الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن ترويض القاعدة أم القضاء عليها

محمد يسر سرميني

2010 / 6 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لا يستطيع أحد أن ينكر أن للإسلاميين وجود كبير في اليمن وهذا ليس نابعاًًًً من الفكر المقنع أو الصورة الجيدة التي يظهروا فيها ولكن لعوامل ومعطيات كثيرة منها انتشار الأمية والجهل وسيطرة الإسلاميين على المساجد ومدارس تحفيظ القرآن والكثير من المدارس الخاصة والعامة.
وقد كانت سياسة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح منذ استلامه للحكم في اليمن هي احتواء الإسلاميين واستخدامهم كعصا في وجه المعارضين له وذلك مقابل السماح لهم بالنشاط عندما كان الآخرون ممنوعون وملاحقون وتقديم الدعم لهم إن كان من خلال التوظيف في كل وزارات الدولة أو السماح لهم بالسيطرة على المساجد ومدارس تحفيظ القران.
وكان الإسلاميون يدفعون الثمن بالمقابل بالقتال مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكانوا سلاحه الذي يخيف به معارضيه منذ أيام ما يسمى بالجبهة أواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي والتي قاتل بها الإسلاميون بشراسة في المناطق الوسطى دفاعاًََ عن النظام ضد اليساريين.
وصولاً الى حرب صيف 1994 مع ما يسمى جيش اليمن الجنوبي قبل الوحدة وطبعا ًكان سلاحهم القوي في كل الحروب والمعارك هو التكفير وهدر دم معارضيهم.
وأخيراً وليس أخراً مشاركتهم في ما يعرف بحرب صعده ضد الحوثيين ومنهم من شارك في الحرب الأولى ومنهم من شارك في الحرب الثانية وصولاً إلى الحرب السادسة والتي امتنع عن المشاركة فيها الكثير من الإسلاميين لان حساباته اختلفت عن حسابات السلطة.
وقد حصل الإسلاميون من وراء هذا التحالف والقتال مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على المكاسب المادية والسياسية بداية من المعاهد العلمية وصولاً الى جامعة الإيمان مروراً بالمشاركة بالمنافع الاقتصادية التي قدم بها النظام كل التسهيلات اللازمة لمؤسساتهم وشركاتهم.
ويبدو الآن أن الكثير من الحسابات قد اختلفت عند الإسلاميين وعند السلطة وبشكل خاص الوجوه الشابة الصاعدة من السلطة والتي تستعد للانتخابات القادمة لتثبت وجودها من خلال المؤسسات التشريعية والتنفيذية.
الإسلاميون يشعرون الآن بأنهم لم يعودوا بحاجة للرئيس علي عبد الله صالح وإنهم أصبحوا اكبر من النظام ومن الرئيس الذي دعمهم وسمح لهم بالتواجد والتكاثر والانتشار في كل اليمن على حساب الأحزاب والتنظيمات الأخرى رغم أنهم كانوا طارئين على اليمن ومستوردين هذا الفكر من مصر الذي لم يكن يعرف في اليمن والذي قام وانتشر بفضل المدرسين المصريين بما كان يعرف بالمعاهد العلمية سابقاً ويظنون بأن النظام أصبح فاكهة فاسدة وقد حان وقت التخلص منها.
وبحكم عدم وجود أحزاب قوية ومنظمة في اليمن مثل الإسلاميين فإنهم يظنون أنفسهم القوة القادمة لخلافة النظام والرئيس علي عبد الله صالح.
وفي ظل المعطيات الجديدة وظهور القاعدة والضغوط الدولية المتزايدة على اليمن وبروز العديد من القيادات اليمنية سياسية منها وعسكرية شابة من رحم السلطة اختلفت الحسابات عند الطرفين.
فالمجتمع الدولي لم يعد يتقبل استمرار الهدنة بين القاعدة والنظام على أساس عدم قيام القاعدة في اليمن بعمليات أرهابية ضد النظام والمصالح ألاقتصادية اليمنية والشركات النفطية الغربية والسفارات الغربية ومساعدة النظام في حروبه ضد معارضيه.
مقابل إغماض عيني النظام عن القاعدة التي هي عبارة عن مأوى للانتحاريين وما يسمى الجهاديين الهاربين من الدول الأخرى وممر ومستقر وخط دعم وتدريب لتنظيم القاعدة في العالم.
ولهذا سقطت الهدنة الهشة بين النظام والقاعدة.
وما الحرب القائمة الأن في اليمن ضد القاعدة إلا محاولة من الحرس القديم في السلطة لترويض القاعدة وإعادة استخدامها أذا احتاجتها السلطة ضد معارضيها أن كان من الحوثيين أو الجنوبيين ومن قد يظهر في المستقبل ومحاولة فك ارتباطها مع التنظيم العالمي للقاعدة وجعلها حزب يمني داخلي.
ومحاولة من الحرس الجديد الذي يرى في الإسلاميين وعلى قمتهم القاعدة تهديد جدي للنظام ومحاولة القضاء عليهم خوفاً من تحول اليمن الى أفغانستان أوصومال أخرى.
وطبعاً لم ينسى النظام عندما شعر بأستغناء ألإسلاميين حلفائه القدماء عنه من استنساخ إسلاميين جدد موالين له وحاملين البندقية للدفاع عنه.
فمن ينتصرعلى من والى أين يسير اليمن ؟
فهل يستطيع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بإعادة الإسلاميين إلى بيت الطاعة وترويضهم أم يستطيع الحرس الجديد والقيادات الشابة من القضاء عليهم وتحجيمهم أم يستطيع الإسلاميين القفز إلى السلطة وتغيير المعادلة والقضاء على النظام؟
يظن الحرس القديم في السلطة أنه إذا أراد الاستمرار في الحكم فلا بد له من عصا الإسلاميين لكي يخيف بها معارضيه كما كان يفعل دائماً.
ويظن الحرس الجديد أن الإسلاميين اليوم يشكلون أكبر خطر ضد النظام وإنهم أصبحوا عبئاً على النظام مع انتشار الفكر التكفيري بينهم فلا بد من القضاء عليهم أو تحجيمهم و يشعر إنه لم يعد بحاجتهم للإمساك بزمام الأمور في اليمن وأن اليمن قد تغير وأصبح يوجد لدى النظام جيش وقوى أمنية قوية تستطيع السيطرة على اليمن ونشر الأمن فيها.
أما إذا كان النظام يريد تحجيم الإسلاميين فعلاً والقضاء على الفكر التكفيري المنتشر بينهم فعليه السماح للأفكار والأحزاب التنويرية بالتواجد في المجتمع وعدم قمعهم أو قمع الوسائل الإعلامية التابعة لهم وتخصيص حيز لهم في الوسائل الإعلامية التابعة للدولة وجعل أماكن العبادة من مساجد ومدارس تحفيظ قرأن ومدارس خاصة وعامة تحت سيطرة الدولة.
فمن يفوز الحرس القديم أم القيادات الشابة الصاعدة في السلطة أم الإسلاميين؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah