الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من قارئه

ادم عربي
كاتب وباحث

2010 / 7 / 2
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


رسالة من قارئة

وصلني ميل من إحدى القارئات تتحدث فيه عن نوع من تجربتها في مجال الحرية في مجتمعات مثل منطقتنا , لا أريد هنا كتابة ما قالت بالضبط , ولكن الفكره من رسالتها كانت :

انتم معشر الكتاب التنويريين , وخاصة انتم من تكتبون في شؤون المراه المسلمة او المراه العربية , لا تعلمون ما نعانيه من جراء التمرد على ما هو مألوف في مجتمعاتنا , فتقول المراه المتحررة هنا , وهنا تقصد بالمتحررة المختلفة في طريقة لبسها ونوعا ما في علاقاتها مع زملاءها ,
فهي تقول : نتمتع بأكبر قدر من الترحيب والقبول بين زملائنا الذكور , وننسج افضل العلاقات الودية والوردية الحالمة , ودائما نشعر بعزة النفس والثقة بالنفس , ولكننا نكتشف الحقيقة متاجره , نكتشف أننا لم نكن سوى دمى للعب والتسليه وامضاء وقت من قبل زملاءنا , وان نظرة زملاءنا كانت نظرة استغلاليه لنا , تقول هذه الفتاه ايضا اثناء تجربتها , كنت انا وزميلي فترة الدراسه الجامعيه والممتده خمسة سنوات حيث ندرس طب الاسنان , قد تعاهدنا على الزواج بعد تبادل الحب , وكانت افكارنا متقاربه في كل شيء , حتى في ادق التفاصيل , أي لم مختلفين تماما , بل متفقين .
تقول : عندما اراد صديقها فعلا الزواج بعد انتهاء الدراسة والخروج الى العمل , ابتعد عنها وفكر ببنت متدينه محجبه , ولم يلتفت اليها مطلقا وكان شيئا لم يحدث , من خلال رسالتها تتهم كل تنويري انه مخادع , ففقط يكتب من اجل الشهره , ولا يعبر عن حقيقته , وكيف لا وصديقها من اشهر المنظرين بحقوق المراه وتحررها .

هذه فحوى الرساله التى وصلت من السيده , حيث وصلتني اليوم , وقد كنت اندب حظي على خسارة البرازيل , حتى انني قلت لنفسي لا اريد اكمال مباريات المونديال , فجائت هذه الرساله لتشغلني وتبعد عني مرارة هزيمة البرازيل , فقد وجدت نفسي ليست وحدي مهزوم .

الحقيقه هذه القصه ذكرتني بزميل لي , حين قرر الزواج , كانت طريقة غريبه نوعا ما في اختيار زوجته , ولكن لا تخرج عن سياق ما قالته المراه
صديقي راى فتاة احلامه لاول مرة وكانت طالبه في احدى الكليات , وطبعا يريدها متحجبه , وهي كانت كذلك , لم يكتفي صديقي بذلك , بل سال عنها وعن حياتها الجامعيه من خلال اتحاد الطلاب في الجامعه , طبعا عن طريق أصدقاءه في الاتحاد , حيث كان صاحبنا من المتنفذين , اعجب صاحبنا في البنت لان لا احد استطاع ان يعرفها في الجامعه , فقد اعتبرها صاحبنا ملاك يسير على الارض , تزوجها صاحبنا وانقطعت اخباره عني , ولا اعرف هل فعلا وجد مريم البتول ام لا .

في الحقيقه الموضوع كله لا يخرج عن ثقافة المجتمع الذكوري العربي , ودونية نظرة للمراه , المستمده من الدين والثقافة المجتمعيه , وفي ظل غياب قوى التغيير لصالح قوى التخلف والعشائريه , في مجتمع مشوه اقتصاديا وفكريا وثقافيا , لا زال يعيش في مرحلة الاقطاع قبل الف سنه من الان .

ان نظرة الرجل الشرقي للمراه وخصوصا الرجل العربي , هي نظره ساديه , فهي ملك له , يفعل بها ما يريد , للمتعه والترفيه عن النفس , واداه للتفريخ , لذلك هو خارج الزواج يفعل ما يريد مع من يريد , ولكن عند الزواج لا يريد لزوجته ان تكون مشاع , لذلك يختارها حسب ظنه لا تعرف شيء او ضمن ثقافة المجتمع , فالمالك لا اريد احد التطفل على ملكيته , هذه هي النظره القاتله للرجل والمراه سيان , وكيف لا تكون قاتله والاسره هي اللبنه الاساسيه للمجتمع , لنجده يعيد نفسه بنفس الاليات .

هذه النظره الدونيه للمراه هي اهم اسباب تخلفنا , وسنبقى متخلفين ما دام نصف المجتمع يعاني التهميش والاضطهاد ,.
مع اعتقادي ان حرية المراه مرتبطه بحرية الرجل ايضا , وصولا الى مجتمع مدني يحفظ كرامة الكل , الا انني لا اريد احباط المتمردات التنويريات من النساء , ففي ظل هكذا مجتمع , تحارب المراه بكافة انواع الاسلحه , لتجد نفسها مستسلمه تقبل واقعها بمراره , فهي تحارب في زواجها وتحارب في عملها وفي نظرة المجتمع لديها .

ان اهم معالجه للمراه في مجتمعاتنا المتخلفه هو التعليم والاستقلال الاقتصادي والنجاح رغم القهر , فعندما تستقل المراه اقتصاديا تمتلك اول سهم في طريق حريتها , فما بالك اذا تفوقت سواء اقتصاديا او مهنيا ؟ لا شك امراه بهذه المواصفات في مجتمع متخلف فقير غالبا سوف تمتلك هامش من الحريه لا ينازعها فيه احد , الا اذا كانت هي من اصحاب الايدولوجيات المقيته فتصبح سيفا مسلطا على رقاب بنات جنسها , قد يقول قائل مفارقتك ليست دقيقه , فلا يوجد اغنى واثرى من مجتمعات الخليج , ولكن بنفس الوقت لا يوجد ما هو اسوا من وضع المراه في تلك المجتمعات , نقول في هذه الحاله المجتمعات الخليجيه , هي مجتمعات مستهلكه غير متطوره متخلفه , ما زالت لا تؤمن بتعليم المراه ولا في خروجها لسوق العمل , واعتقد ان فقرها افضل من ثرائها من اجل قضية تحرر المراه .

اخيرا اقول للنساء عموما والتنويريات خصوصا , لا تتساهلي في حقوقك وحريتك ايتها المراه او الابنه او الاخت رغم صعوبة المعركه , وتشبثي في حقوقك , فهي حقوق انسان من الدرجه الاولى , وانتن ايتها التنويريات تستطعن النجاح في هكذا مجتمع متخلف وساذج , لكن بالتميز والنجاح , ومن غير خسارة في كرامتكن , لتكن طلائع المستقبل لبنات جنسكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعبير عن الواقع
ياسر ( 2010 / 7 / 2 - 23:25 )
الاخ الكاتب موضوعك يعبر عن حقيقة المجتمعات العربيه والثقافة الذكوريه
شكرا لمقالتك


2 - اصابت
ناهد ( 2010 / 7 / 3 - 00:03 )
اعتقد ان رسالة القارئة تعبر عن اغلب المجتمع العربي ، جُل سوء تقديري للاشخاص والمواقف كان متعلق برجال تنويرين توسمت فيهم صفات ايجابية اخلاقية حاولوا اظهارها اخفاء لذلك الشعور بالنقص او محاولة لكبت مشاعرهم الغريزية ، معذروات نحن النساء ان بدأن نفقد الثقة بكم وبشعاراتكم !!! لكن ليس اي عذر امامنا يمنعنا من عدم مواصلة الطريق نحو مستقبل افضل لنا .
تحياتي للكاتب
سلام


3 - رد للقراء الاعزاء
ادم عربي ( 2010 / 7 / 3 - 07:03 )
الاخ ياسر نعم هذه هو الواقع للاسف


4 - الاخت العزيزه ناهد
ادم عربي ( 2010 / 7 / 3 - 07:08 )
شكرا لك فتعليقك لا يقل اهميه عن رسالة القارئه
العزبزه ناهد
من هم الكتاب التويريون هم ايضا من ابناء هذا الشعب وما زالت لعنة الشرق تطاردهم
انا مثلا لا ادعي الخروج التام عن ثقافة الرجل الشرقي ولكنني احاول عسى ان يكون ابنائي احسن حال مني
تحيه لك مره اخرى على جرائتك ورهافة حسك


5 - الاستاذ والاخ العزيز ادم عربي
سالم النجار ( 2010 / 7 / 3 - 12:28 )
يسعد مساك
لم تكن خسارة البرازيل سوى كبوة حصان جامح, وستبقى الساحرة سيدة الكرة العالمية ولو كره الكارهين
التحولات 180 درجة في مواقف بعض التنوريين يدل على عدم قناعتهم بالاساس بمبدأ المساواة وتحرر المرأة , نعم اتفق معك تماماً بأن تكون اسبابها ترسبات الماضي او العادات والاعراف التي تجبرنا دوماً ان نبقى في جلاليب ابائنا, لكني اعتقد ان من رسم لنفسه هذا الطريق لا بد ان يكون قد اعد العدة وهيىء نفسه لتلك المعركة الشرسة من اجل التغير


6 - الاخ العزيز سالم النجار
ادم عربي ( 2010 / 7 / 3 - 12:52 )
اخي الرائع سالم
نعم بكل تاكيد ستبقى البرازيل ساحرة الكره في العالم ومدرسة متميزه , لكن هارد لاك مع الاسف
اتفق معك بخصوص الكتاب التنويريين الحقيقيين , ولكن تبقى بعض من رواسب الماضي
شكرا سيدي لمرورك الكريم


7 - اخي العزيز آدم عربي
مرثا ( 2010 / 7 / 3 - 21:17 )
سلام لك ونعمة
اتفق مع الفاضل سالم فخروج البرازيل محزن جدا ولكن لننسى ماهو وراء وهم ايضا يفعلون هذا ويتقدمون الى ماهو قدام
شكرا لك على مقالك وعلى الرسالة الصادقة وهذه معاناة المرأة العربية التي سياتي لها يوما وتنتهي اذا استمر الرجال يساندون بالكلمة وبالفعل ، واذا صممت المرأة على الإستمرار في مسيرة التحرير والتخلص من كل قيود نظرات المجتمع الشرقي لها
الفجر آتِ ياأخي
تقديري واحترامي


8 - بالصدفه
مازن ( 2010 / 7 / 4 - 00:18 )
كيف لاعرف قرءت جزء من مقالتك
حبك للبرازيل ودفاعك عن العفن الاجتماعى بانك مصر ان تبقى البرازيل على راس البشريه بالقهوه وكره القدم وان تبقى الانثى فى مجتمعاتنا تستجدى الرجل كى يتزوجها انا اقول للك طز بالبرازيل وطز بااموروث الشرقى عاشت حرية الفتاة وعاشت الارغواى جدد عقلك ياادم اعذرك لان اسمك اخترعه الحريصين على بقاء الانسان بليد لايفكر ولا يتجدد


9 - العزيزه مرثا
ادم عربي ( 2010 / 7 / 4 - 08:38 )
نعم سيدتي خروج البرازيل محزن. ولكن طبعا محفز لمزيد من النجاحات, وكن لا يتفدم يتاخر
نحن نحاول تشخيص المشكله مع الفتاه العربيه في واقعها على امل التغيير , وان كنت اعتقد لا بد من دفع ثمن
شكرا مرثا


10 - الاخ مازن
ادم عربي ( 2010 / 7 / 4 - 08:41 )
لا ادري ما تقصده خصوصا وانت تقول قرات جزءا من مقالتك, فكيف تحكم على المقاله من خلال قراءة جزء منها
على كل حال شكرا لك وتحيه لك

اخر الافلام

.. الأستاذة عزيزة الساحلي صاحبة مشغل الأنامل الليبية للخياطة


.. -كن معي في عالمي- دعوات للاهتمام بأطفال اضطراب التوحد




.. عضوة هيئة تدريس متعاونة بجامعة بنغازي المشاركة بورقة علمية ف


.. رئيسة اللجنة التحضيرية لملتقى أطفال التوحد نعيمة الحاسي




.. اكتشف هوية الهولندي الذي تسبب في حمل مئات النساء في العالم