الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون الزرقاويون

محيي هادي

2004 / 8 / 15
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


(*) بين سبّـابته و وسطاه تحترق سيجارة أمريكية الصنع و المنشأ و المصدر، و صلت إليه عبر ميناء أو معبر إسرائيلي. و بين حين و آخر يضع السيجارة بين شفتيه ليمص منها دخان القوة العظمى التي بقت وحيدة فريدة في العالم.
علبة كوكا كولا مبردة بثلاجة westing house ، يكرع منها بتلذذ وشهية.
لفة صمونة بهمبرغر Mac donald ، يلتهم بها إلتهام جائع من العالم الثالث البائس. كانت اللفة خالية من عمبة دولة الهند المتأخرة و من طماطة الغور الأردنية، كانت اللفة أمريكية مائة بالمائة Made in USA .
و إذ هو يدخن دخان الإمبريالية و يشرب شرابها و يأكل لفتها، يجلس على كرسي هزّاز و فرّار و دوّار يدور معه دوار الأرض التي لا يعترف أعداء العلم بدورانها.
أمامه منضدة موضوع عليها كومبيوتر و على واجهة الكومبيوتر لُصقت بطاقة رصاصية اللون مكتوب عليها علامة الشركة الأمريكية Intel inside .
و لكتابة كلماته يستخدم برنامج word الذي تنتجه الشركة الأمريكية Microsoft .
و يقبض بالدولارات الأمريكية و إذا انتهت ففي أسوأ الأحوال فإنه يقبض بالشيكلات الإسرائيلية.

(*) على مفاتيح كومبيوتر أمريكي، و إن لم يكن كومبيوتر أمريكي فإنه بالتأكيد كومبيوتر رأسمالي، يكْتب بيانا بإسم الحزب الشيوعي الفلسطيني بعنوان "نداء الى الحزب الشيوعي العراقي" ، و هنا ينطبق المثل : يريد أن يعلمه الختان من هو أغرل.
لا أعرف هل أن البيان المذكور كان خدعة أرسل إلى موقع الحوار، كتلك الخدعة التي قام بها الشاب الأمريكي أخيرا، التي صوّر نفسه بفيديو و كأنه من المختطّفين الذين اختطفتهم عصابات الزرقاوي، فأرسل الفيديو إلى موقع منظمة حماس-الكلش- إسلامية، فنشروها. و مرّت الخدعة أيضا على قناة العربية و قنوات عربية و عالمية أخرى؟ أم هي حقيقة، و قد بُعث بيان النداء إلى موقع الحوار المتمدن؟ و هو بهذا لا يكون خدعة مرّت و عبرت على هذا الموقع الجميل.
و على الرغم من أن عنوان الشيوعيين الزرقاويين الالكتروني هو عنوان عام (yahoo.com) مكن أن يعمله أي شخص كان، إلا أنني لا أستبعد أن يكون البيان حقيقة كتبها الثورجيون، و قد كُتِب البيان لا كنداء لإعلام الحزب الشيوعي العراقي، بل ديماغوجية و كذب، بل لإثبات الموقف الزرقاوي الذي يتخذونه الآن الكثير من الأعراب المعادون لطموح الشعب العراقي في الحرية و الديمقراطية و الإستقرار، و ينضم إلى هؤلاء الشيوعيون الفلسطينيون الزرقاويون.
و هنا لا بد أن أكرر ما قاله لي صديق فلسطيني عزيز عليّ و هو يتحدث عن قصيدة للشاعر العراقي النواب، ألقاها أمام الحاكم السوري السابق، حافظ الأسد: (…….) لن أستثني منكم أحدا.
فلا أستثني من يقف بجانب الإرهاب الوهابي و البعثي الذي يحدث الآن في العراق، أحدا.

(*) الكرة الأرضية تتحرك و تدور دائما، و لن تُوقف حركتها عصابات الظلام و الهمجية، و ستستمر تدور و تدور لتعلن لنا دائما أن يوما جديدا قد انبثق و أن ليلا آخرا قد انتهى. و يسقط المطر وتنقشع غيوم و تحل محلها غيوم أخرى ثم تنقشع، و هكذا تكون الحياة في حركة دائمة مستمرة، و على المرء أن يستغل الأيام لصالحه، ليبقى حيا يطور نفسه يوما بعد آخر.
و في هذه الحركة سقط الإتحاد السوفيتي الذي كان يشمخ بعز و علاء و وقعت معه المنظومة الاشتراكية، و ذابت في فم الرأسمالية كما تذوب الحلوى في فم الأطفال. سقط الإتحاد السوفيتي، على الرغم من قوته و جبروته، ليس فقط بسبب عوامل خارجية بل و أيضا بسبب عوامل داخلية قد يكون من أهمها أن حكامه لم يستطيعوا مجاراة روح العصر و لم يفهموا أن لكل زمان مختلف جيل مختلف أيضا، و لا أريد أن أذكر الخيانة و الرشوة التي انتشرت بين قيادات كثيرة منهم. و من يريد اكتشاف طريق كوبونات النفط العراقي فإنهم قد يصل أيضا إلى قادة في ذلك البلد.
و كوبونات النفط العراقي استملها و باسها و عشقها الكثير ممن يتبجح بالثورية على طول العالم العربي و عرضه، و كانت هذه الكوبونات تأخذ من غزة و الضفة منطقة استراحة خاصة لها، لتُـوزّع على قيادات الثرثرة و السَّلطة، و قد أكدت ذلك الكثير من الأفلام التي شاهدناها و هي تعرض لنا أفرادا من الحكم الدموي النازي البعثي و هم يقومون بتوزيع شيكات دولارية خضراء على القادة الثوريين "الأفاضل".
لقد تغير كل شيء في العالم، إلا في ما نسميه بعالمنا العربي، فالمرتزقة و الثورجية لا يريدون أن يتغير فيه شيء، إنهم يريدون البقاء يعيشون كما و لو كانوا في القرون الأولى، و يفكرون بأفكار الملك الطاغية دقيانوس، فالكليشات لم تتبدل و الإسطوانات على الرغم من شروخها العديدة لا زلنا نسمع موسيقاها النشاز.

(*) يطلب الشيوعيون الزرقاويون من الحزب الشيوعي العراقي أن يترك مجلس الحكم و أن يلتحق بما سموه بصفوف المقاومة العراقية، و هم بهذا يؤكدون على عدم مطالعتهم للتغيرات التي تحصل في العراق من ناحية و من ناحية أخرى يؤكدون ولاءهم التام لمنظمات الإرهاب التي تقودها عصابات الهمج السلفيين البِـن لادينيين و فلول المجرمين البعثيين الدمويين.
إن الزرقاويين لا يزالون نائمون في كهوفهم، فمجلس الحكم المؤقت قد انحل، و حلت محله حكومة مؤقته، و سيتكون مجلسا وطنيا مؤقتا أيضا. و العراقيون ينتظرون اليوم الذي تقام فيه انتخابات عامة، و التي نأمل أن تكون نزيهة إلى أبعد حد ممكن، و من هذه الإنتخابات ستنبثق مؤسسات حكومية دائمية. فهل كُتب بيان الزرقاويين سابقا قبل حل مجلس الحكم أم أنه نُشر لاحقا بدون معرفة حل المجلس.

(*) إن العداء المصطنع ضد أمريكا قد جعله الزرقاويون قاسما مشتركا لسياستهم و تحالفاتهم مع قوى أخرى، مهما كانت هذه القوى، و خلف هذا العداء يختفي كل من هبّ و دب، بما في ذلك تجار البضاعة الأمريكية.
و لو كان الشيوعيون الزرقاويون قد وقفوا ضد سياسة الإمبريالية الأمريكية لكنا نقول أن في موقفهم وجهة نظر، قد تكون صائبة، و لكنهم يقفون و يدافعون عن الإرهاب في العراق و يدعمونه، و يدعمون قطع رؤوس الناس و سلخ جلودهم.
و في الوقت الذي يكذبون، و يحاولون أن يخدعوننا، بادعائهم أنهم ضد الحكم الفاشي السابق، فهم في الحقيقة معه يدا بيد، فمن هي يا ترى "المقاومة" التي يدافعون عنها؟ أليست هي الإرهاب الذي يقوم به فلول النظام الدموي السابق جنبا إلى جنب عصابات الطالبان الزرقاوين اللادينية.

(*) إن غالبية الناس لا تريد الحرب، ماعدا الذين يتاجرون بها، و بين هؤلاء التجار وجدنا البعثيين الدمويين، الذين أشعلوا حروبا عديدة في المنطقة، و صفق لها الريس و زمرته. و نجد الآن أيضا الشيوعيين الزرقاويين.
و على الرغم من أن البعثيين هم تجار حرب وجدناهم يتظاهرون ضد الحرب الأنغلو-أمريكية التي وقعت على العراق، لا دفاعا عن العراق بل دفاعا عن كرسي حكمهم الدموي، و قد دعم موقف البعثيين المرتزقة الأعراب الذين كانوا يمصُّون بثدي الثروات العراقية. و الآن نرى البعثيين ثانية و هم يقومون بالحرب الإرهابية ضد الشعب العراقي و يدمرون منشآته و مبانيه، و إلى جانبهم يقف أولئك الذين خسروا استلام الشيكات و الثروة التي كانوا يسرقونها من العراق.

(*) لقد أظهر سقوط نظام الطغيان البعثي الدموي مدى الحقد الدفين الذي كان يكنه المرتزقة، من أعراب و أعاجم، ضد الشعب العراقي. و تأكد لنا أن الثورجية و أشباههم لم يكونوا يريدون أبدا أن تسقط أعنف و أقسى دكتاتورية عرفها العالم و مرت على العراق.

(*) استطاعت جيوش الدول الاستعمارية العودة الى المنطقة بفضل البعثيين الذين حكموا العراق، و بفضل عصابات الإرهاب المزروعة في المنطقة، و لم تترك يوما هذه الدول من حلب ثرواتنا، بل كانت مستمرة في ذلك، و إلى جانبها من كان مستمرا في حلب ثروات العراق واستلام كوبونات النفط، وهم معروفون. و إذا رجعنا قليلا إلى الوراء لنطلع على أرشيفات التلفزيونات سنجد كيف كان قائد الهزائم يوزع الشيكات على قيادات فلسطينية، و سنجد كيف كان يوعدهم بأنه سيدفع عشرين ألف دولارا لعائلة كل من يقوم بعملية انتحارية، و كان قائد الهزائم يفي بوعده، و كان المنتحر يصعد إلى السماء لينكح حواري الجنة التي وعده بهن الشيخ "الجليل"، و يفترش الولدان المخلدون.
لم تكن الدول الاستعمارية هي وحدها فقط التي تنهب بثروات العراق بل كان إلى جانبها أيضا من يدعمون الإرهاب حاليا.

(*) الإرهاب الذي يسميه الشيوعيون الزرقاويون: مقاومة، هو قطع الرؤوس و سلخ الجلود، و قد ذهب ضحية هذا الإرهاب عمال أجانب و عراقيون، و هو قتل أبناء الشيعة الفقراء و حرقهم، وهو عمليات انتحارية يقتلون فيها أكبر عدد ممكن من العراقيين، و هو اغتيالات الناس أمام بناية الهلال الأحمر و تفجير آخرين في كربلاء و أربيل و الكاظمية ….. و هو القتل على الهوية تماما مثلما كان يقوم به أقرانهم في لبنان ضد المسيحيين هناك. هذه هي المقاومة التي ينشدها الزرقاويون.

(*) و مثلما نجَّـس القومجيون الأعراب كلمة القومية العربية و فكرتها، و مثلما قتل السلام الإرهابيون و مساندوهم، نرى الزرقاويين يحاولون تنجيس اسم القائد العراقي الخالد فهد، و هم يحاولون أيضا قتل السلام و الاستقرار في العراق.
نرى الآن الإرهابيين، على مختلف اصنافهم وأصنامهم، يقتلون المسيحيين العراقيين، لا لشيء إلا لكونهم مسيحيون، و لو ينهض فهد من قبره فإن أول رأس يقطعه إرهابيو المقاومة الشيوعية الزرقاوية، سيكون رأس فهد، لكونه شيوعيا، و أول جلد ستسلخه المقاومة الشيوعية الزرقاوية سيكون جلد فهد لكونه مسيحي.

(*) إن العراق يمر بزمن حرج و خطر، و على الرغم من خطورته فهو أفضل بكثير من زمن البعث الدموي. و العراق يعيش اليوم تحت ظل احتلال أجنبي جلبه لنا أولئك البعثيون المجرمون.
و لكن لنا أمل، سيتحقق الاستقرار في عراقنا، و سيعيش بلدنا في حرية و ديمقراطية، و سينتهي الاحتلال الأجنبي، و لن يحقق الارهابيون نواياهم في عرقلة الاستقرار و خنق الحرية و قتل الديمقراطية و إطالة زمن الاحتلال الأجنبي.

آب /2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت