الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفيسة

فتحي بن خليفة

2010 / 6 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


النـــفــيــسـة


"مصير أليم لقاصر رماه القدر في طريقهم"
.المـــشـــهد الأول والوحـــيد.

.... وأخيراً
ها هي ذا..
ها قد نمت و تنامت ..،
بانت فأبانت عن سر و سحر يسلب الألباب .!. فسبحانك ربي يا باري العباد.
تفتقت، فأظهرت من القد طول.. ومن النعومة والنظارة مقدار.
مشغَـلتي
فـِتنتي المكبوتة.. مـَُميزتي بين الأقوام.
فسبحانك يا حي يا قيوم .. يا من نفخت في الطين روحاً .. ويا من تـَُحيي العظام وهي رميم .!
.. فها هي معشوقتي قد أينعت .. كبـَُرت وشبت.. وجسدت هاجس الصبا "اللا" برئ، بعد أن راودني فراودني
إلا أن الصبا صبي .. فلا حول لي عليها حيينها ولا قوة.. فلم تكن قدرة الرب قد وهبتني بعد، من مورثات الذكورة والفحولة ما يـَُعِينني عليها
فاكتفيت بالانتظار، وبما أفرغه الفقهاء والأمراء، في جوف عقلي الصغير من وعود وأساطير حور العين وأنهار الخمور والغلمان
ولم يطل الانتظار
فها أنا الآن، شاب في مقتبل العمر والعنفوان .،
وأنتِ في أوج النظارة و الغزارة وطول القِوام
يا فاتـِنـَتي .. يا من ستصبحين لي اسم وعنوان، صفة التدين وغاية الإيمان
فما أروع مسك و تلمسك.. وما ألذ حسك و تحسسك بأصابعي لمداعبتك
وما أقساكِ وما أعنفك وأنت تغزين قلبي وعقلي.، قبل قسمات وتعابير وجهي
أنت سلواي ووسيلتي للخلود.. بإفنائي للوجود والموجود
أنت دليل صلاحي وفلاحي
أنت ما يميزني بين الأقران وبرهان حكمنا وحكامنا عبر الأزمان
فما همي إلا أن تكبـَُري، فبكبرك أكابر.. وأُزايد بهيبتي وورعي، وترتقي مكانتي
ولا أخفيك استعجالي أن تتسلل خيوط الشيب الأبيض إلى شعيراتك السوداء الكثة الغزيرة، فذاك من علامات الحنكة والحكمة، وصولجان المشيخة والسلطان
فعهدا.. ولكي ترتوي وتزهري ، لا سقينك أعراس الدم قبل الدموع
وقسماً .. ولكي تخلدي ، لا عطرنك برائحة البارود والموت.. بعد مسوح الند والمسك
وزيوت الحبة السوداء وأعواد السواك، وبعد صفك بمشط حبشي العاج، سيراً على سيرة أوليائي الشهداء الصالحين طيب الله ذكراهم و ثراهم
وألحقكِ (( يا لحيتي)) القديسة النفيسة بمصير لحاهم
والله أكبر والمجد والخلود لنا وحدنا دون سوانا
نحن أمة المصطفي .. خير أمة أخرجت للناس
الله أكبر .. الله أكبر

...

إنفجار .. دخان .. دماء وأشلاء أبرياء ... (نهاية المشهد)


قلم / فتحي بن خليفة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah