الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل البرقع أوالنقاب زي اختياري أم إلزامي ...؟

مصطفى حقي

2010 / 6 / 15
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هل تصدق أن إنساناً وُلِدَ حراً يرضى بالعبودية إلاّ إذا كان شاذاً مثل الساديين الذين يستعذبون الضرب المبرح المقترن بالألم الجسدي و براحة نفسية ، والمصيبة ان هناك ملايين من البشر يفتخرون بعبوديتهم لأولي الأمر ، ويسمون أبنائهم بالعبد ويمضون حياتهم سجوداً وركوعاً واستجداءً لإله أرادهم أسياداً بعد أن ميزهم عن بقية مخلوقاته بنعمة العقل والتفكير ( وخلقناه في أحسن تقويم)، كيف ترضى امرأة إنسانة أن تعيش كل حياتها ضمن كيس أسود لو لم تكن تحت التهديد دينياً في حياتها وبعد مماتها واجتماعيا ، كونها قاصر عقلاً وديناً وتابعاً ضعيفاً يقودها الذكر كما أن المجتمع بتخلفه بعادات وتقاليد متوارثة يثبتها ضمن قالب تابع وراضخ لمقتضيات تلك العادات والتقاليد ، كما ان هناك من الرجال من يتنقب كالنساء ولا يظهر من وجهه سوى عيناه وهم يعيشون بالملايين بالمغرب العربي ويعرفون بالطوارق ..! عندما يدفع مؤيدوا النقاب انها ضمن نطاق الحرية شخصية التي يتبجح بها العلمانيون ، والأنثى التي تتبرقع بذاتها هو سلوك شخصي محض ولا يحق لأحد منعها .. ففي الغرب تتزيى النساء بالمايوه وشبه عارية ويدافع عنها العلمانيون انها تمارس حريتها الشخصية .. ويتساءل النقابيون ( مؤيدوا النقاب) عجيب أمركم تؤيدون تعرية المرأة وتقفون ضد امرأة محتشمة ..؟| وبين المايوه والنقاب ضاعت لحانا ...؟ نعم بَرْقَعَةُ المرأة وكتم أنفاسها بين طيات قماش أسود تحت الضغط والتهديد بعذاب القبر وناكر ونكير وياجوج وماجوج والحرق والسلخ والشوي ولا مؤيد في القرآن على النقاب والتنقيب ، وحتى تلك التي تنقب وتستر مؤخرتها بقماش بنطال الجنز الأسمك من القماش العادي المستعمل للتنقيب تُدان وتعاقب بالجلد كما حدث مع الصحفية السودانية لبنى ... وحتى الراهبات اللواتي نزرن أنفسهن للرب لم يتبرقعن بل غطين شعر رأسهن فقط ، ولنعد لسؤالنا الأول ، هل من مخلوق أو مخلوقة ترضى أن تُحبس داخل ستار قماشي وهي خارج المنزل ، وتحاصر بجدران داخلها لو لم تكن مُلزمة عائلياً بداية بوالدها الذي يأمرها بتقليد والدتها وعماتها وخالاتها ثم أوامر الزوج البرقعي لاحقاً وبيئياً تقليد الأهل والجوار والمجتمع المحيط بالمرأة ثم يأتي دور الإيمان الملزم بواسطة الإرهاب بالوعيد والتنديد بعذاب الآخرة إذا هي شذّت عن قاعدة التبرقع التي رسمها الذكر للنساء لغاية في نفسه ، ووفق ثقافته المغلقة ، وان النساء قاصرات عقل ، ودين ، وان قيادة المرأة التابعة من حق الرجل المتبوع .. ولكن هل النقاب يحمي المرأة كما يعتقد الرجل ، بل ألا تستعمل المرأة النقاب سلاحاً للانتقام من الرجال وتستهزيٍء من سلطتهم ، وجبروتهم ..؟ الامرأة السافرة إذا دخلت منزل ذكر غريب عنها ، أو مشت معه ، فإنها ستفضح حتماً وفق شخصيتها السافرة ، وهويتها العلنية ، ولكن المرأة المنقبة يستحيل معرفة هويتها حتى إذا دخلت في اليوم الواحد منازل عدد من الرجال الغرباء عنها ، أو سارت معهم ممسكة اليد باليد ، وعلى مرأى الجميع ، فلن يعرف أحد هويتها ولا أحد يعارض ... وكذلك ماذا لو تنقب رجل بزي امرأة ، ودخل منزل عشيقته ، واستفرد بها في غرفة ، وزوجها يجلس في غرفة مجاورة ولا يمكنه معرفة ما يجري في الغرفة الثانية لأنه فتح الباب ، واستقبل بنفسه امرأة منقبة ..!؟ نقاب المرأة شخصيتها الحرة وبثقافة متنورة وبدون تهديد أو وعيد وصدق قول الشاعر الأم (المرأة)مدرسة إذ أ أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ...؟ ولكن وللأسف فإن عقلية البرقع والنقاب وبجاهلية مرّة هو السائد اليوم ، ولله في خلقه شؤون وشجون ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صرخة إضافية ضائعة.. في وادي الطرشان
أحـمـد بـسـمـار ( 2010 / 6 / 15 - 13:22 )
كلامك موزون حقيقي منطقي كامل يا أستاذ مصطفى حقي. ولكن اليوم, وبانتشار الوهابية في كل مكان والتعصب والرجعية والتحجر في جميع الأوساط الإسلامية في المشرق والمغرب وحتى في الجاليات الإسلامية التي هاجرت للغرب طلبا للعيش والرزق والأمان, نرى الحجاب والنقاب ينتشر مثل نيران الغابات في قلب الرياح, ولا أية إطفائية عاقلة تتدخل بشكل جـدي موزون لإطفاء هذه النيران الغبية.
كيف ترضى نساؤنا اليوم في القرن الواحد والعشرين هذا الغلاف الأسود الذي يعزلها عن الآخرين, كأنها سجينة عادات وتقاليد تتنافى مع حضارات الأرض كلها, وتميزها بعلامات العبودية الأبدية.. وكل هذا باسم الدين والتقوى والحشمة... يا للغرابة بلا أي حــل!!!...
ولك مني يا أستاذ حقي أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة.


2 - رأي امرأة حيادية عن الحجاب
نـزهـة شـاغـوري ( 2010 / 6 / 15 - 15:42 )
ألاحظ من فترة بسيطة أن النقاش في موضوع الحجاب, أصبح مستحيلا, ولا توجد أية وسيلة معقولة للتفاهم بين الأوساط المختلفة. الفئة الأولى التي تؤيد الحجاب حتى للطفلات القصر تعتبر الأمر فرضا ملزما لتخبئة الأنثى عن العيون الجائعة المفترسة المليئة بالرغبات الممنوعة وتهدئة لنزوات الرجال الجنسية الجائعة إن شاهدت خصلة شعر أو قطعة عير مخبأة من كاحل شارد. والطرف الثاني الذي يعتبر الحجاب تفرقة عنصرية وعزلا اجتماعيا للمرأة, وخاصة في المدارس والجامعات وأمكنة العمل المختلفة. حيث أن المرأة الحديثة شعرت جميع الوظائف, حتى الصعبة والثقيلة منها, في مختلف المجالات. والحجاب يشكل حاجزا اجتماعيا, بالإضافة أنه عائق في مختلف مرافق الحياة, مدنيا من قيمتها كإنسانة حـرة. سواء في المستشفيات أو بأية وظيفة أو مهنة أخرى.
الاختلاف يزداد تفاقما سنة عن سنة, بينما في الخمسينات من القرن الماضي كان الحجاب نادرا جدا. بينما اليوم بفعل انتشار الأموال السعودية في جميع فرص العمل, تفاقم انتشار الحجاب والبرقع والنقاب بشكل واسع, وغير طبيعي.


3 - الحجاب لن يعيقها
أسعد علي ( 2010 / 6 / 15 - 20:15 )
لا أدري أيها الكاتب الفذ إن كنت تنتقد الحجاب أم النقاب؟
وما ضير المرأة إن تحجبت ودخلت معترك الحياة؟ أم أن العري هو الذي سيضمن لها العيش الكريم؟
كل مسلم مكلّف بدينه والدين الإسلامي ضمن حرية معتنقيه على المرأة أن تتحجب بالكيفية التي تراها مناسبة ولايوجد من يجبرها على شيء يخالف الشرع إلا المتزمتين المنحلين.


4 - الاخ الكريم مصطفى
باسم الاعسم ( 2010 / 6 / 16 - 14:20 )
الحجاب ليس زيا لكي يلبسه من يريد ويخلعه من يحب
الحجاب فريضة دينية اسلامية والاسلام اما ان يؤخذ كله او يترك كله ومن كانت متدينة فلا بد لها منه
ولا دخل لرايك الشخصي او رايي او راي السادة المعلقين في هذا الموضوع
تحياتي وسلامي


5 - تعقيب
مصطفى حقي ( 2010 / 6 / 17 - 20:35 )
الأخ أحمد بسمار أتشرف بمعرفتك ، والحقيقة كما قلتها كلنا في وادي الطرشان ، ولكن لابد لنا أن ندلي برأينا مع احترامنا لرأي وعقائد الآخرين وشكراً لنزهة شاغوري وما تقوله هي الحقيقة بعينها والمشكل أن المرأة هي التي تساهم بالحجاب والنقاب والبرقع وبرأيي ليس بحريتها الشخصية كما أورت بالمقال الأخ أسعد علي والأخ باسم الأعسم شكراً لتعليقكما وان مقالي انصب على النقاب والبرقع وليس الحجاب والذي كتبت عنه عدة مقالات يمكن الرجوع إليها

اخر الافلام

.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم


.. ردينة مكارم المرشحة لعضوية بلدية حمانا




.. المهندسة سهى منيمنة