الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرائق السراق

سعد تركي

2010 / 6 / 16
المجتمع المدني


السرقة ـ بحسب تأكيد مسؤول أمني ـ لم تكن هدف من حاولوا اقتحام البنك المركزي،إنما إحراق وإتلاف وثائق وسجلات مهمة.. الدلائل ـ يقول مسؤول آخر ـ تشير إلى أن هذه العملية(تخطيطاً وتنفيذاً) تحمل بصمات تنظيم القاعدة..الهجوم على البنك المركزي تم الإعداد والتخطيط له وتنفيذه بصورة جيدة،كما أتحفنا مسؤول أمني ثالث!!
بين "الزويّة" و"المشخاب" من جهة،والمركزي من أخرى، فاصل زمني،تشابه واختلاف.. فإن كان الأولان تعرضا لسرقة مليارات من الدنانير عن طريق عصابة تزيت بزي رجال أمن، قيل وقتها أن الأجهزة الأمنية المسؤولة وقفت على تفاصيل عملية السطو وشخصت الأسماء واعتقلت بعضاً من المنفذين فيما فرّ آخرون أو هربتهم جهة سياسية ـ كما أشاع أعداء العملية السياسيةـ،فإن الأخير(المركزي) هوجم في وضح نهار حزيراني قائظ قبيل دقائق من انتهاء الدوام الرسمي في منطقة شديدة التحصين لم يكن بالإمكان تعرضه لأي اختراق حتى في سنوات الانفلات الأمني(قبل تطبيق خطة فرض القانون)، ولم يُسرق منه شيء، لا لزهد المهاجمين، ولا لعجزهم، ولكن لأن الهدف كان أكبر من بضعة مليارات(دولارات كانت أم دنانير)، الهدف كان سجلات ووثائق يجب أن تحرق أو تتلف لضرورات المصلحة العليا.. سجلات ووثائق بإحراقها وإتلافها ستضيع حسابات وأرقام وأسماء جهات(لعلها سياسية نافذة)استباحت ثروة البلد..
الفساد والإرهاب توأمان يوجدان معاً، ويموتان معاً، ولعل الفساد هو الأخطر بينهما، فهو يعتاش على الإرهاب وينمو به ويغذيه أيضاً، ويستعمله غطاءً يحتجب به عن الأعين.. ولو صدقت عشرات، ربما مئات، لجان التحقيق التي شكلت وستشكل في نواياها وأخلصت في عملها، لوجدت أن السبب في جلّ مصائبنا لم يكن الإرهاب.. بل الفساد!!
لا نعتقد أن نتيجة التحقيقات فيما تعرض له البنك المركزي ستصل إلى نتيجة، مثلما لم يتوصل أي تحقيق سابقاً إلى الفاعلين، إلا باستثناءات قليلة ونادرة، حين يكون الفاعل أو الفاعلون مكشوفي الظهر، لا حزب أو كتلة سياسية تسندهم وتحميهم.. لم نسمع بإلقاء القبض إلا على ناطق إعلامي حُمّل وزر فساد وزارة كاملة، في حين خرج المسؤول الأول(مثل الشعرة من العجين).. وإلا "زينة أمانة بغداد" التي تعقبها رجال الأمن الوطنيون والدوليون حتى أضحت مثلاً لكل من تسوّل له نفسه مدّ يده إلى حصة المتحاصصين والمتوافقين من دون أن يكون منهم!!
سأل أحدهم عن معنى الديمقراطية حين كانت مصطلحاً جديداً طرياً، فقيل له إنها ببساطة شديدة أن نغير الحكومة كل سنوات أربع، فتساءل بتلقائية: ونحوسم؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متى تلقى استغاثات الأمم المتحدة عن الوضع في غزة آذان مُصْغِي


.. ما هي التحديات الأساسية التي تواجه جهود الإغاثة في الفاشر؟




.. إحصاء حكومي يظهر أن ثلث الأسرى الإسرائيليين بغزة لقوا حتفهم


.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأمم المتحدة: يجب التحرك العاجل




.. البلاستيك وقود النازحين لإعداد الطعام في غزة