهما” أو مخاطباً شخصين: “ذهبت عقولكما- أو قلوبكما” فما هي العلامة التي يجب أن يحصل عليها التلميذ؟ لأجاب: هي الصفر لا محالة. أمّا الأستاذ نفسه لو وقع بهذا الغلط فتلك كارثة ستحلّ بمستقبل التلاميذ العلمي والتعليمي لأنّ الأساس سيُبنى على غلط؛ إنّما المعلّم-الأستاذ- مسؤول عن تعليم التلاميذ بأمانة ومصداقية كما انطوى عليه شرف المهنة والقسم الجامعي وإنّ غلطاً كهذا لا تشفع له عند المشرف التربوي (المفتّش) أعذار كسهو المُعَلّم وتسرّعه وقلة الإنتباه وشرود الفكر في تلك الحصّة (المدرسيّة) ومن جهة أخرى، لا يُلام المشرف المذكور على استخدام ما لديه من صلاحيّات قانونية لتوجيه عقوبة رادعة للمعلّم، كالإنذار والإيقاف من الخدمة- بحسب تقدير الأستاذ المشرف لدرجة الغلط.
أمّا التعليم الصادر من شخص يدّعي بأنّ (عنده أمّ الكتاب)- الرعد: ٣٩ وبـ (لِسَانٍ عَرَبيٍّ مُبِيْن)- النحل: ١٠٣ والشعراء: ١٩٥ فالكارثة قطعاً هي أعظم- أترك تقويمها للقرّاء الكرام.

ولكني تقصّياً للحقيقة واحتراماً لمشاعر أحبّائنا من الأخوات المُسْلمات والإخوة المُسْلمين فقد ذهبت أوّلاً إلى تفاسير بعض المفسّرين المعتمَدين إسلاميّاً- بغالبيّة كبيرة- وإلى وقتنا الحاضر؛ أوّلاً: تفسير الطّبَري لمعنى قوله:صغت؛
{حديث 26670 عَنِ ابْن عَبَّاس، قوْله: «إنْ تتُوبا إلى اللهِ فقدْ صَغتْ قلوبُكُما» يَقُول: زَاغَتْ قُلُوبكُمَا، يَقول: قدْ أَثِمَتْ قلوبكُمَا.
حديث 26671 قراءة ابن مسعود هي: إِنْ تتوبَا إِلَى الله فقدْ زَاغَتْ قُلُوبكُمَا} انتهى
وتعليقي على اختلاف القراءة: يا ليت شعري ما هو المكتوب في اللوح المحفوظ، صغت أم زاغت؟- إشارة إلى سورة البروج: ٢٢
ولأيّ من الذّكْرَين كان المُنزّل حافظاً؟- إشارة إلى سورة الحِجْر: ٩

ثانياً: تفسير القرطبي لقوله «فقدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا» هو التالي؛
{أي زاغت ومالت عن الحق. وهو أنهما أحبّتا ما كره النبي (ص) من اجتناب جاريته واجتناب العسل، وكان عليه السلام يحب العسل والنساء. قال ابن زيد: مالت قلوبهما بأَنَّ سِرّهمَا أَنْ يَحْتبس عَنْ أُمّ وَلَده، فسَرَّهُمَا مَا كَرِهَهُ رسول الله ص. وقيل: فقد مالت قلوبكما إلى التوبة.
وقال: فقد صغت قلوبكما ولم يقل: فقد صغى قلباكما، ومن شأن العرب إذا ذكروا الشيئين، من اثنين جمعوهما، لأنه لا يُشْكِل. وقد مضى هذا المعنى في "المائدة" في قوله تعالى: "فاقطعوا أيديهما" - المائدة: 38 وقيل: كلما ثبتت الإضافة فيه مع التثنية فلفظ الجمع أَلْيَق بهِ، لِأنَّهُ أَمْكن وأخفّ. وليس قوله: "فقد صغت قلوبكما" جزاء للشرط، لأن هذا الصغو كان سابقاً، فجواب الشرط محذوف للعلم به. أي إن تتوبا كان خيراً لكما، إذ قد صغت قلوبكما} انتهى

أمّا تعليقي على بعض ما ورد في كلام الإمام القرطبي وتحديداً قوله: (ومن شأن العرب...) فسأختصر إلى جهتين اثنتين؛
الأولى: لم يأتِ القرطبي في تفسيره مثالاً واحداً على ما قال "من شأن العرب" قلتُ: حتى لو قام العرب بجمع ما وجب التثنية فيُعَدّ هذا التصرّف من الشواذ في لسان العرب وليس من القياس، كما وجب على القرآن- بما زُعِم عن فصاحته- أن يتماشى مع القياس لا مع الشواذ وأن يصحّح الأخطاء ما أمكن فلا يترك المسلمين في شغل شاغل لإيجاد مبرّرات لقصور الفصاحة القرآنيّة. أمّا المدّعون بنزول القرآن على سبعة أحرف (أي سبع لغات) فقد تمّ إحراق ستة منها على يد الخليفة الثالث، لذا لم يبق دليل وإلّا فأين تلك الأحرف لكي نحتكم إلى أحدها؟ وأيّ حرف ذاك الذي أجاز الجمع محلّ التثنية وهل هو تالياً القياس الذي أشرتُ إليه؟

أمّا الثانية؛ بل الصواب: [فقد صغا (صغْواً) قلباكما] أي مثلما تقدّم في تفسير القرطبي؛ لأنّ اللائق هو الإلتزام باللغة (القياس) أوّلاً وقبل البلاغة- ذلك إمّا كان الكلام بليغاً- إذ لا يجوز إيثار البلاغة على حساب قواعد اللغة، مثلما اٌستُقبـِحَتِ الضرورات الشعرية في الشعر على حساب النحو.
أمّا المُشار إليه في المائدة: 38 فصحيح نحويّاً وعدديّاً في رأيي لأنّ الأيدي هي جمع اليد الواحدة فمجموع أيدي السارق والسارقة معاً أربع- ولا تعليق في إطار هذه المقالة على تشريع قطع أيديهما وسائر محاولات تشويه الطبيعة الإنسانية الجميلة أيّا كانت الأسباب والمبرّرات والتفاسير بما فيها من تأويلات.

مع احترامي سلفاً لجميع الآراء المختلفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - درس معتبر في اللغة العربية
T. Khoury ( 2010 / 6 / 12 - 14:50 )
تحية طيبة للحبيب رياض لعودته الرائعة كالعادة
درس معتبر في اللغة العربية


2 - رائع واكثر
زهير دعيم ( 2010 / 6 / 12 - 15:56 )
فعلا عودتك يا اخي رياض مباركة....ولغتك جميلة وافكارك مقنعة.
والموضوع الذي تطرحه يا اخي الغالي يستحق ان يُقرأ لانه يصيب كبد الحقيقة ويجعل الكثيرين في موقف لا يحسدون عليه.
دمت علما في دنيا الادب والبلاغة ومحاربا عنيدا في ميدان الحقّ الالهي.
مع محبتي الكبيرة من الجليل


3 - حبيبي رياض
جمانه ( 2010 / 6 / 12 - 19:14 )
اللغة العربية بحر عميق والعرب هم افصح الناس لغة
فهل تقول لنا انك قد اكتشفت خطأ لغويا لم يكتشفه مليار عربي عاشو خلال خمسة عشر قرنا
من الممكن ان تكتشف ان الارض مثلثة وليست كرويه او ان الاض تدور حول القمر
اما هذا فبعيد
بعيدعنك حياتي عذاب


4 - ربما كان إعجازا
منتظر بن المبارك ( 2010 / 6 / 12 - 19:47 )
افتقدنا كتاباتك الرائعة. في الحقيقة القرآن مليء لجمع المثنى وتذكير المؤنث، مثل: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (المائدة 38). والصحيح يديهما
وكأمثلة على تذكير المؤنث: كَيْفَ (كَانَ) عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ (غافر 21)، كَيْفَ (كَانَ) عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ(آل عمران 137)، قَدْ (كَانَ) لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا (آل عمران 13). والصحيح كانت
ولئلا يكون للناس عليكم حجة (البقرة 150). والصحيح تكون
السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (المزمل 18). والصحيح منفطرة
تحياتي


5 - مالك مسلماني
ياسر ( 2010 / 6 / 12 - 21:02 )
نرغب برؤية كتابات مالك مسلماني هنا.


6 - شكرا أستاذ رياض لهذا التوضيح
J hayek ( 2010 / 6 / 12 - 21:56 )
رجاءً إعطاء الرئي من قبل
أساتذة اللغة العربية...هل ستقبلون هذا الخطأ من طلابكم؟؟؟؟
نحن بإنتظار جوابكم


7 - الصفر لمن يقول بمثل ما تقول
زين العابدين ( 2010 / 6 / 13 - 00:16 )
لأن أستاذك الفصيح ليس فصيحا بل هو مرتش من أعضاء فى حزب الحقد على الإسلام فالعرب تكره أن تضيف المثنى إلى المثنى ولأن التثنية جمع فى المعنى ( جمع مفرد على مفرد) فإنهم يلجأون إلى جمع المثنى الأول وهذا ليس شذوذا إلا عند من احتكم إلى هواه
أما القراءة التى ذكرتها فهى قراءة شاذة لا اعتبار لها لأن _ وحاول أن تتذكر _ القراءة المعترف بها هى القراءة التى تتفق مع الرسم العثمانى
وتصحيحا لما تهوى فتفسير الأحرف السبعة على أنها سبع لغات هو اجتهاد فى التفسير لم يقره غالب علماء المسلمين
وحكاية حرق الأحرف الستة وهم من أوهام الحزب ليست إلا جهل قراح لأن الرسم العثمانى يشمل الأحرف السبعة فحاول كيلا تتعرض للحرج أن تحتكم لمصادر علمية محققة وحتى لاتغرى معلقيك من الحزب اياه بالاندفاع خلفك على نفس الطريق المفروش بالأوهام الساذجة


8 - حاولوا قراءة ما تكتبوه قبل عرضه
زين العابدين ( 2010 / 6 / 13 - 00:25 )
أمّا المُشار إليه في المائدة: 38 فصحيح نحويّاً وعدديّاً في رأيي لأنّ الأيدي هي جمع اليد الواحدة فمجموع أيدي السارق والسارقة معاً أربع
===============
وتدعى الاطلاع ولاتعرف أن مايقطع هو يد واحدة وليس يدين ولكنه التلفيق ...التلفيق


9 - الاستاذ رياض
ابن النيل ( 2010 / 6 / 13 - 01:18 )
تحيه لمجهودك واعتقد هو الوحيد الذى كسر كل القواعد وليست قواعد اللغه فقط.


10 - اهلا وسهلا
عيساوي ( 2010 / 6 / 13 - 01:55 )
تحيةً للحبيّب الكبير
شكرا لك...
اكتفي بالتقييم وحفظ الموضوع عندي للمراجعة... كباقي كتاباتك.

لك مني احلى التحايا والامنيات


11 - السيد زين العابدين (8، 9)
منتظر بن المبارك ( 2010 / 6 / 13 - 09:11 )

تقول أن الأيدي هي جمع اليد الواحدة فمجموع أيدي السارق والسارقة معاً أربع. عظيم! عندما يقول القرآن: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا. يعني يكون القطع لأكثر من يدين أثنين، فهناك خطأ إما في النص أو في التطبيق. ستجد أصل النص في الجامع لأحكام القرآن لابن جرير: وقد رُوي عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ ذلك: «والسارقون والسارقات». ويكون النص صحيحا لو تغير (السارق والسارقة) في الحرف العثماني إلى«والسارقون والسارقات» كما في مصحف ابن مسعود. وما قولك في الآية: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا (الحجرات 9) اقتتلوا أم اقتتلتا، لاحظ (بينهما)
تحياتي


12 - الحروف السبعة
منتظر بن المبارك ( 2010 / 6 / 13 - 09:37 )
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوي الكبرى): في الحديث المرفوع، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا حديث: أنزل القرآن على سبعة أحرف، إن قلت: غفورًا رحيمًا، أو قلت: عزيزًا حكيمًا، فالله كذلك، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة(انتهى) .
وهذا معناه أن مصحف عثمان تضمن حرف واحد فقط، فلا يوجد به آية تنتهي نهايتين مختلفتين. ويستطرد ابن تبمبة: : إن مصحف عثمان هو أحد الحروف السبعة، وهو متضمن للعرضة الآخرة التي عرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبريل، والأحاديث والآثار المشهورة المستفيضة تدل على هذا القول.

تحياتي


13 - أفتقدنا كتاباتك البحثية
mama ( 2010 / 6 / 13 - 15:22 )
شكرا لجهدك وبحثك وتوثيقك
تقدمة للجميع بوضوح وسلاسة .فهل من مجيب!!!!!


14 - السيد المنتظر
زين العابدين ( 2010 / 6 / 13 - 17:59 )
ألم أقل أن صاحبك سوف يغرى معلقيه من الحزب اياه بالاندفاع خلفه على نفس الطريق المفروش بالأوهام الساذجة
ألم أنصحكم أن تقرإوا قبل أن تكتبوا لقد قلت فى الرد على صاحبك وزميلك فى الحزب إياه : فالعرب تكره أن تضيف المثنى إلى المثنى ولأن التثنية جمع فى المعنى ( جمع مفرد على مفرد) فإنهم يلجأون إلى جمع المثنى الأول فنجمع اليد ولا نثنيها عند إضافته للمثنى (هما) وهذا ليس شذوذا إلا عند من احتكم إلى هواه...
=================
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا (الحجرات 9) هلا سألت نفسك : من يقاتل من؟ هل هى طائفة تمسك بسيف تقاتل طائفة تمسك بسيف أم أفراد يقاتلون أفراد ؟ فهل نقول اقتتلوا أم اقتتلتا؟ انت ونباهتك بقى
=================
ليس هناك سوى مصحف واحد كان مكتوبا عند النبى ووثقه ابو بكر فيما يسمى الجمع الأول ثم نسخ منه عثمان مصحفه مع إعادة التوثيق ولا يوجد سوى هذا المصحف أما مصاحف الكذابين أو الجهلة أو المغرضين فلامحل لها من الاعتبار إلا فيما وافقت فيه المصحف الإمام



15 - جمع المثنى
فيلسوفة عراقية ( 2010 / 6 / 13 - 19:02 )
جمع المثنى جائز دائما : هذه كلمات سيبويه وليست كلماتى ! بوسعك سيدي ابهار معظم كتاب الحوار الذين تشهد مقالاتهم على عدم تضلعهم فى لغة العرب


16 - تحية للكاتب الباحث المدقق
أمجد المصرى ( 2010 / 6 / 13 - 19:17 )
بعد أن ألغت آية السيف عشرات الآيات ، وألـغى الزواج بإحدى عشر أنثـى زواج المثنى و الثلاث و الرباع ، فلا غـرابة فى إلـغاء قواعـد اللغة فى الكتاب العربى المبين ، تحية للكاتب الباحث المدقق على تدعيم أبحاثه بالأدلة من تراث السلف الصالح


17 - عائشة وحفصة مذنبتان
عماد يوسف ( 2011 / 4 / 29 - 14:17 )
كيف ياخذ السنة نصف دينهم من عائشة وهى مذنبة ارجو حد يجاوبنى

اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال


.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل




.. 106-Al-Baqarah


.. 107-Al-Baqarah




.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان