الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألفيدرالية الكردستانية بين العاملين الداخلي والخارجي

صباح قدوري

2004 / 8 / 15
القضية الكردية


ان القضية الكردية ، كظاهرة أجتماعية موضوعية ، تتحرك بأستمرار بين العاملين الداخلي والخارجي ، وان ربط بينهما ، مع ايجاد نوع من التوازن في الممارسات وأتخاذ القرارات المصيرية ، يعطي زخما في تطور هذه القضبة باتجاه سليم ، ويبعدها عن المخاطر وألأخفاقات ، مع التاكيد على ان العامل الداخلي يلعب الدور الأساسي وألرئيسي في هذه العملية

بين حين وأخر ، نسمع تصريحات من قادة الحزبين الحاكمين في ألأدارة الفيدرالية للأقليم . ونقراء على صفحات جرائد أحزابهما، بان ( واشنطن لن تتخلى عن ألأكراد)، تدعم وتساند صيغة الفيدرالية القائمة حاليا، ولكن من دون توضيح عن ماهية ألأيات الضرورية وألأزمة بذلك ، حتى يطمئن الشعب الكردي على صحة ووأقعية هذه ألأقوال ، ومدى تأثيرها الفعلي على مسار تطور القضية الكردية في العراق . ومن هنا قد يطرح السؤال نفسه ، هل ان الفيدرالية القائمة ، هي فقط نتيجة العامل
الخارجي ، أم ان ولأدتها ظهرت بفعل العامل الذاتي ، وذلك عشية أنتفاضة أذار/1991 ألمجيدة ، والمقرونة بالعامل الخارجي؟!.أليست الفيدرالية ايضا نتيجة تطور سيرورة القضية الكردية في العراق، والتي قطعة شوطا كبيرا في هذه العملية ، فالحقوق ألأدارية والثقافية ، بيان 11 أذار/1970 وصيغة الحكم الذاتي السابق ( المعترف بها قانونيا ولكن بدون محتوى الديمقراطي ) ووصولأ الى صيغة الفيدرالية كصيغة سياسية لضبط العلأقة بين المركز والأقليم على أساس ممارسة الديمقراطية أسلوبا للحكم حاليا ومسقبلأ.اليوم نجد في ظل العراق الحديث ، يتعرض هذا المكسب الى هجمات وتشويهات ومحاولة تفريغ محتويات الفيدرالية ، وأطلأق تسميات مختلفة لمضمونها ، تارة بالأدارة الفيدرالية أوالذاتية ، الفيدرالية لعموم العراق ، أوالفيدرالية الجغرافية بدون كركوك وخانقين والمناطق الكردية الأخرى التي تحررت بعد سقوط النظام الديكتاتوري المقبور، وتارة أخرى باستخدام بين حين وأخر السلوك الديماغوغي تجاة الشعب الكردي والفيدرالية ، مع موقف الصمد والتفرج للولأيات المتحدة الأمريكية وحلفائها أزاء كل هذه القضية ، لذا نجد اليوم بان الشارع الكردي في كردستان العراق قلقا جدا بشأن الفيدرالية ومستقبل تطورها ، وخوفا من صهرها في بودقة مصير العراق الحالي المجهول بسبب أستمرار الأحتلأل، وتفاقم ألمشكلأت الأمنية ،السياسية ، الأقتصادية ألأجتماعية يوما بعد اليوم ، وأعتماد مسار تطورها السياسي، بدرجة كبيرة على العامل الخارجي ، وخاصة على الولأيات المتحدة الأمريكية .وممكن ان نشبهه اليوم حالة الفيدرالية بتلك الحالة عندما كان العراق عضوا في حلف بغداد ، وكذلك أقتصادة كان مرتبط بالكتلة الأسترلينية ، فكل أزمات أصابها هذة الأحلأف ، أنعكست وبشكل سلبي على دولة العراق وشعبه

لذا ان الشعب الكردي ، يرى بان قضية ألفيدرالية ، هي وقبل كل شى قضية داخلية ، ويعود له وحده حق أقرار شكلها ومحتوياتها ، على أساس بناء الكيان السياسي
والقومي على الرقة التي تعتبر تاريخيا وجغرافيا كردستان ، وأقرار ذلك بطريقة الأستفتاء (الريفرندوم ) من قبل الشعب نفسه ، ومن ثم أختيار الصيغة الملأئمة للعمل مع الحكومة المركزية العراقية . وقد أنعكس هذا المفهوم بشكل واضح ، عندما ساهم الشعب الكردستاني بجمع ما يقارب من مليونين توقيع لهذا الموضوع ، ألأ انه مع ألأسف الشديد حفظة أستمارات هذه التواقيع في الأرشيف ، وبذلك سكتتت صوت الشعب

أما السياسة العامة للقيادات الكردية ، والتي تعطي الشرعية لنفسها بان تتفاوض مع المركز ، تستند على ضمان تثبيت صيغة الفيدرالية القائمة حاليا ، وربط مستقبل تطورها السياسي ، الأداري ، الجغرافي ،الأقتصادي ، الأجتماعي والقومي ، بمسار التطور السياسي في العراق ، بأعتبارها قضية عراقية أكثر من كونها داخلية ، وتثبيت ذلك في الدستورالعراق الدائم .كما وليست هناك لحد الأن اية محاولأت من جانبها ، لأعطاء بعد دولي لهذه القضية ، أو حتى جمع شمل الخطاب السياسي الكردي ، عن طريق عقد مؤتمر وطني كردستاني ، وبمشاركة كافة الأطراف المعنية ، والتوسيع في الحوار المتمدن ووممارسة الديمقراطية والشفافية في العلأقات والعمل مع الشعب ،وأشراكه بشكل المباشر في عملية أتخاذ القرارات المصيرية ، ، ولتكون لهذه القيادة رؤية واضحة بشان مسار تطور سيرورة القضية الكردية في العراق بشكل خاص ، وباقي أجزاء أخرى من كردستان بشكل عام ، وطرح القضية في المحافل الدولية ، من أجل ايجاد الحل السلمي لها في المسقبل القريب

والخلأصة نستطيع القول ، بان الطريقة الوحيدة أمام الشعب الكردي ، في ضمان تحقيق طموحاته القومية المشروعة في بلورة مفهوم الفيدرالية في جوهره السياسي والقومي والأداري والتنظيمي والجغرافي ، كتعبير عملي عن حق الشعب في تقريرمصيره في هذه المرحلة، وعن خياره الطوعي في التعايش وأتفاق وتقاسم السلطة والموارد ، وتكريس هويته القومية في أطار العراق الحديث ، هي المساهمة النشطة والفعالة في المشاركة ، وألأختيار لممثله الحقيقي وايصاله الى البرلمان الجديد المزمع أجراءه في المستقبل القريب ، اذ لأبد ان يحل مشكلة تقاسم السلطة ، التي لأتزال قائمة لحد اليوم ، وتقف حجر عثره أمام تطور القضيية الكردية ومستقبلها المنظور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدينة الفاشر تحت وطأة الحصار.. ومعاناة السودانيين تتضاعف بين


.. تحقيق أممي يتهم إسرائيل وحماس بارتكاب جرائم حرب.. ماذا بعد؟




.. تغطية خاصة | شبح المجاعة يجتاح الأحياء والبيوت في شمال غزة |


.. لحظة اعتقال قوات الاحتلال فلسطينيا في مدينة دورا جنوب غرب ال




.. بالحبر الجديد | مصدر في المقاومة: -إسرائيل- تتمسك بوضع الفيت