الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوم اليقظة !

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2010 / 6 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



تُعلّمنا تجاربنا الإنسانية أن الحياة : "يقظة" ..
حتى في نومنا ، تريدنا أن نكون متيقظين :
نجد ذلك في الأحلام !
وفي حالات المشي أثناء النوم !
لكننا أردنا أن نكون رواداً في نوم اليقظة :
من خلال أحلام اليقظة !
والنوم أثناء المشي !
فلم نهتم بعد بكتابنا المنظور :
في الكون .
وفي أنفسنا .
ولم نتأمل بعد في تدبيرات الله والهاماته في خليقته ؛ لنستمد منها الدروس والعبر ، ونعيشها .
ألا نتأمل : كيف أن الله جعل فارقاً في مدة نمو الطيور ، والحيوانات .. والتي تتراوح بين بعض الايام ، والشهور .. بينما يحتاج أطفالنا إلى عدة سنوات .. ؛ ليلفت انتباهنا إلى أهمية الطفل ، وإلى أهمية الاهتمام به ، ورعايته ؛ ليقتني المعرفة ، والخبرة ، والحكمة !..
وكآباء لنتأمل أنفسنا ، وكيف أن أولادنا جميعاً لهم نفس المكانة ، والمحبة في قلوبنا .. فإن كانت هذه العاطفة الإنسانية الممنوحة من الله ، تجعلنا نضع أولادنا في صف واحد من القيمة ، فهل يليق بنا أن نظن أن الله يميّز بين الناس ، فيحب بعضهم ، ويبغض البعض الآخر .. ويرفع بعضهم درجات ، ويخسف بالبعض الآخـر دركــات ؟!..
وإن كنا نحن البشر نُقدّر لوحات عظماء الرسامين ، ونثمنها ، ونحفظها في متاحف واماكن تحت حماية خاصة .. فهل الله لا يهتم بصوره التي رسمها لتكون حية ، ولتكون بشراً .. ثم يأمر من يخطفها ، ويدمّرها ؟!..
وألا يدهشنا أن الله يشرق بشمسه على الشعوب التي لا تعبده تماماً كما على الشعوب التي تعبده ؛ فلماذا نضطهد بعض الناس ، وقد قسمنا العالم إلى فسطاطين : أهل الكفر ، وأهل الإيمان ؟!..
ومن منا لا يتعرض في عمله إلى اضطهادات صعبة ومؤلمة ، ومع ذلك نحتمل ، ونصبر ، بل ونتأقلم ، ولا نهجر أعمالنا .. فلماذا نضعف مع أول مشكلة ونفكر كأزواج في الطلاق والانفصال ؟!..
أما الذين يخافون من الألم ومن الموت ، حتى انهم يخشون قول الحق ، ويرتعبون من التقدم بالمطالبة بحقوقهم وكرامتهم وحريتهم .. أفلا تخجلهم شجاعة ابطال التاريخ الذين ضحوا براحتهم وحياتهم من أجل الآخرين قبل أنفسهم ؟!..
وألا يدهشهم هذا التعبير ، الذي نطق به أحد ضيوف الدكتاتورية ، بعد أن سرد علينا كيف نجا ورفاقه من عذابات وحشية ان لم تكن قد أخذتهم إلى الموت ، فهي كانت قادرة على أن تقودهم إلى الجنون :"ان الإنسان أقوى مما كنت اتخيل واتصور عندما يكون حبه للحياة الدافع الرئيسي لمقاومة الألم والموت" ؟!..
،...،...،...
القراءة في كتاب الحياة لا تنتهي .. وان كنت قدمت لكم بعض من سطوره ؛ فلكي تمارسوا أنتم أيضاً هذه القراءات الرائعة ، وتطبقونها في حياتكم !...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أؤمن بما كتبت أخي
مرثا ( 2010 / 6 / 20 - 06:26 )
سلام لك ونعمة
مالايدركه البشر أخي أن الله يحب الإنسان في كل زمان ومكان ويقيمون محبته حسب فكرهم البشري ، الأب الذي يفضل ابن عن آخر لابد ان يعتقد أن الله كذلك
شكرا ولك احترامي

اخر الافلام

.. ممزق الأحشاء وفاقد البصر.. الشاب الغزاوي رامي ضحية جديدة للا


.. فيضانات ودمار خلفه إعصار خلال مروره بجزيرة بربادوس في البحر




.. إعصار كارثي محتمل يضرب الولايات المتحدة


.. خارطة بالقواعد الأميركية المنتشرة في الدول الأوروبية.. وعدد




.. الخارجية التركية: جهود تركيا ومواقفها الراسخة من أجل الشعب ا