الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة السيدة ثورة الثانية: وأئد الروح! (1)

سعيد علم الدين

2010 / 7 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقول السيدة ثورة:
" يقاس تقدم الأمم ورقيها، وانطلاق مجتمعاتها وتألقها، بمستوى وضعيه المرأه فيها. لانه هو المَحك الاساس! وعكس ذلك هو التخلف والتأخر عن باقي الأمم والسير حتما في الطريق الخطأ للوصول الى قاع الحضيض.
الوصاية الدينية الخانقة على المرأة، واعتبارها بشريعة القرآن قاصر حتى ولو بلغت السبعين من العمر، وبحاجة لرجل يكون وكيلا عليها ورقيبا على حركاتها، هو وأد لروحها، وخنق لحريتها، وتكبيل لحياتها، وزعزعة لثقتها بنفسها.
فالمرأة الواثقة من نفسها، المالكة لقرارها، الطموحة لبناء مستقبلها، والعارفة لدورها الاجتماعي، هي صورة صادقة عن المجتمع الراقي المتحضر، وانطلاقها وتألقها عِلْما وأناقة وعملا، هو تألق للمجتمع برمته تقدما نحو العلا، وانطلاق لعجلة الدولة العصرية الحديثة بثقة وثبات!
وهي عكس المرأة الفاقدة لثقتها بنفسها، ولقرارها، ولطموحها الذي يتمثل في أقصاه الحصول على زوج تعيش في كنفه خانعة مطيعة وربما بالإكراه وبلا حب وانسجام، والجاهلة بدورها الاجتماعي، هي صورة عن المجتمع المتخلف، والدولة البالية الغير قادرة على العيش باستقرار في الزمن الحديث، وباستمرار في عصر العولمة والتطور العلمي والتنافس التجاري والحضاري بين الأمم.
وبالتالي يُقاس مستوى عقليه الرجل ايضا بمدى احترامه الحقيقي الصادق للمرأه، وليس إدعاء كاذبا صوريا تمثيليا كحال الرجل الشرقي العربي المسلم!
وكيف لا يكون هذا حاله وهو ابن ثقافة المجتمع الذكوري القبلي الاسلامي، الذي غرسه محمد غرسا بالقوة في ذاكرة الأمة، وكرسه منزلا بشرائع ونصوص مقدسة من السماء؟
هذا المجتمع الشرقي الذي شرع له نبي العرب:
سلوكا وأسلوبا ومنهجا وسنة وتزمتا وتشددا وعنفا بحق المرأة، أدى الى سيطرة نظره ذكورية طاغية عليها، رغم تبرير الفكر الاسلامي لذلك ومحاولته اظهار الخير لها ولبناء مجتمع العفة والفضيلة والطهارة الاسلامية، الا انها في الجوهر نظرة استعلائية وممارسة سلبيه فظيعه، وعدوانية مبرمجة، ومخاصمه مسبقا، وحسيه مقززه وشبقيه جنسية مُفرطه لا مثيل لها.
ليس هذا فحسب بل، واجحاف لها ونكران لحقوقها وأهانه لذاتها ولكينونتها ووئدا لروحها ولنَفسها ومصادره لعقلها وقرارها وفكرها. وسجن لذاك القلب الشفاف والمشاعر الرقيقة لهذا الكائن البشري الجميل في سجن الشريعة وقفصه الحديدي الإلهي.
لطالما كنت أُقدر مختلف المهن خصوصا التعليمية منها، لأهميتها في تهيئة النشء، واحترم كل الأعمال وخصوصا الطبية الصعبة كعلاج مرض السرطان مثلا، الا اني ارى ان مهمة استئصال ورم سرطان الفكر أهم باضعاف المرات ولا يقارن باستئصاله الجسدي، رغم الأهمية القصوى في شفاء المريض من هذا المرض المدمر.
ان اساس مصيبتنا هو سرطان الفكر (العوق العقلي والتخلف الفكري)، هذا الورم السرطاني المتجذر بعقليه العربي ومرده الفكر الإسلامي وآياته وشريعته عبر قرون، الذي صاغ وأسس لتفكير شاذ، ومسخ وأصدأ العقل العربي والمسلم.
ولهذا ففي الظرف الحالي المطبق على مجتمعاتنا ضجيجا فضائيا إعلاما اسلاميا غوغائيا، والمتمادي ظلما وارهابا، والمتمدد شذوذا وظلاما الى بلاد الغرب الديمقراطية الراقية، أعتبرُ ان المفكرين والآدباء المميزين هم اصحاب الدور التنويري المطلوب والأكثر شأنا ومكانةً في أضاءه الحق وتصحيح هذه الافكار الشاذة، وجرأة وقدرة في فك طلاسم المعتقدات الخاطئة المستشرية، وشفاء دولنا من سرطاناتها وشعوبنا من الخرافات المتجذرة في ضميرها.
يراودني هذا الاحساس مع كل مقال لك!
فما تقوم به مع كل التنويرين مع احترامي وتقديري لهم جميعا، هو عمل ثقافي تاريخي جبار سيحقق اهدافه ويؤدي الى زعزعة امبراطورية آل بني جهل المبنية على اسس غيبية غير منطقية استبدادية واهية وهمية ومعادية لحقوق الإنسان.
مقالة "اشكالية المطر" هي استمرارية ناجحة لسلسلة توضيح الاخطاء القرآنية، وبصيغه علمية واضحة لا لبس فيها، وبأسلوب سلس جدا مهذب وبعبارات مميزة المعنى حيادي منطقي عقلاني ولآيات محددة ورئيسية، يصعُب على اي شخص طبيعي سليم العقل تقبل هكذا أخطاء فظيعة علميا ومنطقيا.
هذه السلسلة هي عمل رائع بل أكثر، وتستحق الاعجاب والتقدير والثناء بأجلى صوره واشكاله، والذي يدفعني في كل مرة للشعور بأن ثُقل المقال الفكري يجب ان يأخذ مدى جماهيريا اوسع بكثير، مدى يوازى أهمية ثقله وعمقه الفكري وجهده المخلص في استنارة الحقيقة امام الجماهير المسلمة المضللة.
وما احوجنا بهذا الزمن التراجعي الانحداري التراجيدي الإرهابي لهذا تحديدا.
وفي داخلي دائما أتطلع أن تقرأ عيني شيء يُنصف الظلم والاجحاف الذي أسسه محمد بحق آدمية المرأة كأنسان قبل ان تكون امرأة، بالرغم من تعودي مجبرة عدم قرائه هذا لكون الرجل عندنا لا يفكر به أصلا ولا بكتابته او لربما بقراءته، اليس كذلك؟"
لا يا سيدة ثورة! لا ليس كذلك!
لا تكوني مجحفة بحق رجال هم اكبر نصير للمرأة المظلومة، لقناعتهم بان تحرير الامة من التخلف لا يمكن ان يتحقق الا بتحرير المرأة.
ولهذا كانوا روادا في دفعها الى التمرد والتحرر على التقاليد والعادات العربية والشريعة الاسلامية البالية.
ان تاريخ النهضة العربية الحديثة والمجهضة من قبل ظلام الفكر الاسلامي حافلة باسماء منيرة من رجال الفكر والأدب والشعر دعاة تحرير المرأة:
كقاسم امين، وحافظ ابراهيم، واحمد شوقي، وجبران خليل جبران والزهاوي وغيرهم الكثير جدا وهم بالعشرات ونحن بحاجة الى مقال خاص بهذا الخصوص.
وهل هناك اروع من قول حافظ ابراهيم في دعوته لتعليم المرأة وتنويرها في القرن الماضي:
الأم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
ولكن حقا قبل ظهور الإسلام اشتهر العرب أبناء الصحراء القساة الغلاظ القلوب بعادة وأد البنات الشاذة لأسباب كانت ابنة عصرها وبيئتها سنأتي على ذكرها بالتفصيل.
ولكن رغم ذلك فلقد كان للمرأة العربية والشرقية قبل الإسلام دورها الحضاري والاجتماعي والتجاري والسياسي وكانت منهن الشاعرات وسيدات الاعمال وحتى الملكات ككيلوبترا وزنوبيا مثلا. ونضرب مثلا حيا من قلب البيت الاسلامي الا وهي خديجة زوجة محمد. التي لم تكن فقط سيدة اعمال وصاحبة تجارة ومال، وتمارس استقلاليتها في حركتها دون محرم ووكيل، بل وكانت ايضا تملك قرارها وتفرضه على قبيلتها كيف لا وهي التي اختارت محمد الفقير اليتيم المعدم زوجا لها رغم معارضة عائلتها.
ولكن من اين تاتي قسوة محمد هذه تجاه المرأة بشكل عام وبالأخص تجاه المرأة الزوجة الحنونة الراعية كخديجة التي انتشلته من الفقر والجوع وقدمت له العمل والمال والجاه ونفسها ووقفت الى جانب رسالته في احلك الظروف؟
سنجيب على هذا السؤال ونعلق على رسالة السيدة ثورة في الجزء الثاني من هذا المقال. يتبع!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الثّائرة ثورة
سناء ( 2010 / 7 / 1 - 13:01 )
تحيّة لك وللسّيّدة ثورتها على ثورتها الّتي شخّصت من خلالها العلّة وردّتها إلى أصلها وهو الدّين الّذي كرّس دونيّة المرأة في آيات واحاديث كثيرة، رغم إدّعاء الإسلاميّين بتكريم الإسلام للمراة مستدلّين بأحاديث ك: النّساء شقائق الرّجال..،هذه الثّقافة الإسلاميّة الّتي انتشرت وتجذّرت في الوعي الجماعي والموروث الإجتماعي أفرزت مجتمعات لا تنظر للمراة إلاّ أنّها شيطان يغري الرّجل وعورة يجب سترها ونجاسة تبطل الصّلاة ومخلوقة من ضلع اعوج وناقصة عقل وفاقدة للاهليّة يحقّ للذّكر تحجيبها وتاديبها والتّزوّج عليها ..والطّامة الكبرى انّ نسبة كبيرة من النّساء ثؤمن بهذا التحقير وتعتبره طاعة لله.إنّ مثل هذه التّشريعات إنتهت صلاحيّتها ولم اعد اتقبّلها لانّها تمتهن كرامتي وتحطّ من قيمتي كإنسان ولا يمكن لربّ عادل يرضى بإذلال مخلوقاته.


2 - وهل عضلات المرأة أقوي من عضلات الرجل؟
العقل زينة ( 2010 / 7 / 1 - 17:18 )
كنا زمان _وأرجو أن تطبقوا المثل علي وضع المرأة بالإسلام_ونحن بعد أطفال نتباهي بعبد الناصر ومهما إن كانت شخصية وقوة آبائنا الجسدية فنقول هي عضلات أبوك أجمد أقوي _من عضلات عبد الناصر؟


3 - السيد الكاتب المحترم
هاله ( 2010 / 7 / 1 - 19:58 )
وبالتالي يُقاس مستوى عقليه الرجل ايضا بمدى احترامه الحقيقي الصادق للمرأه، وليس إدعاء كاذبا صوريا تمثيليا كحال الرجل الشرقي العربي المسلم!

هذا كلامك وانفق معك فيه لكني اختلف معك في ان مكانة المراة في الغرب ايضا لازالت منحطة
المراة الان الة للجنس وانت تعرف كيف انهارت مؤسسة الزواج في الغرب وانتشرت ظاهرة الامهات العازبات والابناء المتولدين من غير زواج قانوني وتعرف ايضا كيف ان جسد المراة وغريزتها هما ما يحترم فيها في الغرب وما عدا ذلك فلا واذا القيت نظرة بسيطة على متطلبات الوظائف ومؤهلاتها والتمييز على اساس الجنس فيها وتعاطي المراة اجورا اقل ومنحها فرصا غير متكافئه مع الرجل في العمل الواحد لعرفت ما اعني


4 - اتفق مع سناء والعقل زينة واختلف مع هاله
سعيد علم الدين ( 2010 / 7 / 2 - 03:28 )
عزيزتي هاله ان ما تقولينه هي اشياء ثانوية لا تؤخر المجتمع من التقدم ولا المراة من المساهمة الناشطة في بناء مجتمعها وتحقيق طموحاتها. المراة في الغرب تشارك في كل مناحي الحياة وممكن بسهولة ان تحكم بلدها كالمستشارة الالمانية ميركل. والمراة في الغرب دورها فاعل وحقها مصان بالقانون سواسية بالرجل. ولم اسمع بانهيار المؤسسة الزوجية الا منك. مشاكل الطلاق موجودة في كل المجتمعات والاسلامية ايضا. تطور الحياة واستقلال المراة المادي يلعب دور اساسي في الطلاق. وانا اعرف شخصيا الكثير من العائلات العربية في برلين مطلقة. السبب ان المراة تحصل على اموالها من الدولة ولا بحاجة لزوج بعقلية عربية شرقية اسلامية متسلطة.


5 - م/ ظلمت محمدا يا علم الدين
نهاد كامل محمود ( 2010 / 7 / 2 - 10:56 )
م/ ظلمت محمدا يا علم الدين
نهاد كامل محمود

ياسيدي الكاتب انك تحمل محمد الاخطاء في الشريعة الاسلامية السنية والشيعية. ياسيدي ان محمد قد بلغ رسالته الى الاعراب في حينه ولكنه لم يكتبها بيده ولم يسجلهابصوته انما جمعت من صدوروسطوربشرغيرمعصومين بعد وفاته في زمن ابو بكر الصديق.ولهذا فالاخطاء الموجودة في الشريعة هي اخطاء البشر بعد وفاة محمد.ان تحميلك مسوؤلية ذلك لمحمد تكون انت قد ظلمته.اوافقك ان المراة مسحوقة في الشريعةوحقوقها تنحصرفي لقمةالعيش وشربةالماءوكساءيسترها فقط .وانااعزي ذلك لتفسيرات رجال الدين وجميعهم غير معصومين واجد من الظلم تحميل محمد مسؤلية ذلك. واود ان اضيف ان من ينظر بعدالة لحقوق المراةعليه ان ينظر لحقوق الطفل قبل حقوق المراة.انني ياسيدي اثني على الجانب غير الالحادي من علمانيتك واعترض على تحميلك المسؤلية للرسول محمد.


6 - اختلف مع هالة وكذا مع الكاتب علم الدين
نهاد كامل محمود ( 2010 / 7 / 2 - 11:55 )
يا سيدتي المؤدبة هالة ان المرأة في الدول الاسلامية آلة جنس مستعبدة اكثر من اي بقعة على الارض.امامك زواج المسيار وزواج المتعة وكتلوكات مصورة لعرض النساء بمثابة بضاعة للجنس موجودة في الاوساط الاسلامية.اما الامهات العازبات وابنائهن في الغرب فهم يسجلون في الغرب رسميا باسم الاب والام دون زواج ولهم حق الارث وقد اباح احد الفقهاء المسلمين المساكنة اي الزواج دون عقد مادام بدون اكراه بيما نحن المسلمون نكره بناتنا واخواتنا على الزواج.وانت يا سيدي الكاتب اخطأت في اعتبار قول هالة أشياء ثانوية لانها اشياء رئيسية ولا تؤخر المجتمع في الغرب ولكن عكسها في المجتمعات الاسلامية وتؤخر المجتمع.لكما احترامي


7 - العزيز نهاد كامل محمود
سعيد علم الدين ( 2010 / 7 / 2 - 13:56 )
المشكلة في الفكر الاسلامي من قران وسنة وحديث. من هنا لا استطيع الا ان اردها الى اشرف -خلق- الله. فهو صاحب الرسالة يا صديقي نهاد.
ومن هنا لا بد وان اوجه له الاصبع. مع احترامي لرأيك ومداخلاتك


8 - سيدي المعلق رقم6
هاله ( 2010 / 7 / 3 - 12:03 )
ساتغاضى عن فضولك في الرد بدلا من الكاتب واسألك من هذا الفقيه الذي اباح المساكنه بين رجل وامراة دون عقد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فاذا لم تذكر لنا اسمه والمصدر الذي نقلت عنه ولن تذكر فلك الحق في ان تصمت ولا تجيب

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah