الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخلوق محكوم ببنات افكاره..والدين برئ

كاظم محمد رحيمة الساعدي

2010 / 6 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


منذ الوجود الاول للكائن البشري يتنازع في دواخله المفهوم الفكري والجسدي ولايرتكز على صفة أن كانت رجل او امراة طفلآ او شيخا فكلاهما متحدد من خلال المفهومين واما جدلية التقاطع بين اعمار او اجناس مختلفة فهذه كانت ولا زالت هي هي بل ان التنقل بين التاريخ بقديمه وجديده او التنقل بوقتنا الحاضر بين اماكن مختلفة لايبين الفوارق الجلية لانها تكاد تكون هامشية...واما الدين باختلافاته ومصادره بل حتى الافكار الوجودية التي كانت عبارة عن نظريات لاناس لهم في الحياة مالهم من خبرة لاتتعدى ان تكون رؤية مقطعية لجسد الحياة علما ان المقطع متخصص بجهة واحدة وليست كافة اوجه الحياة لذا فالنظرية وبوضوح ربما تكون اقتصادية او سياسية او رؤية ثقافية لذا تستمر حولآ او حولين في احسن الاحوال وبعدها تبدأ بالنضوب لان الفكر البشري عموما محكوم بالاتساع الى افق منظور ووفق مصلحة ذاتية تؤتي أًكلها بين ليلة وضحاها وأختفى مفهوم لم يتم العمل به ألا لحظيا الا وهو زرع بذور الخير ومحصولها يَجنى بايدي آخرين كان الزرع في ألاصل لآجلهم ...لذ فحقيقة الامر ان الصراع الوجودي لاعلاقة له وبالمطلق بالعقائد وهي بريئة جميعها جملةً وتفصيلآ لان الجميع ارادها شماعة ليس الا..والغريب ان الزج بين مفاهيم مهترئة اصبح ديدن المثقفين بل والسياسيين ...مثل مفهوم صراع الحضارات..او الصراع بين الشرق والغرب..او مفاهيم الشيوعية والراسمالية والليبرالية ...جميعها تم تبنيها لغرض ليس الا...اما الجمع الغفير من السائرين في ركاب هذه المتناقضات ليسوا بأغبياء بل بشر تحدد خيارهم من خلال بنات افكارهم هي هي..المبتكر والمنفذين يسيروا وفق هدفتم تحديده من خلال اجندة شخصية ولاعلاقة لكل المتناقضات بالامر بل ان العقائد بريئة الى النسبة المطلقة ...لذا يجب ان يسموا دور المثقفين الى حدود الشفافية واللاتنازع بين تلك المفاهيم بل يجب ان ينزوي الكاتب الى التجرد باستقلالية تامة ومطلقة عند الغوص في بحر التناقضات والامر ليس بالسهولة المتوقعة بل هو التحدي الاكبر ..تحدي تلك النرجسية المطلقة التي يتمتع بها كل كل البشر وحتى هذا التحدي وان تم النجاح به سيكون بالنسبية وليس بالمطلق فالملائكة هم وحدهم من يتواجدوا بتلك النسبة المطلقة ...لذا ان نؤمن بانفسنا كبشر هي النظرية الاهم القابلة للتطبيق والنجاح ...وان نؤمن بان ليس كل مايكتب من حكم هي حقيقة مطلقة..وان نؤمن باننا نحن الوحيدين المسؤولين امام انفسنا عن اي مفهوم يتقاطع مع مفردات حياتنا سلبا وايجابا ,,والاهم ان نؤمن بان انفسنا البشرية تحتاج الى تحدي بل ان الغريزة الاساسية التي تستند عليها كل الغرائز الاخرى هي الانانية...ولنسال انفسنا هل من الممكن ان نتحدى انفسنا قبل كل شئ...عندما ننجح سنستطيع ان نكون في الطريق السليم في تحديد كل المفاهيم والاصطلاحات المتوارثة المتجددة والحديثة بمنطق سليم ..
ومن المفارقات انني كنت مؤمن بانني انسان على رقي كبير بل انني اميز نفسي باني لم اقترب من الخطا والخطيئة..
ولكن عند عملي مع منظمة انسانية في الاردن تتعامل مع الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة كير العالمية وكلاهما متخصص بمساعدةى اللاجئين...
كان الدرس الاول من ممثلة المنظمة وهي السيدة اليابانية ..هل تستطيع ان تتقبل العالم بتناقضاته وتكون حياديا في النظر من زاوية واحدة وهي المفهوم الانساني...
اجبت بلا تردد نعم...
ومع مرور الايام وجدت نفسي بانني اتمتع بانانية ولو كانت غير منظورة الا انها موجودة...
وبعد سفر السيدة فوسايو سلمتني مهام كل شئ ماديا بل واتخاذ القرارات المناسبة بخصوص الاوضاع للاجئين العراقيين الذين نتعامل معهم يوميا وانا كنت واحدا منهم...امضت شهرا كاملا وعادت الى الاردن واردت اطلاعها على كافة التفاصيل التي مرت خلال مدة اقامتها في اليابان...
اغلقت الدفتر المخصص وابتسمت قائلة بان لها ثقة تامة...
نعم كنت خلال فترة غيابها احاول ان اثبت لها بانها اعتمدت على الانسان المناسب...
كانت فترة عملي معها اغنى تجربة مرت في حياتي التقيت باشخاص كانوا على النقيض من افكاري ولكني كنت انسان اعمل من خلال مؤسسة انسانية...كبر عندي هذا المفهوم ..
وفي مرة كنت امثل السيدة فوسايوا ايريكورا وهي ممثلة منظمة السلام العالمي ..
وبتواجد جمع من المتطوعين العراقيين 25 شخص رجالا ونساء تم بحث شؤون اللاجئين وجدت بان المتطوعين يكيلون التهم جزافا الى اللاجئين العراقيين والاغرب انهم انفسهم من تلك الصفة..
امتد الاجتماع لساعة ونصف وبعدها قامت ممثلة منظمة كير العالمية بالنقاش حول الراتب لكل متطوع...
رفعت يدي وقلت سيدتي نحن متطوعين من اجل اناس هم بحاجة اكثر من كل انسان يتواجد بهذه القاعة واقترح بتحويل الرواتب الى من هم بحاجة اليه من اللاجئين ...
انتهى الاجتماع ...
وجدت جميع من حضر وقد اكفر وجهه وقائلين بالحرف الواحد وبالتناغم جميعهم...
كيف لك ان ترفض الرواتب ...
ان اللاجئين يذهبوا الى الجحيم ...
نحن لانهتم الا بالرواتب ...
تركتهم يسبون ويلعنون...
عموما رن في اذني جملة واحدة لامراة يقف خلفها زوجها ..
قائلة هذا الغبي لايحب نفسه...هذا الغبي لايعيش على ارض الواقع...
وربما كانت صادقة وكان قد وافقها 24 شخصا مما يني كلامها اتت الموافقة عليه بالاجاع ولازلت افكر لماذا بالاجماع

الامر في كل مكان وزمان كان ولازال كلام هذه السيدة...بل ان المصلحة الذاتية هي الديدن الرئيسي لكل ماعلى الارض ...بل انه النزاع الابدي ...بين حقيقة المفاهيم ....العقائد ...النظريات وجدلية الصراع من خلال النفس البشرية...لازالت الى ساعتي هذه اتسائل هل من الممكن ان نكون بشر...وانا على يقين ان كل انسان على سطح البسيطة منذ الخلق الاول الى لحظتنا هذه يحاول ان يضع اقدامه في مكان ما...ولكل انسان لحظة يتجرد بها الى ذاته ولكنه دوما يحاول ان يختبئ من نفسه بنفسه...اذن وبالمطلق كل ماعلى الارض من متوارث ومكتوب ومقروء ...لايزال هو هو ويتعامل معه المخلوق البشري بما تحدده النوازع الذاتية ليس الا...وبالمطلق لايوجد انسان في وقتنا الحاضر دين او فكرة الا لمصلحته الذاتية بعيدا عن الانسانية المطلقة لان الانانية هي السمة الغالبة على المخلوق البشري

[email protected]
الولايات المتحدة-كاليفورنيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدين بررررررئ
طلال بقوش ( 2010 / 6 / 26 - 06:12 )
التنقل من قبل الكاتب لايحدده زمن .نعم انك اصبت في طرح الانانية ونعم الجميع يمشي على هواه والدين برئ


2 - كل له دين
راقية غرايبة ( 2010 / 6 / 26 - 07:14 )
ودينهم يصنعونه بانفسهم ياخذون مايفيدهم يتركون معظمه
جميعهم يجب ان يسمي دينه باسمه ليس باسم الرب او النبي
بل هو دين الشخص نفسه القيم الوحية بكل الاديان سامية ومسالمة وجميع من يصف نفسه بانه من اتباع اي دين بحقيقة الامر هو يسير كما قلت يااخي من بنات افكاره
والله صحيح


3 - هذا هو الدين الحقيقى للناس
انسان فقط ( 2010 / 6 / 27 - 12:50 )
نعم اخى هذا هو الدين الحقيقى ل 99%من البشرية مهما ادعوا انهم يؤمنون باى دين او حتى ملحدين هذه الصفة بكل اسف -الانانية- هى غريزة ذاتية عند الحيوانات ولن تخرج الانسانية من شقها الحيوانى الى الشق الانسانى لها الا بالتغلب هلى هذا الاله الفظيغ الذى نعبده نلقائيا دون ان نشعر وللمحافظة على هذا الاله اختلقنا الاها اخر اكثر فتكا بالبشرية وهو الى الوطن او الدولة الوطنية والذى على اساسه تم احتكار الثروات الطبيعية للارض لدى اقل من خمس سكان العالم وحكمنا على باقى البشرية ان تعيش فى هذا السجن المسمى الدولة الوطنية لمجرد ولادته بها دون خيار منه وليس له حرية السعى فى ارض الله الا بتأشيرات واقامات ...الخ من هذه القوانين النى حولت البشرية الى حيوانات تعيش داخل حظائرها المسماة دولا وطنية المفروضة على الناس فرضا
فالانسانية اساسها حرية الفرد فى الاقامة والعمل والتنقل بكل حرية فى ارجاء الارض وفى اعتقادى ان تقييد هذه الحرية لاى انسان تكون النتيجة اننا نعامله كحيوان مباشرة
اتشرف باطلاعك على هذا الموقع:
http://tawheedmessage.blogspot.com/
شكرا

اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ