الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كمبوديا .. مصالحة وطنية

عدنان شيرخان

2010 / 6 / 15
المجتمع المدني


يبدو ان مرور اكثر من 30 عاما على زوال نظام الخمير الحمر الدموي في كمبوديا لم يكن كافيا لنسيان جراح الماضي الغائرة، وعلى خطى تجربة جنوب افريقيا في لجان (الحقيقة والمصالحة) فان جهودا حثيثة تبذل باتجاه مصالحة وطنية بدأت من اقليم انتونغ فينغ، موطن معظم عتاة وادوات نظام الخمير الحمر التنفيذية. وتطالب غالبية الكمبوديين بتحقيق العدالة وتقديم المجرمين الى المحاكمة، من جانبهم يريد المتورطون من نظام الخمير الحمر الكف عن نعتهم بالخمير الحمر، لان هذا الاسم اصبح رمزا للموت والاضطهاد، وانه يؤثر سلبا على مستقبل عوائلهم واولادهم.
استولى نظام الخمير الحمر بقيادة بول بوت على الحكم في كمبوديا بانقلاب عسكري العام 1975، وهم عصبة تؤمن بفهم ومنهج الزعيم الصيني ماوتسي تونغ للشيوعية، شرعوا في تجربة (ماوية) راديكالية مريرة لاعادة البلد الى عصر ما قبل الصناعة، عمدوا الى تفريغ المدن، وارسلوا سكانها بالقوة الى العمل في المناطق الريفية بالزراعة لاعادة بناء القطاع الزراعي.
صاحبت مسيرات التهجير قبور جماعية يضعون فيها معارضيهم عرفت بـ (حقول الموت)، استهدف نظام الخمير الحمر اضافة الى معارضيه من المثقفين واصحاب المهن كالاطباء والمهندسين والمعلمين الاقليات العرقية والدينية كالمسلمين التشام والاقلية الصينية والنساك البوذيين والكام والفيتناميين، وكانت نتيجة سنوات حكمهم الاربع بين عامي ( 1975 ـ 1979) نحو مليوني قتيل (من سبعة ملايين سكان كمبوديا) وزعوا جثههم في طول البلاد وعرضها.
ومنذ اسقاط نظام الخمير الحمر لم تجر اية محاولة لتقديم اركان هذا النظام الذي يوصف بالاكثر وحشية ودموية الى المحاكمة لاسباب سياسية، بسبب دعم فيتنام والصين لهذا النظام في فترات متفرقة، ويخشى المتورطون في جرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية من ان تؤدي اجراءات العدالة والمصالحة الى ملاحقتهم قضائيا، خاصة ان الادلة على تورطهم موجودة في كل مكان، وان محاكمة زعيم سابق في الحركة العام الماضي هو غويك نييف الملقب بـ (دوتش) ادت الى ردة فعل شعبية كبيرة ضد اصدار عفو مطلق او جزئي، والدوتش هذا مدرس رياضيات سابق والمسؤول الاول عن السجن المعروف بـ (س 21)، الذي عذب وقتل فيه اكثر من 16 ألف رجل وامرأة وطفل.
ما يحدث في كمبوديا وانحاء متفرقة من العالم يثبت ان السنوات الطويلة لا تستطيع ان تمحو من ذاكرة الشعوب جرائم الابادة والتعذيب والمقابر الجماعية، ولابد للشعوب من مواجهة ماضيها والتعامل معه بشجاعة، بما يحقق استحالة عودة مثل تلك الحقب الدموية الوحشية، وان يدرك المجرمون ان ارض الله بما رحبت تضيق عليهم، وانهم سيدفعون يوما حساب استهتارهم بالقيم الانسانية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض يدرس استقبال أهالي غزة كلاجئين| #الظهيرة


.. إسرائيل تعد منطقة آمنة في وسط غزة وتطالب اللاجئين في رفح بال




.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما


.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا




.. ناشطون يتظاهرون أمام مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية في بر