الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها الكورد لسنا سنة ولا شيعة

ئارام باله ته ي

2010 / 6 / 19
المجتمع المدني



منذ سقوط صنم بغداد ، ظهر النفوذ الايراني بجلاء في الساحة العراقية سيما مع استغلال المذهب المشترك ، وكون المعارضة الشيعية العراقية كانت تنشط خلال سنوات البعث من ايران ، فاصبح العراق مرتعا للمخابرات الايرانية وأجندة الثورة الاسلامية . ولوحظ ضعف حيلة الأمريكيين تجاه ما يحصل ... هذه هي الصورة في بلاد الرافدين . شد وجذب بين ايران والولايات المتحدة في جنبات الجنائن المعلقة دون حسم نهائي ، والضريبة يدفعها المواطن العراقي . ولكن الذي حدث في الاونة الأخيرة هو تنامي النفوذ التركي شيئا فشيئا في العراق ، كجزء من سياسة العثمانيين الجدد وطموحهم في لعب دور مفصلي في منطقة الشرق الاوسط .
ان ايران مهتمة بلعب دور أقليمي فضلا عن نشر مبادئ الثورة المستقاة من المذهب الجعفري الاثناعشري ، في حين ان تركيا العدالة والتنمية السنية الاخوانية تسعى جاهدة لاستعادة أيام السلطنة المجيدة ، وقد يكون هذا بدفع أو غمز من أمريكا لمزاحمة النفوذ الايراني والحد من انتشاره قدر الأمكان ، وهذا من شأنه جعل الساحة العراقية حلبة لهذا الصراع السني – الشيعي . اذ يلاحظ المرء دعم تركيا لقائمة ( العراقية ) في الوقت الذي ضغطت فيه ايران بكل ما تملك لدمج ( الائتلاف الوطني ) و ( دولة القانون ) حتى لايخسر أصدقائها الحكم في منطقة مهمة بالنسبة لها ... ماذا عن الكورد ؟ .
ان هذا السؤال مصيري بالنسبة للكورد . هل هم مع الشيعة رفقاء درب أيام المعارضة في مقارعة البعث البائد ، مع استعداء الغرب والعرب ، أم هم بالنهاية سنة أوفياء لمذهبهم ، وعليهم تحمل الغضب الأيراني والشيعي الداخلي . ؟ .
من المعروف عدم وجود مرجعية دينية تتحكم بالكورد وتغير من قناعاتهم ومطامحهم القومية ، لكن الترحيب التركي بالرئيس البارزاني في أنقرة كرئيس للأقليم ، ودعوة حسني مبارك له زيارة مصر (محور الاعتدال العربي المعادي للتمدد الايراني) . له ما يفسره . أنهم لايريدون الكورد مع الفرقاء المواليين أو القريبين من ايران .
في ظل هذه الأجواء قد يكون السيناريو اليمني محتملا في بلد الرشيد وعاصمة الامام علي ، ولكن بطريقة معكوسة هذه المرة . حيث الشيعة في الحكم والسنة في المعارضة مع دعم اقليمي عربي و تركي للأخيرين ومساندة ايرانية للأولين . اذا تأزمت الأمور وأصبح العراق صومال أخرى فأن فهم التأريخ و فلسفته يحتمان على الكورد ، التنصل من سنيتهم في المذهب وعدم الخوض في اللعبة الايرانية شراكة رفقاءهم أيام المعارضة . لأن عكس ذلك يعني استنساخ ذكرى جالديران 1514 من جديد . يتقاتل الكورد على جبهات القتال بالوكالة بعضهم الى جانب العثمانيين والبعض الاخر دفاعا عن الصفويين دون أن يكون لهم في هذا العراك ناقة ولا جمل ، لاسيما وأنهم يقعون بين حجري الرحى ، فمن جانب ايران القوية الشرسة وفي الجانب الاخر تركيا الممتلئة بحقد الكورد والهاضمة لحقوقهم عبر التاريخ ، ناهيك عن الداخل المثقل بألف وأربعمائة سنة من الأحتقان المذهبي .
الحرب الطاحنة لم تغادر الأرض الصومالية منذ عقود ، الا ان هناك اقليما أسمه (بونت لاند) لايزج بنفسه في هذا الصراع ولا يبعث بأبناءه الى ساحة الوغى ، وعليه يتوجب على الكورد أخذ العبرة والبقاء على علمانيتهم والأنفتاح على العالم المتحضر دون الخوض في المماحكات السنية – الشيعية . هل يعيد التاريخ نفسه من جديد ويستغل الكورد كأوراق بيد الاخرين ، أم أنهم استفادوا من تاريخهم المليء بالأخطاء الأستراتيجية القاتلة التي لازالوا يدفعون ثمنها الى هذا اليوم ؟ . سؤال يجب أن لايجيب عنه رجال الدين ، أنما الساسة الذين يحظون بثقة الشعب في كوردستان .

ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكورد هم اللاعب الذكي
بغدادية ( 2010 / 6 / 20 - 14:38 )
الملاحظ من تاريخ الكورد حبهم للتطور والبعد عن الاحقاد والرغبة في بناء كوردستان قوية وان الشعب الكوردي يعشق الحياة الحرة الكريمة البعيدة عن المطاحنات لذا فان اللاعب الذكي في المشهد العراقي هم اخواننا الكورد


2 - لكرد بشر ويجب ان ينتموا للبشريه لا للشوفينيه
اكاديمي مخضرم ( 2010 / 6 / 20 - 23:03 )
تقول انك ماجستيرفي القانون هذا شئ رائع وعلينا نحن البشر التي انيرت عقولنا بنور العلم ان نبتعد عن العنصرية الكريهة وكلما رفعنا من سقف انتمائنا كلما كنا بشرا سويا ماهو فضلي اوفضلك اننا ولدنا في عوائل تتكلم لغات مختلفه وبيني وبينك انا في حالة افضل منك لاني ولدت في خانقين فتعلمت فتها العربية والتركمانيه والكردية وشيئا من الفارسيه وتعلمت حين تجاوزت ال75
من العمر ان افضلكم بالمقياس الانساني الراقي هو الاكثر تاءخيا مع فصيلته الانسانيه وليس مع الحيوانات وعدوانيتها وانانيتها وضيق افققها
والسلام عر اخوتنا واقاربنا من الفاو الى زاخو وشكرا

اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع