الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكهرباء الجوية والخرافة

ماريو أنور

2010 / 6 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان الهالة التى تتجلى على أى شىء قائم أو بارز أو مرتفع , انما ترجع الى الكهرباء الجوية , فكما أن هذه الكهرباء تتخذ صورة البرق بعد عملية تفريغ مفاجئة بين الشحنات المختلفة فى السحب , فان هذه الكهرباء قد تتخذ صورة أخرى – على هيئة استاتيكية أو مستقرة أو ساكنة , أى أنها لا تسرى كما يسرى التيار الكهربى المعروف لنا جميعاً , وهذا تستطيع أن تكتشف هذه الكهربية فى قميص من النيلون بعد خلعه من على الجسد , فاذا حركت نسيجه , سمعت (( طقطقة )) خفيفة , وهذه تعنى تفريغ الشحنات الكهربائية التى اكتسبتها الياف النسيج من الجسم الحى , و أحياناًما ينجدب القمبص الى الجسم العارى اذا ما كانت المسافة بينهما بضعة سنتيمرات , ويقال أنك تستطيع أن تشهد شراراً دقيقاُ ينطلق من القميص فى الظلام الحالك , هذا فيما لو ثنيت النسيج فجأة لتتلاحم الشحنات , وتفرغ كهربيتها المستقرة .
ومثل هذه الهالات التى ظهرت على رؤوس القديسين أو تجلت فى الاشجار , أو توهجت فوق المآذن و الكنائس , واعتبرها الناس احدى المعجزات , مثل هذه الهالات يمكن تكوينها فى المعامل ..
ويمكن توضيح ذلك بلعبة معملية طريفة , فهناك جهاز صغير لتوليد شحنة كهربية , يتم توصيلها الى كرة معدنية معزولة , ثم اذا أتيت بعدد من كرات (( البنج بونج )) الخفيفة , وعلقتها – كل فى خيط مستقل , ثم قربتها من الكرة المشحونة لتلمسها , فانها تكتسب منها نفس الشحنة , وتحتفظ بها على هيئة كهربية ساكنة , لكن لابد من حدوث تنافر بين الكرة المعدنية و بين كرات (( البنج بونج )) ثم حدوث تنافر بين كل كرة و كرة أخرى لها نفس الشحنة ..
لكن البحوث تنتقل الى حيز التطبيق , فالطائرة التى نراها و كأنما النار قد اشتعلت فى محركاتها و جناحيها و ذيلها و مقدمتها , ليست ناراً حقيقية , بل هى فى الواقع ظاهرة (( القديس ايلمو )) , أو بمعنى أدق : ظاهرة من ظواهر الكهربية الساكنة أو الاستاتيكية ...
الرهبان و المتصوفون الذين كانوا يعتزلون الناس , ويلجأون الى صوامعهم فوق الجبال و التلال , كانوا عرضة لهذه الظاهرة المثيرة , ولما رأى الناس هذه الهالات المضيئة , ولم يستطيعوا تعليلها , بدأوا فى اختلاق المعجزات و الاساطير الدالة على أن القديسين فوق مستوى البشر , وأحياناً ما كانت هذه العالة تظهر فى شجرة , فتتوهج و كأنما هى تشتعل ناراً , وما تلك بنار و لاحريق , انما هى ظاهرة جوية تعبر عن نفسها كلما تهيأت الظروف لذلك , لكن تعليل الناس كان يحمل معنى القداسة , ولو كانت فى شجرة أو صخرة أو صارى سفينة ...
وظاهرة نار أو نور القديس ايلمو ما زالت موجودة , وكثيراً ما خدعت طيارين , فأبلغوا عن حرائق وهمية تجتاح الغابات فى أمريكا الجنوبية أو غيرها , ثم تبين فيما بعد أن ما ظنه الطيارون حريقاً أو ناراً , لم يكن – فى الحقيقة – الا نار القديس المذكور , رغم أنه برىء مما يدعون ...
_____
مراجع .... د- عبد المحسن صالح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام نظرى 100%
Zagal ( 2010 / 6 / 24 - 07:46 )
هل الانسان جسم معدنى !!! اعلم تماما ان الناس معادن
هل الشحنات دى تستمر لفتره طويله !! مامدتها!!!
وهل هذا الضوء يكون منحنى ام خطوط مستقيمه !!!
وهل يحدث ايضا للاجسام غير المرئيه !!!

فكر فى اجابات تلك الاسئله وتصبح على خير


2 - كنت وفرت ثمن بناء السد العالى
Zagal ( 2010 / 6 / 24 - 07:58 )
ياريتك كنت فى ايام عبد الناصر ... كنت وفرت ثمن بناء السد العالى

اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ