الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابداع عربي...سجادة لعد الركعات وثمة من يحسب حروف القران !!

لؤي الخليفة

2010 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كانت المدينة التي فيها نشأت وديعة دعة سكانها الذين اتسمت حياتهم بالبساطة والعفوية , يذهبون في الصباح الباكر الى اعمالهم ويتجمعون عند المساء في المقاهي التي انتشرت حول النهر , ولبساطتهم اللامتناهية او لاقل سذاجتهم , لم يكن باستطاعتهم سوى تقبل شكل واحد من المعلومة انحصرت في ان الله قدر كل شيء ... بدء من الارزاق وانتهاءا بالصحة ... وهو الوحيد الذي باستطاعته ان يقول كن فيكون !! .
ذات مساء كانوا كعادتهم يتبادلون في احاديثهم المعتادة , ونادرا ما كان احدهم يأتي بجديد , فهو ذات الحديث , ووجهات النظر هي هي كما في كل يوم ...في ذلك المساء وهم يصغون بشغف لما كان يقوله احدهم عن السراط المستقيم ... من اين يبدأ واين ينتهي ومتى يمكن للمرء ان يجتازه وماذا لو زل احدهم منه ...فأين سيكون المستقر ؟؟ ... في هذه الاثناء وفي نشرة اخبار المساء التي كان ينقلها المذياع , اعلن المذيع , ان رجل الفضاء (( ارمسترونغ )) تمكن من الهبوط فوق سطح القمر ... صمت الجميع وكأن صاعقة نزلت على رؤوسهم ... كان وقع الخبر شديدا , فقد بان الذهول على وجوههم والاستياء كان باديا على محياهم , وصاح احدهم ... كيف لابن ادم ان يتجرأ ويتجاوز على حرمات وملكوت الرب ... ولم يمضي وقت طويل حتى قال كبيرهم ... مالكم يا قوم ... هل صدقتم ما سمعتم ؟ , انها ليست سوى هرطقة وكفر ... اياكم وأن تسمحوا لانفسكم ان تفكروا بمثل هذا الامر , فالذنب سيكون كبيرا وسوف تحاسبون عليه يوم القيامة ... وما لبث برهة حتى صرخ باعلى صوته مستهزئا ... مساكين اؤلئك الذين يتوهمون انهم قادرين على جلب الذهب الذي خزنه الله في القمر !! .
كنت ومجموعة من الشباب نجلس بالقرب منهم , وكان الرجل حريصا ان يسمعنا ارائه وتحليله لهذا الحدث حرصا منه الا تصيب عقولنا (( لوثة )) العلم والتطور !! ... لم نستسغ نحن حديثه , وقلت له من غير الصحيح ان ننكرهذا الانجاز العلمي الكبير , فذات يوم كان ابائنا واجدادنا ينكرون وكما فعلت الان , بل ويرفضون تقبل فكرة ان تحل السيارة والطائرة محل الحمار والبعير , فما كان منه الا واشاح بوجهه عنا مرددا بضع كلمات لم نسمعها الا انها كانت بالتأكيد تنم عن عدم الرضا والاستهجان ...
احمد الله ان الاجيال الحالية تجاوزت تلك المرحلة , وصارت تغرف من منابع العلم والمعرفة بشغف , ولم يعد بامكان احد منهم ان يستغني يوما عن المنجزات العلمية والتكنولوجية الهائلة , رغم المحاولات التي يسعى اليها البعض من ضييقي الافق في نشر وترويج الخزعبلات والافكار الغيبية , سواء في البيت او المدرسة ودور العبادة او عن طريق وساءل الاعلام المصابة بامراض الجهل والتخلف ... والمسر حقا ان غالبية الشباب راح اليوم يخصص جل وقته للدراسة والبحث والاستزادة من العلم في مسعى لمواكبة العصر وليكون لهم دورا فاعلا , كما الاخرين , في حركة البناء والتطور , ولتكون نتيجة هذا الدأب اسماء لامعة يشار اليها في شتى المجالات وخاصة العلمية ... الا ان ما يؤسف له ان هذا التوجه لم يلقى لحد الان الاهتمام الكافي من قبل المسؤولين محليا وعربيا واسلاميا , وها هي
الدراسات والاستبيانات المعتمدة دوليا , لم تزل تضع بلداننا العربية والاسلامية في مؤخرة الركب وفي ذيل قائمة الابداع العلمي والمعرفي , وان كانت تشير لبعض الاسماء المبدعة ممن كان لها دورا فاعلا في بناء النهضة العلمية الحديثة ووضع اسسها الصحيحة ... وليس ثمة من يستطيع ان ينكر عددا من الاسماء لعلماء عرب ودورهم في النهضة العصرية , وتركهم بصمات واضحة على هذه المسيرة لما قدموه وانجزوه , ليس هذا فحسب , فها هي الدول المتطورة علميا وتكنولوجيا تشيد وتفتخر بهؤلاء العلماء وبامكانياتهم العالية وطاقاتهم الخلاقة . ولكن و ماهو محزن في الامر ان اغلب هؤلاء كان قد غادر بلداننا ليحط بهم الرحال في الاقاصي لبعيدة , حيث توفرت لهم سبل الابداع وطرق المعرفة الصحيحة .
قبل ايام وانا اتصفح الاخبار , لفت انتباهي خبران , الاول هو ان احد الشبان في تونس تمكن من اختراع سجادة بمقدورها حساب عدد الركعات التي تؤدى اثناء الصلاة ... ذلك ان المصلي وهو في ذروة خشوعه ومناجاته ربه يسهو احيانا ما كان قد اداه من ركعات , وهو امر كثيرا ما شغل بال المسلمين ... وبقدر ما اكنه من احترام لجهد هذا الشاب وما توصل اليه , اقول له ولغيره من المصلين الذين يؤرقهم هذا الامر ... ان الرب لن يحاسبكم ابدا على عدد الركعات ... قليلة كانت ام كثيرة , ولن يكون ثمة ضير ان كانت هناك ركعة زائدة او ناقصة , فالاعمال بالنيات وليس بالركعات ... واضيف , كم كان عظيما فيما لو استغل هذا الشاب امكاناته هذه في مجال اخر اكثر فائدة واعم خيرا , فما عسانا فاعلين بسجادته هذه ؟ واي خير يمكن ان تضيفه للبشرية ؟ ... واود هنا ان اقارن بين اختراع هذا العربي المسلم من تونس ووبين اخر , اختاره هنا كمثال فقط , الا وهو جهاز التنبأ بالهزات الارضية التي تتجاوز حدتها السبع درجات وتعد لنا عدد الايام المتبقية للهزة كي يكون بامكان السكان مغادرة المنطقة دون ان يصيبهم اي ضرر , من دون شك ان البون شاسع جدا فيما بينهما ,وتوضح ايضا الكيفية التي يفكر بها كلا الطرفين هنا وهناك ...
اما الخبر الثاني فكان عن عربي مسلم اخر , اعتكف في صومعته لاشهر عدة ليتسنى له حساب عدد كلمات القران وحروفها , ولنا ان نتصور الحرص والخوف والرهبة التي لازمته طوال تلك الساعات التي امضاها هذا المسكين وهو يعد ويحسب ويحرص ان يكون حسابه دقيقا خاليا من الاخطاء ... وكم من مرة راوده الشك فيما عده ليعيد الكرة ثانية وثالثة ... اية حكمة كان يبغيها هذا المغفل ؟ , وماذا استفاد المؤن او المسلم عندما عرف عدد الحروف والكلمات ...
انني استطيع ان اجزم ان مثل هذا وذاك الكثير , ما هو الا نتيجة حتمية واكيدة للتعليم الخاطيء والتوجيه الاحادي الجانب وفي اصرار بعض من الحكومات في دولنا الاسلامية والعربية على نشر الافكار البالية والمتخلفة , والاخرون ما صاروا على ما هم عليه الا بعد ان تمكن رجال الثورة والتمدن من فصل الكنيسة والدين عن الدولة , ليفتحوا بذلك الافاق واسعة رحبة امام البشرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رضعات
حمورابي ( 2010 / 6 / 26 - 18:09 )
اخي لؤي....ليتك تطلب من المخترع الاول ان يخترع جهازا لحساب عدد الرضعات عند تطبيق فتوى ارضاع الكبير .تحياتي


2 - مقومات الانجاز ومعوقاته
عبدالله العطوي ( 2010 / 6 / 26 - 18:46 )
بالفعل هو شيء محبط لحظة المقارنة , دون ان نبخس جهد ذلك الشاب .
السؤال هو كيف نبدع وكيف نطور الابداع الى منجز عملي , ماهي احتياجاته وماهي الصعوبات في تحقيقه .
اهم قاعدة في الاختراع هو الحاجه , وهنا ياتي السؤال هل ذلك الشاب لم يشعر باي حاجة اخرى سوى عدد الركعات ؟
الم يلحظ الاحتياج الاقتصادي / السياسي / البيئي / الاجتماعي ؟
اعتقد ان السبب الاول خلف كل هذا التخلف هي السلطة السياسية , هي تعلم انها غير شرعيه وتختزل كل طاقات الشعب في شيء واحد هو بقاء الحاكم على كرسيه ,واي شطحة يكون اول قيد لها هو الخوف , ليس الخوف من الاختراع بل الخوف ان هناك فرد بدأ يفكر . مما يعني ان هناك اخر سينتبه يوم ما لذلك الحاكم ويسبب له مشكله تنغص عليه عيشة الكريم .
الامكانيات المادية موجوده , طاقة الفكر لا احد ينكرها , ولكن مناخ العمل الحقيقي غير موجود.
اعلم ان هناك من سياتي ليعلق بان الاسلام هو المشكله , وهذه قضية اخرى لابد ان نكون منصفين تجاهها , هل سنستمر بجلد الذات ونعلق كل مشاكلنا على شماعة المعتقد الديني ؟ الملتزم بدينة وغير الملتزم لن ينجح في بلداننا , والمتدين والملحد سيجدون فرص الابداع في الخارج
تحيه


3 - مسا الخير لجميع الطيبين
حازم ( 2010 / 6 / 26 - 18:48 )
الاديان جميعها من صنع البشر وتدعوا للتخلف والعبودية والذل
كم انا سعيد بكفري بجميع الاديان واحترمي لمعتقدات الجميع ويسعد مساكم


4 - اهل الكهف
امازيــــغ ( 2010 / 6 / 26 - 21:11 )
سيدي لقد كذبوا نزول الرجل الأسطورة على القمر و لما ووجهوا بالحقيقة ولوا وجوههم قبل المشرق ثانية و قالوا لقد سمع هناك اذان المؤذن للصلاة انهم لن يتخلوا عن ترهاتهم التي بواسطتها ياكلون ويبقى على النيرين من ابناء هذه الشعوب التي شحنت عقولها بالخرافة ان يهبوا جماعات و فرادى لأنقاذ ما يمكن انقاذه ان الدين الأسلامي هو الحاجز الموضوع امامنا لأبقائنا في الكهف ونصبح كما نحن عليه اضحوكة للأمم


5 - الاخ حمورابي
لؤي الخليفة ( 2010 / 6 / 26 - 22:57 )
انني كنت صادقا عندما قلت , انني احترم هذا الشاب وما توصل اليه , واعلم يا عزيزي ان العيب ليس في الشاب بل فينا نحن الذين يفترض بنا ان نعرف كيف نوجههم ونتبنى الامكانات المتميزة التي يمتلكونها , صحيح اننا سنواجه من يرفض ذلك الا ان الذي اعرفه ان اي شيء لا يمكن ان يتحقق بسهولة ... انها مسؤوليتنا ايها العزيز ولك تحياتي


6 - السيد عبد الله العطوي
لؤي الخليفة ( 2010 / 6 / 26 - 23:15 )
لقد اصبت الحقيقة حينما اشرت الى ان المناخ الملائم للابداع العلمي ضعيف او غير موجود , وقد اتيت على بعض اسبابها ... ولكن , ورغم طول الطريق الذي ينبغي علينا ان نسلكه , يجب ان نعرف ان الاخرين ما كانوا بأفضل منا بل اشجع وثبتوا اقدامهم فوق الطريق الصحيح , واني ارى اننا وضعنا خطوتنا الاولى عليه... وتقبل تحيتي الخالصة


7 - الاخوان حازم ـ امازيغ
لؤي الخليفة ( 2010 / 6 / 26 - 23:28 )
لكما تحياتي وامنياتي
انها حقا تركة ثقيلة تلك التي نشأنا نحن واباؤنا واجدادنا عليها , ولكن , وكما ذكرالاخ العطوي انه من غير الصحيح ان نعلق كل اخفاقاتنا على جانب واحد , فنحن ركن مهم من المعادلة وحينما نصمم على شيء ما , فانني على يقين ان مسعانا لن يذهب سدى ولا بد من يوم نصل فيه الى جادة الصواب وهي مبتغانا


8 - ماذا اقول
sun27 ( 2010 / 6 / 27 - 01:04 )
ماذا اقول ؟
الفاضي يخترع سجادة لحساب عدد الركعات
هناك اناس تخترع اشياء مفيدة للبشرية وهذا المخترع العبقري اخترع سجادة حتي يستمر المسلم في وسوسة دائما وبدلا من ان يضيع يومه في الوسوسة من صحة الوضوء وصحة الصلاة يظل يصلي اكثر واكثر ويعيش في سجادة الصلاة
الي ان يموت فيها , واللي يحب النبي يزيد





9 - انسان الي يصلي عوضا عنا
امير البادية ( 2010 / 6 / 27 - 01:22 )
لم نستغرب مما جاء به هذا الشاب , فاليوم سجادة وغدا انسان الي يؤدي الصلاة بدلا عنا وقد علمنا الانسان ما لم يعلم وقلنا له ان ردت الصعود الى السماء فلا تنفذ الا بسلطان وللعزيز لؤي تحياتي


10 - الانجاز العلمى
أيمن قدرى ( 2010 / 6 / 27 - 09:28 )
الأخ لؤى الخليفه تحياتى لسيادتم على المقال الجميل التى وضعت فيه يدك على احد مواطن جرح التخلف
وهو النظام ولا أقصد طبعا النظام السياسى ولكن النظام العام والمناخ العام الذى يمجد كل ماهو دينى فقط لا غير
فيكفى أن تضع موضوع السجاده الحسبه فى محرك البحث جوجل لترى الكم من نتائج البحث
بينما لو طلبت إنجازات الشباب العلميه فالنتيجه صفر بإذن الله


11 - العزيز ايمن قدري
لؤي الخليفة ( 2010 / 6 / 27 - 13:19 )
لك الحق فيما قلت , وان المناخ العام الذي اعتمد الاحادية في المنهج والتعليم كان عامل مساعد واساس في نشر الكثير من القيم والمفاهيم الخاطئة و التي بتنا في امس الحاجة الى اعادة النظر فيها ومعالجتها بل وتغييرها دون ان نلتفت لمن يحرص على بقائها وديمومتها لاسباب لا نجهلها جميعا , كما ان الواجب يحتم علينا ان نضع الاسس السليمة للنشيء الجديد الذي هو عماد مستقبلنا , ولا اعتقد اننا سنتوانى عن هذه المهمة ولا سنكون عاجزين عنها... لك امنياتي


12 - ابداااااااع من اصل عربي
راما ( 2011 / 9 / 1 - 12:07 )
جزاك الله خيرااااا
فما فعلته قد يسمى الابداااااااااااع بأم عينه وسيبقى هذا العمل فخرااا يشيد عزك فبارك الله فيك ونأمل ان ينشأ مثلك في انحااااء العالم
تحيااااااااااااااتي
راااماااااااا

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا