الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء الثانى - شطحات جنونية

ماريو أنور

2010 / 6 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


- أن تحب كائناً هو بالضيط ان نتوصل إلى طمأنته , إلى اقناعه بخلع اقنعته و بالتجرؤ على ان يكون كما هو ... انه لأمر مرعب ان يخلع الإنسان قناعه و أن يظهر عارياً قابلاً للانجراح , حقيقياً . كم ينبغى ان نحب حتى تجرؤ على هذه الثقة , كم يلزم لمن يطلب منا هذا التخلى ان يكون هو نفسه قد تمادى فى التعرى من اقنعته الذاتية ....
- اننا نعيش فى مجتمع اقتنائى تحاسدى يجعل الانانية فضيلة و يحملنا على المباراة و اقتناء المال , ثم يشملنا هذا الروح فتعود الانانية و الرغبة فى الخطف و الاقتناء و الحسد و الحقد و البعد عن الحب و التعاون , كل هذا يعود كما لو كان هو الطبيعة البشرية الاصلية ...
- أسوأ ما تعلمناه من هذا المجتمع الأنانى التحاسدى الاقتنائى الذى نعيش فيه , اننا ننظر الى المرأة جنسياً بدلاً من ان تنظر اليها انسانياً . فهى امرأة فقط و ليست إنساناً , اى اننا نقتنيها كى تخدم ملذاتنا و تنسل اولادنا , فهى ليست الإنسان المتعاون الصديق الزميل الذى نرافقه و نصادفه , ولذلك كثيراً ما تستحيل البيوت الى مطاعم او فنادق للأكل او النوم فقط . وهذا المنظر يوهم الكسب للرجل , ولكنه فى صميمه يعود عليه بالخسارة ايضاً حتى من ناحية اللذة الجنسية , اذ هى فى هذا النظام تتقلص الى الخطف و الغضب , تجرى و كأنها صراع تشنجى , او كأنها طرب جنونى , يغمر الجسم فى عجل ثم ينطفىء فجأة ..... نحن نفسد الغريزة بعادات المجتمع الانفرادى القائم على الخطف و الخوف و النهب و الحسد و الاغتصاب . فنحن لا نتعاون فى اللذة الجنسية بل نتخاطف فى طرب جنونى وصرع وقتى , سرعان ما نفقدهما و نعود الى ما يقارب اليأس و الجمود و النفور ...
- كان بطرس يريد ان يكون وفياً للشريعة و الاحصاء . ولكن يسوع اجاب بتأكيده ان الغفران لا حدود له .... (( لا اقول لك : إلى سبع مرات , بل إلى سبعين مرة سبع مرات )) بعبارة اخرى , ليس الغفران قضية كمية , بل قضية نوعية . فالمرء لا يسعه ان يغفر حتى اربعمائة و سبعين مرة دون ان يندمج الغفران فى بنية كيانه نفسها . الغفران ليس عملاً ظرفياً , انه موقف " دائم " .
- ليست القضية ان لايكون لنا أعداء , بل ان لا نقصيهم عن محبتنا ...
- حيال هجوم يشنه أحد الخصوم , يختار الجبناء الهرب , فى حين ان العنيفين يردون بتجاوزات ممائلة لتلك التى تصدر عن المعتدى . أما أنا فأقول لكم ان لا تفعلوا لا هذا ولاذاك , لان الجبن يحط النفس البشرية , اما الثأر فيحطها بالمثل مع انه يدعى اعلاءها . ان الصمود امام نزق السخط لا يعنى الاستسلام او الفرار بل التصرف كإنسان مختلف عن ذاك الذى لم ينقطع عن استعباد أمثاله طيلة آلاف السنين ...
- ان اولاد العالم الثالث هم إلى حد كبير ضحايا لا تملك الدفاع عن نفسها , لتعامى الشمال و استهتاره الوقح ...
- فى بلدى , كل من طال بحقوقه يتهم بالعمل على قلب نظام الدولة , ولكننا نحن لا نعرف شيئاً هن هذه الأشياء . كل ما نعرفه , هو انهم انتزعوا منا حريتنا , واننا , بدون حرية , فما الذى ينبغى لنا ان نعمله ؟ ...
- ان الحكومة التى تدعو الناس إلى الا يقتل أحدهم الآخر يجب عليها هى نفسها الا تقتل الناس بدعوى القضاء على الجريمة .... واذا شئنا ان نكافح جريمة الاغتيال او قتل الناس فيجب ان نجعل حياة الانسان مقدسة ولو كانت حياة مجرم ...
- إن القانون و القمع الجزائى لا يلغيان الجريمة . ليس بوسعهما سوى التشهير و التنديد بها , ومعاقبتها عند الإقتضاء . إنما ليس لهما أى أثر على الإجرام . العقوبة ليست سوى عقوبة بالنسبة للذى يتحملها , إنها لا تغير شيئاً البته ولا تردع أحداً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ