الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإشكالية المنطقية في علة الخلق والخليقة

رأفت عبد الحميد فهمي

2010 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل البدء حينما كان الأزل يضم غياهب العماء حيث اللا شيئ اعتلى الله سدة الألوهية في سرمدية الإنفراد والتوحد يتفقد ممالك اللاوجود فلا قيود للأزمنة ولا التزام بحتمية الأمكنة الله وحده ظافر بالربوبية والخلود متمتع بالحرية المطلقة تغمر أنواره الكون الفسيح الذي بلا تخوم في الفضاء .
لكن الله في علياءه سيحدد ساعة تجليات الكائنات ولا نعلم ما الحكمة الملغزة التي جعلته يدعو العالم بما فيه إلى ساحة الوجود أي ما الحكمة في خلق وإيجاد الأشياء والكائنات وهو بالتعريف غني عن العالمين ؟ مازلنا لا نعلم سر هذا الإستدعاء فإذا قال في محكم كتابه : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( الذاريات -56 ) تساءلنا وما حكمة التكليف بالعبادة والله لا ينتفع بطاعة ولا يتضرر من معصية ؟
لقد تم اختيار ساعة الإبتداء لطرح المخلوقات من الكمون إلى الظهور للبقاء المؤقت حتى يرث الأرض وما عليها . سيدشن الله صدور الأشياء والموجودات بسخاء منقطع النظير ملايين المجرات التي تسبح كالعناقيد في الفضاء الفسيح أكداس وأكداس لا تحدوها التصورات وتخطئها الحسابات تضم مليارات النجوم التي تتسكع في المدارات تدور هائمة متنافرة بعضها عن بعض متباعدة نحو السحيق اللانهائي عدا دوامات السدم المتزوبعة بالغاز والغبار والإشعاع لكن الله وسط هذا الكون الفسيح سيختار بقعة وحيدة أشبه بنملة في إستاد رياضي كي ما يرسي فوقها الجبال ويغمرها بالمحيطات جاعلاً البراكين تتقيأ حممها من اللافا والمصهورات التي ستنشئ اليابسة كي ما تضم أمم الطيور والبهائم والحشرات وأمم البراغيث ومفتتي الأجداث والفيروسات ولنا أن نسأل ماحكمة خلق البراغيث والتماسيح والخنافس والجراد ؟ وليس في خلقهم وإيجادهم فحسب بل في حمكة فرض الموت أيضاً عليهم فما الغاية والحكمة في حياة وممات البراغيث مثلاً ؟ وإن كانت مكلفة ( بفتح اللام ) فإي حكمة وراء ذلك التكليف ؟
أنه كرنفال هائل من ملايين المخلوقات المتصارعة من أجل البقاء دون أن تفهم ودون أن تعي صيرورة الوجود وديمومة الحياة لم ولدت ولم تموت ولم طرحت أصلاً في الوجود ؟ لكن الله يزيد في الخلق ما يشاء مانحاً الحياة والموت بلا أي سبب منطقي فإذا انصرمت الأيام الستة أصبح الله بالكون محيط ومحاط .
مشيئته تتفقد عناقيد المجرات في تمددها كفقاعة متوسعة خلال شتى الإتجاهات ها هو الأزل أزله والأبد أبده فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في كون طوع قبضته عليم بسكناته بصير بقلاقله لكن تشرئب الإشكالية المنطقية فمن في الكون يعرف أن الله هو الإله ؟ من يعرف أنه الحق رب الفيوضات ؟ فهل من مجيب ؟ فمن غير المعقول أن تعي الجمادات شيئاً لأنها لم تمنح عقلاً ولا لغة ولا لسان كما أنه من غير المعقول أن تعي البراغيث والتماسيح حقائق الإلوهية وذلك أيضاً لأنها لم تمنح عقلاً ولا لغة ولا لسان فمن إذن في الكون يعرف أن الله هو الإله ؟ لذا شاء الله أن يُعرف بصورة غير معرفته بذاته فما عرف الله إلا الله نفسه فمن في الكون يعرف أن الله هو الإله ؟؟
فمهما جابت سفنه شطآن المجرات واقتحمت سدم الغاز والغبار والإشعاع و مهما عبرت مشيئته أحافير الأزمان و مهما ألجمت أرادته أعنة البدايات والنهايات لكون هائل الضخامة بالغ الإتساع وأخرج الخبئ في السماوات والأرض ستظل الإشكالية المنطقية لخالق واحد في سرمدية الإنفراد والتوحد فمن في الكون سيخاطبه الله ويستمع لأوامره ؟ بل يعي كلامه ويفسر حديثه ويفك شفرة رموزه ولغتة ؟ فكيف إله بلا عبيد تطلبه ؟
عبيد تتضرع ساجدة قبالته ؟
عبيد ترتعد فرائصهم لحضرته ؟
عبيد يكون لهم رباً وإلهاً ممجداً عبيد ينهون بنواهيه ويأتمرون بأوامره
عبيد ينعمون بفراديس جنته
عبيد مستذلون في أروقة معابده
فمن في الكون يقوى أن ينازله ؟
من يجرؤ أن ينازعه؟
ففي قبضته تلابيب كون طيّع إن شاء أحياه وإن شاء أخمده .
لذا شاء وأمر وقضى أن يأتي بجموع رعيته كي ما تعرفه و تتبدد الإشكالية المنطقية وتقر الرعية له بالإلوهية الظافرة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله محبه وهو لم يحرمك من نعمة العقل
Zagal ( 2010 / 6 / 25 - 01:29 )
ايه ياعم الكلام ده كله .... ليه الكأبه والضغطه دى...

اللى يقراء كلامك يشعرانك متعلق فى الهواءكاذبيحه والله بيسلخ فيك..

يعنى انت لم تشعر بالسعاده يوما !!!
هل عندما رزقت بطفل او نجحت او تزوجت او شاركت فى اسعاد اخرين الم تشعر بفرحه غامره لدرجةان تشكر ربناعليها...
الله ايضا يفرح بك عندما ترجع اليه او تفعل شئ رحمه مع اخرين.

الله محبه وهو يحبك لدرجة انه لم يحرمك من نعمة العقل


2 - اقرأ ما وراء السطور
رأفت عبد الحميد فهمي ( 2010 / 6 / 25 - 10:55 )
الأخ الفاضل zagal
شكراً لمداخلتك لكنك للأسف لم تستشف ما وراء السطور فليست القضية محبة الله لنا لكن المقصود هو الضرورة المنطقية التي نتجت عن تحميل مسؤلية الخلق والخليقة لدى الذهنية الدينية لله الذي استدعى وجوده وجود عبيد له فما الحاجة إلى العبيد وتكليفهم وهو لا ينتفع بطاعة ولا يتضرر بمعصية وشكراً للإهتمام


3 - سيدي الكريم
هاله ( 2010 / 6 / 25 - 12:27 )
لا مناص من الايمان بوجود الخاق العظيم وبحكمته لكن انا معك ان الحكمة في كثير من الامور غير واضحه بالنسبة لنا
شكرا لك


4 - الحكمة المفقودة
رأفت عبد الحميد فهمي ( 2010 / 6 / 25 - 13:29 )
كيف يتسنى لنا الإيمان والإطمئنان بدون وجود حكمة ظاهرة فنحن نريد الفهم والوضوح وهي ليست طلبات مستحيلة أو محرمة وشكراً للمداخلة


5 - حاولت الدخول الى ما وراء الكلمات في مقالك
الحارث بن شيبان ( 2010 / 6 / 25 - 23:26 )
عزيزي الكاتب تحية لك
انت في موقع حر فلماذا لا تطرح ما تريد قولة مباشرة , حجج الفلسفة ليست جميلة دائما . فلها خصوصية المناورة كمهارات كرة القدم التي لا تستطيع تطبيقها على كرة التنس !!!
ان كنت بحاجة لاجابات فعليك بالسؤال قبل الكتابة .
وان كنت بحاجة للقناعة فعليك بالتأمل الصامت دون ضوضاء التكرار
فهذه المواضيع تم طرحها سابقا وبوعي اكبر , ومع ذلك لم تكن النتيجة بقدر الجهد
شكرا لوقتك

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah