الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يصبح لدينا مجتمع معرفى واعلام تربوى؟؟

عزام يونس الحملاوى

2010 / 6 / 14
التربية والتعليم والبحث العلمي


لقد آن الأوان لان تبدأ الحكومة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والجامعات الفلسطينية, للتخطيط في تحويل المجتمع الفلسطيني إلى مجتمع معرفي , وذلك للنتائج الايجابية الكثيرة التي ستعم على الشعب والمجتمع, حيث سيساعد على خلق فرص عمل كثيرة, وسينقل شعبنا ومجتمعنا إلى مصاف الدول المتقدمة صناعياً ليصبح مجتمعا منتجا, وهذا سيساهم في بناء الاقتصاد الوطني ويفتح أفاقا جديدة للشعب الفلسطيني. ولكي نتحول إلى مجتمع معرفي يجب أن تتوفر لدينا البنية التحتية لذلك ، ونوعية المعرفة واستخدام التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات بشكل صحيح .إن فلسطين تمتلك الكثير من المقومات الأولية التي تمكنها من تأسيس المجتمع المعرفي وخاصة التعليم, الذي يعتبر المحرك الرئيسي لتطور اى مجتمع, فلدينا مجتمع متعلم لجأ إلى التعليم الذاتي تاريخيا, بالإضافة إلى التعليم النظامي.إن ما ينقصنا للبدء بهذه التجربة هو عدم وجود النية والخبرة ,والنهوض بنوعية التعليم وربطه بحاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وانخراط الإنسان الفلسطيني في مجال المعرفة والإبداع, والقدرة على المنافسة في المجالات العلمية والعملية, وهذه أمور يمكن التغلب عليها بسهولة بالتنسيق مع من سبقونا بهدا المجال, مع الاستفادة في كيفية استغلال الموارد والميزات المتوفرة لدينا0 إن كل ما نحتاجه أن تضع الحكومة إستراتيجية واضحة لما يراد أن يكون عليه مجتمعنا في السنوات المقبلة, لأنها هي التي ستقود العملية ممثلة في وزارة التربية والتعليم, وبالتعاون مع الجامعات, والتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الانمائى لدراسة واقع حال التعليم بفلسطين, وكيفية الوصول إلى تعليم متميز للخروج بتوصيات جوهرية تتعلق بزيادة جودة التعليم في فلسطين, مع الأخذ في الاعتبار التطورات الحاصلة في ميادين المعرفة والتعليم ، بالإضافة إلى إمكانيات المعلم الفلسطيني وربط ذلك بالتعليم الغير نظامي ، وهنا يجب أن لاننسى القطاع الخاص المتغيب عن دوره المجتمعي وأهميته في هذه العملية, لان هناك الكثير من الأرباح التي يمكن أن يجنيها.إن وجود الكثير من الجامعات الخاصة في فلسطين سيفيد عملية التحول للمجتمع المعرفي, وكل ماتحتاجه هذه الجامعات فقط التنسيق فيما بينها, إذ يوجد بينها تنافس لاستقطاب الطلاب, ولكن لابد من خطوات أخرى تركّز على المعرفة والاهتمام بالطالب أولا0إن عملية التحول إلى المجتمع المعرفي لايمكن أن تتحمل الحكومة تبعاتها لوحدها دون أن يلعب المجتمع دورا محوريا بها, فعملية التعليم عملية تكاملية بين المجتمع والوزارة والمدرسة والمدرس, ويعتبر دور المجتمع دورا مهما في التربية والتعليم, وكذلك المعلم لان لديه الكثير من الأدوات التي يستخدمها في عملية التعليم، ويعتبر مكملا لعملية تربوية تبدأ من الأسرة, بالإضافة إلى وزارة التربية والتعليم وما تمتلكه من أعداد كبيرة من الكادر المتمرس, حيث يتمتعون بخبرة ادراية في هذا المجال, وخصوصا إذا تم التنسيق والتعاون مع الجامعات وهيئة التكنولوجيا والمعلومات, فسيتم الاستفادة بشكل جيد لأن هناك علاقة تكاملية بين التكنولوجيا والمعلومات والتقنية والمعرفة والعقل, لكونها ضرورة في المجتمع المعرفي والرقمي, لهذا بات من الضروري الاهتمام بالتعليم الخلاق المنتج وليس التعليم التلقيني, الذي لا تتمخض عنه عقول معرفية مبدعة, والارتقاء إلى مستوى التحليل والتعليم الذاتي, بالإضافة إلى الاهتمام في تدريس اللغات الأجنبية وخاصة الإنجليزية, لأن أهلها هم أهل المعرفة والتقنية والتكنولوجية والاقتصاد القوى.فإذا ماتم ذلك فانه سيساعد كثيرا على تطوير قدرة السوق باستيعاب الخريجين للحد من البطالة, ووقف هجرة الكفاءات, وتعزيز انخراطها ومساهمتها في بناء الوطن وتحقيق استقلاله وتقدمه. لذلك فان الرؤية الجديدة للحكومة ووزارة التربية والتعليم, يجب أن تتجه نحو إعادة رسم وتجديد البنية التحتية, حتى نتمكن من تحقيق الرؤية الشاملة لبناء المجتمع المعرفي0 إن كل ماسبق يجب ألا ينسينا النصف الثاني لهوية التعليم والمعرفة ألا وهو الإعلام, حيث توجد شراكة حقيقية بين الإعلام والمجتمع المعرفي في التنمية ، ولأهمية ذلك فقد تم تشكيل مايسمى بالإعلام التربوي عام 1977 في الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الدولي للتربية، حيث تم تحديد مفهوم وأهداف الإعلام التربوي, وهذا يشير إلى أن المجتمع الدولي بات يدرك ويفهم أهمية دور الإعلام التربوي داخل العملية التربوية, والنتائج الايجابية التي يمكن أن تجنى من ورائه0لكن مع الأسف في فلسطين لايوجد شئ اسمه الإعلام التربوي, لذلك بات من الضروري أن يتم تشكيل لجنة من الإعلاميين المتخصصين والتعليم تحت إشراف ومسئولية التربية والتعليم, وان تضع خطة عمل مشتركة تتابع من خلال اجتماعات منتظمة بينهم, ويكون توجهات هذه اللجنة إنتاج إعلامًا تربويًّا مهنيًّا يحقق أهدافه التربوية، في حماية الأطفال والطلاب, وتعليمهم قيم وأخلاق مجتمعنا العربي وديننا الحنيف, وتزويدهم بالمعلومات التي تساعدهم على اكتساب المعرفة والخبرات التي تطور من أدائهم وتنمية مواهبهم, ويجب أن تعمل على خلق قنوات تعليمية وصحافة تربوية متخصصة، وتلفزيون تعليمي، لكي تساعد وتعزز في إيجاد وخلق مجتمع معرفي لكل فئات أبناء هذا الوطن, وبعيدا عن الشخصنة وخدمة المسئولين وأهدافهم الخاصة 0مطلوب من وزارة التربية والتعليم, أن تعمل بجدية خلال توجهاتها في الفترة القادمة لتحقيق هذا الهدف, والعمل على بزوغ عهد تربوي جديد لان المناخ مهئ, ولدينا الإرادة التي تساعدنا على تحويل مجتمعنا إلى مجتمع معرفي, وذلك لما سيجنيه شعبنا ووطننا من فوائد كثيرة من وراء هذا المشروع. إن الحكومة بالتعاون مع التربية والتعليم إذا بدءوا بهذا التحول مع بناء الإعلام التربوي, وتعديل المناهج وفقا لقدراتنا واحتياجاتنا وقيمنا وبيئتنا, فإننا سنعيش عصرا تقنيا ومعرفيا يسمى عصر المجتمع المعرفي والإعلام التربوي, واللذان سيساهمان وبشكل كبير على رقى المجتمع وخدمة المواطن وراحته0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات