الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-قافلة الحرية- بهدوء

أشرف عبد القادر

2010 / 6 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نحن شعوب –نخبة وعامة- انفعالية،تستخدم مخها الغريزي والانفعالي أكثر مما تستخدم مخها المعرفي، فلا نحلل الأشياء بالمنطق بل بالعواطف،ولا نرى الأشياء في سياقها،بل نراها كما نحب أن نراها،فرد فعلنا على ما ارتكبته اسرائيل من مجزرة مع "قافلة الحرية"كان رداً انفعاليا ليس على مستوى الحدث، وهو نفس الرد الإنفعالي على الرسوم الكاريكاترية، لأنه كما يقول المثل الشعبي المصري:"اللي يسخن بسرعة،يبرد بسرعة".
الدولة العبرية –الآن – في أسوأ حالاتها،فلأول مرة يكون هناك شبه اجماع عالمي على ادانة إسرائيل لإستخدامها للقوة المفرطة أمام قافلة انسانية لا تحمل أي سلاح،بل تحمل الغذاء والدواء لشعب فرض عليه الحصار فرضاً، ظلماً وعدواناً.وبدلاً من أن نستغل هذه الإدانة العالمية ونستخدمها للضغط على الدولة العبرية الظاملة،ونترجم ذلك لقرارات دولية تساعدنا في فك الحصار عن غزة،وهو المشكلة العاجلة،وكذلك العودة الى طاولة المفاوضات لحل المشكلة الفلسطينية،وهي المشكلة الأساسية، نضيع –كعادتنا في تضييع الفرص- فرصة تاريخية لفضح أكاذيب الدولة العبرية ولإقامة الدولة الفلسطينية.
العالم كله أدان إسرائيل-وهي مدانة بكل المقاييس-،ونسينا من هو السبب في وقف العملية السلمية؟نسينا التعلة التي تتعلل بها إسرائيل لوقف سير العملية السلمية وهي "حماس".فالقمة الرباعية عندما ضغطتت على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات كان رد إسرائيل منطقياً وجاهزاً"مع من اتفاوض؟"،وهي كلمة حق اريد بها باطل،فهي تتهرب-كعادتها- من السلام ،ومعها – الآن – الحق،هل تتفاوض مع الضفة ورئيسها محمود عباس،وهو الرئيس الشرعي المنتخب؟أم تتفاوض مع غزة وقادة "حماس"؟ فهي أمام سلطتين.
فقد أصبحنا نتكلم عن غزة والقطاع وكأنهما منفصلان،وبدلاً من أن تستغل "حماس" هذا الظرف التاريخي النادر من الإدانة العالمية،الذي أهدته لها الحكومة التركية،والاسراع بالإنضمام تحت شرعية محمود عباس،وانهاء الانقلاب الذي قاموا به على السلطة الشرعية الفلسطينية،لدحض الحجة التي التي تتذرع بها إسرائيل وهي "مع من أتفاوض"،تستمر "حماس" في تحالفها الموضوعي مع حكومة اليمين بقيادة نتانياهو،وتستمر في غيها وتحجرها الفكري لإبقاء الوضع كما هو عليه، لإستمرار الحصار على مليون ونصف مليون من شعب غزة ،ان من يريد مساعدة غزة وأهلها يسارع بتوحيد الصف الفلسطيني المنشق،لإحراج إسرائيل عالمياَ،ولا أجد سبباً منطقياً لإستمرار"حماس" على موقفها إلا الإثراء،فبعض قادتها أثرى كثيراً من هذا الحصار المستمر منذ 4 سنوات، حيث يدخلون السلع ويبيعونها بأغلى الأسعار في السوق السوداء،وليذهب أهل غزة إلى الجحيم،ولتمت القضية الفلسطينية،. فهل تفك "حماس" تحالفها الموضوعي مع حكومة اليمين ،رحمة بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة؟ أم أن: "مصائب قوم عند قوم فوائد"،ولله في خلقه شؤون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اقتراح لقافلة حرية من نوع آخر
يعقوب ( 2010 / 6 / 15 - 12:03 )
ينزل ركاب القافلة في شواطئ غزة، يتجهون إلى مركز المدينة، وهناك يرفعون الشعار التالي: ايها المجرمون! كفى! لقد اوقعتم المآسي بالشعب الفلسطيني! اعترفوا باسرائيل ولا تعطوا حججاً لليمين الأسرائيلي
هذه ستكون قافلة حرية حقيقية

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah