الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدين التاريخ ( داود...ورمسيس الثاني)

مينا بطرس

2010 / 6 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين عامل أساسي في تكوين ثقافة الشعوب منذ بداية التاريخ . حيث يعتبر الدين هو المحرك الاساسي لثقافة الفرد وأخلاقه . رغم أن الديانات للشعوب أختلفت
مع مرور الزمن إلا ان الدين ظل ملصقا للأنسان حتي في بعض المظاهر التي توارثت من جيل الي جيل يعود إلي عقائد قديمة اصبحت بعد ذلك جزء من ثقافة
الشعوب المتوارثة والفلكلور والأحتفالات الشعبية التي أنطبعت بالبيئة التي يعيش فيها الأانسان بل أن الشعوب القديمة وحضارتها قد تاثرت ببعضها البعض حيث
أن ألهة القدماء قد أنتقلت إلي الحضارات القديمة التي تلتها .
والتعصب الديني يسبق التعصب القومي أو الوطني ومن المحتمل أن غريزة التعصب الديني تظهر لان فكرة الموت التي هي الحقيقة المطلقة في حياة المرء
أنه يري ذاته اصح واقوي لأنه إذا كان الموت سياتي عليه حتما إلا أن البشر سينعمون بالجنة الموعودة والأرض الخالدة حسب منطلق كل عقيدة توأرثها البشر
وتجسدت في الأساطير قديما ثم النص المقدس لدي الاديان والعقائد المختلفة.
ليس من الجيد أن يصطبغ التقدم العلمي في تاريخ البشرية بالأنتساب الي الدين حيث أن تقدم البشرية وليدة امتزاج الشعوب وتفاعل اللأمم مع بعضها البعض .
هذة الشعوب بعقائد شتى. لكن الذين يتمركزون حول الدين اعطوا الدين أوجة متعددة ومحيرة بانهم ينسبوا كل شئ للدين . حيث بالتاكيد أن الدين ليس هو الفكر
الذي مهد للأنقلاب البشري في عمر التاريخ فليس الدين هو العلة في أنقلاب الثورة الصناعية أو ثورة الأاتصالات أو الثورة البيولوجية القادمة لانه كان بالأولي
لرجال الدين أن يكونوا هم المبادرين بزعامات الثورة العلمية التي مهدت لقيام الحضارات الحديثة . لكن للأسف أسري النص المقدس يضعون العلوم الأساسية
لتصطبغ بصبغة الدين ويدعوا أن الدين كان سابقا علي كل العلوم ليتم تأويل النصوص لتخدم أغراض التعصب الديني وألأنحياز ومسح العقول.
في التاريخ تمسح المتمركزون حول الدين تحيز واضح لأعلامهم حيث دائما مايروا مثالا مثل (داود ) قائدا عسكريا أعظم من (رمسيس الثاني) أو ( ألأسكندر الأكبر)
وأن مملكة داود اعظم من الممالك القديمة ؟! لكن بالتأكيد من وجهة التاريخ العسكري وتاريخ الامم لا(داود) أعظم من ( الأسكندر ) ولا تاريخ مملكتة أعظم من
اخري قديمة. والكلام عن العلماء ليس جيد ان ننعتة بالدين . فما هو معرفتنا بأرتباط العلماء بعقائدهم . الملحدون الروس ( الأتحاد السوفيتي سابقا) غزو الفضاء
قبل أي دوله أو شعب . فمن القائل أن كل ماينسب للدين أفضل من لأينسب له . فليس كل موسيقي دينية أو أنشاد ديني أفضل من الناحية الفنية من الموسيقي العامة
كما أن النصوص المقدسة ليس اكثر تذوق أدبيا من الآداب العالمية . ففكرة أن يظل العقل البشري أسير للنص المقدس هو تقيد للانطلاق والأبداع والحرية.
النص المقدس ملزم في الكلام العقيدي اللأهوتي الخاص بكل عقيدة وليس ملزم في أمور لم يناقشها أو يتكلم عنها وهو ملزم لمن يومن به فقط.
أنا لا اعرف ماهو الصحيح ان نقول علي رجال الدين أنهم علماء. هم ليسوا رجال علم فكيف ينتسبوا للعلماء. لذلك عندما نختزل علمائنا في رجال الدين فقط
ونقول أننا لانملك سوي هولاء العلماء الدينين الذين ليس لهم أي أضافات في العلوم الأساسية ندرك دورنا الضعيف والصغير في تقدم البشرية. هذا الدور لايتعدي
أننا اضفنا كتاب في مكتبة عملاقه مليئة بكنوز الحكمة والمعرفة والنمو. لكن أننا نعتبر انفسنا مؤسسين المكتبة أو مفتاحيها كانت بايدينا وانه لايوجد من كان قبلنا
أخذنا منه ونكتفي بذكر اللأحقين عليناالذين هم الأن يسبقوننا بمسافات زمنية في التقدم. هذا شئ يخزي عقولنا ويعرينا أمام مرآة التاريخ . لكن أن نستر عوارتنا
العقلية والفكرية بالكلام عن الشرق الروحي والغرب الكافر وأنا ذاهبون الي الجنة وهم الي النار فأنا لاأعرف عن اي شرق يتحدثون .اليس اليابان والهند والصين
في الشرق ولن نستطيع ان ننكردورهم في القرن العشرين رغم ان بلاد الشرق الأقصي تموج بعقائد متنوعة .
من ناحية أخري نري الأصوات المدافعة عن القضية الفلسطينية كثير منها كان من منطلق ديني ضد اليهود الكفرة . ويحدث اللبس بين اليهودية كديانة والفكر
الصهيوني . كما انك تري الدافع لهذة الأصوات ليس هو الأنسان الفلسطيني وحقه في الأنتماء لأرض ووطن وتوافر سبل المعيشة له . أنهم يتجاهلون
الأنسان وقيمتة ويركزون علي فلسطين التي بها المسجد الأقصي وكنيسة القيامة ولايعنيهم ولايدركوا الدفاع عن الأنسان وحقوقه . فماذا كان لو اعلنت دولة
(أسرائيل ) في (أوغندا) وحدث تصادم وصراع مع الأوغنديين إلي هذا الوقت هل كنا نري أصوات مدافعة عن هولاء الأوغنديين المختلفين معنا في عقائدنا.هل
نحن ندافع عنه الأنسان درة هذا الكون . أم أننا ندافع عن هم مثلنا من من منطلق ديني . هل الدفاع عن القضية الفلسطينية لأجل الأنسان الفلسطيني أم لأجل المسجد
الاقصي وكنيسة القيامة ضد اليهود الكفرة ؟! الأنسان أعظم من الأرض والمبني والتراب حتي لو أصطبغت بصبغة القداسة .لأن كل ماقدمته العقائد كان لأجل الأنسان
فلذلك ليس من الحق أو المنطق أن نعطي التاريخ صورة أحادية لدين واحد فقط وننسي الأديان الأخري التي يعتنقها الكثير الذين ساهموا في بناء تاريخ البشرية العظيم.
أو ندافع عن الأخرين من هم مثلنا في الدين وننسي من يتعذب مثلهم ويختلفوا معنا في الدين .

فلندافع ونحب الأنسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_


.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال




.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا