الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب بين امرأة ورجل ، من يكون فيها المنتصر؟

ياسمين يحيى

2010 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


‏النساء والرجال جميعا بهم الأقوياء وبهم الضعفاء ، وبهم المناضلين وبهم الخاضعين ، وهكذا في كل صفات الأنسان الأخرى .
لا توجد صفة معنوية خاصة بالرجل دون المرأة أو تزيد عند الرجل على المرأة أو أن نسبتها في الرجال أكثر من النساء أو في النساء أكثر من الرجال ، هذا ما أعتقده انا وهذا يثبته لي الواقع .
طبعا ليس واقع المجتمعات العربية وأنما واقع المجتمعات التي لا تميز بين الجنسين والتي يتمتع بها الجنسين بنفس المقدار من الحرية والحقوق ، ففي هذه المجتمعات تكون النظرة المجتمعية لكلا الجنسين نظرة واحدة وهي بالطبع نظرة أيجابية، وليس نظرتين كما في مجتمعاتنا أحدهما أيجابية في حق الرجل وأخرى سلبية في حق المرأة .

هكذا بدون منطق وبدون دليل عقلي وعلمي المرأة ضعيفة والرجل شجاع ، المرأة غبية والرجل ذكي ، المرأة كيدها عظيم والرجل بريء (وعلى نياته) ، المرأة شريرة والرجل طيب ولا يعرف الا الخير ، المرأة دموعها دموع التماسيح والرجل دموعه صادقة وغالية ، المرأة عاطفية ولكن أذا أوقعتها عاطفتها في مشاكل تعاقب عليها أشد العقاب والرجل عقلاني ولكن أذا وقع في مشكلة‏عاطفية سيكون هو الضحية المسكين، المرأة ثعبان والرجل حمل وديع، المرأة ناقصة والرجل كامل ، المرأة عورة والرجل شرف يشرفها ويشرف نفسه، المرأة متعة من ضمن متع الرجل والرجل أنسان، المرأة شيطان والرجل ملاك طاهر .
بأختصار المرأة مجرمة والرجل هو القاضي العادل الوقور .

هكذا يعتقدون في المجتمعات العربية، لا فرق عندهم بين امرأة وامرأة ورجل ورجل، فكل امرأة هي بهذه الصفات وكل رجل هو بعكس هذه الصفات ولا مجال للنقاش في هذا الأعتقاد فهو لديهم حقيقة دينية وثقافة مجتمعية عملوا على تأسيسها وترسيخيها في شعوبهم نساء ورجالا فصدقها عقلهم الباطن وأوهمهم بها فأصبحوا يرونها حقيقة واقعية. والحقيقة هي أنها كذبة كبيرة لا تمتاز بها الا مجمتعاتهم ونسائهم ورجالهم فقط، وبعض المجتمعات المتخلفة .

فهل تستطيع امرأة في مجتمع من هذه المجتمعات أذا قدر لها أن تدخل حرب مع رجل أيا كان هذا الرجل سواءا زوجها أو زميلها أو أخيها أو حتى حبيبها ، هل تستطيع هذه المرأة أن تقاوم الى آخر نفس وأن تصمد وأن تحقق النصر في النهاية وهي المذنبة بالفطرة في نظر مجتمعها وهي الخاسرة لأنها الضعيفة في نظر نفسها ومجتمعها أيضا، وهي الشريرة التي كيدها عظيم ؟

بالتأكيد سوف لن تنتصر على خصمها مهما كانت قوية ومهما كان ضعيفا ، ليس لأنها لا تستطيع من تلقاء نفسها ولكن لأنها تعيش في مجتمع يسلبها جميع أسلحتها ومقومات أنتصارها ويسلمها للرجل، ويساند الرجل في حربه ضدها ويدعمه بكل أدوات الدعم القاضية عليها ، فحينها لاتستطيع الأستمرار والثبات في حربها لأنها ستكون ضعيفة ضعف خارجي وليس ضعف داخلي أي ليس من نفسها بل من تحالف المجتمع مع الرجل ضدها ومن النظرة الظالمة لها، فهي وأن كانت شجاعة بما يكفي فأنها لن تقوى على مقاومة رجل ضعيف يسانده ويقف بجانبه مجتمع أقوى منها، فمن المؤكد بأنها ستحكم عقلها الذي سينصحها بالتنازل والأستسلام من البداية لأنها ستكون الخاسرة في النهاية . فلماذا تجهد نفسها وقد حكم عليها بالهزيمة قبل أن تبدأ أول شرارة في حربها.

مثال: أذا تحدت امرأة رجل في مجتمعنا العربي الأسلامي الذكوري الذي يتصف بجميع ماتقدم ، من سيفوز بهذا التحدي؟
لو كان هذا التحدي في مجتمع أنساني متقدم كالمجتمعات الغربية فسيكون الجواب هو : سيفوز من له القدرة الأكبر على المقاومة والصبر والعناد.
ولكن في المجتمع العربي سيفوز الرجل حتما لأن المرأة في‏ هذا المجتمع ليست هي بذاتها وبشخصيتها الحقيقية وأنما هي امرأة تقوم بدور تمثيلي مفروض عليها ، فأن حاولت هذه المرأة أن تتجرد من ذالك الدور وتعود لذاتها وشخصيتها الحقيقية سيمنعها حينها ذكائها من هذا العبث الذي لا طائل منه ، فكيف لها أن تتحدى رجل بيده رقبتها !
وأن لم يردعها عقلها وفضلت أن تغامر وتخاطر بحياتها فلن تستطيع الأستمرار أيضا لأنه سيقطع عليها الطريق رغما عنها ، متخيلا نفسه ومصدقا بأنه القوي وهي الضعيفة وأن قوته آتية من ذاته وروحه وليس من مجتمعه ودينه وما يغدغونه عليه من قوة ونصرة وعزة ودلال ، وأن ضعفها هو فطرتها التي خلقت معها والتي تجعلها دائما هي الخاسرة معه .

لو أن هذا الرجل دخل في حرب أو تحدي مع امرأة غربية أو تعيش في دولة غربية هل ياترى سيظل يعتقد نفس الأعتقاد ! أم أنه سيغير نظرته نحو المرأة ويقول بينه وبين نفسه : الله يخلي ديننا وثقافتنا ومجتمعنا الذين كسروا أنوف نساءنا وجعلوا ضعيفنا ينتصر على أقوى امرأة بيننا .. !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا مكان فى الغرب للمتخلفين
Zaher Zaman ( 2010 / 6 / 26 - 15:02 )
الأخت / ياسمين
أقرأ مقالاتك بصفة منتظمة ، وتعجبنى نظرتك الثاقبة للأمور واختيارك للموضوعات البالغة الحساسية كمسألة النقاب وغيرها ، وهذا الموضوع الذى نحن بصدده ، هو من الموضوعات التى تمتد جذورها لمئات بل ربما لآلاف السنين التى خلت . أجيال وراء أجيال والنظرة الطالمة للمرأة تنتقل من جيل الى جيل..ان لم يكن بحكم البيئة والعادات والأعراف والتقاليد ، فبحكم النصوص الدينية التى مسخ العدد الأكبر منها صورة المرأة وكيانها ، بينما قلة قليلة جداً من تلك النصوص هى التى حاولت انصاف المرأة..وليس هناك أسوأ من أن تنص الآية على أن شهادة الرجل تساوى شهادة اثنتين من النساء ! قمة الفكر الذكورى..حتى الملائكة ..نجد الفكر الدينى يتعفف أن يكون من الملائكة اناث..أنا شخصياً لا أكتب قصيدة غزل دون أن أقول للمحبوبة : ياملاكى الحنون..وطيفك ياملاكى..عينان ملائكيتان تسبحان فى ظنونى..الخ
تحياتى


2 - قنبلة نووية من الود و الورود
T. Khoury ( 2010 / 6 / 26 - 17:54 )
تحياتي الى المحاربة الشرسة ياسمين والتي سلاحها الوحيد القلم والعقل والمنطق.

اهديك قنبلة نووية من الود و الورود لكي تقضي على الكراهية والاضطهاد بمجتمعاتنا


3 - نظرة ثاقبة من زهرة الجلنار
كامل النجار ( 2010 / 6 / 27 - 06:55 )
السيدة ياسمين! أرفع قبعتي احتراماً لتفكيرك ومنطقك السليم. في بداية تكوين المجتمعات البشرية كانت المرأة هي الإلهة وهي مانحة الخصب والعطاء، وتنافس الرجال في التقرب منها وخدمتها. وكذلك في مملكة الحيوان فإن ملكة النحل هي الآمرة الناهية ويتسابق الذكور لنيل رضاها وإخصابها. وفي الغابة فإن اللبوة هي سيدة العرين والمسؤولة عن الدفاع عن النشيء. ولكن تآمر الرجال على الأنثي قبل حوالي خمسة آلاف سنة أدى إلى إحلال الآلهة الرجال مكان الأنثى ومن ثم أضطهد الرجل المرأة حتى لا يترك لها فرصة لاستعادة موقعها الأصلي، فأصبحت المرأة بمساعدة أنبياء الخداع، نجسة وشيطان وناقصة عقل ودين. ولكن في الغرب حيث وضع الناس الدين في مكانه الصحيح داخل الكنائس، أصبحت المرأة تتحدى الرجل وتفوز عليه في جميع المجالات، حتى في الجيوش الغربية نجد المرأة تقود الرجال وتكسب المعارك. ولكن في بلاد خير أمة أخرجت للناس، ما زالت المرأة تكافح، مثل ما تفعل زهرة الجلنار، من أجل البقاء على وجه الأرض
تحياتي لفكرك النير


4 - ما هو سبب تخلفنا
مجدون ( 2010 / 6 / 27 - 08:43 )
سيدتي الفاضله اتمني ان لاتدخل المرْاه في معركه معنا وننتظر من هو المنتصر فنحن ليس في حرب لكن اين هي المراْه التي تريد ان تتحرر؟؟
ممكن اشبه المرْاه الحاليه بالعبيد وعندما يظهر محرر العبيد ح يطلعوا عينه ح يسالوه انت عايز تحررنا ؟؟ازاي!! ما احنا بناكل ونشرب وسيدنا كويس معانا ؟؟
عايزنا نعتمد علي نفسنا؟؟ يا عم احنا عمرنا ما شفنا غير الحقل والعشه بتاعتنا ح نروح فين!! لغايه ما محرر العبيد يجي له ذبحه
والي التعليق رقم 3 د. النجار يا سيدي الفاضل الاديان لها اكثر من الف سنه وافتكر اني امي وجيلها تمردوا علي الملايه اللف والبرقع وقلدوا فاتن حمامه وشاديه في اللبس ونزلوا مجال العمل والدراسه والجيل اللي بعدهم كان بيلبس مايوهات بكيني علي البحر لكن لغايه دلوقتي مش فاهم سبب رجوعنا الي الخلف وهل الدين سبب تخلفنا ام السياسه الهبله؟؟؟


5 - شخصية الرجل الشرقي
رعد الحافظ ( 2010 / 6 / 27 - 11:23 )
وأنا بالطبع منهم , معقدّة عموماً وتتصارعها أشياء متضادة غالباً (إلاّ الندرة ) , ا
فهو من جهة يطلب الشرف ويعتبره بين فخذي المرأة التي تخصّه / زوجة أو بنت أو أخت , لكنّه يحاول أن يكون كازنوفا مع الأخريات وكأنهنُ حلٌ لهٌ , وعلى هذا قيسي كثير من تصرفات الرجل الشرقي
لكنّه سيضطر الى تغيير تصرفاتهِ مع المرأة عندما تجبره الحاجة أو القانون...أقصد وجود الرادع
أعرف هنا في السويد كثير من الرجال الشرقيين المسلمين تزوجوا من غربيات لغرض الحصول على الإقامة المؤقتة
طبعاً يعيشون معهم ( لفترة محدودة ثم يتركونهم لأنهم حصلوا على مبتغاهم / الغالبية هكذا ) ,ا
خلال تلك الفترة يتصرفون حسب القانون السويدي
الرجل يشارك المرأة في كل شيء حتى تغيير حفاظات الأطفال , ههههههه , تصوري
أحدهم , تركي قال لي سترى كيف أتركها وربّما أبصق في وجهها بعد حصولي على الإقامة
طبعاً , هي كانت تجبره على إصطحاب طفلتهم معه حسب جدول التقسيم بينهم
وهو يخجل عندما يجلس معنا في صالة البليارد ويتوعد بالإنتقام مستقبلاً , ههههههههه
***
يعني مايجووا إلاّ بالشدّة والقانون , تحياتي لكِ دوماً


6 - طرح جريء
هبة ( 2010 / 6 / 28 - 09:01 )
سلمت يداك ذاك حال رجالنا في الغرب وطامتهم ان بعضهن تستغلنهم ماديا وتفرط بيهم متى تشاء بحجة الثقافات المختلفة مع انه يصبح غربيا في تصرفاته معها اكثر من الغربي نفسه


7 - المجتمع للمرأة
mazin 199 ( 2010 / 6 / 28 - 22:23 )
تحية معطرة بعطر الياسمين .المراة هي اعظم واجمل مكونات الحياة في التاريخ والحاضر مهما رخص و كبح الرجل للمرآة فهية أغلا شي عرفة الانسانية ومن يقول ان المراة ناقص عقل ودين اقول له اليس اختك و امك و زوجتك و المجتمع الجميل بالمرأة هي جوهرة التاج الذي تضعة علا راسك .اقول ان مجتمعنا متفوق في التخلف و عدم مراعات الانسانية للمرأة كأن المرأة هي حاوية القمامة يرمي كل سيأت الرجل المريض اما بالتدين او مخلفات المجتمع المغلق علئ نفسه من نفسه لعدم ثقته بالاخر و نفسه والمرأة هي الضحية الاول والاخر يجب ان تتتغير نظرة المجتمع للمرأة عن طريق الوعي و التدريس واحترام الاخر من المؤسسات الحكومية و التجمعات الاسرية والمنظمات الانسانية . كل هذا لكي تقول انا هو انت وانت هو انا نحن نكمل بعظنا البعظ انت الملك و انا الملكة انت الفلاح و انا الفلاحه ...اتمنئ ان تكون المرأة ملكه علئ الشعوب كما كانت يوماً ما اله...تحياتي للكاتبة الشجاعة


8 - قديمة
احمد ( 2010 / 6 / 29 - 09:31 )
القصة قديمة منذ ان كنا فى الكهوف
لها حوالى مئات الملايين من السنين
منذ ذلك الوقت تم التسيد عليكن فلا تحزنى وما تلومى الا جدتك الاولى
فلا علاقة للرجل بذلك


9 - لماذا الحرب
عاشق الاسلام ( 2011 / 10 / 31 - 20:04 )
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده حبيبي محمد بن عبدالله النبي العربي الامين
سيد الانبياء والمرسلين
افضل الخلق ورسول الحق صاى الله عليه في علاه وسلم
سيدتي ياسمين يحيى
بصرحة انا لم أقرء مقالتكي اعلاه ولكن بصراحة المكتوب باين من عنوانه
بما انك تهاجمين الاسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يجب ان ارد عليك بنفس الهجة القاسية ولغير حضاريه ولكن ديننا الحنيف امرني ان ارد على السيئة بلحسنه وان ادفع بلتي هيا احسن لا اأعلم ما كتبتي أعلاه
ولكن بما أنني مسلم ملتزم ولله الحمدسارد بما علمني ديني ولا اريد ان اقرء
أكثر عن الأسائه للأسلام بمقالاتك
الرد:

لماذا يا أنسة ياسمين نفترضه حربا والله عز وجل يقول عن العلاقه :وجعلنا بينكم مودة ورحمه: والمودة هنا بمعنى الحب لقد صنع الاتسلام للمرأه في زمن كانت المرأه تقتل فيه لأنها انثى فقط وأعطها حقا في الستر والتعليم وجعل الجنة تحت أقدام الامهات وأي شرف هذا لماذا الحرب لماذا النظرة الوحشية دائما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب االنفسه:بأبي انتا وأمي يا رسول الله هذه الرحمه المحمديه