الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين و المجتمع

حسن سقراط

2010 / 6 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيرة هي المخاطر التي تواجه الإنسان منذ القدم وحتى يومنا هذا إلا أنها تختلف من حيث ماهيتها باختلاف الزمان والمكان الذي نشأت فيه الأمر الذي حتم على الإنسان إن يخلق لنفسه متنفسا يتمكن من خلاله إن يهرب من واقعه المأساوي ومشكلاته الحياتية (المادية والفلسفية) بواسطة أفعال أو طقوس معينة يضن أنها ستدرأ عنه المصاعب وتحجب عنه الشرور.
ما الدين وما وظيفته.وهل هو دائم وما مدى نفعه وغير ذلك من الأسئلة التي تراود القارئ الكريم.سنعمل على تضمينها كمحاور في المقال محاولين الإجابة عنها بشيء من الإيجاز.
يمكن إن نعرف الدين تعريفا إجرائيا بأنه ((تنظيم يشبع الإفراد من خلاله اغلب احتياجاتهم وفق محددات ثابتة للسلوك من الناحيتين الواقعية والغيبية )) فالدين نظام اجتماعي يتشكل من قبل أفراد المجتمع أنفسهم أو عن طريق غزو ثقافي يحدث بين المجتمعات المختلفة او صراع داخلي مبلورا كلا متماسكا يزيد من التكامل والوحدة بين أبناء المجتمع الإنساني
أما وضيفة الدين فينظر إليها من شقين الأول يمثل الاتجاه ألاهوتي ويعتقد أصحاب هذا الاتجاه إن الدين موضوع من قبل خالق معين يحث البشر على عبادته وينظم حياتهم اليومية وفقا لقوانين ثابتة لا تنزع إلى التبدل أو التغير . إما الشق الثاني فيتمثل بموقف العلوم الاجتماعية من الدين حيث رفض تعريف الدين بالخارق أو الله و ركزوا على وضيفة الدين الحياتية كإشباع حاجات الإنسان النفسية والاجتماعية إلا أنهم في الوقت نفسه يعدونه معوق للتقدم الاجتماعي لبعده عن التجديد ومواكبة العصر الحديث .
ولو تساءلنا عن مدى ديمومة الدين في المجتمع لوجدناه باق لا محالة طالما إن عجلت الموت دائرة والجهل بإسرار البداية والنهاية و كذلك فضول الفكر الإنساني في معرفة الحقيقة
أن نفع الدين أو ضرره يرتبط بالدرجة الأولى بقادته ومن ثم إتباعهم من خلال فهمهم وتوظيفهم للدين إذ أن اغلب رجال الدين ينطلقون في تفسير النصوص المقدسة من أيديولوجيا معينة بعيدة عن الواقعية العلمية فتبلور نشوء الطوائف داخل الدين الواحد الأمر الذي يقوده إلى التفكك والانحلال متزامنة مع تجزئة المجتمع و شيوع النعرة الطائفية التي تأخذ بتشويه العلاقات الاجتماعية داخل النسق الواحد.
خلاصة القول إن الدين باق وهو يحتاج إلى أن يكون متماشيا مع حاجات المجتمع متكيفا مع منطلقات إفراده وذا مرونة تسمح له بالتجدد تبعا لمتغيرات الواقع الاجتماعي المعاش غير ان تلك المواكبة غير ممكنة لما للمقدسات من تأثير على البناء الاجتماعي لذا ستبقى الاديان هجينة وتحاول ان تضغط نصوصها كي تتلائم مع الواقع المتغير المجتمع والذي سيفرض عليها الكثير من التنازلات وصولا الى شكلية الدين و عدم فعاليته في الحياة العملية الا في مسائل بسيطة كما حدث في الكثير من البلدان العلمانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدين و المجتمع
Amir Baky ( 2010 / 6 / 28 - 09:50 )
الدين أفيون الشعوب لمن لا يعمل عقلة و يعبد نصوص جامدة. والدين سعادة للإنسان عندما يوفقه مع عقله ومع العصر و حقوق الإنسان.


2 - الامراض الجسدية و الدينية
mazin 199 ( 2010 / 6 / 28 - 10:57 )
أخي الكاتب المحترم .الدين اخطر الامراض الذي فتكت بالبشرية وهذه الافات الدينية كرست لصالح السياسات للحكومات و المؤسسات الدينية والشعوب المتخلفة ينتشر فيها التدين والكتاتورية والثمن الشعوب الفقيرة و الجهل و الامراض الجسدية و الدينية...تحياتي للكاتب


3 - أسلحة الدمار الشامل
عبد الجبار الـيـائــس ( 2010 / 6 / 28 - 18:04 )
يا حسن.. يا سقراط..كلامك طيب.. معقول.. أفهم منه أن الدين يبقى حسنا إن أبقيناه محفوظا مكرما في دور العبادة... أما إن تدخل بالسياسة وأمور الدولة وعلا صراخا في الشوارع والبلكونات الشاهقة والـمـآذن, واختلط وأودع أموره للمفسرين والتجار وباعة المحلل والمحرم وأنظمة اللباس وموزعي الكراهية.. أصبح جدارا أمام المعرفة والحضارة واللقاء بين مواطني الوطن الواحد.. وفـجـر جميع جسور الإنسانية.. وأصبح أخطر أسلحة الدمار الشامل.

اخر الافلام

.. السيسي وسلطان البهرة.. من هو زعيم الطائفة الشيعية الذي حضر ا


.. فنيش: صاروخ الشهيد جهاد مغنية من تصنيع المقاومة الإسلامية وق




.. الأهالي يرممون الجامع الكبير في مالي.. درّة العمارة التقليدي


.. 121-Al-Baqarah




.. 124-Al-Baqarah