الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام مقاهي (4) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج 2

خلف علي الخلف

2004 / 8 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جاءني إيميل من احد القراء (من السعودية ) تعليقا على ما قلته في " الشعر الحديث و وعلم التسويق الحديث " السابقة . وعنون الايميل بكلام مقاهي مزعج جداً .. جداً ، ونهرني بشدة بقوله : يبدو أنك بعيد عن الإبداع .... وان الشاعر ليس بحاجة إلى وصاياك وإرشاداتك وزبائنك.......الخ
هذا الرد لفت انتباهي إلى مسألة اختلاف تلقي السخرية بين بلاد العرب " أوطاني " ، فما هو معروف كسخرية في الشام ، قد لا يكون كذلك في اليمن
ولفت انتباهي أيضا إلى أن اسلوبي ربما يبدو مسخا ، ولا أجيد كتابة السخرية لان السخرية فن رفيع ، غير أني لا اطمح لهذا ، وجل ما أتوخاه من هذه المشاركات ، هو نقل المقهى وحكاويه إلى ساحاتكم
ولا ادري إن كنت مدينا له باعتذار على إنزالي الشعر الحديث من عزلته التي يعانيها إلى جعله حديث مقاهي .. وحسبي اني ابحث في أساليب مبتكرة لجعل الشاعر الحديث معروفا على الأقل
الرد الثاني جاءني أيضا من صديق من الإحساء ، هذه المنطقة في السعودية التي تكتب شعرا ذو نكهة خاصة وبمجرد أن يكون الشاعر من الإحساء ، فقد تخطى عتبة مهمة في الشعر الحديث ، وهي عتبة الرداءة (وهذا مديح مبطن وليس هجاء لان شعراء الحداثة في الشام مثلا قليل منهم يتخطى هذا الحاجز ، و أقول قليل لان عدد من يكتبون يتجاوز المئات ) وقد اختار محمد عضيمة في ديوان الشعر الجديد من سورية مائة وسبعين شاعر ممن لديهم مجموعات مصدرة او مخطوطة ((فما بالك بالذين نشروا قصيدة هنا او قصيدة هناك وممن لم ينشرو ا شيئا ولم يصلوا اليه اعتقد ان عددهم يفوق ضعفين ماذكره وهو زعم دون دليل )) وتجاهل عدد لا بأس به كما لم يأت على ذكر جماعة العمود
اذا من هذا الكم , لم يصلنا منه الا عدد بالكاد يكمل اصابع اليدين والرجلين ........اليس هذا ضعف تسويقي واضح؟؟
نرجع لرده - أي صديقنا - وهو طبيب ، قال لي : يفترض بشعراء الحداثة أن يوزعوا مع دواوينهم فياغرا ، لان الكتابة هي عجز جنسي أساسا ليس بمعناه الفيزيولوجي طبعا ، ونبهته إلى أن الفياغرا لازالت ممنوعة في بعض البلدان العربية ، مثلها مثل بعض الكتابات الحديثة والقديمة !
و أعاد اقترحه بحبوب الإكتئاب ، لان الشعر الحديث محبط ، ويصيب بعض الناس بالغثيان .. !
ولم يدلني على صيغة التوزيع ، لأنها فكرة مناسبة ، واقترح أن يكون العرض خذ ديوانين من شعر الشاعر فلان وعلبة حب اكتئاب مجاناً ..
وهذا ذكرني بصديقنا عبد اللطيف خطاب ، الذي كان يحمل معه تمرا ، يوزعه على حضور أمسياته القلة على اعتبار أن شعره متعلق بالصحراء والجمال وما شابه ولم أكن أتساءل عن السبب .. الآن يبدو لي أنه يقصد أمرين :
الأمر الأول هو طعمي التم تستحي العين .. فبعد أكل التمر لا يمكنك أن تهاجم شعره .. وهو بهذا يشتري السكوت بتمر .. ويبدو أن دراسته للاقتصاد قد جعلته يسبقني إلى هذا الكشف التسويقي !
والأمر الثاني انه يهيء الحضور للدخول في جو القصيدة ، قبل أن يتلو ترهاته واجد أن هذا أيضا قابل للتعميم ، كأن يرفق كل شاعر كيلو تمر بكل نسخه من ديوانه ، وهي نسخ بالكاد تصل إلى خمسمائة نسخة - لأتخن - شاعر حديث ويعتبر تكاليف التمر جزءا من تكاليف طباعة الديوان وبهذا سيكون قد ضمن نفاد النسخ خصوصا إذا نزل ديوانه إلى السوق بأول رمضان ، ومن الممكن أن يطبع طبعة ثانية بنص الشهر الكريم .
ايميل آخر من صديق يكاد يحمل لقب دال في علم الاجتماع يقول : أنت أستاذ في ربط الشعر الحديث بعلوم أخرى ، ولو اخذ الشعراء الحداثويين بنظرياتك التسويقية لأصبحوا اشهر من نانسي عجرم !
طبعا كلام صديقنا هذا لا يؤخذ به ، لأنه يشرف على تخطيط احد المشاريع التنموية في الصومال وعلى ما تعلمون ان الصومال اصبح الدخل الفردي فيها مهمل لصغره واظن السبب الرئيسي في هذا ليس الحر ب الاهلية ولا الفوضة بل بسبب نظرياته التنموية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟


.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟




.. 154-An-Nisa


.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي




.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا