الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 1 ]

زاهر زمان

2010 / 6 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


[خلفيات ماجرى فى الماضى]
من صفات أهل الغرب أنهم قومٌ عقلانيون ، يحكمون العقل والمنطق ، ويعتمدون الأسباب الواقعية فى تقييمهم للأمور ونتائجها المترتبة على الاقدام على احداث أية تغييرات فى الواقع الانسانى السياسى أو الاجتماعى أو الاقتصادى الماثل فى أية بقعة من بقاع العالم . انهم قومٌ ينطلقون من ايديولوجية واقعية محضة ، وخاصةً منذ انطلاق عصر النهضة الأوروبية وتحرير الفكر الغربى لكل صور وأساليب الحياة الغربية ، من سيطرة الفكر اللاهوتى الكنسى ، بعد الفصل بين الكنيسة والدولة فى ادارة شئون العباد والبلاد والسير على منهج [ اعطى مالقيصر لقيصر ومالله لله ]. لكن الملفت للانتباه أن التحررالذى بدأ من المفكرين والمنظرين الغربيين ، تلقفه الناس بكل فئاتهم وطوائفهم وراحوا ينشرونه بالحوارات وعلى صفحات الصحف والمجلات وعن طريق دور النشر ، وساعد على ذلك أن أهل الغرب كانوا ولا زالوا يعشقون القراءة والمطالعة ، ولا يكاد يخلوا بيت من بيوت أهل الغرب من مكتبة صغيرة تضم كل مايطرأ على الفكر من تجديد أو تحديث فى شتى المجالات . ولم يقتصر الدافع الغربى فى القراءة والمطالعة عند الأوروبيين على مجرد تحديث الفكر لتطوير أشكال الحياة وأساليبها فقط ، وانما امتد فى بعض جوانبه الى تقوية الذات الفردية والجماعية على حدِ سواء وذلك بامتلاك كل وسائل القوة ، التى تمكنهم آنذاك من الصمود - بصفة خاصة - فى وجه الغزو الاسلامى الذى كان متمثلاً وقتها فى تهديدات دولة الخلافة الاسلامية فى اسطنبول لجاراتها من الدول الأوروبية ، مع ماارتبط فى العقل الجمعى الغربى من همجية وتوحش الغزاة المسلمين – من وجهة نظر المؤرخين الغربيين – الذين شنوا العديد من الحروب على معظم الشعوب الأوروبية على مدار تاريخ الصراعات المسلحة للدولة الاسلامية منذ اسقاطها للدولة الرومانية واجتياحها بعد ذلك لكل مستعمرات الدولة الرومانية شرقاً وشمالاً وجنوباً ، ولعل أهم النقاط التى مازالت عالقة فى الذهن الجمعى للعقل الغربى عن تلك الصراعات حتى الآن :
1) مسألة الاستيلاء على النساء وأخذهن سبايا بعد قتل الرجال . [ خاصةً وأنهن ممن يسيل عليهن لعاب العربى حتى يومنا هذا ]
2) استرقاق الأطفال واتخاذهم عبيداً وتسخيرهم فى أدنى الأعمال وأحقرها.
3) تحويل دور الكنائس الرئيسية الى مساجد ، وعدم السماح باقامة كنائس جديدة أو ترميم ماتهدم منها.
4) تخيير الشعوب التى احتلها المسلمون بين اعتناق الاسلام أو دفع الجزية.
5) الزام من لم يعتنق الاسلام منهم بطقوس فى اللبس أو السير أوالجلوس أو الوقوف فى حضرة الغزاة الفاتحين أو حتى عوام المسلمين وغير ذلك مما يشعرهم بأنهم أدنى منزلة وأحقر من الفاتحين المسلمين ( يعنى بلغة العصر تفرقة عنصرية )
6) محاولات طمس الهوية الأصلية للشعوب المهزومة ، وذلك بفرض الهوية الاسلامية ، ومن ذلك اقامة المساجد ورفع الصوت بالآذان كوسيلة من وسائل التبشير الدينى قبل أن يكون نداء للمسلمين لآداء الصلاة ، مقلدين فى ذلك أجراس الكنائس وأبواق المعابد اليهودية ، اللتان تؤديان نفس الوظيفية التبشيرية ، الى جانب الاعلان عن التجمع لممارسة الطقوس.
7) تحريم العلانية والاشهار فى ممارسة الطقوس الدينية الخاصة بالشعوب المهزومة ، مع تعمد الاشهار والعلانية فيما يحتص بممارسة الشعائر الاسلامية.
ربما يبدو ماتطرقنا اليه آنفاً من سلبيات ، ؛ ربما يبدو ذلك فى نظر المتعصبين الاسلاميين من المميزات التى امتاز بها الفاتحون المسلمون بحكم أنهم – من وجهة النظر الاسلامية – كانوا يجاهدون فى سبيل نشر دين الله - ، الذى هو - وأيضاً من وجهة النظر الاسلامية – الدين الحق وماعداه باطل ! ولقد كان ذلك أيضاً هو نفس اعتقاد من قاموا بالغزوات والهجمات على الشعوب الأخرى ! لكن مايهمنا هنا ، هو وجهة نظر من وقعت عليهم تلك الأفعال وليس وجهة نظر من قاموا بتلك الغزوات ، لأن مانتج عن تلك الفتوحات والغزوات ، كان من العوامل التى دفعت بالغرب عامةً وأوروبا خاصةً الى تقوية الذات وتحصينها ، حتى لا يتكرر مع شعوبها ، ماوقع من الغزاة المسلمين من مسخ لهويات الشعوب التى احتلوها فى فترات قوتهم بدافع نشر دين الله. ولقد أثمرت الجهود التنويرية للمفكرين الغربيين عن تحقيق الانطلاقة الاقتصادية والعلمية والعسكرية والسياسية والاجتماعية ، التى مكنت أوروبا فى نهاية المطاف من القضاء على آخر تهديد لأى غزو اسلامى ؛ ذلك التهديد الذى كان متمثلاً فى الدولة العثمانية وريثة الخلافة الاسلامية ! ورغم انحسار الخطر الاسلامى الذى كانت تخشاه الشعوب الأوروبية ، بل وربما زواله ، وذلك لتفوق أوروبا والغرب بوجه عام وفى كل المجالات ، وتفكك وتخلف العالم الاسلامى عن العالم المتقدم بمراحل عديدة ، الا أن الغرب مازال يتوجس من المسلمين خيفة وخاصة العرب منهم . لماذا ؟
هذا ماسوف نحاول تفصيله لاحقاً فى مقالات أخرى.
زاهر زمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي وتقديري .
رستم علو ( 2010 / 6 / 19 - 18:09 )
وكيف لا يتوجس المتوجسون من افعال عمر ,اردوغان واسماعيل هنية . الذين للغير يكفرون

يقول العلامة ابو عصام : في تاريخ عمان والشام
أن ملايين من العرب والمسلمين سيذهبوا لاسطنبول
مدينة الدعارة عفوا الطهارة لسياحة والاستجمام ومن ثم
ليشهدوا ما على آل عثمان وحفيدهم اردوغان
فيما حصل للارمن والكورد والسريان
حساب ولا عذاب على أن يجهز مزيدا
من قوافل العهرية عفوا الحرية ذهابا وإياب
وأن يكونوا ركابها بدون تميز من الاحباب
بعثي عنصريا جهادي انتحاريا يساري صبيانيا
شيوعي غرباتشوفيا اخواني عالميا وهابي سعوديا
آيت الله إيرانيا وبعض المغرر بهم اوربيا او المدفوع
لهم دولارات امريكيا او جنيهات استرلينيا
وفي ساحة التخدير عفوا التقسيم
المزينة باعلام ورايات عمر بن خطاب والخلف الصالح
اسماعيل بهية عفوا هنية
قال يونس الفرماوي : يا احفاد ال عثمان
مْن قتلة وحرضة على قتل الكفار دخل الجنة
بدون شفيع او مختار
فقال اردوغان : يا شيخنا الجليل
وان قتل وسرق وزنى : قال
نعم وان قتل وسرق وزنى
فقال اردوغان حي على الجهاد
فهاجت وماجت الجماهير الغاضبة كالبركان
وصرخت خيبر خيبر يا يهود


2 - تأئرك بأسلوب كتب التراث واضح !
Zaher Zaman ( 2010 / 6 / 19 - 19:09 )
العزيز / رستم
طريقتك فى التعبير تنم جيداً عن كثرة مداومتك على قراءة كتب التراث الاسلامى وتأئرك بالأسلوب اللغوى لتلك الكتب وهذا واضح فى صياغتك للعبارات ..لكن الجميل أنك طوعت ذلك الأسلوب لصياغة أفكارك الخاصة برؤاك وتحليلاتك للصراع ..والأجمل هو تلك النبرة الساخرة التى وظفتها للتعبير عن عبثية الموقف وانتهازية البعض للاستفادة الى أبعد مدى من المواقف المأزومة داخل الدول الاسلامية والعربية ذاتها أو فيما بينها وبين بعضها البعض ، علاوة على المواقف المأزومة بينها وبين الآخر !
تحياتى


3 - السيد الكاتب المحترم... تحية لك
نضال الجواري ( 2010 / 6 / 19 - 19:23 )
بعد كل ما ذكرته من كلام وما ذكره المعلق من شتائم لكل عربي ومسلم وكل من يناصب اسرائيل العداء بعد كل هذا اسألك ... هل سيكون بمقدور الغرب ان يفعل شيئا لايقاف هذا الزحف؟؟؟
الاجابة معروفه... اشكرك على الاجابة التي قلتها في مضمون مقالك دون ان تقصد طبعا


4 - اخي العزيز الكاتب المحترم
سعيد منصور ( 2010 / 6 / 19 - 20:00 )
من صفات أهل الغرب أنهم قومٌ عقلانيون ، يحكمون العقل والمنطق ، ويعتمدون الأسباب الواقعية فى تقييمهم للأمور
هذا الافتراء موجود في اول سطر من مفالك
من اين اتيت به؟؟؟
لان ما نعرفه عنهم انهم ناس يتبعون شهواتهم ولا يقيمون للعقل والمنطق وزنا ولا يعترفون بشيء منهما
راجع معلوماتك


5 - أفكارك عن أهل الغرب يدحضها تقدمهم الهائل
Zaher Zaman ( 2010 / 6 / 19 - 20:20 )
الأخ المحترم / سعيد منصور
اسمح لى أن أقتبس من مداخلتك مايلى بين القوسين :
[ ما نعرفه عنهم انهم ناس يتبعون شهواتهم ولا يقيمون للعقل والمنطق وزنا ولا يعترفون بشيء منهما راجع معلوماتك ] واليك تعقيبى على عبارتك :
الحال الذى عليه الغرب من القوة والعزة والمنعة العسكرية والاقتصادية والعلمية والأخلاقية ، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن مقولتك عنهم ، ليست صحيحة من قريب أو بعيد..بدليل سيطرتهم على هذا الكوكب الذى تعيش عليه أنت ومن على نفس نهجك ، تلك السيطرة التى بلغت حد ،اً أنك وكل من ينهجون نهجك ، لا يستطيعون أن يبرموا أمراً على غير هوى من تصفهم أنت بأوصاف لا تنطبق الا على من تقوقعوا فى ذيل الحضارة الانسانية ، لا لشىء الا لعجزهم عن فهم التركيبة الفكرية والثقافية لأهل الغرب ..سوف القى الضوء على ذلك تفصيلاً فى مقالات لاحقة ، لربما استطاعت أن تزيل الالتباس لديك ولدى من ينتهجون نجهك.
تحياتى


6 - شكرا على الرد
رستم علو ( 2010 / 6 / 19 - 20:41 )
لماذا يتوجس المتوجسون لماذا يخاف المتخوفون لماذا يشك المشككون ؟ لينفوا ما قيل وما يقولون ؟ آخر ما تكلم به الرسول قال لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا من قبور أنبيائهم مساجد لا يبقى دينان بأرض العرب
نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري باب ما أوصى به الرسول في مرضه الذي مات فيه.
عن أبي عبيدة بن الجراح قال : إن آخر ما تكلم به النبي أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب .
عن أبي هريرة قال : قال النبي لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام فإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها
: المسند للإمام أحمد بن حنبل باب مسند أبي هريرة


7 - ومادخل اسرائيل فيما نحن بصدده ؟
Zaher Zaman ( 2010 / 6 / 19 - 21:06 )
المحترم / نضال الجواري
أنا هنا لا أتكلم عن زحف اسلامى أو غيره ، وانما أحاول أن أتلمس أسباب رفض العالم المتحضر السماح لعجلات التاريخ بالعودة الى الوراء ، مهما كان الثمن !
فهناك تاريخ طويل ومأزوم من الصراعات ، التى خاضتها أوروبا بوجه خاص والغرب بوجه عام ، ضد الغزوات الاسلامية واغارات جيوش الخلافة على شعوبهم..ذلك الصراع الذى لايحتمل الا وجهين : الوجه الأول وهو الذى كان مفعولاً به ، أى الذين وقع عليهم الغزو وماصاحبه من سبى للنساء وتقتيل للرجال واستعباد للأطفال..والوجه الثانى وهو الذى كان فاعلاً ، أى الذين شنوا تلك الغارات والحروب ، ولا يرون فيها نفس مايراه من وقع عليهم الغزو ، لأنهم ببساطة يرونها جهاداً فى سبيل الله ونشراً لدينه..ومغانم وعدهم الله بها ورسوله.!ولا أظن عاقلاً يحسب أنه يستطيع اقناع الغرب بوجهة نظر الاسلاميين تلك..ثم مادخل اسرائيل فيما نحن بصدده ؟


8 - علماء كانوا سبب تخلفنا ؟
رستم علو ( 2010 / 6 / 19 - 21:09 )
إسحاق نيوتن - يوهان جوتنبورغ - ألبرت آينستاين ـ
لويس باستر - أنتوان لورنت لافواجييه - جيمس واط -
جون دالتون - توماس أديسون - أنتوني فان لافينهوك -
ويليام ت. ج. مورتون - جولييلمو ماركوني - أليكساندر فليمنج -
لويس داجور - ويليام هارفي - جريجور ميندل - جوزيف ليستر -
إدوارد جينر - فيلهيلم كونراد رونتجن - فرانسيس بيكون -
هنري فورد - والقائمة لا تنتهي


9 - شكراً على هذه القائمة من عظماء الانسانية
Zaher Zaman ( 2010 / 6 / 19 - 21:39 )
الأخ الفاضل / رستم
أشكرك على مداخلتك التى أوردت بها هذه القائمة من عظماء الانسانية ، الذين كان لفكرهم واكتشافاتهم ومخترعاتهم دوراً عبقرياً ورائداً فيما حققته البشرية من طفرات تقدمية هائلة ، أبسطها وأعظمها فى رأيى المتواضع هى كهرباء اديسون التى لولاها لما تواصلنا عبر الحاسوب والانترنت.
تحياتى


10 - شكرا العزيز الزاهر دائمأ .
رستم علو ( 2010 / 6 / 20 - 00:07 )
احي فيك التواضع النبيل وسعة صدرك الرحب والرد على المعلقين إجابا وسلبا . وتقبل تحياتي وتقديري واعجابي فيما تكتب .


11 - الارهاب صناعة اسلامية
عهد صوفان ( 2010 / 6 / 20 - 08:16 )
تحية لك عزيزي زاهر على المقال الجيد فقد اصبت كبد الحقيقة. اعمالهم واقوالهم واضحة والتنظيمات الاسلامية تهدد كل العالم بخلاياها الظاهرة والنائمة وشيوخ التحريض يملؤون الشاشات والجرائد يهددون ويدفعون الى الجهاد ضد كل من لا يؤمن بالله والرسول.
الغرب والشرق يعلم الآن ويعي حقيقة الاسلام ولم يعد ممكنا التستر والتجاهل فالإرهاب صناعة اسلامية بامتياز تحية لك واشكرك على الجهد الرائع


12 - انهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً!
Zaher Zaman ( 2010 / 6 / 20 - 08:57 )
أخى /عهد
العجيب ياأخى فى الأمر ، هى تلك الأموال الهائلة ، التى تنفقها مؤسسات مجتمع مدنى وجمعيات خيرية ، على تلك المنابر الاعلامية التى لا يحلو لها الا تغذية روح الكراهية والعداء والتحريض ضد الآخر ، بدلاً من تنوير الناس وتشجيعهم على قبول الآخر والتفاعل معه بشكل انسانى بغض النظر عن عرقه أو جنسه أو لونه أو دينه أو معتقده..انهم يحاولون تأليب أتباع الاسلام ضد غيرهم فى العالم وبالتالى لن يكون رد فعل الآخر سوى مبادلة الكراهية بالكراهية والعنف بالعنف ، والأعجب موقف الحكومات التى تغض الطرف عن تلك الأمور ، اما خوفاً من الصدام مع تيارات العنف والكراهية ، أو تشجيعاً لتك التيارات كسباً لتأييدها ومساندتها فى احكام القبضة على العوام والدهماء !!
ممتن لمرورك

اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة