الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أريد معلماً مختصاً بفن تغيير الوجوه

زيد ميشو

2010 / 7 / 2
المجتمع المدني


في غمرة الصراع مع الذات لصقل إسلوب حياة يقتضي العيش على أسس تصورتها سامية ، إكتشفت المعنى الحقيقي لكلمة غباء .
وبالسعي الحثيث لإذلال الشر والأمل المنشود بمجتمع نظيف لايعكر صفوه المصالح الشخصية الدنيئة ، عرفت الوجه الحقيقي للوحدة .
وبعد توسلات بالشمس أن تشرق نورها على الأماكن الموبوءة والتي تكتنفها رائحة الرطوبة العفنة ، تيقّنت من إن تبليط البحر اسهل من ذلك بكثير .
مددت يدي لتتشابك مع أيادي الآخرين ، ونعمل معاً من أجل بناء ماهدمته الأنانية ودنسته الأكف الملوثة ، وإذا بالتلوث قد أصاب المتشابكات ، ألا إنني نفسي ورفعتها للحال خشية أن تنتقل العدوى ليدي .
قررت أن أكون صريحاً ، لاأميل إلى المحاباة والتملق ، فرأيت العالم لايعرفني ، لم يعتد على رؤية الوجه الحقيقي بل يتمتع برؤية الأقنعة .
فهل أتقنّع ؟ وهل يكفي قناع واحد لأجلب السرور للناظرين ؟
صراع الذات لايجلب سوى المشقة ، والمشقة المثلى في هذا الزمن هو في التحلّي بالأخلاق ، والسائرون مع التيار يسمون ذلك غباء
وهذا ماانا عليه ، غبيٌ بإمتياز .
والشر هو سنة الحياة ولعبتها ، وهو هوائها ، والأشرار لهم الدنيا ومن سعى لينالها ، عليه أن يتقن تلك اللعبة ، فهم يقولون بأن الحياة لعبة ، وأنا مع من يحبها على أنها تعامل صادق وصريح مع الآخرين لاأنانية فيها ولا تهميش لأحد ، لاأحب التسلط ولا ولا مبدأ الهرميات ، الكل قاعدة لبعضهم البعض ، ومن يظن نفسه بأنه أعلى من غيره فليتذكر كروية الأرض ، فهو بالنسبة للطرف الآخر أبعد إنسان تحت البقعة التي يقف عليها ، وخير الأمور ليست أوسطها في تلك الحقيقة ، لأن الجميع على السطح .
إن كانت الحياة لعبة فإن ملعبها مغلق ، لانور حقيقي فيه ، بل نور مصنّع بتوربينات يخرج عادمها ملوثاً الهواء النقي الذي يتسرب عبر مسامات في مختلف زوايا الملعب وأشعة الشمس تتمنى أن تخترقها إلا إنها لاتصل بعد أن وضعت أمامها العراقيل لمنعها حتى لايتعود اللاعبون والجمهور رؤيتها .
ويد واحدة لاتصفق ، ولاتستطع أن تعمل منافذ تستقبل أشعة الشمس المسكينة التي لايدركها سوى القلة من خارج الملعب .
أنا خارج الملعب ، وغيري الكثيرين ، لكننا لانشكل سوى نسبة ضئيلة كتب عليها الصراع من أجل الحب ومن أجل الخير ومن أجل رفع الحظر عن تحجيم العقول وإستصغارها والهيمنة عليها
أصرخ أحياناً ، لماذا تحجب الشمس ؟ لِمَ لاتسمحون لها بإنارة المكان ؟ إلى متى ستلعبون نفس اللعبة ؟ إلى متى سيبقى المتفرج متفرجاً فقط ؟ لماذا لايتمتع ويستمتع البعض بالنور الحقيقي والهواء النقي ؟ لماذا يفضلون الزيف ؟ ،
الفرق كبير بين نور الشمس وضوء البروجكتور العالي الواطية ، ولا من يصدّق .
فهل أقول تباً لهم ؟ هم كثيرون جداً ، لكنني سأقول تباً لي ماأغباني ، لاأعرف اللعب .
فمن يعلمني ؟ فإن وجهي أضحى قبيحاً دميماً ، أريد أن أتجمّل .
أريد ان أخوض لعبة الأقنعة
أحتاج إلى قناع ، أحتاج إلى اقنعة ، عند ذاك سيقبّلني الجميع إلا إنهم لن يتعرفوا على حقيقتي ، لأنهم بالأساس لايعرفون الشمس بل الضوء ، والضوء المصنع يخدع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزي الكاتب المحترم
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 7 / 2 - 09:21 )
خاطرة جميلة بالفعل , اختلفت في صياغتها عما عهدناه . أعجبتني صورة كروية الأرض . نعم أخي الكريم , هكذا هي الحياة , أصبحنا نعيش بالكذب والتلفيق والوجوه المتعددة , الصادق فينا مهمّش , والمستقيم لا حيل له ولا قوة في مجتمع يبني ثقافته على الخداع والدجل , لكني أرى أن الانسان مهما تقنّع فإن جوهره هو الغالب , حضرتك تعيش في مجتمع يزخر بالصادقين , كيف عرفت ؟؟ بسيطة , ما دمت لا تعيش في مجتمع عربي فإنك حتماً مهما عزّ عليك ستجد الصدق والاستقامة , صدقني , لا تفقد الأمل وشكراً


2 - نحتاج لمختص بتغيير العقول
اياد بابان ( 2010 / 7 / 2 - 09:53 )
العزيز زيد .. شعاع الشمس ونورها سيخترق ويحرق كل الاقنعه التي تخفي الوجوه الظلاميه الكالحه . .ولسنا بحاجه لمعلم مختص بفن تغيير الوجوه . .وما حاجتنا اليوم الا لمعلم مختص بفن تغيير العقول المتحجره التي يغمرها الجهل والحقد على كل ماهو متحظر وانساني يدعو لحريه الفكر والخلاص من عبوديه التخلف .تحياتي لك .


3 - اهلا زميل
ناهد ( 2010 / 7 / 2 - 19:28 )
ارحب بك في عالم الغباء كما ألحق نفسي بتلك الصفة المحببة لقلبي ، وما الضير في الغباء انك لا تُرائي الاخرين ، ان تكون صريح ومباشر في حين يتقن الغير حرفة الكلام واللعب على مليون حبل ، ان تُحب الجميع وحتى المخالف معك ، لا سيدي الغباء افضل واسمى من ذكائهم ومكرهم وتلك الاقنعة التي يختفون من ورائها .
تحياتي لك
سلام


4 - الناس معادن ، وسيصدأ المعدن الرخيص
الحكيم البابلي ( 2010 / 7 / 2 - 19:48 )
العزيز زيد الورد
أوافق على أغلب ما جاء في خاطرتك الجميلة ، ولكن لا تيأس ، ويجب أن تتعود الإحباط ، فهو سيُلازمك طوال حياتك ، كون لعبة الأقنعة موجودة وبخير وستتكرر آلاف المرات ، لذا عليك أن تتعامل معها بحذق وشطارة وإنتباه ، ولا تدعها تغلبك ، ومع هذا ستفقد الكثير ، لأنك أصلاً لا تحمل مؤهلات الخداع ، وكل ما أنصحك به هو معرفة فنون اللعبة ، لا لمزاولته بل لحماية نفسك ، وهذا ما يفعله الناس الطيبين ..... الشطار
بعضنا يلعب لعبة الأقنعة أحياناً ..... مُجبرين ، ولكن كما تقول السيدة ( قارئة الحوار المتمدن ) في تعليق # 1 : الإنسان مهما تقنع فإن جوهره هو الغالب
وهذا صحيح وواردٌ جداً ، ومهما أقسرَ الإنسان نفسه على التقنع ، فهو سيعود لطبيعته وجوهره الأصيل لا محالة
هذا بيت شعر ينطبق على الطرفين ، الجيد والسيئ ، المُقنع والحامل لوجهه الحقيقي
كل أمرئٍ راجعٌ يوماً لشيمتهِ ..... وإنْ تخلقَ أخلاقاً إلى حينِ
وهذا يقول لنا بأننا أنفسنا ، بقناع أو بدونه ، وسيصدأ المعدن الرخيص في النهاية
هي حياة واحدة يا صاحبي ، فلنعشها بكرامة وترفع عن الصغائر ، وعن الصغار
تحياتي


5 - الى الهزيله معلقه تسلسل 3
ابوسعود ( 2010 / 7 / 2 - 21:33 )
الى ناهد كم من الغباء تحملين .لوكان لك ذره من فهم لعرفتي مايعنيه الكاتب .؟؟ فكم من قناع تحملين ليسترك .ولكن كلها من شمع وستذوب امام شعاع الحقيقه التي تصهر كل معدن هزيل . .


6 - ذكاء
Aghsan ( 2010 / 7 / 2 - 22:09 )
سلام عزيزي زيد، تلميحك بخاطرتك هذه تنم عن ذكاء خارق!!!
لاتبالي ولاتستسلم لأصحاب الأقنعه فعاجلا ام اجلا ستزول وعندها ستتفاجيء لوقت وجيز ثم ستضحك من كل قلبك عليهم!!!
اسأل مجرب!!! ولاتسأل الحكيم البابلي ......... اويلي بس لايزعل مني
Cheer Up Man!!!

تحياتي واحترامي لذكائك وللحكيم البابلي


7 - بدون اقنعة
نانا امين ( 2010 / 7 / 3 - 00:27 )
عزيزي زيد ، لا تحتاج الى اقنعة ، ما اجمل ان نكون على طبيعتنا وما اجمل ان يتقبلنا
الاخرون كما نحن، عند ذلك يزيد حبنا لهم وتعلقنا بهم اليس كذلك؟
نحن نعيش في مجتمعات صناعية ، تطحن الانسان طحنا هههههههههه لا ابالغ في ذلك فانت لكي تستطيع توفير الحياة الكريمة فيها حيث
الغني يزداد غني بدون مجهود ، والفقير يزداد فقرا مهما بذل من جهود ، ويا ريت هذا فقط فكما قلت فنحن نحتاج الى اقنعة متعددة للعيش بسلام بينهم ههههههههههه ولكني اعتقد في النهاية يجب التصرف بطبيعتى وعند ذلك ابقاء الدين يتقبلوني كما انا في حياتي، واخراج من لم يتقبلني هههههههههه
اتمنى لك السعاده والهناء




8 - الغباء
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 7 / 3 - 00:51 )
الصديق العزيز زيد
ما علاقة الغباء بخصال وسلوكيات شخصية ؟؟
الانسان الصريح والواضح وغير المُنافق ليس غبياً ، وكذلك الانسان المُنافق والمُقنع والمُتلون ليس غبياً ، الغباء هو قصور في الفهم نتيخة علة وتخلف في الانسان ، ثم لماذا
الاستسلام وطلب المساعدة لتغير وجهك ولبس الاقنعة ؟؟ اليس هذا ضعف وانهزام ؟؟ الافضل الصمود والمقاومة وكشف وفضح المُقنعون والمنافقون
تحياتي


9 - قراءة مابين السطور
Aghsan ( 2010 / 7 / 3 - 04:39 )
الغالي زيد اتمنى ان تسمح لي بهذا التعليق
السيده ناهد.....تحيه، لااعلم اذا كان رد السيد صاحب التعليق رقم5 نتيجه لختلاف الأراء بتعليقات سابقة ولكن الذي اعلمه علم اليقين ان لاتبالي بمن يحاول ان ينال منك والأجدر به ان يأخذ دروس له قبل ان يوجه مدافعه بالتجريح بالأخرين!!!
تقديري واحترامي لك ياناهد
هذا الأهداء لك وللناس الطيبه
http://www.youtube.com/watch?v=MnrKAGmAvv4

صاحب التعليق رقم 5 ... أنتبه فعلى مايبدو شعاع الحقيقه بدأ بتذويب قناعك


10 - الأصدقاء الأعزاء - 1
زيد ميشو ( 2010 / 7 / 3 - 06:38 )
عزيزتي قارئة الحوار المتمدن
أعدك ... لن أستسلم
كم من مرة يراودني شعور الإستسلام ، ومن ثم أندم على ذلك ، وأبدأ من جديد
عزيزي أياد
كتبت هذا الموضوع ونبهني عزيز على قلبي بأني لست الوحيد
كان ذلك التنبيه جرس إنذار ، فكيف لي أن أكون أناني لهذه الدرجة وأتكلم عن نفسي فقط ، فشكرته في قلبي وأشكره الآن . يكفي بأن يكون لنا شرف المحاولة ...مارأيك ؟
العزيزة ناهد
نحن متفقين ، وهذا يسعدني ،
وأقدامنا على الطريق الصحيح ... فهذا فخري
عزيزي الحكيم البابلي
خسرت الكثيرين وسأخسر أكثر
لكني ربحت الكثير من الرائعين ، وهذا كنزي
وماأجمل حكمتك ... هي حياة واحدة يا صاحبي ، فلنعشها بكرامة وترفع عن الصغائر ، وعن الصغار
أخي أبو سعود
أعتقد بأن الأخت ناهد قد فهمت الموضوع جيداً ، وجاء تعليقها في مكانه ولها مني جزيل الشكر .... كنت أتمنى أن أقرأ تعقيبك على المقال حتى لو كان نقداً أورفضاً تاماً لكل فقراته
أبقيت ردك لأكتب ردي هذ كي يكون لي الفرصة لأشكرها ...تحياتي لك
أغصان ياوردة
التعليق الأول .. لن أستسلم لأني في وسطكم
وفي الثاني .. طالما رقصت على هذه الأغنية بفرح ..كنت أعشقها ..شكراً على إختيارك


11 - الأصدقاء الأعزاء - 2
زيد ميشو ( 2010 / 7 / 3 - 06:55 )
العزيزة نانا أمين
أنت من الذين عرفوا الشمس وعشقوها
فمرحى بمن يقبلك ويحبك كما أنت ... جمالك في وضوحك
العزيز فارس ميشو
لاعليك يأبن العم ... إتضح بأني مصاب بحساسية شديدة تجاه الأقنعة
لذا أراني مضطراً على الصمود كما تقول


12 - شكرا ...شكرا
ناهد ( 2010 / 7 / 3 - 13:36 )
اسمح لي استاذي العزيز زيد ان اطل من مقالك لاشكرك مرة اخرى ولاشكر السيدة اغصان ، لكما مني كل تقدير وشكرا على الرابط اغنية جميلة حقا يا اغصان كلك زوء .
سلام

اخر الافلام

.. لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام


.. مراسل الجزيرة يرصد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة ف




.. اعتقال مرشحة رئاسية في أميركا لمشاركتها في تظاهرة مؤيدة لغزة


.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال




.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح